نبذة عن السيدة الجليلة نفيسة حفيدة الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب عليها سلام الله
بتاريخ : 12-06-2021 الساعة : 12:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
اليك أخي القارئ نبذة عن سيرة السيدة الجليلة نفيسة عليها سلام الله*
إيمانيات / صور من زهد السيدة نفيسة رضي الله عنها- الراي
| جادالله فرحات |
نسبها: هي ابنة حسن الأنور بن السيد زيد الأبلج ابن الحسن السبط ، بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم ، أمها (أم ولــد).
مولدها: كان مولدها بمكة المكرمة في يوم الأربعاء الحادي عشر من ربيع الأول سنة خمس وأربعين ومئة، ونشأت بالمدينة لولاية والدها عاملاً عليها من قبل المنصور.
زواجها: لما بلغت رضي الله عنها من العمر خمس عشرة سنة رغب الناس في خطبتها لدينها وصلاحها، وكان والدها يأبى تزويجها.
وجاء السيد إسحق المؤتمن بن السيد جعفر الصادق بن السيد محمد الباقر ابن السيد علي زين العابدين بن السيد أبي عبد الله الحسين السبط بن الإمام علي وابن السيدة الزهراء البتول ابنة الرسول صلى الله عليه وسلم وخطبها من أبيها فلم يرد عليه جواباً، فقام من عنده ودخل الحجرة النبوية وقال بعد السلام: يا رسول الله إني خطبت نفيسة بنت الحسن منه فلم يرد عليّ جواباً، وإني لم أخطبها إلا لخيرها ودينها وعبادتها، ثم خرج من الحجرة فرأى والدها النبي صلى الله عليه وسلم تلك الليلة في المنام يقول له: يا حسن زوج نفيسة لإسحق المؤتمن فعقد له عليها يوم الجمعة الخامس من رجب سنة إحدى وستين ومئة هجرية وكان عمرها خمس عشرة سنة وثلاثة أشهر وأربعة وعشرين يوماً.
أولادها: رزقت منه القاسم وأم كلثوم ولم يعقبا.
مناقبها: كانت السيدة نفيسة من الصلاح والزهد على جانب عظيم، تصوم النهار، وتقوم الليل، وكانت لا تفارق حرم النبي صلى الله عليه وسلم وحجت ثلاثين حجة أكثرها ماشية، وكانت تبكي بكاءً كثيراً.
وقالت زينب بنت يحيى المتوج بالأنوار وهو أخو السيدة نفيسة، خدمت عمتي نفيسة أربعين سنة فما رأيتها نامت بليل، ولا أفطرت بنهار إلا يومي العيدين وأيام التشريق فقلت لها: ألا ترفقين بنفسك؟ فقالت: كيف أرفق بنفسي وأمامي عقبات لا يقطعها إلا الفائزون.
وكانت تحفظ القرآن وتفسيره، وكانت تقرأ القرآن وتبكي وتقول: إلهي وسيدي، يسر لي زيارة خليلك إبراهيم عليه السلام، فحجت هي وزوجها إسحق المؤتمن بن جعفر الصادق، ثم زارت قبر خليل الرحمن عليه السلام ببيت المقدس بفلسطين.
قدومها لمصر ـ قدمت إلى مصر مع زوجها، وكان ذلك سنة ثلاث وتسعين ومئة في شهر رمضان، وكان لقدومها أمر عظيم فتلقها الرجال والنساء بالهوادج من العريش ونزلت أولاً عند كبير التجار بمصر ـ وهو جمال الدين عبيد الله بن الجصاص ـ وكان من أصحاب البر والمعروف، فأقامت عنده شهوراً يأتي إليها الناس من سائر الآفاق للتبرك، ثم حولت إلى مكانها المدفونة فيه وهبه لها أمير مصر.
وقد أقبل على زيارتها، خلق كثير من العلماء والخلفاء والأولياء وغيرهم، وروى أن الإمام الشافعي رضي الله عنه لما دخل مصر حضر إليها وزارها وسمع عليها الحديث من وراء حجاب ، ولذا كان يقال لها (نفيسة العلم) وكان في صحبته عبد الله بن الحكم وقال لها: (ادعي لنا) أسـألك الدعاء.
وكان للمصريين فيها اعتقاد عظيم في استجابة دعائها.
وقيل : إن الحنفي رضي الله عنه كان يقول عند زيارتها : السلام والتحية والإكرام من العلي الرحمن على نفيسة الطاهرة المطهرة سلالة البررة ، وابنة علم العشرة ، الإمام حيدرة ، السلام عليك يا ابنة الحسن المسموم ، أخي الإمام الحسين سيد الشهداء المظلوم ، السلام عليك يا ابنة فاطمة الزهراء وسلالة خديجة الكبرى ، رضي الله تبارك وتعالى عنك ، وعن جدك وأبيك ، وحشرنا في زمرة والديك وزائريك ، إلخ .
توفيت رضي الله عنها بعد موت الإمام الشافعي بأربع سنين في شهر رمضان سنة ثمان ومئتين للهجرة ، ودفنت في منزلها المعروف بخط درب السباع بمصر .
ويقال : إنها حفرت قبرها بيدها وقرأت فيه مئة وسبعين ختمة .
حينما حضر الموت السيدة نفيسة ابنة الإمام الحسن الأنور وهي من سلالة بيت النبوة رضي الله عنها وكانت صائمة الدهر تقوم الليل وتصوم النهار ، وكانت صائمة فقال لها الطبيب أفطري فأنت مريضة قالت عجباً لك أصوم أربعين سنة لألقى الله وأنا صائمة وتأمرني اليوم بالإفطار ثم أنشدت:
اعزلوا عني طبيبي
ودعوني وحبيبي
طال شوقي للقاه
وبكائي ونحيبي
ثم بدأت تقرأ من أول سورة الأنعام حتى وصلت إلى قوله تعالى :
وقيل : إنها لما احتضرت خرجت من الدنيا وقد انتهت في حزبها ({قُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُل لِلّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ }الأنعام12
ففاضت روحها مع قولها : الرحمة
ولما ماتت عزم زوجها على حملها إلى المدينة ليدفنها هناك فسأله المصريون بقاءها عندهم فأبقاها ، ودفنت في الموضع المعروف بها الآن بين القاهرة ومصر القديمة ، رحمها الله رحمة واسعة وألهمنا رشدها وتقواها.