إن الغافل عن ذكر الله - عز وجل - يكون قد اقترب من الشيطان، ومن يُكثر من تناول الأطعمة والإغراق في النوم، يصبح فريسة سهلة لغواية الشيطان.. فالصيام بفوائده الجمّة وعوائده الوفيرة، فيه من الخصائص ما يُمكن دفع الشياطين عن الصائم، ولو اقترب الشيطان من الإنسان المؤمن، وتذكّر المؤمن ربّه لشعّ منه نور الإيمان!..
فلا يجد الشيطان بُدّاً من الهرب والفرار منه، باعتبار غلبة نور الإيمان على نار الجن.. والحال أن نار الجن والشياطين، ليست بأشد من نار جهنم، التي صرحت بها الآيات والأخبار.. إذ عندما يمر المرء المؤمن على الصراط، تبتعد عنه النار وتتنحى قائلة : (يا مؤمن، جُزني فقد أطفأ نورك لهبي).
والمطلوب هنا المعرفة القلبية، لا الشهادة العلمية للوصول إلى ذلك.. فالنور الذي يشع من قلب المؤمن (بفضل ما يحمله من إيمان) يجعله روحانياً إلى حد يستطيع به أن يُطفئ نار جهنم، بفضل ما يمتلئ به القلب من الإيمان، لا ما يملأ البطن ويُغرق النفس في الشهوات.. لأن المعيار هي الروحانية لدى الإنسان، وقوة الآصرة الارتباطية مع الله - عز وجل -، لا كما يتخيّل البعض من رفعة بعض الأفراد، بسبب ما يحملونه مثلاً من شهادات جامعية عالية، أو كون الإنسان مثقفاً بأحدث الثقافات العصرية، لأن المرء الذي تأخذ الدنيا منه جلّ اهتمامه، سوف يكون أنيساً رائعاً للشيطان والعياذ بالله!..