[نور الحوراء]

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على المبعوث رحمة للعالمين وعلى
آله الهداة المهديين .

إلهي وربي من لي غيرك ؟؟؟

السلام عليكم ورحمة الله
وبركاته .

قد يكون الجواب لأن النور إذا حل بمكان هرب الظلام وأصبح كل ما هو مستور مكشوف فلا توجد أي فرصة للأسرار .

فالعلم نور والجهل ظلام كما قال صلى
الله عليه وآله (

العلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء )

فالعلم النوراني في معرفته ومعرفة أولياءه هو العلم الذي أمرنا به صلى
الله عليه وآله ( اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد ) وليس
العلوم الأخرى .

صحيح أن العلوم الأخرى تعلمها حسن ولكنها لا تدخل الإنسان جنة
ولا تخرجه من نار .

فمثلا علم الفيزياء هل سيدخلك هذا العلم الجنة ويبعدك عن
النار .؟؟؟؟؟
عالم الفيزياء إذا بلغ من العمر عتيا لن يتمكن من تقبل أي معلومة
ولن يستطيع أن يتذكر حتى نظرياته لأنه أصبح في أرذل العمر .

على هذا فإن العلم
المراد به من المهد إلى اللحد هو العلم في معرفة الله وفي أنبياءه وأولياءه هذا
العلم النوراني الذي بني على عشق إلهي طاهر نقي فلا تؤثر فيه السنين ولا الحوادث
.
فمن حظي بألطاف أهل بيت العترة ورشحت عليه أنوارهم فهو ينظر بعين ملكوتية قال
صلى الله عليه وآله
(

اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بعين الله )

(

وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ ) لا مجال للأسرار عنده فلا حجاب بينه وبين الحق جل وعلا

قلوب العارفين لها عيون ترى ما لا يراه الناظرينا

وألسنة
بأسرار تنــاجي تغيب عن الكرام الكاتبينا
وترتع في رياض القدس طورا وتشرب من
بحار العارفين
وأجنحة تطير بغير ريش إلى ملكوت رب العالمين

النور حق
والظلام باطل فإذا جاء الحق زهق الباطل فلا مجال للباطل عندها فالمؤمن يرى الحق
حقاً فيتبعه ويرى الباطل باطلا فيجتنبه وأي باطل أعظم من أن يترك أهل بيت العصمة
ويأخذ الدين وأحكامه من غيرهم .

ولو قلدوا الموصى إليه
زمامها * لزمت بمأمون على العثرات
هم نقضوا عهد الكتاب وفرضه * ومحكمه بالزور
والشبهات
ولم تك الا محنة كشـــفتهم * بدعوى ضلال من هن وهنات
أخي خاتم الرسل
المصفى من القذى * ومفترس الأبطال في الغمرات
نجي لجبريل الأمين وأنتم * عكوف
على العزى معاً ومناة

كي نعرف بأن معرفتهم نور يضيء للإنسان طريقه ويكشف
له ما كان مستور نذكر بعض القصص
أم موسى عليه السلام ألقت بموسى في البحر
فالعقل يقول بأن هذا أمر لا عقلائي فهي قد رمته في التهلكة لكن علمها النوراني يقول
لها بأن هذا الإبن سينجو من الغرق . ( وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ
مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا
تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ
الْمُرْسَلِينَ) (القصص : 7 )
أخت موسى تقول لفرعون ( هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ
نَاصِحُونَ ) (القصص : 12 )
العقل يقول بأن هذا العمل مجازفة لأن فرعون
كان يقتل كل امرأة حامل فبكلامها هذا قد يؤدي بقتل أم موسى ولكن العلم الإلهي
النوراني يقول عكس ذلك .
هذا عابس يقاتل معسكر ابن
زياد يوم عاشوراء بدون درع وبدون لامة راجلاً فيقال له أجننت يا عابس فيقول حب
الحسين أجنني .

وهذا قنبر خادم أمير المؤمنين عليه السلام يأمره سيده
بالدخول في التنور فيدخل فيه فكانت له النار برداً وسلاما .
والكل منا قد سمع
القصيدة التي أنشدها الحاج المرحوم ياسين الرميثي
قال
اللي يزور حسين من ايده ينقطع جفه
انطينا اجفوفنا بالحال وركضنا نزورك
بلهفه
عنك ما منعنا الخوف قطعوا من يدينا جفوف
من الألم ما صــــحنا صـــحنا
بــيـــك آمــنـــا
والشاعر الآخر الذي يقول
لو
قطعوا أرجلنا واليدين نأتيك زحفاً سيدي يا حسين
ليس هذا مجرد كلام بل
بالفعل هو حقيقة وله واقع ولكن الشعراء جسدوا هذه الوقائع في قصائدهم فالغرب الآن
يتسائل من هو هذا الحسين الذي يحج الناس له من كل بقاع العالم ويتعرضون للقتل
والمضايقات وكل أنواع المشقة والعذاب ؟؟ من هو هذا الحسين الذي يحج له الحجيج أكثر
من حجيج الكعبة ؟؟
ماذا فعل الحسين لهؤلاء حتى سحرهم وأجنهم وأصبحوا يهتفون
بإسمه حسين حسين حسين ؟؟
لا يعقل أن يكون هذا إنسانا بل هو ملاكاً أسر القلوب
وهيمن عليها بعشق وحب إلهي صافي طاهر نقي .
الغرب الآن يقول هذا الحسين وهذا ما
فعل بهؤلاء فكيف عند خروج مهديهم؟؟؟؟؟
اللهم عرفني نفسك فإنك
إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك , اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم
أعرف حجتك , اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني , اللهم لا
تمتني ميتة جاهلية ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني .
جعلنا الله وإياكم من
المنتظرين للحجة ابن الحسن عليه السلام ورزقنا الله معرفته بالنورانية