|  | 
| 
| 
| عضو  برونزي 
 |  | 
رقم العضوية : 83053
 |  | 
الإنتساب : May 2018
 |  | 
المشاركات : 826
 |  | 
بمعدل : 0.30 يوميا
 |  |      |  |  |  
   
 
   
 
 | المنتدى : 
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام 
 [ من أنوار الإمام الحسن العسكري عليه السلام ] 
			 بتاريخ : 30-09-2023 الساعة : 04:52 PM 
 
 [ من أنوار الإمام الحسن العسكري عليه السلام ]
 (1)
 
 (جَـلَّ أنْ يُری )
 
 عن*يعقوب بن إسحاق  :
 
 كتبتُ إلى أبي محمد عليه السلام أسأله : كيف يَـعْـبُـدُ العبد ربَّـهُ وهو لا يراه ؟
 
 فَـوَقَّع عليه السلام :  " يا أبا يوسف ! جَـلَّ سيدي ومولاي والمُـنْعِم عَـلَيَّ وعلى آبائي أن يُرى " ،
 
 قال : وسألتُه : هل رأى رسول الله صلى الله عليه وآله رَبَّه؟
 
 فَـوَقَّع عليه السلام : " إنَّ اللهَ تبارك وتعالى أرى رسولَـهُ بِقَـلبِهِ مِنْ نورِ عَظَمَتِه ما أحَبَّ . " (ص/ 40)
 
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  ــــــــــــــ
 
 (2)
 
 ( الإسم الأعظم )
 
 ۞ بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیم ۞
 أقربُ إلی إسم الله الأعظم مِنْ سوادِ العينِ إلی بَـيَاضِها .(ص / 40)
 
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  ــــــــــــــ
 
 (3)
 
 ( له الخلق والأمر )
 
 ـ قال أبو هاشم : سأل محمد صالح الأرمني أبا محمد عليه السلام عن قوله تعالی ۞..... للهِ الأمرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ ..... ۞ (الروم / 4)
 
 ـ فقال عليه السلام : " لَـهُ الأمر من قبلِ أن يأمُرَ بِـهِ ، ولهُ الأمر مِنْ بَعدِ أن يأمُرَ بِـهِ بما يشاء .  "
 
 ـ فقلتُ في نفسي : هذا قول الله ۞ ......أَلَا لَهُ ٱلۡخَلۡقُ وَٱلۡأَمۡرُ تَبَارَكَ ٱللهُ رَبُّ ٱلۡعَالَمِین. ۞ (الأعراف/ 54)
 
 ـ فأقبَلَ عَـلَـيَّ ، وقال :  " هُوَ كما أسرَرتَ في نفْسِكَ ۞ ......أَلَا لَهُ ٱلۡخَلۡقُ وَٱلۡأَمۡرُ تَبَارَكَ ٱللهُ رَبُّ ٱلۡعَالَمِین. ۞ "
 
 ـ قلتُ : أشهَدُ أنَّكَ حُجَّةُ الله ، وابْنُ حَـجَّتِـهِ علی عِبادِهِ . (ص / 41 - 42)
 
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  ــــــــــــــ
 
 (4)
 
 ( خالق كل شيء )
 
 ـ قال أبو هاشم : خَـطَـرَ ببالي أنَّ القرآن مخلوق أم غير مخلوق ؟
 
 ـ فقال أبو محمد : "  يا أبا هاشم ! أللهُ خالقُ كُلِّ شيء ، ومَا سِواهُ مخلوق . "
 (ص / 42)
 
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  ــــــــــــــ
 
 (5)
 
 ( النبيّ صلی الله عليه وآله وسورة الفاتحة )
 
 ـ إن الله خصَّ*بسورة الفاتحة*محمداً صلى الله عليه وآله وشَـرَّفهُ [ بها ] ، ولم يُشرِك معه فيها أحداً من أنبيائه ما خلا*سليمان عليه السلام*فإنه أعطاه منها ۞ بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیم ۞
 
 ـ ألا تری أنَّه يحكی عن بلقيس حين قالت :
 
 ۞ قَالَتۡ یَاأَیُّهَا ٱلۡمَلأ إِنِّي أُلۡقِيَ إِلَيَّ كِتَابࣱ كَرِیمٌ ۞ إِنَّهُ مِن سُلَیۡمَانَ وَإِنَّهُ بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیم ۞
 (سُورَةُ النَّمۡل/ 29 - 30 )
 (ص / 51)
 
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  ــــــــــــــ
 
 (6)
 
 ( المؤمن يُـصَـدِّقنا )
 
 ـ عن أبي هاشم الجعفري ، قال :
 كنتُ عند أبي محمد عليه السلام فسألهُ محمد بن صالح الأرمني عن قول الله : ۞ ۞ وَإِذۡ أَخَذَ رَبُّكَ مِنۢ بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمۡ ذُرِّیَّتَهُمۡ وَأَشۡهَدَهُمۡ عَلَىٰۤ أَنفُسِهِمۡ أَلَسۡتُ بِرَبِّكُمۡ قَالُوا بَلَى شَهِدۡنَا ....۞
 [سُورَةُ الأَعۡرَاف/172]
 
 ـ قال أبو محمد عليه السلام :
 " ثَـبَـتَتْ المعرفة ، ونَسوا ذلك الموقف ، وسَـيَذكُرونَـهُ ، ولولا ذلكَ لَمْ يَـدْرِ أحَدٌ مَـنْ خالِقهُ ولا مَنْ رازقُه ."
 
 ـ قال أبو هاشم : فَـجَـعَلْتُ أتَـعَـجَّبُ في نفْسي مِنْ عظيمِ ما أعطی اللهُ ولِيَّـهُ وجزيل ما حَـمَّـلَهُ ،
 
 ـ قأقبَلَ أبو محمد عَـلَيَّ فقال : " ألأمرُ أعجَب مِـمَّا عجبتَ مِنْـهُ يا أبا هاشم وأعظم ! ما ظَـنُّكَ بقومٍ مَـنْ عَـرَفَـهُم عرفَ الله ، ومَـنْ أنكَـرَهُم أنْـكَـرَ الله ، فلا مؤمن إلا وهو بِـهِـمْ مُـصَـدِّق ، وبِمَـعْرِفَتِهُم موقِن ." (ص / 86)
 
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  ــــــــــــــ
 
 (7)
 
 ( معيار الولاية )
 
 عن أبي محمد العسكري ، عن آبائه عليهم السلام
 ـ قال : قال*رسول الله صلى الله عليه وآله*لبعض أصحابه ذات يوم :
 " يا عبد الله ! أحْبِبْ في الله ، وأبْغِضْ في الله ، ووالِ في الله ، وعادِ في الله ، فإنَّـهُ لا تُنالُ ولايةُ الله إلا بذلك ، ولا يَجِدُ رَجُلٌ طَعم الايمان ، وإنْ كَـثُـرَت صلاتُه وصيامُه حتَّى يكُون كذلك ، وقد صارت مواخاة الناس يومكم هذا أكثرها في الدنيا ، عليها يَـتَوادون ، وعليها يتباغضون وذلك لا يُغني عنهم مِنَ اللهِ شيئاً ، "
 
 ـ فقال له : وكيف لي أن أعلم أني قد والَـيْـتُ وعادَيْتُ في الله عز وجل ؟ ومَنْ وَلِيُّ اللهِ عز وجل حتى أوالِيه ، ومَن عَـدُوُّه حتى أعادِيه ؟
 
 ـ فأشار لَـهُ*رسول الله صلى الله عليه وآله*إلى*عليٍّ عليه السلام*
 
 ـ فقال : " أتَرى هذا ؟ " فقال : بلى ،
 ـ قال :
 " ولِيُّ هذا وَلِيُّ الله ، فَـوَالِـهِ ، وعَـدُوُّ هذا عَـدُوُّ اللهِ فَعادِهِ ، ووالِ ولِيّ هذا ولو أنَّـهُ قاتل أبيك وولدك ، وعادِ عَـدُوّ هذا ولو أنه أبوك وولدك . " (ص / 136 - 137)
 
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  ــــــــــــــ
 
 (8)
 
 ( الجنان تستبشر )
 
 ـ قال علي بن الحسين عليه السلام : قال رسول الله صلی الله عليه وآله :
 "   مَنْ أدمَنَ مَـحَـبَّتنا أهل البيت فتح الله عزّ وجلّ لهُ من الجنّة ثمانِية أبوابها ، وأباحه جميعها يدخل مِمّا شاء منها ، وكلّ أبواب الجِنان تُناديه : يا ولِيَّ الله ! ألم تدخلني ؟ ألم تَخُصَّني مِنْ بينها ؟ "(ص / 138)
 
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  ــــــــــــــ
 
 (9)
 
 ( أهلُ البيت عليهم السلام الملجأ والمفزع )
 
 ـ روي عن*علي بن الحسن*بن سابور قال : قَحَـطَ (1) الناس بِسُرَّ مَن رأى في زمن الحسن الأخير عليه السلام ، فأمر الخليفة الحاجب ، وأهل المملكة أن يخرجوا إلى*الإستسقاء ، فخرجوا ثلاثة أيام مُـتَوالِية إلى المُـصَلَّى يستسقون ويَدْعون فَما سُقوا .
 
 فخرج الجاثليق (2) في اليوم الرابع إلى الصحراء ، ومعه النصارى والرهبان وكانَ فيهِم راهب فَـلَـمّا مَدَّ يَدَهُ هَطلتِ السماء بالمطر ، وخرجَ في اليوم الثاني ، وهطل ت السماء بالمطر ، فَـشَكَّ أكثرُ الناس ، وتَـعَجَّبوا وصبوا إلى دِين النصرانية ،
 
 فأنْـفَـذَ الخليفة إلى*الحسن عليه السلام*،  ـ وكانَ محبوساً ـ ، فاستَخرَجَه من حَبْسِه وقال : إلْحَقْ أمَّةَ جَـدِّك فَـقَـد هَـلَـكَـتْ ! فقال : " إنّي خارجٌ في الغَد ومُزِيلٌ الشكّ إن شاء الله تعالى . "
 
 فخرج الجاثليق في اليوم الثالث والرُّهْبان معه . وخرج*الحسن عليه السلام*عليه السلام في نَـفَرٍ من أصحابه ، فلما بَـصُـرَ بالراهب ، وقد مَـدَّ يَـدَهُ ، أمَـرَ بعض مَماليكه أن يَـقْـبِضَ على يَدِه اليُمنى ، ويأخذ ما بين إصبَعَـيْهِ ، فَـفَـعَل ،
 
 وأخذ مِنْ بَـيْنِ سَـبّابَـتِهِ والوسطی عَظْماً أسود ، فأخذه*الحسنُ عليه السلام*بِـيَدِه ثم قال له : إسْـتَـسْقِ الآن !  فاستسقى وكانتِ السماء مُـتَـغَـيِّمة ، فَـتَـقَـشَّـعَت (3) ، وطلعتِ الشمس بيضاء .
 فقال الخليفة : ما هذا العظم يا أبا محمد؟ فقال عليه السلام : هذا رجل مَـرَّ بِقَـبْرِ نَبِيٍّ من أنبياء الله  ، فَوَقَعَ في يَدِه هذا العظم ، وما كُشِفَ عنْ عَظْمِ نَبِـيٍّ إلا وهَطَـلَتِ السَّماءُ بالمطر .(ص / 140 - 141)
 
 ................................
 
 [ شرح ]
 (1) ـ قَحَـطَ الناس :  إحتبسَ عنهُـمُ المطر .
 (2) ـ جاثَليقُ : رَئيسٌ للنَّصارَى في بِلادِ الإِسْلامِ بِمدينةِ السلامِ ، ويكونُ تحتَ يَدِ بِطْرِيقِ أنْطاكيَةَ ، ثم المَطْرانُ تحتَ يدِهِ ، ثم الأسْقُفُّ يكونُ في كلِّ بَلَدٍ من تحتِ المَطْرانِ ، ثم القِسِّيسُ ، ثم الشَّمَّاسُ.
 (3) ـ فَـتَـقَـشَّـعَت : تَـقَـشَّع*السَّحابُ :*إنْـقَـشَعَ ، زال شَيْئاً فشيئاً .
 
 
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  ــــــــــــــ
 
 (10)
 
 ( التوسل بأهل البيت عليهم السلام )
 
 ـ روي أن رجلاً من موالي أبي محمد*العسكري عليه السلام*دخل عليه يوماً وكان حكّاك الفصوص ، فقال : يا ابن رسول الله ! إنَّ الخليفةَ دَفَـعَ إليَّ فيروزجاً كأكبر ما يكون ، وأحسن ما يكون ، وقال : أنقش عليه كذا وكذا ، فلما وضعتُ عليه الحديد صار نِصفَين ، وفيه هلاكي ، فادعُ الله لي ،
 
 فقال : " لا*خوفَ*عليك إن شاء الله."
 قال : فخرجتُ إلى بيتي ، فلمّا كان مِنَ الغَد دَعاني الخليفة ، وقال لي : إنَّ حظِـيَتَـيْن(1) اختَـصَـمَتا في ذلك الفصّ ، ولَـمْ تَرضَيا إلا أن تجعل ذلك نِصفَـيْن بينهما فاجْـعَـلْـهُ ، فَانصرفتُ ، وأخذتُ ذلك ، وقد صار قطعَـتَـيْن ، فأخذتُهما ، ورجعتُ بِـهِما إلى دار الخلافة ، فَـرَضِيَتا بذلك ، وأحسَنَ الخليفةُ إلَيَّ(2)  بِسَـبَبِ ذلكَ ،  فَحَمَـدتُ الله تعالی .  (ص / 141 - 142)
 
 ................................
 
 [ شرح ]
 (1) ـ حظِـيَتَـيْن : حَظِيَتِ*الْمَرْأةُ عِنْدَ زَوْجِهَا : تَمَكَّنَتْ مِنْ قَلْبِهِ وَأحَبَّهَا .
 
 (2) ـ أَحْسَنَ*إِلَيَّ: أَعْطَاني*الحَسَنَة .
 
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  ــــــــــــــ
 
 (11)
 
 ( مَنْ أحبَّنا كان معنا )
 
 ـ   عن*محمد بن الحسن بن ميمون*قال :
 كتبتُ إليه ، أشكو الفقر ، ثم قلتُ في نفسي : أليس قد قال*أبو عبد الله*عليه السلام : الفقرُ مَـعَـنَا خَـيْرٌ مِنَ*الغِنى*مع غَـيْرِنا ، والقَـتلُ معنا خيرٌ مِنَ الحياةِ مع عدوّنا ،
 
 ـ فرجع الجواب : " إنَّ اللهَ عز وجل مَحَّصَ أولِياءَنا إذا تَكَاثَـفَتْ ذنوبهم بالفقر ، وقد يعفو عن كثير مِنهُم ، كما حدثتكَ نفسك : الفقر معنا خير من*الغنى*مع غيرنا ،  والقَـتلُ معنا خيرٌ مِنَ الحياةِ مع عدوّنا ،    ونَحْنُ كَـهْـفٌ لِمَـنْ التَجَأ إلَـيْـنَا ، ونورٌ لِمَنْ استَـبْـصَرَ بِنا ، وعِصْمَـةٌ لِمَنْ اعْـتَـصَمَ بِنَا ، مَنْ أحَـبَّـنا كانَ مَـعَـنَا في السّنامِ الأعلى ، ومَنِ انْحَرفَ عَـنَّا فإلى النار ."
 (ص/144)
 
 ................................
 
 ـ السّنام : السَّنَامُ*من كل شيءٍ : أَعلاه .
 
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  ــــــــــــــ
 
 (12)
 
 ( نوم الإمام )
 
 ـ عن محمد بن أحمد بن الأقرع قال : كتبتُ إلى أبي محمد عليه السلام  أسأله عن الإمام هل يَحْـتَلِم ؟ وقلتُ في نفسي  : الاحتلام*شَـيْـطَـنَة ،  وقد أعاذَ اللهُ أولياءَهُ مِنْ ذلك ،
 
 فَوَردَ الجواب :  " حالُ الأئمةِ في المَنام حالُهم في اليقظة ، لا يُـغَـيِّر النومُ منهم شيئاً . وقد أعاذَ اللهُ أولياءَهُ مِنْ لمّة الشيطان كما حدثتك نفسك."
 (ص / 162)
 
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  ــــــــــــــ
 
 (13)
 
 ( شرف الملائكة بالولاية )
 
 ـ سأل المنافقون النبي صلی الله عليه وآله ، فقالوا : يا رسول الله ! أخبِرنا عن علِيّ عليه السلام أهُوَ أفضلُ أم ملائكةْ الله المقرَّبون ؟
 
 ـ فقال رسول الله : " وهل شُرِّفَتِ الملائكة إلا بِحُـبِّها لِمُـحَـمّدٍ وعلي ، وقبولها لوِلايتهما ؟! وأنّه لا أحد مِنْ مُحِبّي عَلِيّ عليه السلام قد نَـظَّفَ قَـلْـبَهُ مِنْ قَذَرِ الغشّ والدغل(1) ونجاسةِ الذنوب إلا كانَ أطهر وأفضل مِنَ الملائكة ."
 (ص/164)
 
 ................................
 
 [ شرح ]
 (1) ـ الدَّغَل : ما يَدخُلُ في الأمرِ يُخالِفُهُ ويُـفْسِدُهُ .
 
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  ــــــــــــــ
 
 (14)
 
 ( نفقة الشتاء )
 
 ـ  روي عن أبي هاشم أنَّهُ قال : ركب أبو محمد عليه السلام يوماً إلى الصحراء فركبتُ معه ، فبينما يسير قدّامي وأنا خَلفَـهُ ، إذ عَـرَضَ لي فِكر في دَيْن - كان عَـلَيَّ - قد حانَ أجَـلُـهُ ، فَجَـعَـلْتُ أفكِّر في أي وجه قضاؤه ، فالتفتَ إليَّ ، وقال : أللهُ يَقضِيه ،
 ثم انحنى على قَـرَبوسِ سَرجِـهِ (1) فَـخَـطَّ بسَوطه خطة في الأرض ، فقال : يا أبا هاشم ! إنزِل فَـخُذ واكْـتُمْ .
 فنزلتُ فإذا سَبيكة (2) ذهب ، قال : فوضعتُها في خُفّي (3) وسِرنا ، فَـعَـرَضَ لي الفكر ، فقلتُ : إنْ كان فيها تَـمَام الدِّين ، وإلا فإني أرضي صاحِبَهُ بها ، ويجب أن ننظر في وجه نَـفَـقَة الشتاء ، وما نحتاج إليه فيه من كِسْوة (4) وغيرها ، فالتفتَ إليَّ ، ثُـمَّ انْـحَـنَى ثانيةً  فَـخَـطَّ بِسَوْطِهِ خَطَّةً في الأرض مِثْلَ الأولى ، ثم قال : إنزَلْ وخُذْ واكْـتُـمْ .
 قال : فَـنَـزَلْتُ ، فإذا بِسَبيكة فضة  فَـجَـعَـلْـتُها في الخُفِّ الآخَر . وسِرنا يسيراً ، ثم انْصَرَفَ إلى مَـنْزِلهِ ، وانصرفتُ إلى منزلي ، فَجَـلَسْتُ ، وحَـسـبْـتُ ذلكَ الدَّين ،*وعرفتُ*مَـبْـلَـغَـهُ ، ثم وَزَنْتُ سبيكةَ الذهب ، فَخرجَ بِـقِسْطِ (5) ذلكَ الدَين ما زادت ولا نَـقُـصَـتْ ، ثم نظرتُ فيما نحتاج إليه لِـشَـتْـوَتي مِنْ كُلِّ وَجهٍ ،*فعرفتُ*مبلغه الذي لم يكن بد منه ، على الاقتصاد بلا تقتير ولا إسراف ، ثم وزنتُ سبيكة الفضة ، فخَرَجَتْ على ما قَـدَّرتُه ما زادت ولا نقصت .
 (ص / 171 - 172)
 
 ................................
 
 [ شرح ]
 (1) ـ قَرَبوس*: حِنْوُ السَّرْج ،
 ـ سَرجِـهِ : السَّرْج*: رَحْل الدابّة / الرَّحْل : ما يُـجْـعَـلُ علی ظهرِ البعير .
 (2) ـ سَبيكة : كتلة من الذهب أَو الفضة مصبوبة على صورة معلومة كالقضبان ونحوها .
 (3) ـ خُفّي : الخُـفّ : ما يُلْبَسُ في الرِّجْل من جِلْد رقيق / ما أَصاب الأَرض من باطن قدم الإِنسان .
 
 (4) ـ كِسْوة : الثوب يُسْتَـتَـرُ بِـهِ ويُـتَحَـلَّى .
 
 (5) ـ قِسْط : مِـقْدار .
 
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  ــــــــــــــ
 
 (15)
 
 ( بين الحُجة والمحجوج )
 
 ـ  روي عن أبي حمزة نصير الخادم قال : سمعتُ أبا محمد عليه السلام غير مَـرَّة يُكَـلِّمُ غِلْمانَه وغيرَهم بِلُغاتِهم وفيهم روم وتُرك وصقالبة (1) ،
 
 فَـتَـعَجَّبْتُ مِنْ ذلكَ ، وقلتُ هذا وُلِدَ هنا ، ولَـمْ يَظهر لأحَدٍ حتى مضى أبو الحسن ولا رآهُ أحَدٌ فكيف هذا ؟ أحَدِّثُ بهذا نفْسي ، فَأقبَلَ عَـلَيَّ
 
 وقال :  " إنَّ اللهَ بَـيَّنَ (2) حُجَّتَـهُ مِنْ بَـيْنِ سائرِ خَـلْقِـهِ ،  وأعطاه معرفةَ كُـلِّ شيء ، فهو يَـعْـرِفُ اللغات ، والأسباب والحوادث . ولولا ذلك لَـمْ يكُنْ بين الحُجَّة والمَحْجوج فَرق ."
 (ص / 172 - 173)
 
 ................................
 
 [ شرح ]
 (1) - صَقالِبة : جِيلٌ من الناس كانت مساكنهم إِلى الشمال من بلاد البُلْغار وانتشروا الآن في كثير من شرقيّ أوربة ، وهم المسمَّوْن الآن بالسُّلاف.
 (2) ـ بَـيَّـنَ : وَضَّحَ .
 
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  ــــــــــــــ
 
 (16)
 
 ( عباد الله المكرَمون )
 
 ـ   إدريس بن زياد*الكفرتوثائي قال : كنتُ أقول فيهم قولاً عظيماً ( أي : يقول في أهل البيت بالغلو ) . فخرجتُ إلى العسكر للقاء أبي محمد عليه السلام فقدِمْتُ ، وعَـلَيَّ أثَر السَّفَرِ وَوَعْـثاؤه (1) ، فألْـقَـيْتُ نفسي على دكان حمام فذهب بي*النوم ،
 
 فما انتبهتُ إلا بمقرعة (2) أبي محمد عليه السلام ، قد قَـرَعَـني (3) بها حتى استيقظت ، فعرفته صلى الله عليه
 
 فقمت قائماً اقَـبِّل قَـدَمَهُ وهو راكب ، والغلمان من حوله .
 فكان أول ما تلقّاني به أن قال : " يا إدريس ۞......بَلۡ عِبَادࣱ مُّكۡرَمُونَ ۞ لَا یَسۡبِقُونَهُ بِٱلۡقَوۡلِ وَهُم بِأَمۡرِهِ یَعۡمَلُون.۞ "
 [سُورَةُ الأَنبِيَاء/26 - 27] فقلت : حسبي يا مولاي ! وإنما جئتُ أسألُكَ عن هذا . قال : فَـتَركَني ومَضى .
 (ص / 173)
 
 ................................
 
 [ شرح ]
 (1) ـ وَعْـثاء : وَعْثَاءُ السَّفَر :*مَـشَـقَّـتُـهُ ، تَـعَـبُـهُ ، شِدَّتُـهُ.
 (2) ـ مقرعة : سَوط ، وهو ما يُضرَب به من جلْدٍ .
 (3) ـ قَـرَعَني : ضَـرَبَني .
 
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  ــــــــــــــ
 
 (17)
 
 ( هذا صاحبكم )
 
 ـ  عن أبي غانم الخادم قال : وِلِدَ لأبي محمد عليه السلام ولدٌ فَـسَـمّاهُ محمداً ، فَـعَرَضَهُ علی أصحابه يوم الثالث ،
 
 - وقال : " هذا صاحبكم مِنْ بَـعْدي وخليفتي عليكم ، وهو القائِمُ الذي تَـمْـتَـدُّ إلَـيْهِ الأعناق بالانتظار . فإذَا امتلأتِ الأرض جوراً وظلماً خَرجَ فَملأها قِـسْطاً وعدلاً . " (ص / 176 - 177)
 
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  ــــــــــــــ
 
 (18)
 
 ( لا يحتمله من حلاوته )
 
 ـ  عن بعض أهل المدائن ، قال : كتبتُ إلی أبي محمد عليه السلام : روي لنا عن آبائكم عليهم السلام أنَّ حديثكم صعب مُـسْـتَـصْـعَب ، لا يَـحْـتَمِلُـهُ مَـلَـكٌ مُـقَـرَّب ، ولا نبيٌّ مُرسَل ، ولا مؤمِنٌ امتَحَنَ اللهُ قَـلْـبهُ للإيمان . قال : فجاء الجواب :
 
 " إنَّما معناهُ : أنَّ الملك لا يحتمله في جَـوْفه (1) حتى يُخرِجهُ إلى مَلَكٍ مِثلهۢ ، ولا يحتمله نبيٌّ حتى يُخرِجه إلى نبيّ مثله ، ولا يحتمله مؤمن حتى يُخرجه إلى مؤمن مثله . إنَّما مَعناهُ : أن لا يحتمله في قلبه مِن حلاوة ما هو في صدره حتى يخرجه إلى غيره " .
 (ص / 183)
 
 ................................
 
 (1) ـ جَـوْفِه : بطـنِـهِ .
 
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  ــــــــــــــ
 
 (19)
 
 ( لا تجزع )
 
 ـ عن سيف بن الليث*قال : خَـلَّـفْتُ إبناً عليلاً بمِصر عند خروجي منها وإبناً لي آخر أسنّ مِنْـهُ كان وصيّي وقيِّمي على عيالي وفي ضياعي فكتبت إلى أبي محمد (عليه السلام) أسأله الدعاء لابني العليل ،
 
 فكتب إلي : قد عوفيَ الصغير ، ومات الكبير الذي هو وصِيُّك وقـيِّمك ، فاحْـمُـدِ اللهَ ، ولا تَـجْـزَع فيحبط أجْـرُك (1) ،
 
 ـ فَـوَردَ عَـلَيَّ الخبر أنَّ ابني الصغير عوفي من عِـلَّـتِه ، ومات إبني الكبير يوم وَرَدَ عَـلَيَّ جواب أبي محمد عليه السلام .
 
 (ص / 190 - 191)
 
 ................................
 
 [ شرح ]
 (1) ـ لا تَـجْـزَعْ : إصبِر علی ما أصابَكَ .
 ـ يحبط أجرُكَ : يَـبْطُل ويَـذْهَبُ سُدیً .
 
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  ــــــــــــــ
 
 (20)
 
 ( أجر التواضع )
 
 ـ  مَن رضي بدون الشرف مِنَ المجلس لَـمْ يَزَل الله وملائكته يُصَلّون عَلَيهِ حتی يقوم .(ص / 192)
 
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  ــــــــــــــ
 
 (21)
 
 ( سهام الإرث )
 
 ـ قال أبو هاشم سأله الفهفكيّ : ما بالُ المرأة المسكينة الضعيفة تأخذ سهماً واحداً ، ويأخذ الرّجُلُ القويّ سَهمَين ؟
 ـ قال : "  لأنَّ المرأةَ ليس عليها جهاد ، ولا نفقة ، ولا عليها معقلة (1) ، انّما ذلك علی الرجال . " (....) (ص/ 208)
 
 ................................
 
 (1) ـ معقلة : قد يكون معناها : دية ، ثمن دم القتيل .
 
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  ــــــــــــــ
 
 (22)
 
 ( نتائج المشورة )
 
 عن أبي بكر قال : عَـرَضَ عَـلَـيَّ صدِيقٌ أن أدخلَ معه في شراء ثمار من نواحي شَـتّى . فكتبتُ إلى أبي محمد عليه السلام أشاوِرُهُ ، فكتب :
 " لا تدخلْ في شيء من ذلك ، ما أغفلكَ عنِ الجراد والحَـشَف (1)؟ فوقع الجراد فأفسده وما بقي مِنه تَـحَـشَّـفَ (2) ، وأعاذني مِن ذلك ببركته. "
 (ص/ 217)
 
 ................................
 
 [ شرح ]
 
 ـ (1) - الحَـشَف : أرَدأ أنواع التمر ./ الحَشَفُ*من التمر : أَرْدَؤُّهُ ، وهو الذي يجفُ ويَصْلُبُ ويَتَقَبَّضُ قبل نُضْجه فلا يكونُ له نوًى ولا لِحاءٌ ولا حلاوة ولا لحمٌ .
 ـ  (2) - تَـحَـشَّـفَ : حَشَفَ*التَّمْرُ : يَـبِسَ ، تَـقَـبَّضَ
 
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  ــــــــــــــ
 
 (23)
 
 ( نفع الإخوان )
 
 ـ خصلتان ليس فوقهما شيء : الإيمان بالله ونفع الإخوان . (ص / 221)
 
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  ــــــــــــــ
 
 (24)
 
 ( إظهار الفرح )
 
 ـ ليس مِنَ الأدب إظهار الفرح عند المحزون . (ص / 222)
 
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  ــــــــــــــ
 
 (25)
 
 ( كيف تنصح أخاك ؟ )
 
 ـ مَـنْ وَعَـظَ أخاهُ سِرّاً فقد زانَـهُ ،
 ومن وعظه علانيّةً فقد شانَـهُ . (ص/ 222)
 
 ................................
 
 ـ زانَـهُ : عكس شانَـهُ .
 
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  ــــــــــــــ
 
 (26)
 
 ( الجمَال )
 
 ـ حُسن الصورة جمَال ظاهر ، وحسن العقل جمَال باطن . (ص/ 249)
 
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  ــــــــــــــ
 
 (27)
 
 (  تدبَّر كلامك )
 
 ـ قلب الأحمق في فَمِـهِ ، وفَمُ الحكيم في قلبِه . (ص / 249)
 
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  ــــــــــــــ
 
 (28)
 
 (  أصل العبادة )
 
 ـ ليستِ العبادة كثرة الصيام والصلاة ، وإنّما العبادة كثرة التفكُّر في أمر الله .
 (ص/249)
 
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  ــــــــــــــ
 
 (29)
 
 ( مفتاح الشرور )
 
 ـ الغضب مفتاح كلّ شر .(ص/250)
 
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  ــــــــــــــ
 
 (30)
 
 ( الحَقود )
 
 ـ  أقلّ الناس راحةً الحَقود .(ص/250)
 
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  ــــــــــــــ
 
 (31)
 
 ( التواضع نعمة )
 
 ـ التواضع نعمة ، لا يُحسَد عليها .
 (ص/ 251)
 
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  ــــــــــــــ
 
 (32)
 
 ( ركوب ونزول )
 
 ـ  مَنْ رَكِبَ ظَهرَ الباطلِ نَـزَلَ بِـهِ دارَ النَّدامة .
 
 (ص/ 252 )
 
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  ــــــــــــــ
 
 (33)
 
 ( الوصول إلی الله )
 
 ـ إنَّ الوصولَ إلى اللهِ عز وجل سَـفَـرٌ لا يُدرَكُ إلا بامتِطاءِ الليل (....) .(ص/ 252)
 
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  ــــــــــــــ
 
 (34)
 
 ( إحفظوا ما وصّيتكم به )
 
 ـ وقال عليه السلام لشيعته : أوصيكم بتقوى الله ، والورع في دِينكم ، والاجتهاد لله ،*وصِدقِ*الحديث ، وأداء*الأمانة*إلى مَنِ ائتَـمَـنَـكُم مِنْ بِـرٍّ أو فاجر ، وطولِ السجود ، وحُـسْنِ الجوار ،
 
 فبهذا جاء*محمد صلى الله عليه وآله  ، فإنَّ الرَّجل؟منكم إذا وَرَعَ في دِينِه وصَدَق في حديثه ، وأدّی الأمانة وحَسَّنَ خُـلُقَهُ مع الناس قيل : هذا شيعيّ فَيَسُرُّني ذلك .
 
 اِتقوا الله وكونوا زَيناً ولا تكونوا شَيناً ، جُـرّوا إلينا كل مَوَدَّة ، وادفعوا عَـنّا كُـلَّ قبيح ، فإنَّـهُ ما قيلَ فِينا مِنْ حَسَنٍ فَـنَـحْنُ أهلُـهُ ، وما قيل فينا مِنْ سوءٍ فما نحن كذلك . لَـنَا حَـقٌّ في كتابِ الله ، وقرابةٌ مِنْ رسولِ اللهِ ، وتطهيرٌ مِنَ اللهِ لا يَدَّعِيهِ أحَدٌ غيرنا إلا كذّاب .
 أكثروا ذِكْـرَ الله وذِكْرَ*الموت*، وتلاوة*القرآن*، والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله ، فإنَّ*الصلاة على رسول*الله عشر حسنات . اِحفَظوا ما وصَّـيْـتُكُم بِـهِ ، وأستَودِعُـكُم الله ، وأقرأ عليكم السلام . (ص/ 253)
 
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  ــــــــــــــ
 
 [ موسوعة الكلمة (20) كلمة الإمام العسكري عليه السلام . تأليف السيد حسن الحسيني الشيرازي . دار العلوم ]
 
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  ــــــــــــــ
 
 [ لا تَـنْسوني وَوالِدَيَّ مِنْ خالِصِ دُعائِكُم ]
 
 وآخِرُ دَعوَانَا
 
 ۞ أَنِ ٱلۡحَمۡدُ لِلهِ رَبِّ ٱلۡعَالَمِین ۞
 
 
 |  |  |  |  |  | 
 |