ضعف الأنسان امام الشهوات (محاضرة للسيد الشهيد الصدر )
بتاريخ : 18-01-2012 الساعة : 10:25 PM
ان الانسان حينما ينظر الى نفسه يجد أشكالا من الضعف في نفسه , الانسان يدعي القوة ولكنه ضعيف غاية الضعف بالوجدان والحس واني ادعي لنفسي القوة ولكن الحال خلاف ذلك وهو اني ضعيف غاية الضعف ومع ذلك اكابر واماطل على انه انا قوي ولست ضعيفا في الحقيقة ان الاشارات والدلائل على ضعفي كثيرة الضعف امام الشهوات التي اقعها طرفا للمزاحمة مع المستحبات واحيانا مع الواجبات يعني قلت لنفسي انه انا لا اتبع الشهوات الا بمقدار الضرورة يجاب على ذلك بأنه لو كانت بمقدار الضرورة لكانتالشريعة مقدمة على الشهوة بمستحباتها وواجباتها مع العلم انك تقدم الشهوة على الشريعة بمستحباتها وواجباتها فلو فرضنا مثلا انه حينما يؤذن الؤذن الانسان لايصلي وانما يأكل فيقدم المصلحة الدنيوية على المصلحة الآخروية وكثيرون يقدمون المصلحة الدنيوية حتى على الواجبات , وكذلك انا ضعيف امام الشيطان وتجاه وسوسته وذلك لاكثر من وجه , انني اذا علمت كما يقول الله سبحانه (( انّ كيد الشيطان كان ضعيفا )) فأنا أضعف من الضعيف لأن الشيطان ضعيف وأنا ايضا ضعيف امام الشيطان , اذا فأنا بالغ في الضعف و متطرف في الضعف اذا ماذا لي من القوة ,شيء آخر وهو اني ضعيف امام النساء واستطيع ان اقول انه ما يفوق ال 95 % من الرجال ضعفاء امام النساء لان كيد النساء ((ان كيدكن عظيم )) اقوى من الشيطان في الحقيقة , كيد الشيطان ضعيف وكيد النساء عظيم فأذا كنت انا ضعيف امام الضعيف فكيف لا اكون ضعيفا تجاه العظيم والقوي والمكر الذي يمكرنه والأمور الاخرى التي من قبيل ان اغلبهن لا ورع لهن ولاتقوى ولاتفقه فمن هذه الناحية الرجل يقع بين حدّي السكين مع ذلك هو يحاول ان يتبع هوى نسائه من قبيل زوجته و ابنائه او اخوانه او اي شيء من هذا القبيل مع العلم انه على القاعدة ان نطلب سواء كان ذكرا او انثى ان نطبق كلامه وان خالف كلامه القواعد نعصيه لا وانما الانسان عبد عبده لماذا ؟ لان بحسب الاصل (( الرجال قوامون على النساء )) بهذا المعنى ان المرأة يملكها الرجل ملكا جنسيا وأقتصاديا وأجتماعيا لكنه هي تملكه فيكون عبدا لعبده لماذا لا , هذا ليس عيبا لانه ينبغي ان نتكلم بصراحة , ضعيف انا تجاه الآمال في الدنيا واآخرة تجاه جلب الخير في الدنيا والآخرة ,انا احاول لكن كثير ما افشل لان جلب الخير في الدنيا والآخرة بالحقيقة ليس بيدي انما بيد الاسباب وبيد مسبب الاسباب وكثيرا ما- كما يقول المثل –(تجري الرياح لاتشتهي السفن ) ونحو ذلك من الامور ,فأذا جرت الرياح بما لا أشتهي ماذا يكون الحال ينبغي ان اعترف بضعفي وقلة حيلتي واني لا املك لنفسي نفعا ولاضرا وانما التدبير بيد مدبر الامور , ان الانسان يعمل في الدنيا ليبلغ الثمانين سنة يذهب منها وقت للنوم ووقت لشهوات الدنيا ماذا يبقى منها للعبادا , يبقى القليل القليل مع ذلك يخلد في الجنة مادامت السماء والارض ,فلذا يقول الامام (ع) ((اذا نظرت الى نفسي فزعت وأذا نظرت الى رحمتك طمعت )) الشيء الآخر الذي انا ضعيف عليه , هو الشعور بلانانية والتكبر , الى متى يبقى الانسان على هذا الترتيب ؟ يبقى يدعي لنفسه مالا يستحق وماليس اهلا له ,ينبغي للانسان من قبيل المثال ((ان يمد رجله على قدر بساطه )) و ((رحم الله من عرف قدره ولم يتعد طوره )) وذلك يستحق الرحمة وأما الذي لم يعرف قدره بالغ في قدره فغير مستحق للرحمة بطبيعة الحال يقال له ((أنك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولا كل ذلك كان سيئة عند ربك مكروها )) سيئة قيد احترازي ولكنه قليل جدا 99 % منه سيء وواحد بالمئة منه صحيح من قبيل ان التكبر على المتكبر عبادة ونحو ذلك من الامور ,الاّمن خرج بالاستثناء وهو قليل , يعني سيئة وهو الاعم وصحيحه وحقه هو النادر .
بسم الله الرحمان الرحيم ..
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
بارك الله بك سيدنا الكريم (سيد حيدر الصافي) وكثر الله من أمثالك لنشر معارف وعلوم علمائنا ومراجعنا الأفذاذ
خصوصاً السيد الشهيد المجاهد محمد محمد صادق الصدر (رضوان الله تعالى عليه وقدس الله نفسه الزكية ) ..
أحسنت وتقبل مروري خالص تحياتي ودعواتي.