|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 71117
|
الإنتساب : Feb 2012
|
المشاركات : 5
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العقائدي
من وحي السنّة........
بتاريخ : 29-02-2012 الساعة : 07:18 PM
السنّة: هي قول المعصوم وفعله وتقريره:
وبما أنّ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) هو مبلّغ القرآن، وسنّته تشرح القرآن، فلابدّ أن يكونا متطابقين تماماً إلاّ من جهة الإجمال والتفصيل.
إذ أنّ القرآن يضمّ كلّ التعاليم والقوانين الإسلاميّة مجملةً، لتأخذ السنّة دورها في شرحه وتبيانه دون زيادة أو نقصان، يقول سبحانه: ((وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحَى))
وبهذا تكون السنّة معصومة كما القرآن، هذا في عهد رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم).
ولكن، هل بقيت السنّة على عصمتها؟
بالطبع لا، وأقوى دليل على ذلك ما نصطدم به من أحاديث متناقضة وموضوعة!
وكفى بحديث رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) شاهداً على ذلك إذ قال:
(("أيّها الناس ...
ستكثر عليّ الكذّابة..
فمن كذب عليّ متعمداً..
فليتبوأ مقعده من النار))
والسؤال هنا:
هل كان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) يعلم ويؤكّد أنّ سنّته ستطولها أيدي التحريف والتزييف، ولم يخطّط لحفظها؟!
وهو الذي كان لا يخرج من المدينة إلاّ أن يعيّن خليفةً ريثما يعود!
فكيف إذا كان الخروج أبديّاً، حيث لا رجعة؟
كيف لنا أن نصدّق أنّ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهو الإنسان العاقل الحكيم الأوّل في البشريّة، أنّه يترك أُمّته هكذا هملاً، لاسيّما أنّهم كانوا حديثي عهد بالجاهليّة، وخطر العدوان الثلاثي (الروم، الفرس، والمنافقين) لا زال محدقاً بالإسلام، يتربّص سنوح الفرصة ليصبّ حقده عليه، ويهدم هذا الصرح العظيم!
بلى، لقد خطّط رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) لحفظ أُمّته التي طالما عانى وجاهد من أجل بنائها بناءً إسلاميّاً على قواعد متينة وثابتة.
وذلك يكون من خلال تعيين الخليفة والقائد الذي يكون حريصاً
على الإسلام كحرص الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، وخليقاً به كي يستطيع أن يملأ الفراغ الذي تركه رسول اللّه بعد رحيله.
وبالفعل، فقد عمل الرسول ذلك، وعيّن خليفةً ضمن أحاديث بيّنها في مواقع وظروف مختلفة نذكر منها:
(( حديث الثقلين))
إنّ حديث الثقلين من أكثر الأحاديث النبويّة شهرةً وأقواها سنداً، وقد ورد هذا الحديث في مصادر متعدّدة وبتعابير مختلفة، إلاّ أنّها متّحدة المضمون.
أمّا نصّه فالتالي:
قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم): "إنّي تارك فيكم الثقلين، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي أبداً، كتاب اللّه ... وعترتي أهل بيتي ولقد أنبأني اللطيف الخبير أنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض"
أضواء على الحديث:
1 ـ "إنّي تاركٌ فيكم الثقلين".
إنّ هذه العبارة تبيّن شعور النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بدنوّ أجله، لذلك فقد قال هذا الحديث ليكون بمثابة وصيّة من نبيّ الرحمة إلى المسلمين، تضمن لهم كلّ الخير والصلاح من بعده.
2 ـ "ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي أبداً".
أمّا في هذه العبارة فقد بيّن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّ التمسّك بهذين الثقلين هو شرط لعدم الضلال على مدى الزمان.
3 ـ "ولقد أنبأني اللطيف الخبير".
وأيّ نبأ أصدق من نبأ اللطيف الخبير عالم الغيب؟
4 ـ "أنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض".
أي أنّهما متلازمان لا ينفكان، في كلّ زمان ومكان، وتحت أيّ ظرف، وفي أيّ موقع إلى أن يردا على رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) الحوضَ يوم القيامة.
عصمة الثقلين:
قال تعالى: {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيم حَمِيد}.
إنّ هذه الآية وغيرها تدلّ على عصمة القرآن الكريم، وصيانة اللّه المطلقة له.
وفي المقابل يقول رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) في الحديث السابق: "كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي"، فقد قرن الرسول عترته بكتاب اللّه المعصوم، كما أكّد على تلازمهما واستحالة افتراقهما في قوله: "أنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض" وهذا دليل على العصمة المطلقة لعترة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم); لاقترانهم بالقرآن الكريم.
وذلك أنّ أيّ مخالفة لأحكام القرآن يعدّ افتراقاً وابتعاداً عنه، ولكنّ الرسول بيّن تلازمهما بشكل مطلق.
فلو جاز الخطأ منهم لما صحّ الأمر بالتمسّك بهم إلى جانب القرآن الكريم، ولعدَّ إخبار النبيّ عن عدم افتراقهما كذباً ورجماً بالغيب، وأعوذ باللّه من هذا القول.
إنّ حديث الثقلين إن دلّ على شيء فإنّما يدلّ على أحقيّة أهل البيت (عليهم السلام) في قيادة الأُمّة الإسلاميّة وخلافة رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم)، ذلك أنّهم يتمتّعون بصفة العصمة التي لم يبلغها أحدٌ من أتباع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) سواهم وإن بلغ الغاية من الإيمان والصلاح.
فكيف يصحّ تقديم المفضول على الفاضل؟
فأعطا النبي (صلى الله عليه وآله) حبل النجاة من الهلاك للصحابة الأوائل لكنهم مع الأسف قد تركوا هذا الحبل وتشبثوا بأهوائهم ودنياهم فضلوا وأضلوا إلا من عصم الله منهم، فعلى الإمة التي جائت من بعدهم أن تدقق بالإمور ولا تأخذها العصبية والأهواء ولا يصدها شيء عن طريق الحق حتى لا تقع مثلما وقعوا بل لتتأمل وتختار ما هو فيه نجاتهم وخلاصهم .....
(((إن مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى)))
|
|
|
|
|