|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 82198
|
الإنتساب : Aug 2015
|
المشاركات : 1,407
|
بمعدل : 0.40 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الفقهي
التشابهات الروحية بين الصيام والقيامة
بتاريخ : اليوم الساعة : 09:24 AM

إن صيام شهر رمضان المبارك له تشابهات روحية كبيرة مع يوم القيامة.
يذكرنا شهر رمضان المبارك إلى حد ما بيوم القيامة أو يشبه تصريحات يوم القيامة. لأن في هذا الشهر يبتلى الإنسان بالجوع، العطش والانقطاع عن ملذات الدنيا، وأن الصيام صورة من نفس يوم القيامة. قال رسول الله (ص) في خطبة ألقاها بهذا الصدد: «وَاذْكُرُوا بِجُوعِكُمْ وَعَطَشِكُمْ فِيهِ جُوعَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَعَطَشَهُ». وهذا يعني أن جوعك وعطشك في شهر رمضان المبارك ينبغي أن يذكرك بيوم القيامة وعطشه. ومن ناحية أخرى، ففي يوم القيامة سيرى كل إنسان نتائج أعماله، وأن شهر رمضان المبارك هو الوقت المناسب لكي يراجع الإنسان سلوكه وأفعاله ويحاول التوبة من ذنوبه. إن التوبة والاستغفار في هذا الشهر الفضيل لا يؤدي إلى مغفرة الذنوب فحسب، بل يضع الأساس للتغيرات الإيجابية في حياة الفرد والمجتمع. ويستطيع الإنسان بالتوبة والرجوع إلى الله أن يوجه مصيره نحو الخير والسعادة. كما أن شهر رمضان المبارك هو أيضًا فرصة للإنسان أن يأخذ مصيره بين يديه بالإيمان والإخلاص ويتحرك نحو الفلاح. وهذا الأمر بالطبع هو تذكير بهذه الحقيقة أن كل شخص مسؤول عن أفعاله ويجب عليه اختيار مسار حياته بعناية وتفكير. ويستطيع الإنسان أن يحقق الاطمئنان والهدوء والسعادة الأبدية عبر استغلال هذه الفرص الروحية. وإذا أردنا أن نبحث بشكل أدق أوجه التشابه بين صيام شهر رمضان المبارك ويوم القيامة فهي كالتالي:
1. محاسبة النفس: يمارس الإنسان أثناء الصيام نوعاً من محاسبة النفس، وذلك بالامتناع عن الشهوات والرغبات. ويجب عليه أن يحرص على تصرفاته وسلوكه في طوال اليوم حتى لا يفعل ما يفسد صيامه. وهذا المحاسبة للنفس تشبه محاسبة الأعمال يوم القيامة، حيث يجب أن يحاسب الإنسان على جميع أفعاله وسلوكياته في الدنيا.
2. التحمل والصبر: يتطلب صيام شهر رمضان المبارك التحمل والصبر في مواجهة الجوع والعطش. وهذا الصبر والتحمل يهيئ الإنسان لمواجهة مصاعب الحياة، وكذلك لتحمل ظروف يوم القيامة الصعبة. يجب على الإنسان يوم القيامة أن يتحلى بالصبر والتحمل حتى يستطيع أن يتجاوز مراحله الصعبة والشاقة.
3. تطهير الروح: إن الصيام في شهر رمضان المبارك فرصة لتطهير الروح وتطهير القلب من الذنوب. يحاول الإنسان من خلال أداء العبادات وتجنب المعاصي في هذا الشهر الكريم تنقية نفسه والتقرب من الله. ويشبه هذا التطهير للنفس، تطهير الإنسان في يوم القيامة، حيث لا يدخل الجنة إلا من طهر قلبه ونفسه من الشوائب.
4. تحديد المصير: كما يتحدد مصير الإنسان في السنة القادمة في ليالي القدر، فكذلك يتحدد مصير الإنسان الأبدي في يوم القيامة بناءا على أفعاله وسلوكه. إن الصيام وليالي القدر فرصة للإنسان لتوجيه قدره ومصيره إلى الخير والسعادة من خلال التوبة والاستغفار.
مصادر خبرية
|
|
|
|
|