بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلّ على محمّد وءال محمّد
ورد في التوقيع الصادر للثقة محمد بن عثمان العمري بخط مولانا صاحب الزمان عليه السلام : ( وأما الحوادث الواقعة ، فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا ، فإنهم حجتي عليكم .. )
ومن هنا ينبغي على كل شيعي يريد الالتزام بقول مولاه صاحب الأمر عجّل الله فرجه وسهّل مخرجه أن يلتفت الى نقطتين هامتين في التوقيع الشريف :
1- تحديد معنى مفردة ( رواة الحديث ) .. ولشرح المفردة يظهر التالي :
أصول الحديث - الدكتور عبد الهادي الفضلي - ص 34
الراوي والرواية : كلمة ( الراوي ) من الألفاظ المستعملة عند العرب على المستوى الثقافي في حامل الشعر وناقله ، فقد ذكر تاريخيا أن لكل شاعر عربي من شعراء الجاهلية المعروفين راويا يحفظ شعره عن ظهر قلب ، وينقله إلى الآخرين . ومنه عرفت في أوساطهم الثقافية رواية الشعر ، وقد انسحب هذا على رواية الحديث عن النبي ( ص ) فأطلقوا على من يرويه عنه ( ص ) اسم ( الراوي ) . ومن هنا قالوا في تعريفهم للراوي - معجميا - : ( راوي الحديث أو الشعر : حامله وناقله ، وجمعه : راوون ورواة ) .
وهذا ما يؤيده النصوص التالية :
وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج 27 - ص 149
عن حذيفة بن منصور ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : اعرفوا منازل الرجال منا على قدر رواياتهم عنا فإنّا لا نعدّ الفقيه منهم فقيها حتى يكون محدّثا.
وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج 27 - ص 92
عن الرضا ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : اللهم ارحم خلفائي - ثلاث مرات - فقيل له : يا رسول الله ومن خلفاؤك ؟ قال : الذين يأتون من بعدي ويروون عني أحاديثي وسنتي ، فيعلمونها الناس من بعدي .
وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج 27 - ص 90
خطبه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في مسجد الخيف : نضر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها وبلغها من لم تبلغه ، يا أيها الناس ! ليبلغ الشاهد الغائب ، فربّ حامل فقه ليس بفقيه ، وربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه
2- تحديد كيفية الأخذ من رواة الحديث أو كتبهم .. وكما يلي :
عوائد الأيام - المحقق النراقي - ص 442
ما رواه الصدوق في كمال الدين ، والشيخ في كتاب الغيبة ، والطبرسي في الاحتجاج ، والكشي في رجاله بالسند الصحيح العالي ، قال : سألت محمد بن عثمان العمري رضوان الله عليه أن يوصل لي كتابا قد سألت فيه عن مسائل أشكلت علي ، فورد في التوقيع بخط مولانا صاحب الزمان عليه السلام : ( أما ما سألت عنه أرشدك الله ووفقك ) إلى أن قال : ( وأما الحوادث الواقعة ، فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا ، فإنهم حجتي عليكم ، وأنا حجة الله عليهم ) . والمتبادر منه : الرجوع إلى رواياتهم ، كما إذا قيل : ارجعوا في الدواء إلى الطبيب ، أي إلى طبابته
وما يؤيده من النصوص ما يلي :
الكافي - الشيخ الكليني - ج 1 - ص 53
عن محمد بن الحسن بن أبي خالد شينولة قال : قلت لأبي جعفر الثاني عليه السلام : جعلت فداك إن مشايخنا رووا عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام وكانت التقية شديدة فكتموا كتبهم ولم ترو عنهم فلما ماتوا صارت الكتب إلينا فقال :حدّثوا بها فإنها حق .
وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج 27 - ص 142
عن أبان بن تغلب ، عن أبي بصير أن أبا عبد الله قال له - في حديث : - لولا زرارة ونظراؤه لظننت أن أحاديث أبي ( عليه السلام ) ستذهب .
وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج 27 - ص 147
عن مسلم ابن أبي حية قال : كنت عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) في خدمته فلما أردت أن أفارقه ودعته وقلت : أحب أن تزودني ، فقال : ائت أبان بن تغلب فإنه قد سمع مني حديثا كثيرا ، فما رواه لك فاروه عني .
وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج 27 - ص 144
عن عبد الله بن أبي يعفور قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : إنه ليس كل ساعة ألقاك ، ولا يمكن القدوم ، ويجئ الرجل من أصحابنا فيسألني وليس عندي كل ما يسألني عنه ، فقال : ما يمنعك من محمد بن مسلم الثقفي ، فإنه سمع من أبي ، وكان عنده وجيها .
والحمد لله رب العالمين