كتب النائب سامي العسكري مقالا تحت اسم مستعار باسم (عدنان الشريفي - اغتيال المالكي و الانقلاب العسكري) يدعي فيه وجود مؤامرات لاغتيال المالكي وسناريو يتحدث عن انقلاب بعثي تقوده امريكا لاعادة حزب البعث المنحل وتخويف باسلوب جديد يندرج ضمن الارهاب العقلي للمجتمع لصناعة عقل جمعي قبل الانتخابات البرلمانية القادمة مسيطر عليه عاطفيا يلغي التفكير العقلي ليس الا ووجدت في مقال سامي العسكري الكثير من المغلطات ووهنا ساتحدث عن كيفيةارتباط المقال بالعسكري في الجانب الاول وفي الجانب الثاني من المقال ساتحدث عن المقال نفسه كنص وفي الجانب الاول وسبب ارتباط المقال بالعسكري فلعدة امور :
1- الاسلوب النفسي في الكتابة فالمقال لايختلف في اسلوبه النفسي فهو يحوي جملا وعبارات كثيرا مايستخدمها العسكري فهو يقول في مقاله : (من المؤكد أن السواد الأعظم لايعرف ما تخبئه الأيام القادمة) وهي الجملة الاستعلائية التي تعود السيد سامي العسكري استخدامها للانتقاص من الاخرين فهو الوحيد العارف بدقائق الامور فيما الاخرون جميعا لايفهمون .
2- التعبير الذي استخدم في المقال هو نفس التعبير فغالبا مايستخدم النائب سامي العسكري الفاظ على شاكلة قوله في المقال : ( فاللاعبون والمتلاعبون في الشأن العراقي كثر ) بل في غالب مقالاته يستخدم هذا التعبير و تركيب : (بأن سقوط النظام ألصدامي افرز خارطة سياسية جديدة ) و (أقلية في المجتمع العربي السني والسنة أصبحت محكومة كأقلية) ، و(نفس الرسالة إلى جماعة عزة إبراهيم ).
3- الرسالة التي يقدمها والقصدية التي تختفي خلف المقال تؤكد ان الكاتب هو من حزب الدعوة الاسلامية وتحديدا يشمل تلك التورات النفسية في ارتفاع النبرة وانخفاضها فالمستوى الصوتي للمقال يشبه المستوى الصوتي في كل مقالت العسكري بل لايحتاج الانسان العادي ان يقرأ مقالاته ليكتشف كاتب المقال وبمجرد ان تستمع لمقابلة للعسكري تفضح مدى استنساخية المقال مع اسلوب النائب سامي العسكري .
4- المعلومات التي يحويها المقال والحبك في السناريو يدل على ان الكاتب مقرب من المالكي استفاد من المعطيات الخاصة التي يعرفها عن قرب من المالكي ليستغلها ويستثمرها من اجل هدفه الرئيس وهو استخدام تلك المعلومات في التخويف من القادم وهذا التخويف في جله وهمي خيالي يقصد منه تصوير المالكي والحكومة الحالية حكومة انقاذ بل بدونها سينتهي العراق وهو مايريد الكاتب ان يعيش فيه القاريء ليلجأ نحو الخطأ بخطى واثقة .
اما في الجانب الثاني فهذا السناريو المخيف والذي اراد السيد سامي العسكري ان يكون مخيفا وهمي وكان على العسكري ان اراد لكذبته ان تمر فكان عليه ان يضرب على اوتار اكثر واقعية ومشاريع يمكن تحقيقها بالسهولة التي يصفها كاتب المقال فهناك مجموعة من القضايا التي لم يضعها الكاتب امامه قبل كتابة المقال او تجاوزها لغاية في نفس يعقوب منها :
1- المقال من نسج حزب الدعوة لان المستفيد الوحيد من هذا التخويف فقط هم حزب الدعوة .
2- يتحدث المقال عن بقاء للقوات الامريكية ورغبة في تمديد هذا البقاء فيما اعلن الرئيس الامريكي اوباما انه سيهتم في انتشال الواقع الامريكي مما يتعرض له مما دفعه الى الموافقة على الاتفاقية الامنية رغم ان امريكا لم توقع معاهدة بهذا الشكل مع اي دولة من دول العالم واباما يسير نحو سحب قواته بالكامل وبخطوات عملية تجعل ان هدف المقال الاول يسقط كما ان امريكا وكما اعتقد فقد حققت اهدافها في العراق والدليل انها استطاعت في الانتخابات الاخيرة انتخابات مجالس المحافظات ان تغيير الخارطة واستطاعت تزويير الانتخابات دون ان يتحدث احد حتى وان كان موقنا بذلك التزوير وجاءت بمجموعتين على مزاجها المجموعة الاولى مجموعة الدعوة او الاسلام العلماني على الصيغة التركية متملا بحزب الدعوة والمجموعة الثانية اقصاء الاسلاميين السنة والمجيء بالبعثيين السنة ليمثلوا السنة لادامة الصراع بين الشيعة والسنة عن طريق دفع السنة لتبني حزب البعث الذي يمقته العراقيون الشيعة .
3-امريكا تستطيع ان تحقق اهدافها من دون ان تقوم بانقلاب والدليل هو انفجارات الاربعاء الدامي الذي ضرب الحكومة في الصميم كما يعترف ويقول رئيس الوزارة المالكي نفس حيث استطاعت امريكا ان تضرب طيرين بحجر واحد فسوريا وبضغط من امريكا على العراق تحاول ان تخلص نفسها اليوم من الفصل السابع الذي ستؤدي به المحكمة الدولية وهدف امريكي اخر هو ان الحكومة العراقية والشعب العراقي صار موقنا ان مؤشر الامن المتحرك هو هش ومن الممكن ان ينقلب في اي دقيقة بفضل التغييرات التي طرأت على الحكومة في عهد المالكي الذي اعاد البعثيين الى السلطة ليحكموا كل الوزارات واخاصة الامنية كالداخلية والدفاع والامن الوطني والمخابرات التي يحاول ان يرئس عليها طارق النجم الداعية المعروف برغبته في اعادة البعثيين للمخابرات .
4- مسألة اعادة البعث غير ممكنة على الاقل علنا فقد لاقى المالكي قبل فترة معارضة شعبية كبيرة عندما حاول اعادة البعثيين بصورة علنية تحت عنوان المصالحة الوطنية مما دفع المالكي الى رفض المشروع والى الان هو حاقد على تلك الاطراف التي حركت الشارع لان الشعب اليوم خرج من بوتقت الحزب الواحد الذي استلب حرية الرأي والتعبير والهوية والدين والحياة وتعلم المواطن ان حزب البعث حزب خاوي لايمكنه ان يقف بوجه الاراد الشعبية .
5- الحالة العقائدية المتزايدة في وجدان المواطن العراقي كما يرى اغلب المحللين والمقربين من الشارع مقابل بعثيين يقاتلون من اجل المناصب ونرى اليوم كم من القيادات البعثيية او السنية التي تتبع البعث قد سلمت من اجل منصب معيين والامثلة كثيرة تغنينا عن ذكر الاسماء في هذا المقال.
6- دور الشعائر الحسينية ومجالسها هذه الشعائر التي لم تمنع العراقي من ممارستها رغم القتل الوحشي الصدامي والارهاب الذي كان يحصد الارواح فيما يلملم العراقيون جراحهم ويواصلوا المسير نحو كربلاء اكثر من ثلاثة عشر مليون عراقي يلتزمون الشعائر الحسينية هل تستطيع معادلة الانقلاب اعادة البعث مع هذه الشعائر التي غذت ارواح ملايين العراقيين بالثورة ومحاربة البعث والافكار المنحرفة وان حالة السكون التي يعيشها العرقيون لانهم لايعتقدون ان الشعائر في خطر ولو احسوا ان شعائرهم في خطر فلن يسكتوا فكيف تنفذ مضامين مقال سامي العسكري مع وجود هذا الرفض الجماهيري الحسينية .
7- يبدو ان النائب سامي العسكري قد نسي دور جيش الامام المهدي (عج) وفيلق بدر وهو يعتقد ان هذه الخلايا النائمة ستبقى صامته وساكته ان حدث وعاد البعث او قادة امريكا انقلابا فهذه الخلايا او المليشيات لايمكنها ان تجلس مكتوفة الايدي ازاء انقلاب امريكي يعيد البعث والنائب العسكري يتذكر جيدا الانتفاضة الثالثة التي اجتاحت بغداد عامة ومدينة الصدر خاصة حينها لم تستطع القوات الحكومية والامريكية الدخول الى مدينة الصدر الى بعد هدنة واتفاق فهل تستطيع القوات الامريكية التي انسحبت داخل معسكراتها اليوم ان تقدم شيء ازاء هذه المليشيات المدربة فجيش الامام المهدي وبدر اليوم ينتظر حدث وهو جاهز للرد في اي وقت .
8- ثم هذا يربطنا بايران التي لاتطيق وجود امريكا في العراق فكيف بانقلاب يعيد البعث فهل ستبقى ايران مكتوفة الايدي ازاء المشروع الامريكي وهي التي لم تسلم لامريكا خلال السنوات الست او السبع وتقاتل امريكا قتلا شرسا .
9- اما حديث العسكري عن سحب سلاح جيش الامام المهدي فيما تزويد الصحوات بالسلاح فهذا الحديث يخلو من التفكير الامني الدقيق لان الجميع يعلم ان الصحوات هي غير فاعلة وتعمل اليوم بعشوائية وربما الصحوات التي لها تاثير قليلا هي صحوت الفضل والغزالية والعامرية فقط اما باقي الصحوات ماهي الا اسماء تاخذ من الحكومة ميزانية واموال من دون تاثير حقيقي لا في الشارع ولا في الواقع الامني العراقي .
بعد هذه القراءة في مقال النائب سامي العسكري اجد ان المقال كتب بغاية من التهويل تدفع القاريء في البداية الى الخوف لكن ما ان يجزء حيثياته يجد انه وهم محض واسلوب لتخويف الناس للتمسك بحكومة حزب الدعوة السائرة نحو الانقراض باعتبارها اسوء حكومة وان التحديات التي يطرحها كاتب المقال لحصول انقلاب ليست اكبر من تلك التحديات التي خاضتها حكومة اياد علاوي ولا حكومة الدكتور ابراهيم الجعفري فتلك التحديات الخارجية والداخلية العاصفة لم تستطع ان تصنعا انقلابا ولم تستطع ان تهز الدولة العراقية فهل من المعقول اهتزاز الدولة العراقية اليوم في ظل سقف واطيء من التحديات التي عالجتها السياسة العراقية واليوم الكثير من الدول التي تحارب العراق اليوم لديها سفراء وتحاول الحصول على استثمارات في العراق ولابد من الكاتب لم يحسب تطور الملف العراقي وهو لا يعيش وينظر للعراق على انه عراق اليوم الاول من سقوط صدام ليس الا