[البدري1]

من الأمور التي يجب إن يتصف بها الإنسان المؤمن هي حسن الظن بالله تعالى فلابد للإنسان أن يكون على مستوى من الإيمان بالله سبحانه بحيث يصل إلى درجة رفيعة من درجات الكمال إلا وهي حسن الظن بالله تعالى فانه ماخاب من حسن ظنه بالله وتوكل على الله في كل أموره الخاصة والعامة فهي من مصاديق الشكر لله المنعم المطلق وهي من سجايا أئمة أهل البيت (عليهم السلام )حيث يروى عن الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)إن في احد الأيام طرق الباب وإذا بسال على الباب يقول للإمام بيتا من الشعر حيث قال :-
لم يبقى لي شيء يباع بدرهم يكفيك منظر حالتي عن مخبري
الابــــــقايا مــاء وجه صــنته الايباع وقــد وجــدتك مشـــتري
فقال الإمام الحسن عليه السلام للخادم أعطه ما عندنا فقال الخادم لم يبق عندنا اثنا عشر الف درهم وهي قوتنا فقال الإمام الحسن ادفعها إليه وأحسن الظن بالله .
فدفعها ذلك الخادم للإمام الحسن :فدفها الإمام إلى ذلك السائل ،وقال له:-
عاجلتــنا فأتاك وابــــل برنا طلا ولو أخرتنـا لم تـمطرِ
فخذ القليل وكن كأنك لم تبع ما صنته وكأننا لم نشــترِ
هكذا كان تعامل الإمام الحسن مع ذلك السائل وفي أصعب الظروف المادية التي كان يعاني منها الإمام عليه السلام ولكنه لم يخيب أمل ذلك السائل وأعطاه كل ما يملك ولم يبقى عنده حتى المؤونه التي يجب إن تتوفر في أي بيت مهما كان بسيطا .فلابد لنا من الاقتداء بأئمة أهل البيت عليهم السلام والسير على نهجهم القويم لتحقيق السعادة الأبدية للفرد والمجتمع في الحياة الدنيا والآخرة .
فعن أمير المؤمنين عليه السلام انه قال ((ما أحسن عبد الظن بالله إلا وكان الله عند حسن ظنه