قبل أقل من عام تقريبا زرت بعض المكتبات في منطقة بنيد القار لزيارة بعض أصحاب المكتبات لإرتباطي معهم بعلاقات شخصية وصداقات منذ سنوات عديدة منذ أيام دراستي الجامعية عندما كنت اعمل في إحدى المكتبات عصرا كنوع من تضييع الوقت والإستفادة ودراسة حال سوق المكتبات في الكويت حتى وقت كتابتي لبعض الكتيبات حتى كتابة هذه السطور مما قوى معرفتي بأصحاب المكتبات , المهم أنني كنت جالسا مع أحدهم فجاء اتصال من أحد زبائن المكتبة فطلب مني صاحبي أن أرد على طلبه للكتب فمسكت سماعة الهاتف واذا به يطلب مني طلبا غريب فقد قال : أريد كتبا تجعلني عارفا من العرفان !! وبعد أن سألته أسئلة بسيطة حول العرفان وأهل العرفان وجدت انه لا يفقه حتى معنى هذا المصطلح ولا يعرف أهل العرفان ورجالاته انما هو فقط متأثر ببعض القصص التي سمعها وحركات بعض الذين يدعون أنهم من أهل العرفان والوقار والهدوء والمشي بطيئا جدا والكلام البطيء الهاديء المصطنع في أغلب الأوقات وبعض المصطلحات الصعبة التي لا يعرفها عامة الناس مثل بسيط الحقيقة كل الأشياء والكشف والشهود والخ فقمت بنصحه لقراءة الكافي والبحار وبصائر الدرجات بدلا من الخوض في هذا الموضوع , وكثير من الناس من أمثال هذا المسكين يعتقدون أن العرفان أمر جميل جدا ولذيذ وهنا نقصد به العرفان البعيد عن أهل البيت ورواياتهم وعلومهم المختلط بالفلسفة والتصوف (حتى لا يتصيد علينا جاهل متنسك فيظن أننا نخلط الأوراق فالذي نقصده في هذا المقال هو العرفان المختلط بالصوفية والمذاهب المخالفة والأفكار الكافرة لا عرفان من زاره عارفا بحقه ولا عرفان من عرفكم فقد عرف الله) وذلك لأن التصوف الذي نتج منه العرفان الشيعي هو صنيعة خلفاء الجور الذين أرادوا ابعاد الناس عن أهل البيت عليهم السلام فهذه هي خطة خلفاء الجور في القضاء على أي ذكر لأهل البيت عليهم السلام عبر التصفية الجسدية والإغتيالات ومحاصرتهم وفرض اقامة جبرية عليهم كما يفعل حكام الظلم والجور بمعاونة مشايخ السلطان ومراقبة أصحاب الأئمة عليهم السلام وادخال كتب الفلسفة الى العالم الإسلامي وصناعة مذاهب صوفية لسحب البساط من تحت أهل البيت عليهم السلام فيقول السيد نعمة الله الجزائري رحمه الله المتوفى سنة 1112 في كتابه الانوار النعمانية ج2 ص256 : الدواعي لهم على اختراع هذا المذهب (مذهب الصوفية) أمور : الأول : ما نقل أن خلفاء بني أمية وبني العباس لعنهم الله كانوا يحبون أن يحصلوا رجالا من أهل العبادة والزهادة والتكلم ببعض المغيبات وإن لم يقع , لأجل معارضات الأئمة الطاهرين عليهم السلام وعلمهم وزهدهم وكمالاتهم حتى يصغروا أهل البيت وأطوارهم في أعين الناس فلم يجدوا أحدا يقدم على هذا سوى هذه الفرقة الضالة , فمن هذا مال اليهم سلاطين الجور لعنهم الله وبنوا لهم البقاع وحملوا إليهم الأموال وطلبوا منهم الدعاء في مطالب دنياهم وقاسوهم بأهل البيت عليهم السلام وأين الثريا من يد المتناول . وقد يقول البعض ما علاقة هذا الكلام بالعرفان ؟ فنقول ان العرفان الذي نراه في هذه الأيام والموجود في الكتب هو تصوف بلباس شيعي لذلك تجد أنه بعيد عن روايات أهل البيت عليهم السلام ويعتمد على أقوال مميت الدين ابن عربي لعنه الله وأقوال الحلاج وأشعاره لعنه الله والبسطامي وغيرهم وتجد انكباب البعض على دراسة الفتوحات المكية للزنديق ابن عربي وفصوصه التافهة بينما يتركون كتبنا وتفاسيرنا , وقد حذر الشيخ يوسف البحراني في كشكوله من خطر التصوف وخطر ابن عربي وذمه وهو قطب من أقطاب أهل العرفان كما حذر علماء الشيعة من خطر التصوف والعرفان الا أن أهل العرفان لا يطلعون أتباعهم على هذه الأمور لأنهم يريدون أن يقودونهم كالخراف التائهة فقد صنف الحر العاملي كتابا بعنوان الإثنا عشرية في الرد على الصوفية والكتاب متوفر على شبكة الإنترنت بصيغة الكترونية جميلة فأتمنى منكم تحميلهم وقراءته , وقد دفع الشيخ الأوحد قدس سره ثمن محاربته العرفان والتصوف فتم تشويه سمعته ومحاربة كتبه ومازال بعض الناس يكفرونه بجهالة وحماقة , ومازال بعض العلماء الذين يهتمون بانقاذ هذه الأمة الشيعية من خطر العرفان الممزوج بالتصوف كآل الشيرازي الكرام في أكثر من كتاب ومحاضرة منها ما ذكره سماحة المرجع المظلوم السيد صادق الشيرازي حفظه الله في كتاب قبسات من وصية الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله لأبي ذر الغفاري ص25-26 تحت عنوان عبادة العارفين : روي عن الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه أنه قال مناجيا الرب الجليل : ما عبدتك خوفا من نارك ولا طمعا في جنتك لكن وجدتك اهلا للعبادة . ومثل هذه المعرفة هي التي يلزم أن يسعى إليها ولكن كيف يتسنى الحصول عليها ؟ إن لتحصيل هذه المعرفة طريقا واحدا وهو طريق أهل البيت سلام الله عليهم بينما الطرق الأخرى كافة هي طرق الشيطان وليست طرق معرفة الله تعالى حتى ما يصطلح عليه بالفلسفة أو العرفان ليست طرقا موصلة . انتهى كلامه دام ظله . فعلينا أن لا ننخدع بالذين يدسون لنا السم في العسل فيذكرون لنا دعاء من أدعية أهل البيت عليهم السلام أو كلمة لامير المؤمنين عليه الصلاة والسلام ثم يخلطونها بأقوال ابن الأعرابي لعنه الله , هذا وصلى الله على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
بقلم
أحمد مصطفى يعقوب
كاتب كويتي
الكويت في 6 مارس 2012
................................
ولا تحرمونا الدعاء بحق ضلعها المكسور صلوات ربي وسلامه عليها
التعديل الأخير تم بواسطة ام حسين ; 08-03-2012 الساعة 12:54 AM.