اللهم صل على محمد وال محمد
يتهم المخالفين اتباع اهل البيت بان احاديثهم غير مضبوطة السند ولا يعترفون بما لدينا من قواعد في علم الرجال .
والحقيقة انه من خلال النظر الى قواعد المذاهب المخالفة نجد هناك من الدواهي التي تهدم قواعدهم الحديثية من قبيل عدم البحث في عدالة الصحابة والتسليم لكتابي البخاري ومسلم مع طعن العلماء فيهما.
واليوم ننقل هذه الداهية التي اخرجها الذهبي في (ميزان الاعتدال ج2 ص644) عندما ذكر ابن أبي العوجاء الزنديق الذي اشتهر بزندقته قال عنه الذهبي : ((عبد الكريم بن أبي العوجاء خال معن بن زائدة زنديق مغتر، قال أبو أحمد بن عدي: لما اخذ لتضرب عنقه قال: لقد وضعت فيكم أربعة الآف حديث أحرم فيها الحلال وأحلل الحرام قتله محمد بن سليمان العباسي الامير بالبصرة)).
الان نسأل الاخوة من اهل السنة ماهو مصير هذه الاربعة الاف حديث وكيف يمكن ان نميزها عن باقي الاحاديث ؟؟
ابن الجوزي : إنّ عبد الكريم كان ربيباً لحماد بن سلمة وقد دسّ في كتب حماد بن سلمة الموضوعات و تهذيب التهذيب
بحوث في الملل و النحل ص 79
الشيخ محمد زاهد الكوثري المصري في تقديمه على كتاب « الأسماء والصفات » للحافظ أبي بكر البيهقي : إنّ مرويات حماد بن سلمة في الصفات ، تجدها تحتوي على كثير من الأخبار التافهة تتناقلها الرواة طبقة عن طبقة ، مع أنّه قد تزوج نحو مائة امرأة ، من غير أن يولد له ولد منهن ، وقد فعل هذا الزواج والنكاح فعله ، بحيث أصبح في غير حديث « ثابت البناني » لا يميز بين مروياته الأصليّة وبين ما دسّه في كتبه ربيبه ابن أبي العوجاء ، وربيبه الآخر زيد المدعو ب ـ « ابن حماد » ، فضلّ بمروياته الباطلة كثير من البسطاء. ويجد المطالع الكريم نماذج شتّى من أخباره الواهية في باب التوحيد من كتب الموضوعات المبسوطة وفي كتب الرجال ، وفعلت مرويات نعيم بن حماد مثل ذلك ، بل تحمّسه البالغ أدّى به إلى التجسيم ، كما وقع ذلك لشيخ شيخه مقاتل بن سليمان ، وتجد آثار الضرر الوبيل في مروياتهما في كتب الرواة الذين كانوا يتقلّدونها من غير معرفة منهم لما في هذه الكتب ككتاب « الاستقامة » لخشيش بن أصرم ، والكتب التي تسمّى ب ـ « السنّة » لعبد اللّه ( ابن أحمد بن حنبل ) وللخلال ، و « التوحيد » لابن خزيمة وغيرهم ممّا تجد فيها ما ينبذه الشرع والعقل ، ولا سيما كتاب « النقض » لعثمان بن سعيد الدارمي السجزيّ المجسّم فإنّه أوّل من اجترأ بالقول « إنّ اللّه لو شاء لاستقرّ على ظهر بعوضة فاستقلّت به بقدرته فكيف على عرش عظيم » .
بحوث في الملل و النحل ص 80
و ايضا نقلها من نظرة في كتاب « الأسماء والصفات » للبيهقي مقدمة الشيخ محمد زاهد الكوثري : ص 5 ، وقال بمقالة السجزي ابن تيمية في كتابه « غوث العباد » المطبوع بمصر مطبعة الحلبي عام 1351 هـ.