|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 34957
|
الإنتساب : Apr 2009
|
المشاركات : 22
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الإجتماعي
دعوة للشباب نحو الإعتدال
بتاريخ : 21-08-2010 الساعة : 12:32 AM
دعوة للشباب نحو الإعتدال
دعا الإسلام إلى الإعتدال، ومنع الإنسان من الإسراف والشراهة في كل شيء، في تناول الطعام والشراب، وفي ممارسة الجنس والشهوات، وفي إستعمال المحلّلات، لأنّ إباحة الإسلام للطعام والشراب وسائل اللذائذ والمتع ما كانت إلّا لحفظ صحّة الجسم، وحماية النوع الإنساني وتوفير المتعة والسعادة له.
وينطلق الإسلام من دعوته إلى الإعتدال هذه مبادئ أساسية في الحياة، وهي إنّ الإنسان لا يحتاج إلّا إلى ما يكفيه ويقوم حياته ويحفظها، فللجسد حاجة طبيعية محدّدة من الطعام والشراب والجنس والشهوة، وقدّم للإنسان تفسيراً واقعياً لفلسفته الأخلاقية في تقويم اللّذة الحسّية، وأكّد على أنّها ليست غاية في الحياة، إنّما هي وسيلة لدفع الإنسان إلى السعي المشروع نحو هذه الحاجات. وبهذا التفسير حال دون تحوّل الإنسان إلى بهيمة هدفها الطعام والشراب والجنس والإستغلاق في الشهوات والملذّات.
ولكي يضمن الإسلام تنفيذ مبادئه السلوكية هذه، أقام نظم الحياة، وعلاقة الإنسان بحاجاته الطبيعية، وحظّه منها على أسس معادلات وموازنات دقيقة، لا اختلال فيها ولا تفريط، فجعل لكلّ شيء حسابه وموضعه وحقّه، ودعا إلى الإعتدال في كل شيء، حتّى صحّ أنْ نقول: إنّ منهج الإسلام في الحياة هو: "منهج الإعتدال والإستقامة".
وقد تواردت الآيات والأحاديث الكثيرة لإقرار هذا المبدأ الحياتي الخطير، مبدأ الإعتدال لحماية الإنسان من الإسراف والشراهة، الإسراف الذي ينسحب أثره على كلّ السلوك الإنساني، المادي والمعنوي، ينسحب على الأخلاق، فيؤدِّي إلى تدهور سلوك الأُمم، وعلى الإقتصاد، فيجرّ إلى اختلال معادلة التوازن المعيشية في المجتمع، وعلى الصحة، فيؤدِّي إلى إنهاك الأُمّة وانهيار قواها البدنية. فمن أجل حماية المجتمع من هذا الوباء النفسي الخطير، وضع الإسلام قاعدته العريضة لإقرار القانون الأخلاقي المتّزن – قانون الإعتدال وتحاشي الشراهة والإسراف – لذلك كانت مكافحة الإسلام للإسراف مكافحة نفسية وأخلاقية في بداية منطلقها، لتظهر فيها بعد أثارها في السلوك الإنساني.
فالإسلام يريد أنْ يربّي في الإنسان المسلم ملكة الإعتدال النفسي، والإستقامة الأخلاقية، ويوفّر له هذه الملكة الذاتية التي يتعامل بواسطتها فيما بعد مع الموضوعات الحياتية المختلفة.
لذلك جاء في الحديث الشريف المروي عن رسول الله (ص): إنّ رسول الله (ص) رأى جابر بن عبدالله الأنصاري يتوضأ ويسرف في إستعمال الماء، فقال له: "يا جابر لا تُسرف في الماء، فقال جابر: أو في الماء إسراف يا رسول الله؟ فقال: نعم وإن كنت على شاطئ نهر".
والمتأمّل في هذا الحديث النبوي الشريف يدرك أنّ هدف الرسول الأوّل في هذا النهي هو التربية النفسية والأخلاقية على الإعتدال في الصرف والإنفاق، إذ ليس هدف الإسلام هو حماية الأشياء من الضياع والعبث فقط.
لذلك جاء قول الرسول (ص):
"نعم، وإنْ كنت على شاطئ نهر". فالإسراف في الماء على شاطئ النهر لا يؤدِّي إلى الضرر المادي لكثرته ولعودته ثانية إلى النهر، وإنّما يربّي في الإنسان المسرف روح الإسراف والعبث.
وقد صاغت الآية الكريمة هذا المبدأ – مبدأ مكافحة الإسراف – في نصّها الحكيم:
(يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) (الأعراف/ 31).
وعلى هذا الخط سارت الأحاديث النبوية، وجاءت مؤكّدة فيما ورد عن رسول الله (ص) قوله:
"كُلُوا في بعضِ بطونِكُمْ تصحّوا".
"ولا تُميتوا القلوب بكثرة الطعام والشراب، فإنّ القلب كالزرع يموت إذا كثر عليه الماء".
"ثلاث أخافهنَّ على أُمّتي من بعدي: الضلالة بعد المعرفة، ومضّلات الفتن، وشهوة البطن والفرج".
"ليس لإبن آدم بُدُّ من أكلة يقيم بها صلبه، فإذا أكل أحدكم طعاماً فليجعل ثلث بطنه للطعام، وثلث بطنه للشراب، وثلثه للنفس، ولا تسمّنوا تسمن الخنازير للذّبح".
منقول
|
|
|
|
|