تفاصيل هدم مقام للامام علي ع في شمال العراق وقتل الشيعة التركمان العزل اثناء احتجاجهم
بسم الله الرحمن الرحيم
منظمة جماهير التركمان في العراق -- بغداد
إن السياسة الخاطئة التي إنتهجها الاتحاد الوطني الكردستاني في المدن التركمانية وفي طوز خرماتو بالتحديد ولّدت مشاكل إدارية وأمنية كثيرة تحملها القاطنين في تلك المدن بمرارة, وكان اخرها هدم المقام المنسوب الى الامام علي – عليه السلام- ثم إطلاق النار على التظاهرة السلمية والتي خرجت إحتجاجا على تلك الممارسات وهدم المقام. نحن في مدينة طوزخورماتو فرضت علينا مؤسسات يديرها الاتحاد الوطني الكردستاني عجزت من تحقيق ادنى الطموح وفشلت في تأمين الوسائل المعيشية اللازمة للمواطنين وتوفير الامن والسيطرة على الانفلات الامني.
وعمليات السلب والنهب الذي يحدث في بعض الاحيان داخل المدينة وفي النهار أمام مرأى ومسمع من الناس هذا بالاضافة الى نهب كل ممتلكات الدوائر الحكومية من مكائن ومستلزمات والتي نقلت الى مدن كردية وتركت طوز خالية من أجهزة ومكائن ومعدات خدماتية مما ادى الى نقص شديد في البلدية والتى انعكست بشكل سلبي على حياة المواطنين القاطنين فيها.
حادثة هدم المقام وما ترتبت عليها من أحداث:
نحن نملك الادلة الدامغة التي تكشف عن علم الاجهزة الامنية التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني عن أن مجموعة من الاكراد يريدون تفجير المقام وتلك الادلة هي:
1) أن المقام هدمه النظام البائد . وقد قام أهالي طوزخورماتو ببناءه من جديد وبموافقة قائمقام طوز. وقد استغرق البناء عدة أيام , واثناء البناء هدّد الاكراد العاملين والقائمين على بناء المقام على هدمه في حالة الاصرار على بناءه وقد تّم اعلام قائمقام طوز بذلك, وقد أقّر ذلك أمام وكيل محافظ كركوك في 23 اب 2003 , ورغم معرفة قوات الامن وبما يسمى (اسايش) التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني لم تتخذ اي اجراء لردع الجناة على الاقدام بفعلتهم الشنيعة.
2) اثاء البناء كان الجناة يقومون برمى مواد البناء من على الجبل ويعبثون في الموقع لردع الاهالى عن بناءه.
3) المهدّدون كرروا تهديدهم وفتحوا النار على الناس يوم افتتاح المقام وكانت قوات الامن (اسايش ) حاضرة في الموقع فلم تتعرض لهم وانما قامت بالتضييق على المواطنيين التركمان العزل والذين حضروا افتتاح المقام .
4) حضر أحد افراد الامن في اجتماع ضم مجموعة من الجناة والذين قرروا فيه هدم المقام قبل ليلة واحدة من هدمه وقد اقّر ذلك الشخص حضوره في الاجتماع لاحد الاخوة التركمان ( نحتفظ بإسميهما).
5) تّم تقديم طلب لقوات الامن يوم إفتتاح المقام للحماية الا انهم رفضوا الطلب لحجج واهية وهم كانوا يعرفون خطورة الموقف جيدا.
وهذه الادلة كافية لاثبات ظلوع الاسايش ( قوات الامن) في حادثة هدم المقام المنسوب للامام علي عليه السلام
أما بعد الهدم:
هدم الجناة المقام بعد منتصف الليل في 21\8\2003 , ثم إحتفلوا في شوارع طوزخرماتو على إنجازهم ورددّوا شعارات معادية للتركمان وللامام علي عليه السلام ومن شعاراتهم - ( ماكو علاّو) و ( اين انتم يا تركمان هدمنا علاوكم) وغيرها من الهوسات السخيفة والتي كانت تنم على حقد وعنجهية وهمجية الجناة وكان ذلك بمسمع ومرأى من قوات الامن ومقرات الاتحاد الوطني الكردستاني . وكان ذلك مؤشرا واضحا لوقوف تلك القوات المذكورة الى جانب المخربين ورضاهم عن فعلتهم.
المسيرة السلمية:
وعلى إثر ذلك خرجت مظاهرة سلمية جماهيرية عفوية دافعها الاحساس بالظلم والغبن في صبيحة يوم الجمعة المصادف 22اب 2003, لم يخطط لها من قبل حيث إندفع الناس الى المساجد للتعبير عن غضبهم ورفضهم لهذه الممارسات الشنيعة ومع تجمع الناس بدا ت تتحول الى مظاهرة سلمية خرجت من مسجد الامام علي –عليه السلام- وعلم القائمقام والامنيين بامر المظاهرة حيث سارع مجموعة من الاخوة المؤمنيين الى ابلاغهم لتامين الحماية لها الا ان تمادي المسؤولين وتلكأهم دفع بالناس الى الاندفاع الى الشوارع متجهة نحو القائمقامية في مظاهره سلمية وبمجرد خروجهم من المسجد وفي طريقهم الى الميدان الكبير في طوز بدأ إطلاق النار على المتظاهرين من المقر الرئيسي للاتحاد الوطني الكردستاني مما دفع ببعض الشباب الى دخول منازلهم وجلب السلاح الخفيف للدفاع عن انفسهم وعن المظاهرة , فإستمرت المسيرة رغم تعرضها لاطلاق النار , ثم فتحت النيران على المتظاهرين من قبل ميليشيات تابعة للاتحاد الوطني الكردستاني في السوق مما أدى الى قتال مسلح بين الطرفين راح ضحيتها جمع من التركمان بين شهيد وجريح وقد استخدم الجناة صواريخ أر بي جي في هذا القتال وكان ذلك من موقعين احدهما قرب الحمام والثاني من حي الجميلة وهناك شهود على إطلاقهم للصواريخ .
نحن جماهير طوزخرماتو الشيعية نشجب هذه الجريمة وما تلتها من اعمال وهدم المقام ونؤكد أن هذه الجرائم لم تكن وليدة ظرف طارئ وعابر وإنما كانتا نتيجة لتراكم ممارسات سلبية واستفزازية ونتيجة لسياسة خاطئة مفروضة على المنطقة من قبل الاجهزة الامنية والادارية والعسكرية التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني .
وفي هذا الظرف الحساس ونحن في امس الحاجة للامن والاستقرار وتطبيق القانون والعدالة نناشد كل الذين يملكون القرار السياسي والعسكري في العراق ان يضعوا حدا لهذه التجاوزات ورفع الظلم والقهر لاننا لم نتذوق طعم الحرية وفرحة سقوط النظام الدكتاتوري الصدامي البغيض لحد الان , ومدينة طوز مدينة ذات أكثرية تركمانية شيعية وذات هوية تركمانية فتحت أحضانها للاخوة الاكراد في سنوات المحنة من عهد النظام البائد واصبحوا يعيشون في كنفها بأمن وسلام . فمن الظلم تسليم المدينة بكل مرافقها الادارية والامنية الى السلطة الكردية والتي تنتهج سياسة شوفينية لا تختلف كثيرا عن سياسة النظام المقبور . فنحن نناشدكم بالشعار الديمقراطية والعدالة الذي ترفعونه ان تبادروا لتطبيق هذا الشعار واحقاق الحق .ونؤكد ان الجماهير التركمانية في هذه المدينة الامنه جماعة مسالمة لا تحب الشر والعنف والارهاب الا أنها لا تقبل الظلم والخنوع .
والسلام عليكم
منظمة جماهير التركمان
فرع طوز خورماتو
2/ايلول/2003