يتبجح الملحدون بأن لا دليل على وجود الله ، و عندما نأتي بدليل ينكرونه ، ويعتقدون أن كل الأدلة مردود عليها ، وأنى لكم ذلك أيها الملحدون ، فالأدلة كثيرة ، منها قوله تعالى : (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ) ، ألا وهذا الدليل دليل عدم أزلية الكون ( السببية ) .
هذا الكون لا بد أن يكون له خالق ، فلا يمكن أن يكون الكون أزلياً ، والمادة لا يمكن أن تفنى أو تستحدث ، فيجب أن يكون هناك قوة خارقة تخلق هذا الكون ، وتكسر القوانين , هذا هو دليل السببية .
وعلى الدليل يأتي مستشكل يستشكل بأن ما هو مسبب الله ، أو كيف يكون الله أزلياً ، أو يقول : "من خلق الله , فيجب أن يكون له خالق" , أما الرد على ذلك , فهو أن المادة تخضع للزمان ، يؤثر فيها فتكون داخل هذا الإطار ، أما الله فهو خالق الزمان والمكان ، لا يحده الزمان والمكان , ولا ينطبقان عليه ، فلأن الله لا يحده الزمان لا يمكن أن نقول كيف صار أزلياً ، لأنه بشرط عدم وقوعه في إطار الزمن , ولا تنطبق عليه تأثيراته فلا يكون غير موجود في زمن وموجود في زمن آخر , فالله لا يمكن أن يكون غير أزلي , وكل شيء لا ينطبق عليه الزمان من أصله يجب أن يكون أزليا وأبديا .
أدلة وجود الله كثيرة , وإنما استشكالات الملحدين هي محض أخطاء في الموازين , وإنهم يريدون محو الإسلام ولكن هيهات (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) فإننا نهزمهم بحجتنا , ولو هزمونا بقوتهم , فحجة الله إمامنا المهدي عجل الله فرجه لهازمهم , وليحكمنا بالإسلام الذي كرهوه .