|
عضو متواجد
|
رقم العضوية : 26730
|
الإنتساب : Dec 2008
|
المشاركات : 85
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
(اللهم لا تمقتنا ) ولا تبتلينا بحب الرياسة
بتاريخ : 28-04-2010 الساعة : 01:11 AM
(اللهم لا تمقتنا ) ولا تبتلينا بحب الرياسةأتذكر في يوم من أيام سني البعث العجاف وأنا أستمع إلى واحدة من أهم محاضرات المفكر الإسلامي الكبير آية الله العظمى السيد الشهيد محمد باقر الصدر (رض) وهي التي طبعن بعد ذلك في كتاب أطلق عليه (كراس المحنة) حيث كنت أصغي إلى كل كلمة تخرج من فم هذا العبقري الهمام في جو يشوبه الخوف والقلق لأن مجرد حيازة أي أثر من آثار هذا العالم العظيم مهما كان صغيراً أو كبيراً كأن يكون كتاب أو شريط مسجل أو صورة شخصية له أو غيرها فإنها تؤدي بحياة حائزها إلى التهلكة، حيث ينتظره حبل المشنقة أو المثرمة أو أحواض التيزاب هذا بعد أن ينال قسطاً وفيراً من ألوان وأنواع العذاب الوحشي في سجون البعث المقيت ... وكان السيد الشهيد (رض) يستذكر مصيبة الإمام موسى بن جعفر (صلوات الله عليه) وماجنته يد هارون اللارشيد ، وإذا به يقول : ((من منا جرب حياة هارون ولم يفكر بقتل موسى بن جعفر)) حينها صعقت لهذه المقالة العظيمة، وتهافتت إلى ذهني مجموعة من المواقف التاريخية المتشابهة لبعض الطغاة والتي تشير إلى حب الجاه والتمسك بكرسي الحكم ، منها قول أبي جعفر الدوانيقي لأحد أبناءه : (لو نازعتني هذا الملك لأخذت رأسك) وكذلك قول هارون اللارشيد لولده اللامأمون : (يا ولدي أن الملك عقيم ، ولو نازعتني الملك لأخذت الذي فيه عينيك) وغيرها من المواقف التي يؤثر فيها الطغاة والجبابرة سلطانهم على فلذات أكبادهم وعلى دينهم . لقد شهد عراقنا الجريح قبل أسابيع واحدة من أهم الملاحم البطولية التي أعتاد أن يسطرها بدماء أبناءه النجباء، وواحدة من أخطر الممارسات الديمقراطية في العالم ألا وهي الانتخابات التشريعية الأخيرة، حيث نزل إلى مراثون هذه الانتخابات المحمومة الكثير من أبناء هذا الشعب ومن مختلف شرائحه حيث ضمت الترشيحات الساسة القدماء والساسة الجدد وثلة من التجار وأخرى من المثقفين والأدباء .....الخ، ممن تنوعت وتلونت أسباب ترشيحهم، والغايات الأساسية التي من أجلها نزلوا إلى هذا المارثون المحموم، بما فيهم جمع المرشحين الخاسرون الذين كانوا يعلمون بأنهم خاسرون، بل كانوا متيقنين من أنهم لم ولن يفوزوا أبداً، وكان الهدف من وراء اشتراكهم في هذه الانتخابات هو جزء من أجندات باتت مفضوحةً مكشوفة الأهداف والغايات... نحن لا نريد أن نظلم أحداً حينما نقول أن فلاناً يتهافت ويستقتل في سبيل الوصول أو العودة إلى سدة الحكم لأننا لا نعلم الغيب والعياذ بالله ولم نطلع على نواياهم ولا على ما حوته ضمائرهم، خصوصاً إذا كان البعض منهم يعتقد بداخل نفسه أنه هو الأصلح والأوحد للبناء والتغيير.. إلا أن تصرفات البعض منهم وتخبطات البعض الآخر وما يرافق هذا وذاك من إرهاصات وأمارات أخرى تدل على مدى حبهم للرياسة وتشبثهم بكرسي الحكم، خصوصاً أولئك الذين تربعوا على عرش رئاسة الوزراء، وذاقوا حلاوة الزعامة، وثملوا بكأس الوجاهة، حتى ارتفعت بهم الأبراج العاجية إلى أعلى القمم، فأنستهم المضحين والمخلصين منهم الأمس القريب، بحيث حجب الارتفاع الشاهق عنهم رؤية نزف الدماء وعوز الفقراء وتواتر المحن والبلاء..لذلك تراهم حينما يشتد النزاع، وتتقلب الأوضاع، ويشعرون بمفارقة ذلك العرش الأسطوري يتلعثمون في الكلام ويناقضون أنفسهم في اتخاذ القرارات وإطلاق التصريحات، بل وحتى يتعثرون في مشيهم!! فمن منا لا يتذكر السيد الدكتور إبراهيم الجعفري حينما بات قاب قوسين أو أدنى من مفارقة هذا العرش كيف زلت قدماه في مجلس النواب وكاد أن يسقط أرضاً حينما أعتلى المنصة لإلقاء كلمة له.! أما رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي فمنذ يوم الانتخابات الأول وإلى يومنا هذا يطلق مختلف أنواع التصريحات فيما يخص الحرب الطائفية والحديث حول خطورة إعادة العد والفرز اليدوي، وكانت آخر تخبطاته هي تجاذبته مع جلال الطلباني وتصريحاته المتناقضة خلال فترة وجيزة في تحليله لشخصية الطلباني الذي شابهه في الموقف ذاته...أما بالنسبة لدولة رئيس الوزراء المالكي فأفعاله وأقواله تغيرت بعد الانتخابات من ناحية النبرة والحدة..بل وبدء يتلعثم في الكلام وهو الخطيب الألمعي المفوه، حتى وصل به الأمر أن يخطأ في قراءة آية من آيات الذكر الحكيم. حيث أضاف حرف الجر (فـــــي) إلى آية قرآنية كريمة أثناء إلقاء كلمة له في مؤتمر الهيئة العامة للمصالحة الوطنية حيث قرأ الآية : ((من المؤمنين رجال صدقوا ـ في ـ ما عاهدوا الله عليه)) وهي آية صريحة سهلة الحفظ لا تغيب عن أذهان المجاهدين الأصلاء لأنها تعد واحدة من الآيات المحفزة والمبشرة التي يحفظها ويعشقها ويتمناها المجاهدون. وكل هذه الأخطاء والتلعثمات لم تكن محض صدفة أو نتيجة إرهاق وإرهاصات في العمل، بل هي أمارات الخوف والقلق من فوت الرئاسة ومفارقة العرش والحكم العقيم الذي يضعه الإمام أمير المؤمنين (ع) بموقعه ((عفطة عنز)) أجل فإن عرشهم هذا هو أقل من عفطة عنز لدى أسد الله الغالب ولدى شيعته المخلصين.. ولعل أحد سياسي إسلام السلطة يرد علي مقالتي هذه بأن الأقدر والأقوى يجب عليه شرعاً أن يتصدى للحكم بدليل قول نبي الله يوسف الصديق (ع) : ((أجعلني على خزائن الأرض))..!! أقول لقد جعلناهم على خزائن هذا الوطن المثخن بالجراح فماذا كانت النتيجة؟!أترك الجواب للقارئ المنصف اللبيب الذي يعيش مرارة البلاء،وتحيط به من كل جانب حمامات الدماء، وإغفال الأقوياء الأمناء الذين انشغلوا عنها بالصفقات والتحالفات وتبادل الانتقادات ولم يقدموا للأرامل والأيتام سوى ثلاث عبارات ((نشجب ، ندين ، نستنكر)).اللهم لا تمقتنا ولا تبتلينا بحب الدنيا لأنها رأس كل خطيئة، ولا بحب الزعامة لأنها تقودنا إلى التهلكة، وأن لا يبتلينا بدنيا هارون حتى لا نكيد لموسى بن جعفر (ع) ولا نصول على شيعته وأتباعه صولة فرسان أو شجعان، والله من وراء القصد.
|
|
|
|
|