|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 480
|
الإنتساب : Oct 2006
|
المشاركات : 18,076
|
بمعدل : 2.73 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العقائدي
الابعاد السلبیة للذنوب
بتاريخ : 14-05-2007 الساعة : 09:27 PM
ان كل ما اعتبره الاسلام ذنباً أو جرماً، أثبت الواقع أنه بطبيعته داع إلى فساد الانسان وشقائه، وهو بالتالي أما ينتهي بضرر مباشر أو غير مباشر على الحياة الفردية أو الاجتماعية.
وهكذا تجد العلم دائماً يلتقي مع الدين، وإن كان بعد حين، فاذا تصفحنا النصوص الاسلامية التي تحدثت عن أضرار المعاصي سوف نجدها دائماً تعلل جميع المآسي والمشاكل والنكبات الفردية والجماعية بالجرائم والذنوب التي يرتكبها الناس، وهذا ما يدلل على أن الاسلام يطرح من خلال هذه النصوص، نظرية متكاملة وقانوناً ثابتاً يرى على ضوئه أن جميع ما يواجهه الانسان في حياته من أضرار مادية ومتاعب نفسية ما هي إلا نتيجة تخلفه عن القوانين الإلهية التي تتجسد في رسالات السماء للانسان، قال الله سبحانه وتعالى: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم) الشورى/ 30.
وفي حديث للإمام محمد الباقر (ع)، قال فيه: (ما من نكبة تصيب العبد إلا بذنب).
فلكل ذنب إذاً ضرر خاص على الانسان، فالزنا والسرقة، والكذب والبهتان والظلم والخيانة، والتجاوز على حقوق الآخرين، والغيبة والفتنة والنميمة، كل هذه المحرمات تشبه الجراثيم التي تصيب الانسان وتؤدي إلى هلاكه عندما لا يعالجها..
* أثر الذنوب على القلب:
للذنوب أثر كبير في تلويث النفس وأمراضها، والإكثار منها يحدث قسوة وظلمة في القلب وهذه القسوة كثيراً ما تؤدي بالانسان إلى الجرأة على ارتكاب أبشع الجرائم وأكثرها خطراً على حياة الفرد والمجتمع، وأوضح القرآن الكريم هذه الحقيقة، فقال: (ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة..) البقرة/ 74.
وروي عن الإمام الصادق (ع) كذلك، أنه قال: (ما من شيء أفسد للقلب من خطيئته، أن القلب ليواقع الخطيئة، فما تزال به حتى تغلب عليه فيصير أعلاه أسفله).
لذلك أمر الاسلام (المسلم أن لا يستهين بذنب، ولا يستصغر معصية، وأن يحاسب نفسه ويستغفر الله كلما أذنب أو عصى لتتسع المسافات والأبعاد النفسية بينه وبين المعصية وليبقى) نقي القلب طاهر السريرة، فلا تترك المعاصي الطارئة عليه أثراً في قلبه وضميره.
* اقتراف الذنوب ينسي العلم:
روي عن رسول الله (ص)، أنه قال: (اتقوا الذنوب، فانها ممحقة للخيرات، ان العبد ليذنب الذنب فينسى به العلم الذي كان قد علمه..).
ولهذا قال علمائنا الأبرار: (ينبغي لطالب العلم أن يحسن نيته، ويطهر قلبه من الأدناس ليصلح لقبول العلم وحفظه واستمراره).
* ارتكاب الذنوب يسلب الخشوع:
أما فيما يتعلق بدور المعاصي في سلب الخشوع من قلب الانسان وأثرها في إبعاده عن العبادات والأعمال الصالحة، فان الروايات عن أهل البيت (ع) كثيرة جداً بهذا الصدد، فقد روي عن النبي الأعظم (ص)، أنه قال: (اتقوا الذنب فانها ممحقة للخيرات، أن العبد ليذنب الذنب فينسى به العلم الذي كان قد علمه، وان العبد ليذنب الذنب فيمنع به من قيام الليل، وان العبد ليذنب الذنب فيحرم به الرزق، وقد كان هنيئاً له).
ومما يذكر في هذا الموضوع، ان رجلاً جاء إلى الإمام علي (ع) وقال له: (إني قد حرمت الصلاة بالليل، فقال له الإمام: أنت رجل قد قيدتك ذنوبك).
* الذنوب تمنع استجابة الدعاء:
ذكر علماؤنا الأعلام أن من أهم شروط استجابة الدعاء ـ بعد إخلاص النية ـ هو ترك الذنوب، وقد استدلوا على ذلك بروايات رويت عن أئمة أهل البيت (ع)، منها قول الإمام محمد بن علي الباقر (ع): (ان العبد يسأل الله الحاجة فيكون من شأنه قضاؤها إلى أجب قريب أو إلى وقت بطيء، فيذنب العبد ذنباً، فيقول الله تعالى للملك: لا تقض حاجته، وأحرمه إياها، فانه تعرض لسخطي واستوجب الحرمان مني).
* ارتكاب الذنوب يزيل النعم:
وقد ذكر القرآن ذلك، فقال: (.. كفروا بآيات الله، فأخذهم الله بذنوبهم، ان الله قوي شديد العقاب، وذلك بأن الله لم يك مغيراً نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وان الله سميع عليم) الأنفال/ 52-53.
وينقل عن الإمام جعفر الصادق (ع)، أنه سمع أباه يقول: (ان الله قضى قضاء حتماً ألا ينعم على العبد بنعمة فيسلبها إياه حتى يحدث العبد ذنباً يستحق بذلك النقمة).
وروي عنه كذلك أنه قال: (الذنب يحرم العبد الرزق).
* ارتكاب الذنوب ينزل البلاء:
قال الله سبحانه في كتابه الكريم: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم) النور/ 63.
وروي عن الإمام محمد الباقر (ع) أنه قال: (ما من نكبة تصيب العبد إلا بذنب).
وهكذا يتضح لنا أن اقتراف الذنوب عمل مهدد لحياة الانسان بكل جوانبها .. ولهذا كان الأئمة من أهل البيت (ع) دائماً يحثون المؤمنين بأساليبهم التربوية الخاصة على ضرورة تربية الذات ومحاربة النفس الأمارة بالسوء، وقطع الطرق المؤدية بها إلى المعصية.
م..
|
|
|
|
|