من المتعارف عليه عند شيعة أهل البيت(ع)،أن هنالك لذكر الإمام المهدي (عج)
بتاريخ : 02-05-2009 الساعة : 01:35 AM
- من المتعارف عليه عند شيعة أهل البيت (ع) ، أن هنالك محطتين لذكر الإمام المهدي (عج ) : فالأولى : هو يوم ميلاده الشريف في النصف من شعبان ..والثانية : هو اليوم الذي تسلم فيه مقاليد الإمامة بعد وفاة أبيه الإمام العسكري(ع).. ومن المناسب أن
نتطرق إلى ما هي وظائفنا نحو إمامنا (عج) في زمان الغيبة :
- من وظائفنا في زمان الغيبة : حمل هم غيبة الإمام (عج) .. إذ لا خلاف في أن من موجبات الهم والغم الأكيد ، غيبة الإمام صاحب العصر والزمان (عج) ، وخصوصاً بأن كل ما يحدث على هذه الأرض من مآسي وظلم وإسالة للدماء يعود إلى غيبته (ص) ، لأنه بظهوره - كما هو موعود - ستملأ الأرض قسطاً وعدلا ، بعدما ملئت ظلماً وجورا ..ومن هنا نجد أئمتنا (ع) قد كانوا يعيشون حالة من الأسى والحزن الشديد على هذه الغيبة قبل أن يولد (ع).. ومما يروى أن الإمام الصادق (ع) شوهد جالساً على التراب ، وعليه مسحٌ خيبريٌّ مطوّقٌ بلا جيب ، مقصّر الكمين ، وهو يبكي بكاء الواله الثكلى ، ذات الكبد الحرّى ، قد نال الحزن من وجنتيه ، وشاع التغير في عارضيه ، وأبلى الدموع محجريه ، وهو يقول : (سيدي !.. غيبتك نفت رقادي ، وضيّقت عليّ مهادي ، وأسرت مني راحة فؤادي . سيدي !.. غيبتك أوصلت مصابي بفجائع الأبد ، وفقد الواحد بعد الواحد ، يفني الجمع والعدد ، فما أحسّ بدمعةٍ ترقى من عيني ، وأنين يفتر من صدري عن دوارج ( أي مواضي ) الرزايا ، وسوالف البلايا ، إلا مُثّل لعيني عن عواير ( أي مصائب ) أعظمها وأفظعها ، وتراقي أشدّها وأنكرها ، ونوائب مخلوطة بغضبك ، ونوازل معجونة بسخطك ).
ومن هنا فإن المؤمن كلما ازداد بلوغاً ورشداً فكرياً وعاطفياً ، كلما عاش مأساة غيبة إمام زمانه (ع) أكثر ، وبالعكس فإن إهماله لهذا الأمر ، علامةً على ابتعاده عن مصدر النور ..
- إن من موجبات الهم والغم أن يرى الإمام مقبوض اليد ، لا يمكنه أن يقوم بوظيفته ، ويغير في هذه الأمة .. ومن هنا فإنه يعيش (ع) حالة التألم الشديد ، لما يرى عليه من تخلف شيعته وتشتتهم ..إذ أن الإمام يحتاج إلى أنصار وأعوان على مستوى من المسؤولية ، وهذا مما يؤخر تعجيل مهمته (ع).. ولو أذن للإمام باستعمال الغيب والإعجاز ، لكان خرج منذ سنوات عديدة ، ولكنه ينتظر الظرف الاجتماعي المناسب ، والذي يمكن أن يعينه على حركته المباركة .
- إن من وظائفنا في زمان الغيبة : انتظار الفرج .. ومن خلال ما ورد في الراويات :- أن أفضل أعمال الأمة هو انتظار الفرج .. وانتظار الفرج من الفرج .. وانتظار الفرج من أعظم الفرج - نستدل على أن مفهوم الانتظار متضمن لمعانٍ كثيرة ، فمنها أنه يكشف عن الاهتمام بأمر الأمة ، وليس فقط الاهتمام بالاستقرار الشخصي فحسب ..وكذلك أن فيه دلالة على أنه عمل ، لا مجرد إبداء للتمنيات والآهات والأشواق ..فمن سمات الإنسان المنتظر : عدم الاسترسال في الشهوات ، والعروج بالنفس نحو الكمال .. عن الإمام الصادق (ع) قوله : (من سُرّ أن يكون من أصحاب القائم ، فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق وهو منتظر ، فإن مات وقام القائم بعده كان له من الأجر مثل أجر من أدركه ، فجدّوا وانتظروا !.. هنيئاً لكم أيتها العصابة المرحومة!.. ).
- من وظائف زمان الغيبة : الارتباط الشخصي بالإمام (عج) ، من خلال الدعاء ، وإهداء الأعمال له (ع) ؛ فإنه يسعد كثيراً بذلك ، ويردها أضعافاً على صاحبها.. إلا أنه يتألم أيضاً من عدم مراعاة الأمانة فيما يهدى إليه (ع) ، كما حصل لذلك الرجل ، حيث أصابه العمى ، لأنه أعطى من المال المدفوع للحج عن الإمام لابنه الفاسق .. وعن النبي (ص) أنه قال : (لا يؤمن عبدٌ حتى أكون أحبّ إليه من نفسه ، وتكون عترتي أحبّ إليه من عترته ، ويكون أهلي أحبّ إليه من أهله ، ويكون ذاتي أحبّ إليه من ذاته).
- إن من كواشف الارتباط بالإمام (عج) ، ما جرت العادة عليه من الوقوف عند سماع اسمه الشريف ، ووضع اليد اليمنى فوق الرأس ، وهذه الحركة مأثورة عن أهل البيت (ع) ، وفيها دلالة تعظيمية ، وتسليم لأمره (عج) .. وقد ورد عن الإمام الرضا (ع) ، أنه حينما وصل دعبل إلى هذا البيت في تائيته المشهورة : (خروج إمام لا محالة خارج *** يقوم على اسم الله بالبركات) ، قام وأطرق برأسه إلى الأرض ، ووضع يده اليمنى على رأسه ، وقال : (اللهم عجل فرجه و مخرجه وانصرنا به نصراً عزيزا).
- من وظائفنا في زمان الغيبة : الالتجاء إلى الله عزوجل بالدعاء بالثبات على الدين ، والسلامة من فتن آخر الزمان ، حيث الابتلاء بالشهوات والشبهات .. وهنا أمرنا في زمان الغيبة ببعض الأدعية ، ومنها دعاء الغريق ، وهو أن يقول المؤمن : (يا الله !.. يا رحمن !.. يا رحيم !.. يا مقلّب القلوب !.. ثبّت قلبي على دينك)..
غير أنه لا يعني ذلك الاكتفاء بالدعاء فحسب ، وإنما يلزم المؤمن السعي في تحصين نفسه : تكامل في الروح ، والفكر ، والعقيدة ؛ مثله مثل الإنسان الذي يطلب الرزق ، ويسعى جاهداً في تحصيله .
- إن الإمام هو الحبل المتصل بين الأرض والسماء ، فإليه مختلف الملائكة ، وما من أمر إلا ويعرض عليه (ع) ..يقول أحد الموالين وعكت ُوعكاً شديداً في زمان أمير المؤمنين (ع) ، فوجدت من نفسي خفّة في يوم الجمعة ، وقلت : لا أعرف شيئاً أفضل من أن أفيض على نفسي من الماء وأصلّي خلف أمير المؤمنين (ع) ففعلتُ ، ثم جئتُ إلى المسجد ، فلما صعد أمير المؤمنين المنبر عاد عليّ ذلك الوعك .
فلما انصرف أمير المؤمنين (ع) ودخل القصر ، دخلت معه فقال :
يا رميلة !.. رأيتك وأنت متشبّك بعضك في بعض ، فقلت : نعم ، وقصصتُ عليه القصة التي كنت فيها ، والذي حملني على الرغبة في الصلاة خلفه ، فقال : يا رميلة !.. ليس من مؤمن يمرض إلا مرضنا بمرضه ، ولا يحزن إلا حزنّا بحزنه ، ولا يدعو إلا أمنّا لدعائه ، ولا يسكت إلا دعونا له .. فقلت له : يا أمير المؤمنين جعلني الله فداك !.. هذا لمن معك في القصر ، أرأيت من كان في أطراف الأرض ؟.. قال : يا رميلة !.. ليس يغيب عنا مؤمنٌ في شرق الأرض ولا في غيرها .