ملَك الهواء يبكي الحسين ويعزّي النبيّ (صلّى الله عليه وآله)
بتاريخ : 15-07-2015 الساعة : 12:50 PM
في (المنتخب): روى شرحبيل بن أبي عون أنّه قال: لمّا وُلد الحسين (عليه السلام)، هبط ملَكٌ من ملائكة الفردوس الأعلى ونزل إلى البحر الأعظم، ونادى في أقطار السماوات والأرض: يا عباد الله، البسوا ثوب الأحزان، واظهِروا التفجّع والأشجان؛ فإنّ فرخ محمّدٍ مذبوحٌ مظلومٌ مقهور.
ثمّ جاء ذلك الملَك إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله) وقال: يا حبيب الله، يُقتَل على هذه الأرض قومٌ من أهل بيتك، تقتلهم فرقةٌ باغيةٌ من أُمّتك، ظالمة معتدية فاسقة، يقتلون فرخك الحسين ابن ابنتك الطاهرة، يقتلوه بأرض كربلاء، وهذه تربته. ثمّ ناوله قبضةً من أرض كربلاء، وقال له: يا محمّد، احفَظْ هذه التربةَ عندك حتّى تراها وقد تغيّرت واحمرّت وصارت كالدم، فاعلم أنّ ولدك الحسين قد قُتِل.
ثمّ إنّ ذلك الملَك حمَل من تربة الحسين (عليه السلام) على بعض أجنحته وصعد إلى السماء بها، فلم يبقَ ملَكٌ في السماء إلّا وشمّ تربة الحسين (عليه السلام) وتبرّك بها.
قال: ولمّا أخذ النبيّ (صلى الله عليه وآله) تربة الحسين (عليه السلام)، جعل يشمّها ويبكي وهو يقول: «قتل الله قاتلك يا حسين،وأصلاه في نار الجحيم..». ثمّ دفع تلك التربة من تربة الحسين إلى زوجته أُمّ سلمة ... (المنتخب للطريحي: 1 / 62 المجلس 4).
وروى ابن قولويه أنّ الملك الّذي جاء إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأخبره بقتل الحسين بن عليّ (عليه السلام) كان ملَك البحار، وذلك أنّ ملَكاً من ملائكة الفردوس نزل على البحر فنشر أجنحته عليها، ثمّ صاح صيحةً وقال: يا أهل البحار، البسوا أثواب الحزن؛ فإنّ فرخَ رسول الله (صلى الله عليه وآله) مذبوح. ثمّ حمَل من تربته في أجنحته إلى السماوات، فلم يبقَ ملَكٌ فيها إلّا شمّها وصار عنده لها أثر، ولعنَ قتلته وأشياعهم وأتباعهم (كامل الزيارات لابن قولويه: 67 الباب 21 ح 2).