عمّموا الشعائر الفاطمية واجعلوها عالمية
عمّموا الشعائر الفاطمية واجعلوها عالمية
قال الله تعالى في كتابه الكريم: «ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ»
إنّ النعمة التي سنُسأل عنها يوم القيامة هي نعمة ولاية أهل البيت صلوات الله عليهم، كما صرّحت بذلك روايات المعصومين صلوات الله عليهم، وذلك لأن الله تعالى بعد أن منّ على الخلق بنعمة الولاية نزل قوله عزّ من قائل: «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً». وهذا يعني ان الله تعالى سيسأل الإنسان يوم القيامة عن النعمة التي أكلمها له.
إذن فإنّ الأموال والأولاد والبيت والسيارة وغيرها، هي من النعم التي أنعمها الله تعالى على الإنسان كي يسلك بها الطريق الصحيح. وإنّ الله تعالى أكمل هذه النعم على الإنسان بأن بيّن له السبيل والطريق الصحيح الذي عليه أن يسلكه.
لاشكّ إنّ المقصود من النعيم في الآية الكريمة التي افتتحنا بها الحديث هو: مولانا رسول الله وأهل بيته الأطهار صلوات الله عليهم، وهذه النعمة هي النعمة الحقيقية، وخارجة عن دائرة المجاز. وعليه فإن كل من يتنعّم بالدنيا من نِعَم الله، سيُسأل يوم القيامة: هل عرفت قدر هذه النعمة؟ وما الذي أدّيته قبال هذه النعمة؟ وأكثر ما يُسأل عليه الإنسان يوم القيامة هي نعمة ولاية أهل البيت صلوات الله عليهم، وانه ما الذي قدّمه تجاه هذه النعمة؟ وهل عرف أهل البيت صلوات الله عليهم حقّ المعرفة؟ وهل امتثل لتعاليمهم وعمل بما أمروا به؟
نعم، سيُسأل الإنسان عن باقي النعم أيضاً، حيث يُسأل بأن الله تعالى قد منّ عليك بالشرف، والقوة، وبموهبة التأليف، وغيرها من النعم، فكيف استفدت منها في سبيل أهل البيت صلوات الله عليهم؟
إنّ مولاتنا السيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها هي محور أهل البيت صلوات الله عليهم، كما بيّن ذلك العديد من الروايات الشريفة، ومنها ما نقرأه في حديث الكساء الشريف: «فقال الأمين جبرائيل ياربّ ومن تحت الكساء؟ فقال عزّ وجلّ هم فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها».
يوجد في هذه الدنيا الكثير من الناس ممن لايعرفون رسول الله ولايعرفون أهل بيته الأطهار صلوات الله عليهم، أي إنّ الكثير من الناس محرومين من هذه النعمة. فمن الذي يعرّف الناس بهذه النعمة؟
إن تعريف نعمة أهل البيت صلوات الله عليهم للناس هي مسؤوليتنا نحن جميعاً، فعلينا أن نقوم بتعريف الشعائر والثقافة الفاطمية، وتعريف مولاتنا فاطمة الزهراء صلوات الله عليها للناس جميعاً، كي يتنعّموا بالنعمة الكبرى، وهي النعمة الفاطمية صلوات الله عليها.
ولأجل إحياء الشعائر الفاطمية المقدّسة، أدعو شيعة مولانا الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه كافّة، أن يقوموا بإيصال صوت مظلومية أهل البيت صلوات الله عليهم للعالمين أجمع، وأن يقوموا بتشجيع ودعوة الآخرين من الأرحام والأقارب والأصدقاء، في القرى والأرياف، والمدن والمحافظات، القريبة والبعيدة، أن يدعوهم إلى العمل على إحياء وتعظيم الشعائر الفاطمية، كل حسب إمكاناته واستعداده.
اعلموا أنه إن لم يكن لكم أموال تصرفونها في سبيل إحياء الشعائر الفاطمية فاستعينوا باللسان، وإن لم تتمكنوا باللسان فاستعينوا بشخصيتكم ومنزلتكم، وإن لم يتيسّر لكم ذلك فاستعينوا بمن عنده ذلك وبأقاربكم ومعارفكم، حتى تقام الشعائر الفاطمية المقدّسة بنحو أفضل، وأكثر، وأوسع، وأكثر تأثيراً وعمقاً، وأحسن، وحتى تنتشر القضية الفاطمية المقدّسة في العالم كلّه.
إن مولاتنا السيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها هي الشفيعة في يوم المحشر، فأسأل الله تبارك وتعالى أن تكون صلوات الله عليها شفيعتكم، وأن تعينكم في عملكم الذي تبذلونه في سبيل إحياء ونشر وتعميم الشعائر الفاطمية المقدّسة.
من وصايا المرجع الشيرازي في الصديقة فاطمة سلام الله عليها