بسمه تعالى
و يستدلون بأن عائشة بالجنة من قول عمار بن ياسر رضوان الله عليه و لعن الله قاتله :
صحيح البخاري - كِتَاب الْفِتَنِ - لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة
6687 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ حَدَّثَنَا أَبُو حَصِينٍ حَدَّثَنَا أَبُو مَرْيَمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ الْأَسَدِيُّ قَالَ لَمَّا سَارَ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَعَائِشَةُ إِلَى الْبَصْرَةِ بَعَثَ عَلِيٌّ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ وَحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ فَقَدِمَا عَلَيْنَا - ص 2601 - الْكُوفَةَ فَصَعِدَا الْمِنْبَرَ فَكَانَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ فَوْقَ الْمِنْبَرِ فِي أَعْلَاهُ وَقَامَ عَمَّارٌ أَسْفَلَ مِنْ الْحَسَنِ فَاجْتَمَعْنَا إِلَيْهِ فَسَمِعْتُ عَمَّارًا يَقُولُ إِنَّ عَائِشَةَ قَدْ سَارَتْ إِلَى الْبَصْرَةِ وَ وَاللَّهِ إِنَّهَا لَزَوْجَةُ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَكِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ابْتَلَاكُمْ لِيَعْلَمَ إِيَّاهُ تُطِيعُونَ أَمْ هِيَ .
___________________________
الرد على هذا الادعاء :
1 - هذه الزيادة من الواضح جداً أنها زيادة مدسوسة في حديث عمار و قد بينا في أكثر من موضع و بالأدلة و البراهين أن بنو أمية و عصابتهم كانوا يتلاعبون بالأحاديث و المرويات بغضاً بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام على سبيل المثال لا الحصر :
فتح الباري شرح صحيح البخاري - كِتَاب الْمَغَازِي - باب حديث الإفك
(( وَكَأَنَّ بَعْضَ مَنْ لَا خَيْرَ فِيهِ مِنَ النَّاصِبَةِ تَقَرَّبَ إِلَى بَنِي أُمَيَّةَ بِهَذِهِ الْكِذْبَةِ فَحَرَّفُوا قَوْلَ عَائِشَةَ إِلَى غَيْرِ وَجْهِهِ لِعِلْمِهِمْ بِانْحِرَافِهِمْ عَنْ عَلِيٍّ فَظَنُّوا صِحَّتَهَا ، حَتَّى بَيَّنَ الزُّهْرِيُّ لِلْوَلِيدِ أَنَّ الْحَقَّ خِلَافُ ذَلِكَ ))
و هذا كان في مجمل شرح العسقلاني لحديث آخر لكننا استدللنا بكلامه لاثبات أن أيادي بنو أمية و عصابتهم كانت تطال الأحاديث و تحرفها ...
و نعود للرواية ..
الرواية فيها فضيحة كبيرة لعائشة و طلحة و الزبير و بين أن طاعة عائشة هي معصية لله و معصية عائشة هي طاعة لله فاحتار بنو أمية و عصابتهم بهذه الرواية التي سمعها آلاف المسليمن و لا يستطيعون طمسها فاختاروا اضافة هذه الزيادة لترقيع موقف عائشة ... لكنهم لم يفلحوا فقد كان عليهم كتابة كلمة في الجنة و ليس في الآخرة ... !!
و قد بينا في المشاركة السابقة الشرح لهذه النقطة فيراجع القارئ الكريم .
2 - عمار بن ياسر وصف عائشة بالبلاء و قال أن طاعتها هو معصية لله و المسلمين أمام مفرق طرق إما طاعة الله و ترك أمر عائشة أو معصية الله و نصرة عائشة و قد أتت بفتنة عظيمة راح ضحيتها آلاف المسلمين فكيف تكون بالجنة بعد كل هذا ..؟؟
طاعة الله ---- أمام ---- طاعة عائشة
و كأن عمار كان يخير الناس بين طاعة الله و طاعة ابليس ..
كيف يكون ابليس ( عائشة ) بالجنة ..؟؟
و مع سياق الحديث لا يستقيم المعنى إلا عند من ألغى عقله
كيف يقول الله ابتلاكم بها ... ليعرف ايه تطيعون أم هي ثم يقول زوجته بالدنيا و الآخرة ..؟؟!!
عائشة بــلاء كيف يجتمع النقيضين أن تكون عائشة بـلاء و تكون بالجنة ..
ثم هو قال بالآخرة و ليس بالجنة
يعني زوجة رجل مؤمن و لكنها فاسقة مات زوجها المؤمن فازدادت فسوقا حتى أن فجرت و العياذ بالله و ماتت
بالآخرة هي زوجة هذا المؤمن و تحاسب و تعاقب بنار جهنم
و لكن ذلك المؤمن بالجنة ..
3 - قد يقول قائل أن الابتلاء يكون بالخير و بالشر فنقول :
الابتلاء بالخير و الشر هذا شيء طبيعي و لكن ما هو هذا الابتلاء بالخير و ما هو الابتلاء بالشر ...؟؟
تفسير ابن كثير
{35} كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ
وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى " كُلّ نَفْس ذَائِقَة الْمَوْت " وَقَدْ رُوِيَ عَنْ الشَّافِعِيّ - رَحِمَهُ اللَّه - أَنَّهُ أَنْشَدَ وَاسْتَشْهَدَ بِهَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ : تَمَنَّى رِجَال أَنْ أَمُوت وَإِنْ أَمُتْ فَتِلْكَ سَبِيل لَسْت فِيهَا بِأَوْحَد فَقُلْ لِلَّذِي يَبْغِي خِلَاف الَّذِي مَضَى تَهَيَّأْ لِأُخْرَى مِثْلهَا فَكَأَنْ قَد وَقَوْله " وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْر فِتْنَة " أَيْ نَخْتَبِركُمْ بِالْمَصَائِبِ تَارَة وَبِالنِّعَمِ أُخْرَى فَنَنْظُر مَنْ يَشْكُر وَمَنْ يَكْفُر وَمَنْ يَصْبِر وَمَنْ يَقْنُط كَمَا قَالَ عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس " وَنَبْلُوكُمْ " يَقُول نَبْتَلِيكُمْ " بِالشَّرِّ وَالْخَيْر فِتْنَة " بِالشِّدَّةِ وَالرَّخَاء وَالصِّحَّة وَالسَّقَم وَالْغِنَى وَالْفَقْر وَالْحَلَال وَالْحَرَام وَالطَّاعَة وَالْمَعْصِيَة وَالْهُدَى وَالضَّلَال وَقَوْله " وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ " أَيْ فَنُجَازِيكُمْ بِأَعْمَالِكُمْ .
----------------
الطبري
http://quran.al-islam.com/Page.aspx?pageid=221&BookID=13&Page=324
{35} كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ
وَقَوْله : { وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْر فِتْنَة } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَنَخْتَبِركُمْ أَيّهَا النَّاس بِالشَّرِّ - وَهُوَ الشِّدَّة - نَبْتَلِيكُمْ بِهَا , وَبِالْخَيْرِ - وَهُوَ الرَّخَاء وَالسَّعَة الْعَافِيَة - فَنَفْتِنكُمْ بِهِ . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 18559 - حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ : ثنا الْحُسَيْن : قَالَ : ثني حَجَّاج , عَنْ اِبْن جُرَيْج , قَالَ : قَالَ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : { وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْر فِتْنَة } قَالَ : بِالرَّخَاءِ وَالشِّدَّة , وَكِلَاهُمَا بَلَاء . 18560 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْر فِتْنَة } يَقُول : نَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ بَلَاء , وَالْخَيْر فِتْنَة ; { وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ } . 18561 - حَدَّثَنَا يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله : { وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْر فِتْنَة وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ } قَالَ : نَبْلُوهُمْ بِمَا يُحِبُّونَ وَبِمَا يَكْرَهُونَ ; نَخْتَبِرهُمْ بِذَلِكَ لِنَنْظُر كَيْف شُكْرهمْ فِيمَا يُحِبُّونَ , وَكَيْف صَبْرهمْ فِيمَا يَكْرَهُونَ . 18562 - حَدَّثَنِي عَلِيّ , قَالَ : ثنا أَبُو صَالِح , قَالَ : ثني مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : { وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْر } يَقُول : نَبْتَلِيكُمْ بِالشِّدَّةِ وَالرَّخَاء , وَالصِّحَّة وَالسَّقَم , وَالْغِنَى وَالْفَقْر , وَالْحَلَال وَالْحَرَام , وَالطَّاعَة وَالْمَعْصِيَة , وَالْهُدَى وَالضَّلَالَة .
----------------- نكتفي
هذا هو معنى الابتلاء بالخير و الشر ..
فعائشة ....
- جيشت جيش و خرجت مخالفة لله { و قرن في بيوتكن } و مخالفة لرسول الله ( كلاب الحوأب )
- خرجت على الامام المفترض الطاعة و الذي جاء بالنص الصريح على أن الصبر عليه واجب حتى لو كره
صحيح البخاري
بسنده عن ابن عباس أن الرسول قال : من كره من أميره شيئا فليصبر ، فإنه من خرج من السلطان شبرا مات ميتة جاهلية ..
- قتلت آلاف المسلمين ..
- أحدثت فتنة كبيرة و صدع كبير في الأمو الاسلامية لازلت آثاره باقية ...
فهل هذا يعتبر خير ....؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!
{ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْر } يَقُول : نَبْتَلِيكُمْ بِالشِّدَّةِ وَالرَّخَاء , وَالصِّحَّة وَالسَّقَم , وَالْغِنَى وَالْفَقْر , وَالْحَلَال وَالْحَرَام , وَالطَّاعَة وَالْمَعْصِيَة , وَالْهُدَى وَالضَّلَالَة .
الطاعة = الخير
المعصية = الشر
الهدى = الخير
الضلال = الشر
و ما قاله عمار بن ياسر رضوان الله عليه واضح :
ابتلاكم بها ليعلم اياه تطيعون >> أي الله >>الهدى و الطاعة و الصلاح و الخير و الثواب ..
أم
تطيعونها هي >> عائشة >> الضلال و المعصية و الخراب و الشر و غضب الله و لعنته ...
و الطاعة لله تمثلت في اتباع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام و من يدعو اليه كعمار بن ياسر رضوان الله عليه ..
و معصية الله تمثلت في عائشة و جيشها و جملها ..
فكيف تكون عائشة ابتلاء بالخير ..؟؟
نضيف أن خروجها لم يكون لخير و لا اصلاح و لا مصلحة للمسلمين بل كان غزو و اعتداء سافر على حرمات الله تعالى ...
- 1 -
مستدرك الحاكم - مع تعليقات الذهبي في التلخيص - الجزء الرابع الصفحة 517
8453 - أخبرني عبد الرحمن بن حمدان الجلاب بهمدان ثنا هلال بن العلاء الرقي ثنا عبد الله جعفر ثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن عمرو بن مرة عن خيثمة بن عبد الرحمن قال : كنا عند حذيفة رضي الله عنه فقال بعضنا : حدثنا يا أبا عبد الله ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : لو فعلت لرجمتموني قال قلنا سبحان الله أنحن نفعل ذلك ؟ قال : أرأيتكم لو حدثتكم أن بعض أمهاتكم تأتيكم في كتيبة كثير عددها شديد بأسها صدقتم به ؟ قالوا : سبحان الله و من يصدق بهذا ثم قال حذيفة : أتتكم الحميراء في كتيبة يسوقها أعلاجها حيث تسوء و جوهكم ثم قام فدخل مخدعا
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه
تعليق الذهبي قي التلخيص : على شرط البخاري ومسلم
-----
مصنف عبد الرزاق - أبو بكر عبد الرزاق بن همام الصنعاني - الجزء الحادي عشر الصفحة 52
19889 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن وهب بن عبد الله عن أبي الطفيل قال خرجت أنا وعمرو بن صليع المحاربي حتى دخلنا [ ص 53 ] على حذيفة فإذا هو محتب على فراشه يحدث الناس قال فغلبني حياء الشباب فقعدت في أدناهم وتقدم عمرو مجتنئا على عوده حتى قعد إليه فقال حدثنا يا حذيفة فقال عما أحدثكم فقال عما أحدثكم فقال لو أني أحدثكم بكل ما أعلم قتلتموني أو قال لم تصدقوني قالوا وحق ذلك قال نعم قالوا فلا حاجة لنا في حق تحدثناه فنقتلك عليه ولكن حدثنا بما ينفعنا ولا يضرك فقال أرأيتم لو حدثتكم أن أمكم تغزوكم إذا صدقتموني قالوا وحق ذلك ومعها مضر مضرها الله في النار وأسد عمان سلت الله أقدامهم ثم قال إن قيسا لاتزال تبغي في دين الله شرا حتى يركبها الله بملائكة فلا يمنعوا ذنب تلعة قال عمرو أدهلت القبائل إلا قيسا فقال أمن محارب قيس أم من قيس محارب إذا رأيت قيسا توالت عن الشام فخذ حذرك .انتهى
4 - هذا كلام و رأي عمار بن ياسر ربما كان يستخدم التقية التي استخدمها من قبل مع مشركي قريش عندما نطق بالكفر و قلبه مطمئناً بالإيمان ..