" لا يخفى أن التاريخ يحمل بين دفّتيه درراً وجواهر من القادة والعظماء، والأيام تشهد على عطاءات هؤلاء وانجازاتهم، ومن هنا فإننا نبحث عن الدرر لنكتشفها، وننظر إلى بريقها اللامع، الذي يبعث نوراً في الأرجاء، والإمام السيد موسى الصدر هو أحد هؤلاء العظماء، الذي أضاء في سماء المعرفة والجهاد، وحلَّق في أجواء البذل والتضحية.
والأيام تحدِّث عن هذا السيد الهاشمي الذي صرف عمره في مساعدة الفقراء والمعوزين، وفي الدفاع عن القضايا الإسلامية بكل ما أوتي من قوة وعزيمة.
وهو الذي يقول:
كنت ولا أزال أقول إن طاقاتي الاجتماعية التي تتلّخص في ثقة الناس، والتي هي من عناية اللَّه، إن هذه الطاقات ليست ملكي، لا يحقّ لي أن أتصرَّف بها إلا في صالح صاحبها الأصيل وهو اللَّه والدين.
وجديرٌ أن نقف على شاطئ هذا البحر المتلاطم وحياة هذا المجاهد المقدام لنغترف من درره وكلماته...
وتفخر جمعية المعارفة الإسلامية أن تقدّم ضمن سلسلة إنجازاتها الثقافية كتاب:
(الكلمات القصار للإمام السيد موسى الصدر)، والذي احتوى على أبواب عديدة وفي مجالات مختلفة في الدين والاجتماع.
مستقية ذلك مما وجد من آثار الإمام الصدر من المقروء والمسموع، محاولة الوقوف عند نصّ العبارة التي كان يذكرها الإمام الصدر.
وقد تم تقسيم الكتاب إلى قسمين