تناقض السيد كمال الحيدري في قضية تدخل الإمامة الحجة في تعيين المرجعية العامة للشيعة
بتاريخ : 18-09-2013 الساعة : 12:32 AM
ذكر السيد كمال الحيدري في إحدى حلقات شهر رمضان المبارك لهذا العام 1434هـ في برنامج (مطارحات في العقيدة) أنَّ نظرية تعيين أو تدخل الإمام الحُجَّة عجل الله تعالى فرجه الشريف في تعيين المرجعية هي نظرية أصولها أموية، وقد كرَّر قوله صارخاً (أصولها أموية) ثلاثاً للتأكيد على هذا الأمر.
قال السيد كمال الحيدري في برنامج مطارحات في العقيدة بعنوان (من إسلام الحديث إلى إسلام القرآن القسم2) :
"هو هاي النظريّة نظريّة الإقصاء، هسه ما يفرِّق إقصاء سياسي، إقصاء فكري، إقصاء ديني، إقصاء مرجعي لا يُفَرِّق، فقط إقصاء لأنّه لابدّ هناك من قدسية، هناك ماذا؟ من قدسية، لابدّ أنّه ماذا؟ تعطى قدسية، هذه القدسية شلون تجي؟ أمّا السلطة السياسية تعطي مولانا الناس الشعب منتخبيه، أمّا المرجعية تقول بلي الحجة بن الحسن امْعَيِّنَه مولانا، بيني وبين الله من يستطيع أن يتكلم على تعيين الحجة بن الحسن؟، ولهذا إجت هذه النظريّة التي أصولها أموية، أصولها أموية، أصولها أموية، وهي أنّ الحجة هو الذي يعين المرجع الأعلى، هذه أصول أموية، لماذا؟ حتى يقطعوا الطريق على أي نقد على ماذا؟ على المرجع أو الحاكم، على المرجع، مع أنّه أنت عندما ترجع إلى تاريخنا إلى الإمام الحسن تجد أنه كبار أصحاب أمير المؤمنين وأصحاب الإمام الحسن دخلوا عليه وماذا؟ واعترضوا وقالوا ولم يقل لهم أنتم تعترضون على إمام معصوم، ما قال هكذا، قال لا تعالوا أبين لكم القضية ما هي، هذه قضية النقد كانت موجودة، لماذا لابدّ أن يغلق الآن باب النقد للمؤسسة الدينية وما قصرت وما قامت به؟ لماذا لابدّ أن يُغلق هذا الباب؟ لماذا؟ لابدّ أن يُحَصَّن، كيف حُصِّن؟ حُصِّن بأنه ماذا؟ تعيين واختيار، وهل يعقل أن يكون مرجعاً عاماً والإمام لا يتدخل؟ وهنا أنا أدعو، وهنا أدعو، يظهر انتهى وقتي، دقيقة واحدة، وهنا هذه الدقيقة الواحدة اليتيمة أعزائي وأعتذر للمشاهد، وهنا أدعو دعوتي واضحة من يدعي أن الإمام الحجة كما ادعيت، قلت من يدعي أن أحداً رأى الإمام الحجة في عصر الغيبة الكبرى قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين، وأتحداكم كل حواضركم العلمية والكتب العلمية إذا استطعتم أن تأتوا بدليل واحد مستند أنّه رآه أحد أنا مدينٌ لكم، وأتحداكم ثانية أن يقول أحد ما هو الدليل أن الإمام يتدخل في تعيين ماذا؟ في تعيين مرجعية، لا عزيزي، نعم قد يكون المرجع مؤهلاً له صفات كذا وقد لا.. الإعلام يخلق المرجع، المال يخلق المرجع ووو..إلى غير ذلك. والحديث ذو تتمة، وذو شجون".
أقول : نلاحظ أنه قال أنَّ هذه الفكرة وهي تعيين أو تَدَخُّل الإمام الحُجَّة في تعيين المرجع الأعلى أصولها أموية، وقال أنَّ سبب إشاعة هذه الفكرة هو إعطاء قدسية للمرجع تمنع من توجيه النقد له.
ولكن لنرى ما الذي حدث في آخر الحلقة وتحديداً عند آخر اتصال في البرنامج، حيث اتصل أحد المؤمنين من السعودية وأراد تذكير السيد كمال الحيدري بكلام قاله في سنة 1427ه، ولكن السيد الحيدري قطع عليه الكلام مباشرة وظهرت عليه آثار الارتباك :
أبو علي من السعودية: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته… أنا عندي مداخلة على عجلة لكن أتمنى أن تتسع الصدور وإن شاء الله صدركم سماحة السيد واسع ويتقبل الرأي الآخر، في البداية نتصور أن موضوع الحلقة هو حول الإسلام إسلام الحديث وإسلام القرآن، فما أدري سبب إدخال التحدي في رؤية الإمام المهدي وارتباط الإمام المهدي بالمرجعية هل له علاقة بموضوع الحلقة أمْ لا
؟النقطة الثانية : بخصوص ما يتعلق ... سماحتكم عام 1427 تذكرون منه أن...
عندما وصل المتصل إلى هنا قاطعه السيد الحيدري وقال وآثار الارتباك ظاهرة عليه : شنو علاقة عزيزي؟ شنو هذا البحث؟ شنو علاقة؟ شنو هذا البحث؟ لا عزيزي شنو علاقته أنا شيء ذاكره في الكاسيت تريد تنقله على الفضائية شنو علاقته عزيزي؟ أبداً أبداً عزيزي، أولاً ما يتعلق، لا، لا علاقة له ببحثنا على الإطلاق، الجواب عزيزي وهو أنه أولاً أنا لم يكن بحثي عن المرجعية أنا تكلمت دقيقتين أو ثلاث عزيزي قلت بأنه أساساً كيف يستطيع الإعلام أن يخلق شيء من لا شيء أعزائي، ثم انتقلت إلى قضية الرؤية إللي أعتقد أن الإعلام وأن الفكر الشيعي من خلال الحكايات والقصص يعني من خلال الإسلام التأريخي، من خلال الحكايات أوجد حقيقة قائمة إللي جنابك الآن تستفز عندما أقول لا يُرى ماذا؟ لا يُرى الحجة، أو عندما أقول أنه المرجعية لا تعيّن من قبل الإمام الثاني عشر، مباشرة ماذا؟ مباشرة تستفز حتى تتصل، لماذا؟ لأنه أساساً راكز في ذهنك أن هذه ثابتة، مع أنه لابدّ هذه من أصول القراءة التي أقدمها ومن أصول الحركة التي أعتقد بها لابدّ أنّ هذا الموروث الذي عشعش في ذهن العقل الإسلامي عموماً وفي ذهن العقل الشيعي خصوصاً لابدّ أن نحفره حفريات العقل الإسلامي وحفريات العقل الشيعي للوصول إلى الحق الذي نطق به القرآن الكريم".
أقول : كلام المتصل لم يكن خارجاً عن الموضوع، بل كان يدور حول بعض ما طرحه السيد كمال الحيدري عن المرجعية، ولكن السيد الحيدري كان عالماً بما سيقوله المتصل، وأنَّه سيقول كلاماً محرجاً للسيد الحيدري، فقطع عليه وأخذ بالصراخ واستفرد بالجواب دون أن يعطي فرصة للمتصل لإكمال كلامه.
ولكن ما هو الأمر الذي أراد المتصل الإفصاح عنه أمام المشاهدين، وأشار إلى أنَّ السيد كمال الحيدري قاله في سنة 1427ه؟ وما هو سبب غضب السيد الحيدري وانفعاله ومقاطعتِه للمتصل؟
المتصل كان يريد أن يشير إلى لقاء أجراه بعض المؤمنين من العراق مع السيد كمال الحيدري بتاريخ 8 شوال 1427ه، وما جاء في هذا اللقاء يتناقض تمام التناقض مع ما قاله السيد الحيدري في هذه الحلقة، وهذا نص السؤال وجواب السيد الحيدري :
سؤال : سيدنا بالنسبة إلى تصديكم للمرجعية هل في نظركم سوف تتصدون للمرجعية حالياً أو في المستقبل؟
جواب السيد كمال الحيدري : "في اعتقادي أنه قضية المرجعية فيها بعدان:
البعد الأول : إلى الآن شخصاً أنا معتقد أن المرجعية العامة مرةً أكرِّرُها المرجعية العامة لا المرجعيات الجزئية أو المحلية، المرجعية العامة لمدرسة أهل البيت ولشيعة مدرسة أهل البيت وأتباع أهل البيت هذه المرجعية العامة تحتاج إلى مجموعة من الشرائط والمؤهلات اطمئنوا أن الإنسان هو بالضرورة لا يعرفها، لابد أن تحصل فيها تأييدات إلهية حتى أن الشخص يتأهل لهذا الموقع أو لا يتأهل.
والقضية ليست فقط قضية علمية، هذه أؤكد عليها، يعني لا يتبادر إلى ذهن أحد أن المرجعية العامة لشيعة مدرسة أهل البيت وأتباع أهل البيت بالضرورة فقط مسألة علمية، لا.. فيها أبعاد إلهية وفيها أبعاد مرتبطة بتأييدات إمام العصر سلام الله عليه وأبعاد أخرى إللي الآن أنا مو بصدد شرحها.إذنْ أكو فد بعد أنا أعبر عنه فد بعد غيبي، هذا البعد الغيبي لا نستطيع أن نتصرف به كثيراً، هذه قضية.
البعد الثاني في المرجعية العامة : هو أنه درجت حوزاتنا العلمية، ومن السنن الحسنة فيها أنه مع وجود من يحمل هذه الراية المباركة وهي التصدي لمرجعية الشيعة وأتباع مدرسة أهل البيت أنه حتى لو كان هناك من يعتقد أنه بنفسه أعلم من المتصدي إلا أنه لا يتصدى، وعندنا تجارب من هذه القضية، يعني أنا أنقل هذه القضية باعتبار كلاهما ذهب إلى ربه :
السيد محمد باقر الصدر رحمة الله تعالى عليه سيدنا الأستاذ السيد محمد باقر الصدر عندما تصدى السيد الخوئي للمرجعية العامة وصار اتفاق على المرجعية العامة السيد محمد باقر الصدر كان يعتقد بنفسه أعلم ممَّن؟ من السيد الخوئي، وعندما استفتي أيضاً على هذه القضية أجاب عن هذه القضية عندما سُئِل : هل أن السيد الخوئي أعلم الموجودين؟ السيد الصدر رحمة الله تعالى عليه ولكن كثير لا يلتفتون، أجاب أن "السيد الخوئي أعلم المتصدين" مو أعلم الموجودين، لأن هو كان يعتقد بنفسه أعلم شنو؟ أعلم الموجودين، فأجاب بأنه أعلم المتصدين، ولم يطبع رسالة عملية إلا عندما أمره السيد الخوئي بكتابة الرسالة العملية، تعلمون أنَّ السيد الصدر كتب الفتاوى الواضحة عمره 44 سنة، يعني قبل استشهاده بسنتين أو ثلاث، لم يكتب، لم يكتب أبداً إلى أن قال له السيد الخوئي رحمة الله تعالى عليه قال بأنه أنا أخاف يصير عليَّه شي وماكو كذا كذا، فتصدى السيد محمد باقر الصدر تصدى رحمة الله تعالى عليه، والتفتوا جيداً تصدى ومع ذلك ومع ذلك عندما كان يسألوه الوكلاء وغير الوكلاء كان يرجعهم إلمن؟ للسيد الخوئي.
هذه قوانين حوزتنا، هذه السنن القائمة في حوزتنا، وفي زماننا إللي الآن المرجعية العامة متصدي لها السيد السيستاني الله يحفظه ويطيل في عمره مع وجود هذه الراية أنا لا أشعر بأنه يوجد هناك فراغ في المرجعية وفي التقليد حتى أتصدى أو لا أتصدى.
إذنْ أتصور هذه القضية الآن سابقة لأوانها، ولا ينبغي مو فقط أن تطرح لي، لا ينبغي أن تُطرح لأيِّ أحدٍ، مادامت الراية بحمد الله تعالى مرفوعة بيد أمينة، والله يطيل في عمر السيد، أنا.. لا مجال له، وبعد ذلك كما قلتُ يوجد عوامل أخرى تتدخل ليست القضية قضية فقط علمية حتى نقول بأنه هذا عالم أو ليس بعالم.
ندعو الله سبحانه وتعالى التوفيق للجميع ونسألكم الدعاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".
أقول : صرَّح السيد كمال الحيدري في هذا اللقاء أنَّ مقام المرجعية العامة للشيعة لا يرتبط فقط بالبُعْد العلمي، بل له بُعْدٌ آخر عَبَّر عنه السيد الحيدري بالبُعْدِ الغيبي، وأنَّ قضية المرجعية العامة لها أبعاد مرتبطة بالتأييدات الإلهية وأبعاد مرتبطة بتأييدات إمام العصر عجل الله فرجه!!!! وقال السيد الحيدري أنَّ هذا البُعْد الغيبي لا نستطيع أن نتصرف به كثيراً، وهذا يعني أنه خارج عن قدرات البشر.
وأضاف السيد الحيدري أنَّ من القوانين والسنن الحسنة القائمة في حوزاتنا العلمية أنَّه مع وجود من يحمل راية التصدي للمرجعية العامة لشيعة أهل البيت حتى لو كان شخص يرى أنه أعلم من المتصدي إلا أنه لا يتصدى!!! ثم صرَّح السيد كمال الحيدري أنَّ المتصدي للمرجعية العامة هو السيد السيستاني حفظه الله وأنه مع وجود السيد السيستاني لا يشعر بوجود فراغ في المرجعية والتقليد حتى يتصدى، وأنَّ هذا الأمر لا ينبغي أن يُطرح لأي أحدٍ، وأنَّ الراية مرفوعة بيد أمينة وهي يد السيد السيستاني.
وأخيراً : الفكرة التي قال السيد كمال الحيدري أنَّ أصولها أموية وأخذ يتحدى كل الحواضر العلمية أن يُثبتوها هو من كان يؤكد عليها سابقاً، وهو الذي قال أنَّ المرجعية العامة لها أبعاد مرتبطة بالتأييدات الإلهية وأبعاد مرتبطة بتأييدات إمام العصر عجَّل الله تعالى فرجه الشريف!!!!!! ثم فجأة صارت فكرة أصولها أموية!!!!!!
والغريب أن السيد كمال الحيدري قال أنَّ هذا الموروث الأموي الذي عشعش في ذهن العقل الشيعي لابدّ من حفريات للعقل الشيعي للوصول إلى الحق الذي نطق به القرآن الكريم.
فنقول له : كيف لم تصل إلى الحق الذي نطق به القرآن الكريم وأنتَ تقول أنك تدرِّس التفسير وتعتني بالقرآن وتجعله محوراً وأساساً في المعارف الدينية في مقابل الحوزات العلمية التي لا تعتني بالقرآن وتفسيره؟؟؟ كيف لم تصل إلى الحق الذي نطق به القرآن الكريم وكنتَ تروِّج لنظريةٍ أصولها أموية؟!!!!!
ونسأله أيضاً : عندما كنتَ تروِّج لهذه النظرية التي قلتَ مؤخراً أنَّ أصولها أموية، هل كان هدفك هو نفس الهدف الذي تتهم به الآخرين الآن وهو قطع الطريق على توجيه أي نقد للمؤسسة الدينية ومراجع الدين؟