|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 13090
|
الإنتساب : Nov 2007
|
المشاركات : 533
|
بمعدل : 0.09 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
مرقد الحر الرياحي (رضوان الله عليه)
بتاريخ : 02-12-2011 الساعة : 04:58 AM
عندما دعا أهلُ الكوفة الحسين (عليه السلام)، خرج إليهم بآله وأصحابه الكرام، فجهّز اللّعين عمر بن سعد جيشاً بأمر من أميره يزيد (عليه اللعنة)، وقد كان من ضمن قادة هذا الجيش الحر بن زيد الرياحي (رضوان الله عليه)، وكان أول من تعرض للحسين (عليه السلام) وأخذ عليه الطريق في مدينة الكوفة عند وصوله إليها.
ولكن عندما تعرض الحر وأصحابه للهلاك بسبب العطش، سقاهم ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) الحسين بن علي (عليهما السلام).
وبعد وصول الجيش مدينة كربلاء، وعندما حمي الوطيس، وقف ابن بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) خاطباً في القوم ناصحاً لهم، ولكن لم يجد فيهم سميعاً ولا مجيباً، عند ذلك سمع الحرُّ نداءَ أبي عبد الله (عليه السلام)، فوقف ليدقق النظر ويتأمل في أُفق الحقيقة، وراح يرى ببصيرته الثاقبة ما يرشد العاقل إلى الصراط المستقيم، فرأى الحق والباطل والبغي والصلاح والنور والظلام والجنة والنار، فما كان عليه إلّا أن يختار طريق الحق والهداية والصلاح والنور، ليصل مسرعاً إلى الجنة.
لقد ضرب جواده وساقه سائراً نحو الحسين (عليه السلام)، وهو ينادي: السلام عليك يا أبا عبد الله، إني أنا صاحبك الذي أخذ عليك الطريق، وها أنا تائب، فهل ترى لي من توبة؟! فأجابه (عليه السلام): «نعم، إن تبتَ تاب الله عليك، إنزل عن ظهر جوادك»، فقال له: إني أول من تعرض لك، فأذنْ لي أن أكون أول شهيد بين يديك. فأذن له سيد الشهداء (عليه السلام)، وبرز إلى القوم وهو يرتجز ويقول:
إني أنا الحرُّ ومأوى الضيفِ * أضربكم بضربة بالسيف
أضربكم ولا أرى من حيفِ
وقاتل قتال الأبطال حتى قتل (رضوان الله تعالى عليه).
وعندما أمر اللعين عمر بن سعد بعد انتهاء المعركة أن تقدم الخيل وتدوس الأجساد الطاهرة المطهرة، خرج جماعة من بني رياح وبني تميم وحملوا الحر وذهبوا به إلى المكان الذي هو الآن مدفون فيه، والذي يبعد عن مدينة كربلاء ما يقارب 9 إلى 10 كيلو متر.
يمثل الحر نموذج الفرد المتبصر، الذي يسرع في البحث عن سبيل الحق والهداية، ويسرع بالتوبة والإنابة إلى الله (عزّ وجل)، فيختار طريق الحق وطريق الجنة.
|
|
|
|
|