الْسَّلامٌ عَلَيٌكٌمْ وَرَحْمَةٌ الله وَبَرَكَاتٌهٌ
تبليغ سورة براءة
نزلت سورة براءة سنة تسع ، ثم بعثها رسول الله صلى الله عليه وآله مع أبي بكر وعمر بن الخطاب وثلاثمائة معهم ليتلوها يوم الحج الاكبر على رؤوس الأشهاد إيذاناً ببراءة الله ورسوله من المشركين ونبذاً لعهودهم ، ومنعاً لهم عن مكة وإعلاناً لتحريم الجنّة عليهم وأن لا يطوف بالبيت عريان .
فلما سار غير بعيد أوحى الله إلى نبيه : أن لا يؤدِّي عنك إلاّ أنت أو رجل منك ، فاستدعى علياً فقال له : أنْ أذهب بها أنا أو تذهب بها أنت ، قال علي : فإن كان ولا بد فسأذهب أنا (1) وأمره بلحاق أبا بكر وأخذ براءة منه والمضي بها إلى مكة لأداء المُهمّة عن الله ورسوله وعهد إليه بالولاية العامة على الموسم (2) .
فلحقه علي عليه السلام فأخذ الكتاب منه ، فانصرف أبو بكر وهو كئيب ، فقال لرسول الله صلى الله عليه وآله : أنزل فىَّ شيء ؟ قال صلى الله عليه وآله : لا ، إلاّ أنّي أُمرت أنْ أُبلّغه أنا أو رجل من أهل بيتي (3) .
وفي رواية سعد :
بعث رسول الله صلى الله عليه وآله أبا بكر ببراءة حتى إذا كان ببعض الطريق أرسل علياً عليه السلام فأخذها منه ثم سار بها ، فوَجَد أبو بكر في نفسه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : لا يؤدي عنّي إلاّ أنا أو رجل منّي (4) .
وفي يوم النحر عند الجَمْرة قرأ علي عليه السلام براءة ونَبَذَ (5) إلى كل ذي عهد عهده ، وقال إن رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: لا يحج بعد هذا العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان(6).
وكانت سورة براءة وهي سورة التوبة تسمى في زمان رسول الله صلى الله عليه وآله (المبعثرة) لِما كشفت من سرائر الناس (7) .
الهوامش والمصادر :
______________________
(1) مسند احمد ج1 ص151 .
(2) ابو هريرة ، للعلامة السيد عبد الحسين شرف الدين ص119 ص124 .
(3) خصائص امير المؤمنين عليه السلام للنسائي ص91 .
(4) خصائص علي بن ابي طالب النسائي 91 .
(5) القى : اي اعلم اصحاب العهود ان العهود ملغاة .
(6) الإمتاع ص500 وفي الدرر ج1 ص251 قال ابن عبد البر : ان الرسول (صلى الله عليه وآله) امره ان ينادي بذلك في كل موطن من مواطن الحج .
(7) الاكتفاء ج2 ص410 .
_______________ أنتهى _________________
الأخوة والحبة في الله تعالى أهل السنة والجماعة أخوتنا واحبتنا في الله تعالى ، تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله فان تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلمون وهلموا بنا بالحق وللحق وأهله للننهل من فيض هذه الحادثة المهمة والحدث البليغ ونرىوأياكم تبعاته والمراد منه من قبل من لا ينطق عن الهوى الصادق الأمين المصطفة نبينا ونبيكم صدقاً وعدلاً صلى الله عليه وآله ، فهل تعني لكم هذه الحادثة شيئاً ...؟
أم هل لها أعتبار خاص لديكم وتنبأكم عن أمر جلل في أمة الإسلام وإبلاغ شريعة المصطفى وبيان أمره الذي هو من عند ربه وربنا تعالى أم هي حادثة من حوادث تاريخ الإسلام والمسلمين لا تعني الكثير وليس لها دلالات ولا أعتبارات ...؟!!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
حياكم الله استاذنا المشرف العقائدي ........
وأحسنتم اختيار الموضوع نعم لو اعتصمنا وتحاكمنا الى دليل تبليغ ايه براء فانه يكفي ويفي في ان ابو بكر والصحابه غير قادرين على حفظ الاسلام ونشره لان الرسول قوله هنا واضح فلا يؤدي عنه الا من هو منه الا وهو علي ابن ابي طالب عليه السلام
ولكن هل تعرف ابناء السنه من هو الذي ارجعه رسول الله عن التبليغ ؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ولكن هل تعرف ابناء السنه من هو الذي ارجعه رسول الله عن التبليغ ؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
اذ تسمح لنا ننتظر معك
نعم هذه حادثة مشهورة في كتب السنة و الذي ارجعه رسول الله صلى الله عليه و سلم هوى ابا بكر الصديق رضي الله عنه
ولاكن ما هي استلالاتكم من هذه الحادثة
بنتظار تتمة الموضوع للستفادة
و السلام عليكم
نستفيد من هذه الحادثة ان الامام علي عليه السلام هو الذي يبلغ عن النبي صلى الله عليه واله
فكيف يتقمص الخلافة شيخكم
وقد قال النبي صلى الله عليه واله كما في كنز العمال يا علي انت تبين لامتي ما اختلفوا فيه من بعدي
وكذلك يرويه ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق وابن مردويه وكذلك يرويه القندوزي في الينابيع
وكذلك يرويه الحاكم صحيح على شرط الشيخين
اذن فلئقل بعض مافي جعبتي
هذه الاية نزلت و قد كان ابا بكر رضي الله عنه يقود الحجيج الى مكة و قد امر رسول الله صلى الله عليه و سلم علي ان يلحق ابا بكر و يبلغ الحجيج بلئيات الكريمة
فلما ادرك علي رضي الله عنه قالفلة الحجيج قال له ابا بكر
أأمير ان مأمور قال علي ((بل مأمور))
و بقي ابا بكر امير لقافلة الحجيج
هذا ما روته كتب السير عند اهل السنة
الان لو اردنا ان نئخذ بمفهومكم
لم..لم يئمر النبي صلى الله عليه و سلم علي بن ابي طالب بدل ابا بكر رضي الله عنهما في امارة الحج ؟
و للحديث بقية اعود في وقت لاحق لاذكر الرواية مع المصدر و اتابع الردود
وقد روى أبو جعفر محمد بن علي أنه قال : لما نزلت " براءة " على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد بعث أبا بكر الصديق ليقيم للناس الحج قيل له : يا رسول الله ، لو بعثت به إلى أبي بكر .
سمعت أبا سعيد محمد بن طاهر الشهيد يقول : سمعت الأستاذ أبا المظفر طاهر بن محمد شاه بور [ ص: 454 ] يقول : إنما أرسل النبي صلى الله عليه وسلم عليا ببراءة مع أبي بكر ; لأن براءة تضمنت نقض العهد الذي كان عقده النبي صلى الله عليه وسلم وكانت سيرة العرب أنه لا يحل العقد إلا الذي عقده أو رجل من بيته ، فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يقطع ألسنةالعرب بالحجة ، وأن يرسل ابن عمه الهاشمي من بيته بنقض العهد ، حتى لا يبقى لهم متكلم . وهذا بديع في فنه . http://www.islamweb.net/newlibrary/d...6&ID=1193#docu
أخوتي وأحبتي في الله بارك الله تعالى فيكم جميعاً ووفقنا الله تعالى وأياكم والجميع لكل حق إنه قدير حيكم
وبالنسبة لهذه الحادثة الخطيرة فكرياً وعقائدياً تُبنى عليها أموراً كثيرة وعقائد جمة لدى كل متدبر ومتفحص في أمور التبليغ والرسالة وأمرها وظروفها وحيثياتها ، وليس من المعقول أن تكون هذه الحادثة حادثة عابرة لا مناط من إدراجها وحدوثها في أولاً من قبل سيد الرسل وخاتمهم ومن لا ينطق عن الهوى إن هوإلا وحيٌ يوحى وهي في بدايتها وفي نهايتها تحكي وتوضح أموراً جلل حريٌ بكل مسلم ان يتدبر فيها جيداً ويأخذها بعين البصيرة لا البصر فقط زيدقق فيها جيداً فأبطالها كلها - هذه الحادثة - هم رموز الأمة مهما كانوا ولدى المسلمين جميعاً بجميع طوائفهم .
وكان لزاماً على كل عاقل منصف وباحث أن يبحث في تفاصيلها جيداً ليرى ما تحتويه هذه الحادثة ، وسوف نستعرض بدايةً حيثيات هذه الحادثة جيداً من البداية وحتى النتهاء من مناسبتها وما يُراد بها وما ترمي إليه ...:
تبليغ سورة براءة
تاريخ التبليغ :
10 ذو الحجّة 9 هـ .
تاريخ نزول السورة :
1 ذو الحجّة 9 هـ .
سورة براءة :
لمَّا نزلت الآيات الأُول من سورة التوبة على النبي محمّد ( صلى الله عليه وآله ) ، دفع بها مع أبي بكر ليؤدِّيها إلى المشركين من أهل مكّة يوم النحر .
فلمّا خرج أبو بكر ، نزل جبرائيل ( عليه السلام ) على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال : ( يا مُحمَّد ، لا يؤدِّي عنكَ إلاَّ أنت أو رَجلٌ مِنك ) .
فبعث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الإمام علي ( عليه السلام ) في طلب أبي بكر ، على ناقته الروحاء - وقيل : العضباء - ، وقال ( صلى الله عليه وآله ) له : ( اِلحَقْ أبا بكر ، فَخُذ براءةَ مِن يده ، وامض بها إلى مكّة ، فانبذ عهد المشركين إليهم ، وخَيِّر أبَا بكرٍ بين أن يسيرَ مع رِكَابك أو يرجع إليَّ ) .
فركب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ناقة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وسار حتّى لحق بأبي بكر ، فلمّا رآه فزع من لحوقه به ، واستقبله ، فقال : فيم جئت يا أبا الحسن ؟ أسائِرٌ معي أنت أم لغير ذلك ؟
فقال ( عليه السلام ) : ( إنَّ رسولَ الله أمَرَني أن ألحقَك ، فأقبض منك الآيات من براءة ، وأنبذ بها عهد المشركين إليهم ، وأمرني أنْ أخيِّرَك بين أن تسير معي أو ترجع إليه ) ، فقال : بل أرجع إليه .
وكان ذلك في ذي حليفة - على الأكثر - وذي الحليفة : ميقات أهل المدينة ، بينه وبينها ستة أميال ، فرجع أبو بكر إلى المدينة ، وسار الإمام علي ( عليه السلام ) بالآيات إلى مكّة .
فلمّا دخل أبو بكر على النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : يا رسول الله ، إنَّك أهَّلتَني لأمرٍ طالت الأعناق إليَّ فيه ، فلمّا توجَّهت إليه ردَدتَني عنه ، مالي ؟! ، أنزلَ فِيَّ قرآن ؟! .
فقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( لا ، ولكنَّ الأمين جبرائيل هبط إليَّ عن الله عزَّ وجلَّ ، بأنْ لا يؤدِّي عنك إلاّ أنت أو رجل منك ، وعلي منّي ، ولا يؤدِّي عنّي إلاّ علي ) .
بلّغها الإمام علي ( عليه السلام ) :
وصل الإمام علي ( عليه السلام ) مكّة يوم النحر ـ يوم الحجّ الأكبر ـ فقام ( عليه السلام ) على الملأ - بعد الظهر – وقال : ( إنِّي رسولُ رسولِ اللهِ إليكم ) .
أي : من عشرين من ذي الحجَّة ومحرَّم وصفر وربيع الأول وإلى عشرٍ من شهر ربيع الآخر .
ثم قال الإمام ( عليه السلام ) : ( لا يطوفُ بالبيتِ عريَانٌ ولا عريَانة ولا مشرِكٌ بعد هذا العام ) ، وقال ( عليه السلام ) أيضاً : ( ومن كان له عهد عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فمُدَّتُه إلى هذه الأربعة أشهر ) .
والمراد من الأشهر الأربعة للعهود التي لا مدَّة لها ، أمّا العهود المحدَّدة بِمُدَّة فأجلها إلى انتهاء مُدَّتها .
قال الإمام الباقر ( عليه السلام ) :
( خَطَبَ علي ( عليه السلام ) بالناسِ وخَرَط سيفَه ، وقال : لا يطوفُنَّ بالبيتِ عريَان ، ولا يَحجُّنَّ بالبيت مشرِكٌ ، ومَنْ كانت له مدَّة فهو إلى مُدَّتِه ، ومن لم يكن له مُدَّة فمُدَّته أربعة أشهر ، وكان خطب يوم النحر ) .
وبلَّغ الإمام علي ( عليه السلام ) حكم آخر وهو : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ ) التوبة : 28 ، فلا يطوف بالبيت ولا يحج البيت مشرك بعد هذا العام .
أقوال الشعراء حول المناسبة :
نذكر منهم ما يلي :
1ـ قال الشاعر شمس الدين محمّد المالكي الأندلسي :
وأرسله عنه الرسول مبلّغاً
وخصّ بهذا الأمر تخصيص مفرد
وقال هل التبليغ عنّي ينبغي
لمن ليس من بيتي من القوم فاقتدي
2ـ قال الشاعر الصاحب بن عباد :
اذكروا أمر براءه ** وأخبروني من تلاها
اذكروا من زوجه ** زهراء قد طاب ثراها
3ـ قال السيّد الحميري :
براءة حين رد بها زريقا ** وكان بان يبلغها ضنينا
وقال له رسول الله أنّى ** يؤدّي الوحي إلاّ الأقربونا
وإنّك آمن من كل خوف ** إذا كان الخلائق خائفينا
4ـ قال الشيخ محمّد بن محمّد الحلّي :
أبو حسن كشّاف كلّ ملمة ** أخو المصطفى ردء له ووزير
رسول رسول الله قارئ وحيه ** ينادي به والمشركون حضور
فأبلغهم جهراً رسالة ربّه ** قوي أمين ما اعتراه فتور
وصي رسول الله وارث علمه ** سفير له في أمره وظهير
فقام ينادي لا يحجن مشرك ** وسيف الهدى في راحتيه شهير
وللإستزادة الرجاء الى مصادر هذه الحادثة في :
- مسند احمد ج1 ص151 .
- تفسير القرآن العظيم لابن كثير: 2 / 346
- التفسير الكبير للفخر الرازي: 15 / 523 ـ 524
- تفسير روح المعاني للآلوسي: 5 / 240
- الدر المنثور للسيوطي: 3 / 209.
- الإمتاع ص500 .
- في الدرر ج1 ص251 قال ابن عبد البر : ان الرسول (صلى الله عليه وآله) امره ان ينادي بذلك في كل موطن من مواطن الحج .
والله ولي التوفيق
والحمدلله على نعمة ولاية علي أمير المؤمنين