الغارقون في بحور الثقافات الهدامة...من ينتشلهم ؟؟
اللهم صل على محمد وال محمد
هنالك من الناس وبتوفيق من الله عز وجل ،استطاعوا من خلال أسرهم ، ومجتمعهم ، والمحيط الصالح الذي من حولهم ، تمكنوا أن يخلقوا لأنفسهم حصانة ثقافية واعية ، ولديهم القدرة من خلالها أن يستمعوا القول بإذن واعية فيتبعوا أحسنه كما وصفهم الله عز وجل ،(الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه)
فهم لديهم رصيد فكري ،عقائدي ،فقهي ، اجتماعي ووواللخ
يمكنهم من خلاله خوض غمار الثقافات الهدامة والمضادة لفكرهم وقيمهم ، ويستطيعوا أن يجوبوا بلدان الإنحلال الأخلاقي والفكري شرقا وغربا ،ويسبروا أغوار الثقافات الإنسانية طولاً وعرضا ، من دون أن تزعز عقائدهم وقيمهم الحقّة التي عقلوها وأمنوا بها قيد إنملة،بل بالعكس، يكون ذلك بمثابة تذكير لهم بالنعم العظمى التي يرفلوا بها وحرم منها من سواهم ،وهي نعمة الإيمان بالقيم والمبادئ الإنسانية التي أتى بها الدين القويم، والمتمثلة في الإيمان برسالات الأنبياء والقيم التي أتوا بها وصولا إلى ولاية محمد وال محمد عليهم أفضل الصلاة وأزكى التسليم حيث ختمت برسالة جدهم كل الرسالات والنبوات
وفي المقابل :
هنالك من لو عاش بعيدا عن مجتمعه بضعة كيلو مترات ،قد يعود إليه منسلخا عن قيمه وثقافته ومعتقداته نتيجة إلى الإنبهار السلبي الذي اعتراه ، ولو قرأ مقال معاديا لعقيدته إنقلب رأساً على عقب في لجج الشكوك ، ولو دخل على موقع هدام من مواقع الشبكة العنكبوتية الهدامة يعيش حالة من الذبذبة واللا إستقرار بينه وبين نفسه:confused:
هؤلاء دخلوا في معمعة الثقافة من دون أدنى حصانة فكرية لهم ،والقوا بأنفسهم في مسائل فكرية لا ناقة لهم فيها ولا جمل، فلم يؤسسوا في ذواتهم قبل أن يخوضوا تلك الغمار أدنى الأسس السليمة للتفكير الصحيح ، ولم يفقهوا ما عندهم من قيم وثقافة أصيلة ، فنجدهم يتمايلون مع هذه الثقافة الهدامة وتلك ، لا يعرف لهم وجهة أو قرار ، يتخبطون ذات اليمين وذات الشمال ، تراهم حينما تجمعهم صحبة عمل أو دراسة مع أصحاب الثقافات المغايرة أو المضادة لهم ، ينكفئون على أنفسهم خجلا وضعفا من أن يتحدثوا بشيء من ثقافة مجتمعهم او ما يؤمنوا به ، وذلك نظرا لحرمانهم أنفسهم من معرفة تراثهم وقيمهم ،فيقوموا بصب جام غضبهم على ما جهلوه من ثقافتهم وعقائدهم
ختاما أقول ردا على عنوان الموضوع :
الغارقون في بحور الثقافات الهدامة...من ينتشلهم ؟؟:eek:
هو أنت ، أنت نفسك الذي قصّرت في بناء عقلك بالفكر القويم ،وتجنيت على هويتك الأصيلة ظلما وعدوانا ، بادر واجتهد في نيل العلم والمعرفة الأصيلة من منابعها الحقة ، واعمل بما يمليه عليك عقلك ودينك، وبعدها اقتحم سوح العلم والمعرفة من دون خوف أو وجل
وفي الختام;)
الغالبية من هؤلاء يعيشوا مثل هذه الحالة بينهم وبين أنفسهم وقد لا يصرحوا بأفكارهم الهدامة تلك إلا للمقربين منهم
اختكم
رقية
التعديل الأخير تم بواسطة (رقية بنت الحسين) ; 15-09-2009 الساعة 03:07 AM.