|
عضو متواجد
|
رقم العضوية : 52510
|
الإنتساب : Jul 2010
|
المشاركات : 95
|
بمعدل : 0.02 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العام
طول الامل
بتاريخ : 25-07-2010 الساعة : 12:20 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
طول الامل
معنى طول الامل و مرجعه-علاجه-ضده قصر الامل-اختلاف الناس فى طول الامل-ذكر الموت مقصر للامل-التعجب ممن ينسى الموت- الموت اعظم الدواهي-مراتب الناس في ذكر الموت.
و هو ان يقدر و يعتقد بقاءه الى مدة متمادية،مع رغبته في جميع توابع البقاء:من المال و الاهل و الدار و غير ذلك،و هو من رذائل قوتي العاقلة و الشهوة،اذ الاعتقاد المذكور راجع الى الجهل المتعلق بالعاقلة،و حبه لجميع توابع البقاء و ميله اليه من شعب حب الدنيا.و جهله راجع الى تعويله!اما على شبابه،فيستبعد قرب الموت مع الشباب،و لا يتفكر المسكين في ان مشايخ بلده لو عدوا لكانوا اقل من عشر عشير اهل البلد،و انما قلوا لان الموت في الشباب اكثر،و الى ان يموت شيخ يموت الف صبي و شاب، او على صحته و قوته،و يستبعد مجيء الموت فجاة،و لا يتامل في ان ذلك غير بعيد،و لو سلم بعده فالمرض فجاة غير بعيد،اذ كل مرض انما يقع فجاة، و اذا مرض لم يكن الموت بعيدا.و لو تفكر هذا الغافل،و علم ان الموت ليس له وقت مخصوص،من شباب و شيب و كهولة،و من شتاء و خريف و صيف و ربيع،و ليل و نهار،و حضر و سفر،لكان دائما مستشعرا غير غافل عنه،و عظم اشتغاله بالاستعداد له،لكن الجهل بهذه الامور و حب الدنيا بعثاه على الغفلة و طول الامل،فهو ابدا يظن ان الموت بين يديه،و لا يقدر نزوله و وقوعه فيه.و يشيع الجنائز و لا يقدر ان تشيع جنازته،لان هذا قد تكرر عليه،و الفه بتكرر مشاهدة موت غيره.و اما موت نفسه،فلم يالفه و لا يتصور ان يالفه،لانه لم يقع،و اذا وقع لا يقع دفعة اخرى بعده،فهو الاول و هو الآخر!
و اما حبه لتوابع البقاء!من المال و الدار و المراكب و الضياع و العقار، فراجع الى الانس بها و الالتذاذ بها في مدة مديدة،فيثقل على قلبه مفارقتها، فيمنع قلبه عن التفكر في الموت الذي هو سبب مفارقتها،اذ كل من كره شيئا يدفعه عن نفسه. و الانسان لما كان مشغوفا بالاماني الباطلة،و بالدنيا و شهواتها و لذاتها و علائقها،فتتمنى نفسه ابدا ما يوافق مراده،و مراده البقاء في الدنيا،فلا يزال يتوهمه و يقرره في نفسه،و يقدر توابع البقاء من اسباب الدنيا،فيصير قلبه عاكفا على هذا الفكر موقوفا عليه،فيلهو عن ذكر الموت و لا يقدر قربه،فان خطر له في بعض الاحيان امر الموت و الحاجة الى الاستعداد له،سوف و وعد نفسه الى ان يكبر فيتوب.و اذا كبر اخر التوبة الى ان يصير شيخا،و اذا صار شيخا يؤخرها الى ان يفرغ من عمارة هذه الضيعة او يرجع من سفر كذا او يفرغ من تدبير هذا الولد و جهازه و تدبير مسكن له،و لا يزال يسوف و يؤخر الى ان يخطفه الموت في وقت لا يحتسبه، فتعظم عند ذلك بليته و تطول حسرته،و قد ورد ان اكثر اهل النار صياحهم من سوف، يقولون و احزناه من سوف!و المسوف المسكين لا يدري ان الذي يدعوه الى التسويف اليوم هو معه غدا،و انما يزداد بطول المدة قوة و رسوخا،اذ الخائض في الدنيا لا يتصور له الفراغ منها قط،اذ ما قضى من اخذ منها لبانته،و انما فرغ منها من اطرحها .
كتاب جامع السعادات للمولى محمد مهدي النراقي احد اعلام المجتهدين
|
|
|
|
|