[الحوزويه الصغيره]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد



دار في عقلي تساؤل لم أجد له جواب مقنع فهل منكم من لديه الجواب ؟...
في مسأله لسيد السيستاني في باب شروط الطلاق ( لا يعتبر في صحة الطلاق اطلاع الزوجة عليه فضلا عن رضاها به ).
إذن لماذا يشترط في عقد الزواج القبول والإيجاب من كلا الطرفين أما في الطلاق فلا يشترط القبول من كلا الطرفين ؟

تقبلوا تحيتي

[موسوي البحراني]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحوزويه الصغيره [ مشاهدة المشاركة ]

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد دار في عقلي تساؤل لم أجد له جواب مقنع فهل منكم من لديه الجواب ؟... في مسأله لسيد السيستاني في باب شروط الطلاق ( لا يعتبر في صحة الطلاق اطلاع الزوجة عليه فضلا عن رضاها به ). إذن لماذا يشترط في عقد الزواج القبول والإيجاب من كلا الطرفين أما في الطلاق فلا يشترط القبول من كلا الطرفين ؟ تقبلوا تحيتي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أختي العزيزة الفاضالة / الحوزوية الصغيرة فان جوابنا على سؤالكم الكريم متوقف على بيان هذه المقدمة وهي كالتالي :-
الفقه في اللغة : الفهم وفي الكتاب العزيز : يفقهوا قولي وفقه الحديث وفقه اللغة : بعذا المعنى .
وفي الاصطلاح : هو أحكام كلية الهية مرتبطة ( بأفعال المكلفين ) من ( عبادات ) و ( معاملات ) و ( ايقاعات ) و (أحكام ) وهذه أربعة أقسام رئسية للفقه كما لا يخفى على من جاس خلال الديار.
واذا عرفت ذلك أختي الحوزوية الصغيرة فلنشرع في بيان كل واحد من هذه الاقسام الاربعة حتى يتضح جوابنا على سؤالكم الكريم فنقول :-
الأول ( العبادات ) :
وهي التزام بين الخلق والخالق : كصوم وصلاة وحج وزكاة ولا يسقط الأمر باتيان جرم العمل خارجا بل يحتاج فيه الى ( قصد القربة ) نحو قوله تعالى ( وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين ) .
الثاني ( المعاملات ) :
وهي بين الخلق بعضهم مع بعض وفي التزاماتهم وعقودهم كالبيع ونكاح ورهن واجارة وضمان وتجارة وما اليها وهي قائمة بارادتين منضمتين بمعنى أنه لا بد من وجود طرفين للعقد كما في عقد الزواج مثلا اذ يحتاج الى ايجاب وقبول .
الثالث ( الايقاعات ) :
وهوأي الايقاع أمر قائم بشخص واحد وبارادة منفردة ويوجد معناه بايقاعه خارجا كفسخ العقد لمن له خياره كما في خيار مجلس عقد البيع فان البايع له خيار الفسخ وكذلك المشتري له كذلك أي خيار الفسخ ماداما لم يفترقا من مجلس العقد وكذلك الطلاق فهو أمر قائم بشخص واحد وهو الزوج لمن أراد أن يطلق وكذا النذور والابراء وسائر الصدقات العامة المطلقة . وبايقاعه يحصل الوقوع وتثبت أحكامه وتجري عليه بعد التزامه وهي أموره الاختياريه وأحكامها عليه قهرية لأن من التزم بشيء لزمته أحكامه والالتزام بالشيء التزام بلوازمه .
الرابع ( الأحكام ) :
وهي جارية على المكلفين خارجة عن اختيارهم كالارث والقصاص والحكم في حفظ الدماء والأعراض والأموال في عامة المسلمين ومن دخل في ذمتهم أو عاهدهم أو استجار بهم وكاباحة دم من حاربهم وقاتلهم .
وبعد بيان هذه الامور الأربعة الرئسية على نحو الاختصارفنأتي على سؤالكم الكريم وهو لماذا لا يشترط في الطلاق اطلاع الزوجة عليه فضلا عن رضاها به ؟
ألجواب : ان الطلاق داخل في القسم الثالث ( الايقاعات ) وهو قائم بشخص واحد وارادة منفردة وهو في مفروض سؤالكم هو الزوج وبايقاع الطلاق من الزوج يحصل الوقوع وتثبت أحكام الطلاق على الزوج وتجري عليه بعد التزامه والطلاق أمر أختياري بالنسبة للزوج وأحكامه عليه قهرية لأن الزوج ألتزم بالطلاق فلزمته أحكامه وهذا موافقا للقاعدة وهي الالتزام بالشيء التزام بلوازمه .
ولكن السؤال يتجه الى كيفية جعل الطلاق من القسم الثالث ( الايقاعات ) ؟
الا أن جوابنا هو ان الروايات الواردة عن أهل بيت العصمة - عليهم السلام - قد دلت على أن الطلاق هو بيد الزوج ولم تشترط علم الزوجة فضلا عن رضاها بذلك . نعم يشترط على الزوج الذي يريد أن يطلق زوجته هوأن يكون لديه علم بان زوجته في حال طهر حتى يصح منه ايقاع الطلاق والا فلا .
هذا وأما سؤالكم الثاني الذي يستبطن علامة التعجب بخصوص الزواج فانه يحتاج الى ايجاب من الزوجة وقبول من الزوج فكيف لا يكون في الطلاق كذلك ؟
الجواب : انه لا بد أن نفرق بين عقد الزواج الذي هو من القسم الثاني ( المعاملات ) وهو قائم بارادتين منضمتين كارادة الزوج من جانب ( القبول ) منضمة مع ارادة الزوجة من جانب ( الايجاب ) وقد دل على كونه كذلك الاخبار المعصومية الواردة عن أهل البيت - عليهم السلام - فقد دلت على صحة عقد الزواج أشتراط الايجاب من الزوجة والقبول من الزوج وكذلك أن نفرق بين الطلاق الذي جعل من القسم الثالث ( الايقاعات ) - كما تقدم - بيانه في جوابنا على السؤال الأول فلا نعيده . والله العالم بحقائق الامور .

نسألكم خالص الدعاء
دمتم برعاية الرحمن ورعايته
أخوكم جنابكم ( موسوي البحراني )

[الحوزويه الصغيره]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد

شكرا جزيلا استاذي على إيضاح المسأله ، الله يعطيك العافية وجعله الله في ميزان اعمالك ان شاء الله

موفق لكل خير
تقبل تحيتي