[سلامه999]

مجرد استنتاج شخصي ونسأل الله التوفيق

في خطاب صريح وواضح وجريء لصلاة الجمعة في المحرق بإمامة آية الله النجاتي، كانت الخطبة السياسية الثانية تدور حول عنوان المشاركة والمقاطعة في برلمان 2010 كما يلي:

فتح الشيخ خطابه بإستنكاره واستغرابه للتصريحات المتتالية والمؤكدة لحسم أمر المشاركة في إنتخابات 2010 قائلاً ما يلي:

النجاتي: لمن الغريب والغير حكيم جداً أن يتم التصريح المسلم به من أن أمر المشاركة أمر قد حسم!! وهناك تصريحات متتالية وصحف تكتب وتؤكد هذا الأمر!! وأكثر من ذلك أخذت الصحف المحسوبة على تيارات وتوجهات معينة بخوض نقاش أمور الناخبين والدوائر وهنا سوف يفوز فلان وهناك سوف يحسم الأمر لذلك، وسوف تفوز الكتلة بعدد كذا مقعد وما إلا ذلك من اللعب على ذقون الشعب والتلاعب بإرادتهم.

إن التصريح المؤكد من أي جهة أو شخص في أن خيار المشاركة أمر محسوم ليعد أمر غير حكيم وخاطئ جداً جداً.

وأنا -النجاتي- هنا لست في محل خوض النقاش حول خيار المقاطعة أو المشاركة وايهم أصلح وأصح، قطعاً لا ليس هذا ما أهدف له في هذا الخطاب.

ولست هنا لأقول أن خيار المشاركة في 2006 كان خيار خاطئ، وأنا هنا أفند الخطاء أيضاً لا، فإن المشاركة في 2006 كانت مشاركة يجب أن ننظر أن من أهم إيجابياتها ما يلي على الإختصار:

1- الإستجابة لرئي حكيم من سماحة المرجع الأعلى السيد السيستاني "حفظه الله"

2- الرد والكشف الحقيقي للتجربة الصورية في برلمان صوري لا يملك إرادة شعبية حقيقية من داخل البرلمان لنقول للعالم أن هذا هو البرلمان الفاشل والفاسد والصوري الذي لم يحقق شيء.

في تصوري أن المشاركة كشفت عن نقاط خلل وعن ضعف وفشل هذا البرلمان الذي لا يستحق أن نعبر بطلاقة للمشاركة في 2010 بهذا الشكل الغير حكيم ويجب المراجعة والنقاش في الأمر، وأنا هنا -النجاتي- سوف أذكر عدة نقاط العجز والفشل الذي عجز عنها البرلمان مما يشكل أنه لا قيمة ولاجدوى منه كما يلي:

ذكر سماحة الشيخ 10 نقاط أذكر ما يحضرني منها:

1- عدم إمكانية البرلمان من تعديل الدوائر الإنتخابية بحيث يكون كل صوت يعادل صوت في دائرة أخرى!!، فلو فرضنا تم تعديل الدوائر فكم سيفوز الشيعة بـ 30 مقعد، أيضاً لا يحقق شيء فهناك مجلس شورى وقوانين أخرى تكبل الـ30 عن إقرار قانون، ولكن البرلمان الفاسد لا يرضى حتى بهذا الأمر الشكلي.

2- عدم قدرة البرلمان التحقيق في التزوير الذي حصل في إنتخابات 2006 وعجزه عن وقف التزوير في إنتخابات قادمة!!

3- عدم إمكانية إلغاء المراكز العامة وهي المصدر الرئيسي للتزوير!! فالكل شاهد الأخوة الوطنيين كيف تم إسقاط نجاحهم من خلال الدوائر العامة، ففي المحرق المهندس عبد الرحمن النعيمي "شافاه الله" الذي تأكد لدى الجميع أنه فاز بأصوات الناخبين الفعليين حتى تم تزوير نتائجه بالمراكز العامة.

4- التجنيس المستمر الفعلي، والذي يهدف لتغيير التركيبة السكانية!! ومسخ الهوية الحقيقية للشعب البحريني، وهذا أخطر ملف وأشد الأمور تمييزاً ضد الشعب، لم يغير منه شيء بل إنه مستمر ومتزايد!!

5- هذا البرلمان لم يستطع أن يعطي الجنسية لـ 200 أسرة من البدون -المستحقين للجنسية- في قبال عملية تجنيس مستمرة.

6- هذا البرلمان لم يستطع أن يوجد جامع بمواصفات جيدة لأهالي المحرق، فالكل يعلم أن الشيعة في المحرق لا يملكون جامع يليق بهم.

7- هذا البرلمان لم يستطع أن يصل لحقيقة الشخصية التي تقف وراء قرار منع تداول بيع وشراء العقار في المحرق لغير سكان المحرق، والتضييق في البيع والشراء على الشيعة في المحرق، لم يتم معرفة الشخصية وراء هذا القرار ولم تتم مسائلتها.

8- هذا البرلمان لم يتمكن من مسائلة وزير واحد فقط على الأقل!! ولا أعني بالوزارء (البروفشنل) لا أعني الوزراء (الصغيرون)، حتى هذا المقدار لم يتحقق ولو من باب حفظ ماء الوجه، بل كانت هناك مسائلة طائفية بحته، وزير سني وشيع وما إلى ذلك.

ونقطتين لا يحضراني.....

وتابع الشيخ قائلاً:

هذه الأمور المختصرة لضيق الوقت كلها تحتاج لإعادة نظر، أنا هنا لا أرمي للمشاركة أو المقاطعة، وإنما الحكمة تقتضي إعادة النظر في البرلمان وفي تجربة المشاركة، ليس من الحكمة أن نصرح بالمشاركة ونحن لم نعيد النظر في المشاركة الحالية، هناك العقل يقول أن الذي يعمر شيء ويشارك في عمل يجب أن يعيد دراسته والتخطيط له ليتفادى سلبياته السابقة.

وأرى من الواجب أن لا يكون خيار المشاركة أو المقاطعة محصور في جمعية معينة أو شخص واحد فقط!! لا!! القرار هنا يمثل خيار طائفة باكملها فهنا يجب أن يقعد جميع العلماء والقادة والرموز والوجهاء لتباحاثوا في الأمر ويتدارسوه ليكون خيار المشاركة أو المقاطعة خيار متوافق عليه، وإن كان التوافق للمشاركة أو المقاطعة فلا بأس به.

وأما بهذا الشكل مع كل هذه السلبيان فلا يستبعد ان تكون هناك فتوى بالتحريم في المشاركة في إنتخابات وبرلمان 2010

ونقطة أخيرة مهمة جداً في الموضوع أبعثها -النجاتي- كنصيحة للجميع:

إن الذي يحتج علينا بأن حزب الله في لبنان شاركوا في البرلمان، وأن شيعة العراق بأمر السيستاني شاركوا في البرلمان، وما إلا ذلك من المقارنات الغير عقلية والغير حكيمة، وتقاس بخطاء كبير لا ينمي عن حكمة وعقل أقول لهم.

أن القياس بوضع لبنان أو العراق أو أي دولة أخرى هو قياس خاطء وقياس مع الفارق، وأبين هذا القياس الخاطء بنقطة مهمة وحساسة لأستدل على خطء هذا التوجه:

إن العراق أو لبنان لا يجرى فيها عملية تجنيس فاضحة وكبيرة بإصرار تغيير التركيبة السكانية والهوية الوطنية الحقيقية للشعب والوطن كما يجري في البحرين، المشاركة هناك قد تكون بإرادة وطنية ولها إمكانية التغيير، أما هنا فالمشاركة صورية من أجل الختم على ملفات فساد تقودها الدولة.

أرجو التثبت والتريث والحكمة في خوض مثل هذه التصريحات والخيارات الغير حكيمة، ثبتنا الله وإياكم لما فيه خير وصلاح هذا الوطن العزيز.