|
شيعي فاطمي
|
رقم العضوية : 23528
|
الإنتساب : Oct 2008
|
المشاركات : 4,921
|
بمعدل : 0.84 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
إمكان رؤية الإمام المهدي عليه السلام
بتاريخ : 02-04-2010 الساعة : 09:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
إمكان رؤية الإمام المهدي عليه السلام
في الغيبة الكبرى
الشيخ رياض الأسدي\مجلة الانتظار
من المسائل التي شاع التصور عنها بخلاف ما ذهب إليه العلماء هي مسألة رؤية الإمام الحجة عليه السلام في زمن الغيبة الكبرى، فالتوقيع الصادر عن الناحية المقدسة الذي يؤكد منطوقه تكذيب منْ يدّعي المشاهدة بعد حياة السفير الرابع للامام الحجة عليه السلام جعل الفكرة السائدة هي عدم جواز القول برؤيته صلوات الله عليه في الغيبة الكبرى، ولكن التحقيق في أقوال العلماء وآرائهم حول المسألة من جهاتها المختلفة يؤدي الى نتيجة تخالف الفكرة التي سادت وشاعت بين الناس.
تكاد كلمات العلماء تتوافق حول مسألة إمكان رؤية الامام الحجة عليه السلام في الغيبة الكبرى وإن اختلفت ألفاظهم مقابل مفاد التوقيع الصادر عن الإمام عليه السلام والذي أورده السفير الرابع عليّ بن محمّد السمري رضي الله عنه ، الذي يبدو منطوق فقراته الأخيرة بمنع وتكذيب مَنْ يدّعي المشاهدة، وهو الذي أشعل النقاش لإثبات ما اتفقوا عليه من جواز الرؤية وإمكانها، حتّى فصلت كلماتهم الحديث عن معنى الرؤية وكيفية تحققها، بل هناك مَنْ يضع شروطاً معينة لتحقق الرؤية الجائزة غير الممنوعة، لذا لابد أن نقف أولاً: عند إمكان الرؤية عموماً وكيف الردّ على ما عُدّ معارضاً ومناقشته.
وثانياً: هل الغيبة تعني عدم إمكان الرؤية ؟
وثالثاً: كيفية تحقّق الرؤية .
البحث الأول: حول إمكان الرؤية عموماً: استدل جملة من علمائنا على إمكان رؤية الإمام عليه السلام في الغيبة الكبرى، فليس الغيبة ولا غيرها مانعاً من رؤيته عليه السلام . قال علم الهدى السيد الشريف المرتضى: (إنّا غير قاطعين على أن الإمام لا يصل إليه أحد ولا يلقاه بشر، فهذا أمر غير معلوم ولا سبيل إلى القطع عليه)(1).
وقال أيضاًإنه غير ممتنع أن يكون الإمام عليه السلام يظهر لبعض أوليائه ممّن لا يخُشى من جهته من أسباب الخوف، فإن هذا ممّا لا يمكن القطع على ارتفاعه وامتناعه، وإنّما يعلم كل واحد من شيعته حال نفسه ولا سبيل له إلى العلم بحال غيره)(2).
والظاهر من هذا الاستدلال الذي لا يمنع عقلاً من رؤية الإمام لشيعته أو رؤيتهم له أنه يعالج المشكلة في نفس معنى الغيبة عن الناس،فعبارة (غيبة) تعني عقلاً عدم إمكان الرؤية، إلا أن وجود الإمام لا يمتنع معه إمكان اللقاء به أو رؤيته إن كان غائباً،ولا يبعد عن هذا القول ما صرّح به الشيخ الطوسي حيثُ قال الأعداء إن حالوا بينه وبين الظهور على وجه التصّرف والتدبير، فلم يحولوا بينه وبين لقاء مَنْ شاء من أوليائه على سبيل الاختصاص وهو يعتقد طاعته ويفترض اتّباع أوامره ويحكّمه في نفسه)(3).
وفي نفس المعنى قال أيضاً: (نحن نجوز أن يصل إليه كثير من أوليائه والقائلون بإمامته فينتفعون به)(4).
وقال أيضاً: (لا نقطع على استتاره عن جميع أوليائه، بل يجوز أن يبرز لأكثرهم)(5).
ويؤكد السيد ابن طاووس قدس سره المقصود بالمشكلة بشكل واضح، فالغيبة وعدم الظهور هي المانع، ولكن إلى أي حدّ؟
قال رضوان الله عليه: (إذا كان عليه السلام غير ظاهر الآن لجميع شيعته،فلا يمتنع أن يكون كجماعة من الأنبياء والملوك حيث غابوا عن كثير من الأمة لمصالح دينية أو دُنيوية أوجبت ذلك)(6).
ويعتبر الآخو ند الخراسانيّ مسألة رؤيته في الغيبة الكبرى احتمالاً عقلياً مقبولاً بقوله: (وإن احتُمل تشّرف بعض الأوحديّ بخدمته ومعرفته أحيان)(7).
وعين المعنى قاله الميرزا النائيني: (نعم قد يتفق في زمان الغيبة للأوحديّ التشرّف بخدمته وأخذ الحكم منه عليه السلام(8).
ولعّله اشارة إلى ما انتشر من لقاء بعض العلماء به عليه السلام ، حتى عُرف به من أمثال السيد بحر العلوم، وقبول قوله بالاجماع غير المعروف بين علمائنا، وهو الذي أراد الاشارة إليه المحدّث النوري في جنة المأوى(9).
أما في كتاب أصول الفقه للشيخ المظفر فالمسألة تأخذ طور الاعتقاد الصحيح على أساس أن الإمام يلطف بالناس فلا يتركهم بالرغم من غيبته؛ قال: (طريقة قاعدة اللطف وهي أن يستكشف عقلاً رأي المعصوم من اتّفاق مَنْ عداه من العلماء الموجودين في عصره خاصة أو في العصور المتأخرة...إمّا بظهوره نفسه أو بإظهار مَن يبيّن الحق في المسألة ...)(10).
وقد تناقلت كتب العلماء رأي الرعيل الأوّل من علمائنا في مسألة الإجماع أن من لُطف الإمام عليه السلام بالأمة وبالعلماء أن لا يتركهم يجتمعون على خطأ دون أن يبيّن لهم ذلك، وهو الذي أراد الشيخ المظفر الاشارة إليه.
وخلصنا من خلال ما نقلناه إلى تأكيد مسألة الرؤية بنحو الاحتمال المقبول عقلاً غير المعارض بالغيبة،فلم تحجب الغيبة الإمام عن شيعته ولا شيعته عنه.
وهناك لون آخر من التأكيد على أن الإمام التقى فعلاً شيعته والتقوه في قصص كثيرة جداً (إعلم أنَّ مَنْ فاز برؤية الإمام المنتظر المهدي عليه السلام في الغيبة الكبرى عصراً بعد عصر إلى هذا العصر لا يعدّ ولا يحصى)(11).
فممّا يستقلّ بنفسه على جواز وإمكان رؤية الإمام عليه السلام لشيعته ورؤيتهم له في الغيبة الكبرى وهو ما تناقلته المصنفّات الكثيرة كغيبة النعماني، وغيبة الشيخ الطوسي، وإلزام الناصب، وتبصرة الولي فيمن رأى المهدي،وجنة المأوى وغيرها. قال المحدّث النوري في التعريف بالباب السابع من كتاب النجم الثاقب الباب السابع: في ذكر حكايات وقصص الذين وصلوا إلى خدمة إمام الزمان عليه السلام في الغيبة الكبرى، سواءً عرفوه حين تشرّفهم بلقائه عليه السلام أو عرفوه بعد ذلك بالقرائن القطعية بأنه هو عليه السلام(12).
وقال في منتخب الأثر: (واعلم أن ما ذكرناه في هذا الفصل ليس إلا قليلاً من الحكايات والآثار المذكورة في الكتب المعتبرة ... مضافاً إلى أن الآثار والحكايات بلغت من الكثرة حداًَ يمتنع إحصاؤها... هذه الحكايات التي لا ريب في صحّة كثير منها لقوة إسنادها وكَون ناقليها من الخواصّ والرجال المعروفين بالصدق والأمانة والعلم والتقوى يحصل له العلم القطعي الضروري بوجوده عليه السلام )(13).
وقد أثبت المحدّث النوري لناقلي القصص المختلفة بأنهم من العلماء أو من الثقاة بعد كّل قصّة أو حكاية ينقله(14) وقد ناقش السيد محمّد الصدر في موسوعته مسألة الاعتبار العلمي لكل الحكايات المنقولة فقال: (الطعن في الأخبار الناقلة لمشاهدة الإمام المهدي عليه السلام في غيبته الكبرى سنداً_ أي من ناحية رواتها ـ والشطب عليها جملة وتفصيلاً قد يميل إليه المفكّرون المحدثون، إلا أن هذا ممّا لا سبيل إلى تصديقه،فإنها طائفة ضخمة من الأخبار قد يصل عددها إلى عدة مئات، على أن بعضها مروي بطرق معتبرة وقريبة الاسناد،فلا يمكن رفضها بحال(15).
وهذا هو الذي جعل القول برؤية الإمام عليه السلام في الغيبة الكبرى مقبولاً بنحو عقليّ لمثل صاحب الكفاية والميرزا النائيني.
ولعل البعض يستشكل في إمكانية الرؤية على أنها هواجس لم تبلغ الواقع، والجواب على ذلك: القول بأنها كذب متعمّد ممّا يرفضه كثرة الحكايات التي تناقلتها الكتب المعتبرة، وقد نقلنا بعض الأقوال في ذلك، وكذا الكثرة تردُّ القول بأنها أوهام، أو كونها أحلام يقظة، فالاحتمال مقبول بالواحد او بالاثنين عندما ينقلون فكيف بالمئات،وهو نفسه الذي يردُّ القولَ باحتمال كونه غير الإمام، فإن كثرة النقل يمنع من القول بالتوهّم.
يتبع...
|
|
|
|
|