حسينيات الكويت جزء من تراثها وتاريخها-فوزية الصباح
بتاريخ : 23-01-2010 الساعة : 02:02 PM
بسم الله وصلّ اللهم على محمد وآله الطيبين الطاهرين
بقلم الشيخة فوزية السالم الصباح
في كل عام تتشح الحسينيات في الكويت بالسواد إحياء لذكرى استشهاد الحسين بن علي وآل بيت الرسول (عليه وعليهم السلام) عام 61 للهجرة، وفي الكويت جرت العادة منذ أكثر من مئتي عام بإقامة المشاعر الحسينية، وكان أبناء الأسرة الحاكمة، وكذلك بعض التجار، يساهمون بدعم الحسينيات مادياً ومعنوياً.
كان المواطنون قديماً يؤدون مشاعر شهر محرم في بيوتهم إلى أن أسس سيد علي الموسوي الخباز أول حسينية عام 1815 ميلادية، بتخصيص ديوانيته التي تقع في فريج البحارنة في منطقة شرق لمجلس العزاء. وفي العام 1905 بنى محمد حسين نصرالله آل معرفي أول حسينية رسمية في الكويت، وهي مازالت قائمة في منطقة الشرق. وفي العام 1916 تم إنشاء حسينية الخزعلية تكريماً لأمير المحمرة، وصديق الشيخ مبارك الصباح، الشيخ خزعل، وقد شارك في التبرع لهذه الحسينية الشيخ مبارك الصباح وإبراهيم محمد علي معرفي، وعبدالكريم معرفي، وعلي أسطى بهبهاني، وعبدالكريم أبل، كما تبرع بعد ذلك أحد الشيوخ بتوسعة الحسينية عندما اقتطع من أرض ابنة عمه وعوضها بدكان أو بدكانين، ثم تبرع لهذه الحسينية الشيخ عبدالله السالم الصباح بخمسين ألف روبية، ثم تبرع الشيخ صباح الناصر الصباح بثلاثين ألف روبية، بالإضافة إلى بعض التجار والشيوخ. ومازالت الدولة ترمم الحسينيات القديمة وتحافظ على وجودها، باعتبارها جزءاً من تاريخ الكويت وثقافته.
وتوسعت الحسينيات وتطورت وانتشرت ولم يعد دورها يقتصر على إقامة المشاعر الدينية في شهر محرم، بل أصبح لها دور ثقافي واجتماعي طوال العام وإقامة مجالس العزاء، ولا يزال بعض أبناء الأسرة الحاكمة يرتادون الحسينيات ويدعمونها، وهكذا.
من خلال هذا السرد المختصر نجد أن الأسرة الحاكمة تعامل جميع أبناء الوطن باختلاف انتماءاتهم ومذاهبهم معاملة واحدة ولا تفرق بينهم، ولم تكن في السابق عنصريات ولا تكفير ولا كراهية بين أفراد المجتمع، والكل سواسية أمام الحاكم، ولا أحد يتجرأ بالتعدي على حقوق الآخرين أو حرمان الآخرين من حقوقهم أو الطعن بمعتقداتهم أو مخالفة العادات والتقاليد، باعتبار أنه لم يكن هناك في السابق قوانين مكتوبة. ورغم أنه لم تكن هناك قوانين مكتوبة إلا أن الكل يعرف ما له وما عليه، والكل يعرف حدوده. لذلك لم نجد أحداً يخالف أوامر الحاكم سواء بالقول أو بالفعل، وأرى أن سبب التآلف بين أفراد المجتمع قديماً، رغم اختلاف أصولهم ومذاهبهم، هو عدم وجود عادات وتقاليد دخيلة على المجتمع.
ملحوظة ..
أصبحت الآن هناك نكهة خاصة لتذوق طعام الحسينيات، خصوصاً في يوم العاشر من محرم، فكل حسينية تتفنن بالطبخ، وكل طعام حسينية له مذاق معين ومختلف عن الأخرى. كنت أعتقد أن الذين يطهون طعام الحسينية من أشهر الطهاة، لأن الطعام في كل حسينية يكفي للآلاف، وهذا يتطلب خبرة كبيرة في الطهي. ولكن تبين لي أن غالبية الطهاة أو المساعدين لهم هم من المواطنين الذين يتبرعون للعمل في مطابخ الحسينيات خلال الأيام العشرة المحرمة. لذلك يحرص الكثير من المواطنين سنة وشيعة على تذوق طعام الحسينيات يوم العاشر.
إستنتاجا لمقالة الشيخة أنها قصدت بالعادات والتقاليد الدخيلة على المجتمع هو الفكر الوهابي التكفيري الذي دخل على المجتمع الكويتي مؤخرا حيث أن الشيعة لم يغيروا من شعائرهم القديمة بتاتا منذ أكثر من 200 عام في الكويت حيث يقيم الشيعة نفس الشعائر والمجالس ويعرفوا أصحاب وأعداء آل البيت(ع) من خلال تلك المجالس منذ القدم، فالدخيل اللعين بني وهبان.
أحسنت وبارك الله فيك اخي عاشق ال14 على نقل المقال المنصف
فعلا ما ضمنته الشيخه فوزية حقيقه وواقع لاينكره الا الجاحد والحاقد ..
ليتنا كنا نعيش خلال تلك الفترة الماضية التي خلت من هذا الفكر الوهابي الدخيل ،، لكنا بالتأكيد أفضل حالا مما نحن عليه ..
فقد نكون استفدنا من الفكر الحسيني من خلال ما يلقى في الحسينيات ..
المفروض ان قضية الحسين قضية اسلامية تخص المسلمين بجميع طوائفهم .. يكفي ان يكون الشخص مسلما يشهد بالله وبرسوله حتى يهتم بمصاب اهل بيت رسوله ويتأثر لما جرى عليهم ويتفاعل مع قضاياهم وما ثاروا لأجله ...
ولكنه العناد والتعصب والنصب الذي تمثل بالوهابيه هو من حال بين تحقيق كل هذا ، وهو الذي جعل قضية الحسين تخص الشيعه فقط ..
وكأن السني لا علاقه له بحفيد النبي ولاشأن له بالظلم والتحريف والفساد الذي جرى من بني اميه على الدين .
بالعكس أخي الكريم
لا يوجد تفرقه والحكومة دائما بصف الشيعة لأنهم يعلمون جيدا بأن ولاءهم للكويت يفوق بعض السنة ولا يبحثون عن مشاكل ويرغبون بالعيش الكريم بعيدا عن التأزيم وما يثير حفيظة بعض المتشددين كالسلفيين والوهابية بأن الحكومة منصفة ولا يريدون للشيعة أن يهنأوا في بلدهم .. بل يريدون أن تكون كلمتهم وأوامرهم هي المسيطرة على البلد .
اقول كلمتين فقط
الفكر الوهابي اينما وجد وجد القتل والدمار والمفخخات والتفرقه
الاميره اشارت الى طعم اكل الحسينيات لان الطبخ ليس بيد مهره او متمرسين بل هو معجون بطعم الولايه المحمديه
وطعم الولايه المحمديه تنثره الملائكه ليس فقط في قلوب المؤمنين بل في كل شي يمر بذكرى الحسين
والا ان العراقيين وحدهم يصرفون من اول يوم محرم الى الارِبعين منِمن اين هذا
من اين هذا المال
كله بركه محمد وال محمد
سلام الله عليك مولاي ابي عبدالله ولعن الله بني اميه قاطبه
حميد الغانم
(إن تاريخ الحسينيات يرجع إلى أكثر من قرن وقد ساهم في بنائها أبناء الأسرة الحاكمة، ومنهم المغفور له الشيخ مبارك الصباح والمرحوم الشيخ جابر المبارك وما تزال أسرة آل الصباح تتبرع للحسينيات وتتبرك بطعام عاشوراء كما لا يمكن نسيان المواقف المشرفة للحسينيات في بعض الحروب الداخلية في الكويت ومدى حرصها على إيجاد حالة الهدوء والاطمئنان وترصين الوحدة الوطنية في البلد
جزء من تراث الكويت، ويشهد تاريخ تأسيس بعض منها على قدمها، ومعاصرتها للأيام الأولى من نشأة البلاد، وخلال السنوات الطويلة التي ظهرت بها الحسينيات في الكويت، كانت شاهدة على الكثير من الأحداث والمواقف الوطنية.
هذه المواقف المشرفة للحسينيات، وما مرت به كجزء من تراث الكويت، لم يحظ للأسف بالاهتمام من جانب توثيقه، والحفاظ عليه من النسيان؛ فكثير من القصص والأحداث لا تزال تتناقل بالكلام، من جيل لآخر عبر أصحاب الحسينيات أنفسهم،أو أبنائهم والمحيطين بهم، والبعض منهم توفاهم الله سبحانه وتعالى، واندثر معهم هذا التراث.
إن الانتقال من المرحلة «الشفاهية»، وهي حفظ التاريخ عبر النقل الشفهي والكلامي، إلى المرحلة «الكتابية»، وهي حفظ التاريخ عبر الكتابة والتدوين، أمر مهم وضروري. والمسؤولية تقع بالدرجة الأولى على أصحاب الحسينيات، الذين يملكون المادة التاريخية، والمعرفة التفصيلية بالحوادث المختلفة التي مروا بها، فيمكنهم نقل الأحداث حسب مشاهداتهم عن قرب وبدقة، وهذا يتطلب من أي شخص، لديه هذه المعلومات، أن يقوم بكاتبتها ونشرها، بدلا من أن تندثر، وتضيع مع الزمن.
والمسؤول الآخرعن حفظ وتوثيق هذا التراث من تاريخ الكويت هي مؤسسات الدولة المعنية، مثلا كالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، إذ يمكن لهذه المؤسسة الرسمية، البدء بمشروع يهدف إلى جمع التراث الوطني من الحسينيات، ومع علمي أن مشروع كهذا، سينال قسط كبير من الحساسية في بداية الأمر، إلا أنه يعتبر ذا فوائد كثيرة على المدى البعيد؛ إذ سيثبت مشروع كهذا، وبشكل رسمي وعلمي موثق، مقدار الحرية المتاحة في الكويت لجميع المذاهب، وأيضا سيحافظ على جزء من تاريخ الكويت المنسي الذي لم يدوّن،ومواقف حكامنا الكرام مع مختلف أبناء الشعب الكويتي. ويأتي بعد ذلك نشر ذلك النتاج كله، ليتم الاطلاع عليه، والاستفادة منه من جميع أبناء المجتمع، وليكشف وبشكل لا يقبل الشك، مدى تجانس وتلاحم الكويتيين.
بشكل موجز، فيما يلي مجموعة من الأمور المهمة، كمادة للتوثيق والتدوين كجزء من تراث الحسينيات وطنيا:
* الهندسة المعمارية والبناء القديم للحسينيات، وطريقة تصميمها ومحتوياتها الداخلية، بما يعبر عن نموذج من البناء الكويتي القديم.
* زيارات حكام الكويت لبعض الحسينيات، وتوثيق التسجيلات السينمائية والصور القديمة المحفوظة لدى أصحاب الحسينيات.
* دعم حكام الكويت السنوي للحسينيات المعنوي والمادي،بتوفير المواد الغذائية وغيرها، وتدوين قصص الحكام السابقين وأعمالهم الخيرية.
* تدوين الحوادث التاريخية والمواقف البطولية، التي ساهمت بها الحسينيات، وكان لها الدور البطولي في التضحية والدفاع عن الوطن، خصوصا أن مادة المحاضرات، خلال شهر محرم تركز على «التضحية» كمفهوم رئيسي.