كان يا مكان ..في قديم الزمان .. كان هنالك مؤمن في النجف الأشرف .. وكان فقيراً جداً .. في كل يوم كان يذهب إلى المسجد الذي دفن فيه الإمام علي ع ويدعو .. إلهي بحق المدفون هنا .. أتوسل إليك فقد ضاق حالي وما عدت أستطيع الاحتمال ..
رجع المسكين إلى منزله
وفي تلك الليلة ..
حلم بإن الإمام علي ع قد زاره في منزله .. وقال له .. فلان .. بع كل ما تملكه هنا .. وتوجه إلى الهند واذهب إلى الحي الفلاني .. ستجد منزل فخمًا كبيراً
اطرق الباب .. سيفتح لك صاحب المنزل ..
قل له بيت الشعر هذا ..
إلاّ و تصعد إلى السماء .. تعمل عمل الشمس ..
استيقظ صاحبنا من منامه .. وهو متحير ..
الهند
إنها بعيدة جدّاً
كيف لي أن أذهب إلى هناك ..
وذهب إلى المسجد ثانية ..
ودعا
إلهي بحق المدفون هنا
فرج عني كربي ..
ثم توجه إلى السوق .. علّه يجد عملاً
لكن دون فائدة !!
توجه إلى المنزل ..
في نفس الليلة
حلم مرة أخرى .. بإن الإمام علي ع جاءه ثانية
وأخبره
فلان
لا رزق لك هنا
افعل كما قلت لك .. فإنه لو بقيت ستبقى على حالك هذه
استيقظ صديقنا
وقال في نفسه
الحال تعيسة هنا
علني أجد شيئَا هناك
وفعلا ... باع كل ما يملك وتوجه إلى الهند
إلى الحي الفلاني
وفعلا وجد ذلك المنزل !!
طرق الباب
فتح الباب شيخ كبير في السن ..
وعلى الفور
صاحبنا أخبره بيت الشعر ..
إلاّ و تصعد إلى السماء
تعمل عمل الشمس ..
ضمّه الشيخ الكبير إلى صدره .. وكأنه كان ينتظر ه منذ مدة طويلة .. ضمّه وكأنه وجد أخيراً ضالته التي كان يبحث عنها ..
وباستغراب صاحبنا ..
رحب به الشيخ ترحيبًا حاراً
وأدخله منزله الفخم
وأخبر خدمه بالاعتناء بهذا المؤمن
وخصص له غرفة خاصة وأخبره بأنه سوف يحتفل الليلة بقدومه أمام الملأ
وفعلا..
ذبحت الذبائح من أجله ..
وفرشت الأرض بالسجاد ..
والزهور في كل مكان
وأرسلت الدعوات إلى كل شيوخ الدين .. المحافظ
والناس
وصديقنا المؤمن في حيرة من أمره
طأطأ برأسه خجلا
فعلاً شيئاً غريباً
ما الذي فعلته لأستحق كل هذا
!!
..
في تلك الليلة
كان الجميع حاضراً
وكان المؤمن هو ضيف الاحتفال والشيخ الكبير صاحب الاحتفال
كانا في صدر الساحة
وفي وسط الاحتفال
وقف الشيخ الكبير
وتحدث :
سادتي الكرام ..
إني فعلاً سعيد بقدومكم .. وأشكركم على مشاركتكم لفرحتي العظيمة ..
وضيفي اليوم هو فلان .. (يقصد المؤمن)
وأنا اليوم أمامكم .. وبكامل قواي العقلية .. أعطي نصف ثروتي لهذا الضيف ..
وكذلك أرجو منه أن يقبل الزواج بابنتي الوحيدة !!
كانت كالصاعقة على المؤمن ...
لم يتوقع أبدًا
وبال تأكيد في مثل هذه الحالة سيوافق ..
ووافق على ذلك لكن الحيرة قتلت قلبه ..
لم أنا ومن أنا ليعطيني كل هذا !!
وفعلا تم الزواج في تلك الليلة
...
بعد انتهاء الحفل .. توجه صديقنا المؤمن إلى الشيخ الكبير ..
فاستقبله الشيخ بابتسامة
وقال له : أعلم أنك متعجب .. وأنا أيضاً لا أعرف من أنت
لكنني منذ فترة
أردت أن أزوج ابنتي و أطمأن على مستقبلها
فقلت في نفسي وأمام الله من أكمل بيت الشعر سيعطى نصف ثروتي وسيزوج من ابنتي لأنه فعلاً موالي لعلي وصادق بحبه لعلي وهذا ما أردته لابنتي
فجأت أنت وأكملته ..
فقال له المؤمن ..
وماذا كان بيت الشعر يا سيدي ..
قال له الشيخ بابتسامة ..
ما من ذرة هباء .. ينظر لها أبا تراب ..
إلا وتصعد إلا السماء
تعمل عمل الشمس ...
( ذرة الهباء لا تساوي شيئًا بالنسبة لنا ولله ... فها هي متكدسة على الشطآن وفي الرياح .. وفي الهواء فهي لا قيمة لها .. لكن عندما ينظر إليها الإمام علي ع فإنها تصبح قيّمة بقيمة الشمس التي لا نستطيع العيش دونها )
ثم أكمل الشيخ كلامه ..
أتعلم يا بني من الذي قال لي هذا البيت الشعري الرائع ؟
قال له كلا يا سيدي أخبرني
فقال له الشيخ :
إنه الإمام علي ع في المنام
وأنا قد نسيت البيت الثاني .. فقلت من يذكّرني به فهو زوج ابنتي