[FRAME="1 70"]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد
معجزات لسان النبي(صلى الله عليه واله)
المسألة الأخرى هي مسألة كون لسان النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) معجزة بحد ذاته. فلم يحصل يوماً أنه دعا بدعاء ولم يُستجب كما لم يأت على لسانه ذكر شيء إلا وقع وتحقق.
جاءوه يوماً بكيس للدراهم فقال: أخرجوا ما في الكيس من الذهب، ولمَّا أخرجوا الدراهم رأوها قد صارت ذهباً بالفعل. وما أكثر الأموات الذين طلب بلسانه المبارك من الله إحياءهم فتم إحياؤهم بالفعل. وهنا سأنقل لكم قصة واحدةً فقط على سبيل المثال لا الحصر.
إحياء أولاد صاحب الدار
يروى أن أحد أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) كان يود باستمرار بأن يتشرّف بحضور رسول الله في بيته، فدعاهُ يوماً وأشار على زوجته بأن تطبخ له طعاماً من نعجة ذبحها إكراماً لقدوم النبي (صلى الله عليه وآله). ثم غادر بعد ذلك الدار متجهاً إلى حيث النبي ليرافقه. كان للرجل ولدان صغيران، وقد حضر أحدهما ذبح النعجة، فقال لأخيه: تعال لأريك كيف ذبح أبونا النعجة. ثم صعد معه إلى السطح ومدده أرضاً وأتى بالسكين وذبحه.
هرعت الأم وهي تصرخ، فخاف ابنها وأطلق ساقيه للريح دون أن ينتبه لحافّة السطح، فهوى، ومات بدوره.
أسقط في يد الأم، وشلّت المفاجأة تفكيرها. فلم تدر ماذا تصنع، فكيف ستستقبل ضيفهم الكريم، تلك الزيارة التي كانوا يتطلعون إليها من زمن.
وأخيراً حضر الرسول(صلى الله عليه وآله) برفقة ذلك الصحابي، فبادرت الزوجة إلى إخبار زوجها بما حدث، وطلبت إليه أن يكتم الأمر عن النبي (صلى الله عليه وآله)، حتى لا يتأثر ويفسد الأمر عليه زيارته.
ثم لفت جسدي ولديها بثوب، ووضعتهما جانباً، لكي يدفنا لاحقا بعد أن يغادر الضيف الكريم الدار.
نزل الأمين جبرائيل حينذاك على محمد (صلى الله عليه وآله) وقال له: قل لهما بأنك لن تأكل حتى يحضر الولدان. وإذ قال رسول الله(صلى الله وآله) لهما ذلك أجاباه بأنه لا ضرورة لحضورهما، لكن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أصّر وقال: ذلك أمرُ الله. فما كان منهما إلاَّ أن أخبراه بحقيقة ما جرى للولدين، فطلب النبي أن يأتياه بالجسدين فأتياه بهما، فدعا لهما دُعاءً استجابه الله وعادا حيّين كما كانا. وشاركا رسول الله طعامه على تلك المائدة.
كانت هذه إحدى معجزات النبي التي حصلت في زمانه بواسطة لسانه المبارك.[/FRAME]