العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتدى الجهاد الكفائي

منتدى الجهاد الكفائي المنتدى مخصص للجهاد الكفائي الذي أطلق فتواه المرجع الأعلى السيد السيستاني دام ظله

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

الصورة الرمزية هشام حيدر
هشام حيدر
عضو برونزي
رقم العضوية : 47143
الإنتساب : Jan 2010
المشاركات : 566
بمعدل : 0.10 يوميا

هشام حيدر غير متصل

 عرض البوم صور هشام حيدر

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي دولة المؤسسات ودولة الحاشية ..موضوع قديم!
قديم بتاريخ : 01-02-2010 الساعة : 01:08 PM


دولة المؤسسات ودولة الحاشية
فارس حامد عبد الكريم
الفرق بين دولة المؤسسات ودولة الحاشية او دولة البطانة، يتجسد بصفة أساسية في ان دولة المؤسسات تقوم على تنظيم قانوني وأداري محكم للمرافق العامة يسير على نسق ثابت لا انحراف فيه الا على سبيل الاستثناء القانوني أو الاستثناء الذي يعد عند تحققه جريمة ذات طبيعة إدارية أو جزائية .
وفي مثل هذا النظام الذي يستند إلى معايير موضوعية في الإجراءات والتقييم والاختيار يأخذ كل ذي حق حقه ، ويقوده أصحاب الكفاءة والمعرفة الأكاديمية في المرتبة الأولى، ويكون الهرم الوظيفي تسلسلياً ومحترماً ونادراً ما يخرق.
أما في دولة الحاشية والبطانة فان المحور هو الفرد (الرئيس) لا المؤسسة ذاتها وكلما تغير الرئيس تغيرت التعليمات والخطط والأشخاص فيهدر الزمن والتجربة السابقة ، وفيها يكون الرئيس هو صاحب القرار الأول والأخير ويبقى الآخرون كمتفرجين مهما علت مناصبهم في المؤسسة، وفيها يكون الاستثناء هو الأصل بينما يبقى الأصل كوسيلة يلجأ إليها في أوقات الأزمات او من قبيل ذر الرماد في العيون.

دولة الحاشية هي دولة الإذن المفتوحة والعين المغمضة، فهي دولة الإذن المفتوحة لأنها دولة المؤامرات والوشايات والدسائس والتلفيق والكذب المنقطع النظير، وهي دولة العين المغمضة لأنه يكفي للحكم واتخاذ القرار فيها الاستماع للخصم دون الضحية.
صاحب الكفاءة والمعرفة في دولة الحاشية مستبعد ومهمش ولا سند له ومعركته خاسرة ، بينما تكون القيادة بيد المحسوب والمنسوب والوصولي والانتهازي الذي يتسلق على أكتاف الآخرين ، والسبب هو إن صاحب الكفاءة لا يملك سلاحاً سوى شهادته وكفائته وصدقه ، بينما للانتهازي أسلحته التي تستند مادتها إلى حبك الدسائس والمؤامرات والى اللف والدوران والكذب المنقطع النظير ، وهذه المعركة غير المتكافئة الخالية من القيم والضوابط لا يمكن ان يكسبها شخص نبيل لا يعدو سلاحه أن يكون مجرد كفاءته وإخلاصه.
من جانب أخر تكون المعرفة الأكاديمية الصرفة في قمة أولويات دولة المؤسسات وهي تسعى إلى تنمية المعرفة الأكاديمية وتشجيع مؤسسات البحث العلمي الأكاديمي في مختلف فروع المعرفة العلمية والإنسانية التي تزود مطبقي العلوم من الناحية العملية بكل جديد في مجال الاختراع والابتكار .
بينما تقوم دولة الحاشية على فكرة متخلفة مقصودة تقدس ما يسمى بالخبرة العملية والأعراف الفاسدة التي تقوم على إعادة تصنيع ثقافة موروثة مستهلكة ،لعدم قدرة البطانة الجمع بين الوسائل العلمية والوسائل الانتهازية في آن واحد فيؤدي ذلك الى تراجع في مادة المعرفة لعدم قدرتها على مواكبة التطور.
وعلى هذا النحو المتقدم فان ما يمتلكه الأكاديمي اليوم من معرفة في دولة المؤسسات هي بالتأكيد أكثر تطوراً وأوسع نطاقاً مما كان يمتلكه الأكاديمي قبل سنوات.
أما في دولة الحاشية فيجري الحديث دوماً عن فطاحل كانوا قبل عقود عديدة من الزمن في البلد ولا يوجد مثلهم اليوم، وهذه نتيجة طبيعية لاستهلاك القديم دون ان يحل محله علم أكاديمي جديد.
دولة المؤسسات هي دولة الديمقراطية الحقيقية والمساواة القانونية ، ويقصد بالمساواة القانونية ، ان يتساوى أصحاب المراكز القانونية المتماثلة في الحقوق والواجبات ، فحقوق المواطنة تسري على الجميع اما الحقوق الخاصة فتسري على جميع من يحوزها دون غيرهم ، كحقوق الشهادة العلمية وحقوق الشهداء وحقوق الملكية …. ، تطبيقاً للمبدأ القانوني الطبيعي ( مساواة غير المتساوين ظلم فاحش ).
بينما دولة الحاشية هي دولة الديمقراطية المزيفة والشعارات الفارغة والمحسوبية والمنسوبية (1) .
دولة المؤسسات هي دولة المراتب العلمية و المعنوية و الثقافية، فيتربع على قمة الحياة الاجتماعية العباقرة وصفوة المثقفين والأكاديميين وكل من قدم لمجتمعه خدمة جليلة.
أما دولة الحاشية فهي دولة الطبقات بامتياز، فيتربع على قمة الحياة الاجتماعية الحاشية وحاشية الحاشية وخليط من الانتهازيين والوصوليين وأنصاف المثقفين الذي يبادرون إلى خلق ستار حديدي يصعب خرقه بين قادة البلد والمواطنين، بينما ينزل العباقرة وصفوة المثقفين والأكاديميين وكل من قدم لمجتمعه خدمة جليلة إلى مراتب متدنية .
دولة المؤسسات تقوم على فكرة ( سلطة الشعب ) وهي دولة الثقافة والفن والأدب والشعر والأفكار النيرة في مختلف مجالات الحياة.
بينما تقوم دولة الحاشية على فكرة ( السلطة الأبوية ) التي تسعى تنمية ثقافة شعبية عامة ترى في أمر اظهاد الفكر الحر امرا مقبولا ومبررا ، مما يترب عليه قتل روح الإبداع وخنق الأفكار المتنورة وإشاعة النفاق السياسي.
دولة الحاشية هي دولة السقوط المفاجئ، بينما دولة المؤسسات هي دولة البداية والنهاية التي تشبه دورة الحياة الطبيعية.
بغداد في 17/2/2009

فارس حامد عبد الكريم العجرش الزبيدي

ماجستير في القانون

نائب رئيس هيئة النزاهة سابقاً
باحث في فلسفة القانون
والثقافة العامة
http://farisalajrish.maktoobblog.com...ودولة-الحاشية/



من مواضيع : هشام حيدر 0 فاتيكان......الناصرية !
0 المالكي يعلن عن رغبته بعدم التجديد لولاية ثانية !
0 لماذا لايعين المالكي مستشارا اعلاميا له..؟؟
0 الفقيه المشاكس...والتميمي الصيني !
0 الرفيق المقاتل...قائد شرطة البصرة حفظه الله ورعاه
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 02:12 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية