اخذو ساره ونقلوها الى القريه التي يعيش بها اهلها واهل زوجها كي يصلى عليها وتدفن هناك
تقبل زوجها العزاء بكل الم وحسره ومراره على فراق زوجته وهو راض بقضاء الله وقدره
كان يتذكر كلمات زوجته ويرددها
احس بما كانت تحس به من دون اجلها عندما كانت تقول له تلك الكلمات في السياره وفي المستشفى
وضع خالد ابنه عند والدته كي تهتم برعايته وتربيته
اهتم خالد بصغيره فهد الذي اسماه على اسم والد زوجته وفاء لعده لها واكراما لحبه لها
وكان خالد يأتي كل اسبوع من الرياض ويلاعبه ويحضر له الهدايا والالعاب ويقضي معه يومي الخميس والجمعه في اللعب والجلوس مع ابنه
ويوم الجمعه يودع ابنه مساءا لكي يذهب الى عمله
كان الابن متعلقا بوالده ويحبه حبا شديدا فلا يكاد يتركه طوال وقته
كان والد خالد ووالدته يلحون عليه بالزواج ولكنه كان يفكر بكلام زوجته ساره
حيث ان خالد يحبها حبا جنونيا يمنعه من الزواج من بعدها حبا لها
ولكن والديه اصرا على زواجه لانه وحيدا في الرياض مما يستدعي سرعه زواجه من فتاه تقوم بشؤنه وترعاه
كان خالد بين نارين
نار زوجته التي ستأكل النيران قلبه اذا تزوج وخان وعده معها
ومن الجهه الاخرى انه ان لم يتزوج فسيكون قد عصى والديه واغضبهما
وفي الاخير استجاب لرغبه والديه ارضاء لهما لان رضى الوالدين من رضا الله
فخطبت له والدته فتاه وقررا الزواج
كان عمر ابنه فهد سنه
اشترط خالد على الزوجه بان تقبل بوجود ابنه فهد بالبيت للعيش معهم
ورفضت في البدايه ولاكنها وافقت بالاخير
كانت الزوجه تعامل فهد معاملة متوسطه
لم تقسو عليه ولم تعطف عليه
كانه أي طفل بالشارع لايعنيها امره
ان اكل فلا يهم
وان لم ياكل كذلك
كان خالد يشدد على حصه زوجته بالحرص على الطفل وانه يتيم فيه اجر كبير
وكانت لاتلقي بالا لكلامه
رزقهمها الله في اول سنه بطفل
وبعد سنتين رزقهما لله بطفل اخر
وكانت حصه بعد ولادة الطفل الاول تتغير شيئا فشيئا حيال فهد
كانت تضربه اذا اخطأ بعكس ابنها
وكانت تعطي ابنها الالعاب الجديده
وفهد لاياخذ الا الالعاب القديمه
وبعد ان اتاها المولد الاخر بدأت تقسو على هذا الطفل اليتيم
ففي اتفه الاسباب كانت تضربه وتهينه
وتدعي امام زوجها انها تعامله مثل اخوانه وانهم جميعا ابنائها
كان الصغيرلا يفقه شيئا مما يجري
حيث كانت لاتهتم بملابسه فتشتري لابنائها الملابس الجديده بكثره وتشتري له لباسا واحد
وفي الشتاء لاتهتم بالباسه لبسا ساترا عن البرد بعكس ابنائها حيث تلبسهم افضل واحسن الملابس الشتويه اما فهد فاذا رايت ملابسه بالشتاء كانك تحسبه بالصيف
فطفل في عمر اربع سنوات لايعي من الحياة شيئا الا الاكل والمرح والنوم
كان خالد قد اخذ عهدا على نفسه بعد ان تزوج وبعد ان نقل ابنه للعيش معه ان يذهب اسبوعيا لزيارة قبر زوجته
فكان كل يوم اربعاء يأخذ ابنه معه لزياره اهله في القريه وزيارة قبر زوجته والدعاء لها
كلن يبكي كثيرا عند قبرها من حبها لها
وكان ياخذ ابنه فهد
ويقول له ابنه
بابا ليش تبكي
يقول له هذي ماما هنا
في احد المرات قال فهد لوالده :
بابا
قال الاب سم ياولدي
قال ماما هنا ماتضرب؟
قال خالد ليه ياولدي
مامام اصلن ماتضرب
قال ماما حصه تضربني كثير
قال لا ماما حصه تحبك بس انت اذا اخطيت ممكن تضربك مثل اخوانك
قال طيب ماما تحبني؟
قال ايه تحبك وتموت فيك
قال فهد بابا خلها تطلع ابي اشوفها
قال هي الحين بالجنه ياحبيبي
قال بابا ابي اشوفها
طلع صورتها من جيبها قال هذي ماما يافهودي
قال فهد ماما حنوووه
يعني حلوووه
قال ايه هي حلوه مثلك وتحبك بعد
مسح دموعه خالد وطلع من المقبره وهو يدعي لزوجته
بالجنه والغفران
كان خالد كل ليله يتكذر اخر كلمات زوجته بالسياره وبالمستشفى
وكان يتذكر ذلك الحلم الغريب الذي قالته له زوجته
يفكر فيه دائما وابدا الى ان يقطع تفكير وهواجيسه النوم
كان خالد يرى في كثير من الاحيان رؤيا لزوجته وهي جالسه في حديقة غناء كلها ورود وبساتين وطيور تغرد حولها وهي تحكي له انها سعيده ومبسوطه في حياتها وانها في الجنه وكانت تشير اليه بالحلم الى مكان بعيد وتقول له انظر ياخالد هناك هل ترى
فيلتفت فيرى عربة قطار كبيره
قالت له ساره هذه ياخالد العربه التي اتيت بها الى الجنه
وانا ياخالد سعيده ومبسوطه ولكن هناك مايكدر خاطري قال خالد ماهو
قالت انتظر العربه الرابعه ففيها مايسرني ويقر عيني
ويسالها خالد بالحلم ماهو ؟
ولاكنها لاتجيبه
تكرر عليه هذا الحلم اكثر من مره
وسال عنه ولم يجد له جواب
بعد سنه من وفاة زوجته راى نفس الحلم ولاكن باختلاف وجود عربتين
وقالت له نفس الكلام وانها بانتظار العربه الرابعه
كان خالد يقوم من نومه سعيدا بعد ان راى زوجته سعيده في الجنه ولكنه لم يفهم مايؤله له ذلك الحلم المخيف
بعد السنه الثالثه راي خالد زوجته وهي تشير اليه ان العربه الثالثه قد اتت
وانها قد قرب موعد اللقاء
مما زاد الحيره في نفس خالد والشكوك في هل هذه احلام ام اضغاث احلام وكان دائما يتعوذ بالله من شر مارأى
في ليلة الاربعاء ومع شدة البرد قرر خالد ان يذهب بالغد الى القريه لزياره اهله وزوزجته وكان يفكر هل يذهب بأابنه ام يتركه في بيته حفاظا عليه من البرد لان البرد شديد ويخاف على ابنه
نام خالد تلك الليله ورأى في منامه حلما مفرحا ومخيفا في نفس الوقت
فقد راى زوجته في تلك الجنه التي رءاها من قبل وهي فرحه مبسوطه وتشير له الى العربات وهن ثلاث عربات وتقول له غدا ستصل الرابعه وكررتها ثلاث مرات
قام خالد من نومه فزعا خائفا وهو يتعوذ بالله من الشيطان الرجيم
وقام فصلى ركعتين وتعوذ بالله من شر مارأى ودعا الله ان يحفظه وذريته من كل شر
بعد هذا الحلم دخلت خالد الشكوك في ان ابنه سيصيبه مكروه في هذه الرحله فقرر تركه في البيت حفاظا عليه
يتبع قريباً ان شاء الله