|  | 
| 
| 
| عضو  برونزي 
 |  | 
رقم العضوية : 14474
 |  | 
الإنتساب : Dec 2007
 |  | 
المشاركات : 411
 |  | 
بمعدل : 0.06 يوميا
 |  |      |  |  |  
   
 
   
 
 | كاتب الموضوع : 
فطومة الحلوة
المنتدى : 
المنتدى الثقافي 
			 بتاريخ : 06-03-2009 الساعة : 09:20 PM 
 
 ... الجـــــزء الســـــادس ... ... مسائلة القبر ...
 لم يمضي الكثير من الوقت على انصراف رومان فتناهت إلى مسامعي أصوات غريبة عجيبة . وأخذت الأصوات تقترب أكثر فأكثر ويزداد في نفسي الرعب والرهبة , حتى وقف أمام عيني شبحان ضخمان مذهلان وبلغ اضطرابي ذروته لما شاهدت في يد كل منهما عمودا ضخما من حديد يعجز من في الدنيا عن تحريكه , ثم فهمت أنهما منكر ونكير .
 فتقدم أحدهما مني فصاح صيحة لو سمعها أهل الدنيا لماتوا.
 وتصورت أن أمري قد انتهى .
 وبعد لحظات تكلما وباشرا بالسؤال :
 من ربك ؟ من نبيك ؟ من إمامك ؟ فتلكأ لساني لشدة الخوف والرعب , وتوقف عقلي , بالرغم من أن فهمي وعقلي ازداد عما هو في الدنيا مئات المرات لكنه قصر هنا ... كنت أعلم بنزول أعمدتهم على رأسي إن لم أجبهم , ما عساني فاعل ؟ أطرقت برأسي وأخذت بالبكاء وتهيأت لنزول الضربة .
 في تلك اللحظات حيث كنت أتصور أن كل شيء قد انتهى , تعلق فؤادي برحمة الله سبحانه وشفاعة المعصومين ـ عليهم السلام ـ,
 فأخذت أردد : يا أفضل خلق الله وعباده , لقد كنت طيلة عمري أطلب منكم أن تدركوني عندما أحل في قبري وليس من كرمكم التخلي عني في هذا الحال !
 هنا ارتفعت أصوات أولئك بالسؤال . ولم يمضي إلا قليلا من الوقت حتى استنار قبري , وأصبح منكر ونكير أكثر شفقة فسر قلبي واطمأنت روحي وانفتح لساني , فأجبتهم بشجاعة وصوت عالي الله ربي ومحمد نبيي , وعلي وأولاده أئمتي , والقرآن كتابي , والكعبة قبلتي ... إلخ , ولقد وددت لو أعادوا السؤال كي أجيبهم بكل قوة .
 وفي الوقت الذي بدأ منكر ونكير راضيان فتحا من تحت قدمي بابا إلى جهنم وقالا : لولا أنك قد أحسنت الجواب لكان مستقرك هناك . ثم أغلقوا ذلك الباب وفتحوا من أعلى رأسي بابا أطل على الجنة فبشروني بالسعادة .
 ومع هبوب نسيم الجنة امتلأ قبري بالنور واتسع لحدي واسترحت قليلا .
 وهنا انتابتني حالة من السرور العارم والسعادة لخلاصي من ضيق القبر وظلمته .
 
 
 
 ... الحضور عند الغربة ... 
 لم يستمر سروري لظفري في أول اختبار وسرعان مازال , وبزواله دخلت في حالة من الشعور بالضيق والغربة فأخذت أفكر مع نفسي : لقد كان لي في الدنيا الكثير من الأصدقاء والمعارف والأقرباء , وكانت لي بهم علاقات طيبة وحميمة , لكن يدي أصبحت صفرا منهم .
 يا إلهي ! كيف أتحمل الغربة في هذه اللحظات العصيبة القاسية ؟! وهل سيستمر هم الغربة مسيطرا علي في هذا العالم ؟
 أطرقت برأسي وأخذت أبكي دون اختيار مني , وما هي إلا لحظات حتى تناهى إلى مشامي عطر طيب للغاية , وأخذ يزداد ويزداد .
 وفي الوقت الذي كان كتابي يثقل كاهلي رفعت رأسي بصعوبة فشاهدت رجلا يقف أمامي فأدهشني وجوده , لقد كان شابا حسن الوجه طيب الأخلاق , فمسح الدموع من عيني بيده وابتسم لي .
 فبادرت بالسلام تعبيرا عن تأدبي أمامه وجلست على ركبتي أنظر مدهوشا إلى عينيه وأردد : تبارك الله أحسن الخالقين . ثم سألته بصوت واضح : من أنت حتى جئت تسليني وتصحبني في هذه اللحظات المليئة بالغربة والإضطراب ؟
 فأجاب مبتسما : لست غريبا , وهذه الديار تعرفني حيث أكون رفيقا ومؤنسا في هذا الطريق الخطير .
 قلت : إنه الفلاح , ولكن من أنت ؟ لا شك أنك غريب على أهل ذلك العالم , فلم أرى مثلك جمالا مدى حياتي .
 فقال له ولم تزل تلك الإبتسامة مطبوعة على شفتيه : الحق معك أن لاتعرفني ! فلقد كنت في ذلك العالم قليلا ما تهتم بي . فأنا ثمرة أعمالك الصالحة وها أنت تراني بهذه الهيئة .
 اسمي (( حسن )) وأنا الذي آخذ بيدك في هذا الطرق الخطر .
 
 
 
 
 هذا ما لدي الآن انتظروني في الأجزاء القادمة..
 
 
 |  |  |  |  |  | 
 |