1- نور المستوحشين
بين جدران تلك الدار المتشحة بالهموم جلست وحيدة هناك في زاويتي
ارتشف قليلا من كوب الشاي الذي اصيب بالبرودة من تجمد مشاعري
كم هو جميل أن يجلس الانسان لوحده يجني حصاد ذكرياته ولكن ليست كلحظاتي فلحظاتي
تحمل الأسى والندم .. كل الندم ...
فأي موقف أتذكر وأي ثمرة أجني فأنا هنا خيال أنثى اتشحت بعار لم
تكن لي يد اقترفته ...
2- العـراقي
فكنت لا أنجع لكلام أمي التي كانت تتودد لي و تنصحني منذ صغري ..
الله ... ذلك الصغر الذي صار حلما لا يتحقق .
الكل يتودد لي الحب .. السعادة ... البراءة .. الجمال ... كل شيء يقترب مني
حتى عطر الورود و الوانها البراقه .. ذلك البستان الجميل كآن يحتضني بينما كنت الهو و اللعب به مع صديقاتي و اصدقائي ...
لا ..لا ..لا .. لا اصدقاء عني ..لا ..لا ..لا
لا اعرف صبه ولا رجال !!
هم سبب نكستي و همي , هم كل المي وجرحي, هم من جعلوا الحب كرها . هم كسروا سفينتي و ثقبوها ..
هم من كسر القدح الزجاجي !!
آآآه .. أيها القدح الزجاجي كم انت بخس و رخيص وكم انت غالي و نفيس
نظره الى كوب الشاي الذي بين يدي رميته بالجدار المظلم فتكسر كما تكسرت انا
...
3- نور المستوحشين
تكسر الكوب وتناثرت الشظايا هنا وهناك ...
آآآه يا أمي كم كنتي رحيمة معي ... كم أفتقد ذاك الحب والحنان
كم أشتقت لوجهك القمري ... كم كنت قاسية معك يامي كم قابلت ابتسامتك
بتذمر وتأفف وصراخ تعالى هنا وهناك...
ليت ذاك الصبح لم تشرق شمسه ولم أرى روحك الطاهرة تغادر هذا الدار
وبسببي أنا ..
فصدقيني يا أمي لم تكن لي يد بما حصل فانا كنت في غفلة من امري
آآآآآآآة كم كانت تلك معتمة تلك الغمامة التي غطت عيناي...
ورغم غروري وتعجرفي اظل ضحية ذاك الوحش الحقير ...صدقيني ياامي
هو من أقنعني بأنه مستعد للإيصالي للجامعة واني لست بحاجة للإنتظار
الباص ... آآآآآآآآه ياأمي لا أحد هنا يصدق اني ضحية الغرور
أمـاه أنا هنا وحيدة في هذه الدار المظلمة ... سجينة حبيسة ..
4- العـراقي
نظرات منكسره متناثره بحجم الكوب المتناثر ذكريات الماضي السعيد اعادت لي الحزن الكأيب !!
لم افهم كلامك يا أمي عندما كنت صغيره وعندما كبرت !!
((استرجاع ماضي الذكريات ))
صبية مرحه أحب اللعب و الفرح مع اصدقائي و صديقاتي المتجاورين لمنزلي
أخرج فالصباح الباكر اتجمع مع صديقاتي بسمه, رونق , زهار , عمر , محمد ...
اللعب معهم و أمرح
وعند الرجوع توبخني أمي وتقول لي
الام . لا تلعبي مع الصبيه
الفتاة . انهم أصدقائي يا امي وأنا احبهم
الام . متحيره و سكوت الى ان ..
اعطتني كوب وقالت لي احضري لي ماء به بسرعه
الفتاة . حاظر يا أمي . جريت مسرعه كي احظر الماء و بينما وصلت اليها تعثرت فسقط الكوب من يدي و سقط الماء !
خوف انتابني و حزن يشابه حزني الان
الأم . ماذا فعلتي لقد كسرتي الكوب و اسقطتي الماء ..
أصلحي هذا الكوب المتناثر وضعي الماء المكبوب داخله !!
حاولت مرارا و تكرارا فلم استطع و جرحت يدي و سقط الدم ...
آه آيها الدم الغالي
الام . اسمعي يا بنيتي أنا فعلت هذا بك حتى تعلمي ان الفتاة كمثل الكوب الزجاجي أذا انكسر لا يرجع أبدا وهذا الماء الساقط على الارض كمثل الدم السائل منك ... قبلتي ,حتضنتني,فرحت, خرجت مسرعه الى صديقاتي و أصدقائي متجاهله ما حدث
بقيت الى أن صرت بالجامعه امزح و اضحك مع الجميع و أخرج هنا و هناك الى أن اتى يوم
كان فيه الجو ممطر و الغيوم سوداء و البرد شديد وأذا سيارة عمر تقف بجنبي
عمر . تعالي أوصلك للجامعه فالجو ممطر و برد شديد
دخلت سيارته وانا فرحة نستذكر أيام الماضي و لعبنا و مرحنا
الى أن وصلت للجامعه
عمر .. سأكون بأنتظارك عند خروجك من الجامعه حتى نخرج للتنزح ونعيد ايام الصبى
الفتاة . أشكرك يا عمر سأكون موجوده
نور المستوحشين .
وعند انتهاء آخر محاضرة لي مازالت السماء ممطرة خرجت من الجامعة
وإذا به على ميعاده ينتظرني في سيارته تقدمت نحو السيارة وإذا به
يخرج مسرعا ليفتح الباب لي ورسم على وجهه ابتسامة تخفي ورائها
كل المكر والخبث رددت ابتسامته وركبت السيارة وبينما نحن في الطريق
اوقف سيارته امام محل لبيع القهوة السريعة وأحضره لي وطلب مني
أن اشربه ربما يشعرني بالدفأ في مثل هذا الجو الممطر .. أخذته بكل
امتنان وصرت ارتشف منه شيئا فشيئا الى أن .....
استيقظت أحمل بين يدي عار لايغفره لي الزمن صرت اصرخ عمر
عمر اين أنت ياعمر ولكن صراخي ذهب أدراج الرياح لم يكن هناك أثر
لعمر وانا هنا في خربة مهجورة بعيدة عن أهلي وناسي ... ماذا عساي
أن أفعل أين أذهب ولمن الجأ ؟؟؟