للحزن شمس في سمائك تطلع     *****   تجلو سحابــا فوق ارضك يدمع
  شمس اذا حل الظلام طلوعة       *****     كبد السماء محلهــا والمطلــع
  شمس لها شمس تغيب سماؤها     *****    عن جر ذيل الحزن لا تتورع
  شمسان واحدة تغيب لتترك         *****    الاخرى على افاقهـا تتشعشـع
  بخيوطها الحمراء تنسج لؤلؤا      *****     مما بـــه عين الغمامــة تبدع
  عجبا لشمس لا تغيب وان غفت   *****  منا العيون على البصائر تسطع
  طلعت وعين القلب موضع نورها *****     اعمته ابهارا فهـــــا هو ينبع
  حفت به اقمار ليل دامس          *****      فغدت وما فيها بريق يلمـــع
  ما ردها عن افقها في معجز      *****      احد فليت لها علي يرجــــع
  لتحيل ماء القلب في انهاره       *****    حمما صميم القلب حزنا تـلذع
  تابى الجنائن ريها بمذابه         *****    اذ سخنته الشمس حكما يشرع
  بسماك يابن المصطفى عجب يرى  *****  شمس تغيب بافق شمس ترفع
  كسفت بعالمنا المضيئة منهما      *****       فاحالت الايام ليلا يهجــــع
  لكنما الاخرى تروف شعاعها     *****   ببساط قلب الحزن اذ يتقطــــع
  في عالم المعنى شموس قد خبت  *****    وبعالم الاحزان اخرى ترفــع
  لله يابن محمد ما نلته              *****      من كف معتمد سموم تنقـــع
  تركت قلوب الاهل بعدك ولها    *****   جزعا لها جزع العقيق ليجزع
  برقت باعينهم فها هي تشتكي       *****   بدموعها في الخد لمــا تودع
  ديما تراها لا تهب بطلها            *****   روي بحار الحزن اذ تتجمع
  يا ذاهبا ذهبت به افراحنا         *****    لا رجعت عسى بعودك تقرع
  يا دافعا عنا البلية من ترى         *****     نا جيوش الحزن بعد يدفــع
  من ذا يواسي فيك رزء مصابه     *****        والكل فيك معلل متفجــع
  يا ذلك الوجه الذي بنقاب نسج    *****      لمــوت عن نظاره يتبرقــع
  وجه الوجود لما اصابك قد نآى    *****       ليجيء وجه بالفناء ملفــع
  شرعت لنا بلواك دربا لم يكن     *****       لولا رحيلك للعزية يشرع
  بسطت لنا الاتراح لا الافراح    *****   والارواح من اجسادها تستنزع
  كلماتها اهاتها نظراتها            *****       حسراتها زفراتها تسترجـع
  ارزاءها ابناءها اباءها          *****          اشجاءها اعضاؤها تتقطع
  سلف الرزايا خلفوا بمخاضها    *****        خلفا على افراحنا يتموضع
  وتوارثوا حلق البلاء وانها       *****          مذ ورثوها لم تزل تتوسع
  اتضيق لا والله كيف وقد سرت   *****   بوسيع صدرك غصة لا تجرع
  غصصا تجرعت الحناجر انما   *****     علقت فما لفظت ولا هي تبلع
  صرعت بمصرعك القلوب فياله   *****  حدث يهول صريعه والمصرع
  قصرت نواظرها واقذاها الاسى   *****        وتكاد من الم تشل الاربع
  لولا مشيئتها بلدم صدورها       *****         جزعا لبلواه تشل الاذرع
  وعليك من خوف الجفاء تقدمت ***** تخطو الخطا نحو الضريح وتسرع
  ولديك خاشعة تسمر ظلها         *****     عن رغم ان القلب كاد يوزع
  رمقت ضريحك غير ان جفونها  *****       ذبلت فيا محرابها بك تركع
  تغضي فان اغضت فذاك سجودها   *****     فسجودها لركوعها يستتبع
للشاعر الشيخ محمد عبدالله العبدالله اللبناني.