شيعي حسني 
رقم العضوية : 24389
 
الإنتساب : Oct 2008
 
المشاركات : 5,056
 
بمعدل : 0.81 يوميا
 
    
 
 
  
	
	
		
		
		
المنتدى :  
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام 
تفسير حقيقة اللعن الوارد في دعاء علقمة   
			
			
			بتاريخ : 20-01-2010 الساعة : 07:48 PM 
			
			 
			
			
أعوذُ بالله منَ الشيطانِ الرجيم في يوم تاسوعاء جرى  قراءة زيارة عاشوراء في منزله، ثمّ اللعن مائة مرّة والسلام مائة مرّة، ثمّ قُرئ دعاء علقمة بعد صلاة الزيارة؛ فسأل أحد الحاضرين في نهاية الدعاء: كيف تنسجم هذه اللعنات الشديدة الأكيدة بهذه المضامين المختلفة مع روح الإمام الصادق عليه السلام التي كانت مركزاً ومنبعاً للرحمة والمحبة؟! ففي هذا الدعاء الذي يبدأ بـ « يَا اللَهُ يَا اللَهُ يَا اللَهُ يَا مُجِيبَ دَعْوَةِ المُضْطَرِّينَ » يصل إلی القول: 
اللَهُمَّ مَنْ أَرَادَنِي بِسُوءٍ فَأَرِدْهُ! وَمَنْ كَادَنِي فَكِدْهُ! وَاصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُ وَمَكْرَهُ وَبَأْسَهُ وَأَمَانِيَّهُ! وَامْنَعْهُ عَنِّي كَيْفَ شِئْتَ وَأَنَّي شِئْتَ! [1]   
فكان جوابه علی ذلك: أنّ هذا الدعاء كلّه طلب للخير والرحمة، بالرغم من ظهوره بعبارات وكلمات اللعن. وبشكل عامّ فإنّ جميع اللعنات التي ترد علی لسان الله تعالى  أو علی لسان النبيّ والائمّة الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين هي كلّها خير محض؛ فلا ينضح عن الله وأوليائه غير الخير. [2] .  ويشاهد نظير هذا الدعاء في الكثير من الأدعية المرويّة عن الأئمة الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، ومن بينها دعاء الإمام زين العابدين وسيّد الساجدين علی بن الحسين عليهما السلام الوارد في « الصحيفة الكاملة » في شأن حرّاس وحَفَظَة ثغور الإسلام والمسلمين؛ فهو بعد أن يدعو لهم دعاء الخير والرحمة مفصّلاً، يدعو في ساحة الربّ بشأن أعدائهم الذين يواجهونهم: 
اللَهُمَّ افْلُلْ بِذَلِكَ عَدُوَّهُمْ، وأقلم عَنْهُمْ أَظْفَارَهُمْ، وَفَرِّقْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ أَسْلِحَتِهِمْ، وَاخْلَعْ وَثَائِقَ أَفْئِدَتِهِمْ، وَبَاعِدْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ أَزْوِدَتِهِمْ، وَحَيِّرْهُمْ فِي سُبُلِهِمْ، وَضَلِّلْهُمْ عَنْ وَجْهِهِمْ، وَاقْطَعْ عَنْهُمُ المَدَدَ، وَانْقُصْ مِنْهُمُ العَدَدَ، واملأ أَفْئِدَتَهُمْ الرُّعْبَ، وَاقْبِضْ أَيْدِيَهُمْ عَنِ البَسْطِ، واخرم أَلْسِنَتَهُمْ عَنِ النُّطْقِ، وَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ، وَنَكِّلْ بِهِمْ مَنْ وَرَاءَهُمْ، وَاقْطَعْ بِخِزْيِهِمْ أَطْمَاعَ مَنْ بَعْدَهُمْ. [3]  [ملاحظة: لقد تم انتخاب هذا المقال من كتاب الروح المجرّد لمؤلّفه سماحة  العلاّمة آية الله الحاج السيّد محمد الحسين الحسيني الطهراني رضوان الله عليه ، فننصح من أراد الازدياد أن يراجع الكتاب المذكور] 
[1]  ـ دعاء عَلْقَمة المعروف، في «زاد المعاد» للمجلسـيّ، ص 305، الباب 6، في أعمال شهر المحرّم، طبعة الحاجّ الشـيخ فضل الله نوري، بخطّ مصطفي نجم آبادي، سنة 1321.  [2]  ـ  ينقل في هامش «مفاتيح الجنان» ص 351 و 352، كتاب الباقيات الصالحات، الفصل 4، من الباب 4، الطبعة الاءسلاميّة، بخطّ طاهر خوش نويس، سنة 1379 ه.ق دعاء عن الاءمام محمّد التقيّ عليه السلام أنّ الرسول الاكرم صلّي الله عليه وآله كان يقول حين يفرغ من الصلاة: اللَهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ وَإسْرَافِي عَلَي نَفْسِي وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي. اللَهُمَّ أَنْتَ المُقَدِّمُ وَالمُؤَخِّرُ لاَ إلَهَ إلاَّ أَنْتَ بِعِلْمِكَ الغَيْبَ وَبِقُدْرَتِكَ عَلَي الخَلْقِ أَجْمَعينَ. مَا عَلِمْتَ الحَيَاةَ خَيْراً لِي فَأَحْيِنِي، وَتَوَفَّنِي إذَا عَلِمْتَ الوَفَاةَ خَيْراً لِي إلي آخر الدعاء. وورد في «الصحيفة الكاملة السجّاديّة» ضمن دعاء الاستخارة وهو الدعاء الثالث والثلاثين: وَأَلْهِمْنَا الانْقِيَادَ لِمَا أَوْرَدْتَ عَلَینَا مِن مَشيَّتِكَ حَتَّي لاَ نُحِبَّ تَأْخِيرَ مَا عَجَّلْتَ وَلاَ تَعْجِيلَ مَا أَخَّرْتَ وَلاَ نُكْرِهَ مَا أَحْبَبْتَ وَلاَ نَتَخَيَّرَ مَا كَرِهْتَ. وفي نهاية دعاء أبي حمزة الثماليّ الذي يُقرأ في أسحار شهر رمضان(والوارد في «مفاتيح الجنان»: ص 198) يضرع الاءمام زين العابدين عليه السلام في فناء ربّ العزّة: اللَهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ إيمَاناً تُبَاشِرُ بِهِ قَلْبِي، وَيَقيناً حَتَّي أَعْلَمَ أَ نَّهُ لَنْ يُصيبَنِي إلاَّ مَا كَتَبْتَ لِي، وَرَضِّنِي مِنَ العَيْشِ بِمَا قَسَمْتَ لِي، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. ومعني «إيمَاناً تُبَاشِرُ بِهِ قَلْبِي»: يا ربّ لتكن لك أنت المباشرة في قلبي وفي اختيار أُموري، واسلبْ بهذه المباشرة ـ بلا رادع أو مانع من إرادتي واختياري أو إرادة واختيار آخر كلّ إرادة لي في محيط الاعمال والافعال والصفات والعقائد والقصد والنيّة، واجعل إرادتك بدل إرادتي، أي لتكن إرادتـي عين إرادتك. وهو معني عظيم في مقام التـوحيد ودرجـة عالية عرفانيّة. والجدير بالملاحظة هنا أنّ هذه الفقرات المشتركة تتكرّر في جميع أدعية العشر الثالثة من ليالي شهر رمضان المبارك، بالرغم من اختلاف الادعية في مضامينها الاُخري: لَكَ الاَسْمَاءُ الحُسْنَي وَالاَمْثَالُ العُلْيَا وَالكِبْرِيَاءُ وَالآلاَءُ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَي مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَجْعَلَ اسْمِي فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ فِي السُّعَدَاءِ وَرُوحِي مَعَ الشُّهَدَاءِ وَإحْسَانِي فِي عِلِّيَّينَ وَإسَاءَتِي مَغْفُورَةً، وَأَنْ تَهَبَ لِي يَقِيناً تُبَاشِرُ بِهِ قَلْبِي وَإيمَاناً يُذْهِبُ الشَّكَّ عَنِّي وَرَضِّنِي بِمَا قَسَمْتَ لِي.(«مفاتيح الجنان» ص 228 إلي 233) كما ورد في «الصحيفة العلويّة الثانية» ص 52، الطبعة الحجريّة، عن الاءمام أمير المؤمنين عليه السلام: اللَهُمَّ مُنَّ عَلَيَّ بِالتَّوَكُّلِ عَلَیكَ وَالتَّفْوِيضِ إلَيْكَ وَالرِّضَا بِقَدَرِكَ وَالتَّسْلِيمِ لاِمْرِكَ، حَتَّي لاَ أُحِبُّ تَعْجِيلَ مَا أَخَّرْتَ وَلاَ تَأْخِيرَ مَا عَجَّلْتَ؛ يَا رَبَّ العَالَمِينَ.  [3]  ـ الدعاء السابع والعشرون من دعائه عليه السلام لاهل الثغور: الفقرتان 5 و 6.    
		
  
		
		
		
                
توقيع : حيدر القرشي  
بِنْتُ مَنْ أُمُ مَنْ حَلِيلَةُ مَنْ * 
 ويْلٌ لِمَنْ سَنَ ظُلْمَهَا وأَذَاهَا 
 فاطمةٌ أُكْرِمَتْ ولا حَسَنَاهَا ولأي الأمور تدفن سرا * 
 بضعة المصطفى ويعفى ثراها 
فرار الدمشقية من المناظرة!!