|  | 
| 
| 
| عضو متواجد 
 |  | 
رقم العضوية : 22196
 |  | 
الإنتساب : Sep 2008
 |  | 
المشاركات : 111
 |  | 
بمعدل : 0.02 يوميا
 |  |      |  |  |  
   
 
   
 
 | المنتدى : 
المنتدى العقائدي 
 اكتساح قــــــــــــبور البقيع 
			 بتاريخ : 08-09-2008 الساعة : 08:00 AM 
 
 
 لما استتبّ الأمر لعبد العزيز وملك الحجاز قاطبة ، عمد إلى تخريب المعالم الإسلامية في مكّة وجدّة والمدينة ، فخربوا في مكة قباب عبدالمطلب جدّ النبىّ ، وأبي طالب عمّه ، وخديجة أُم المؤمنين ، وخربوا مولد النبي ومولد فاطمة الزهراء( عليها السَّلام ) ، ولما دخلوا جدّة هدموا قبّة حواء ، وخربوا قبرها بل خربوا في هذه البلاد كل القباب والمزارات والأمكنة الّتي يتبرك بها ، ولما حاصروا المدينة هدموا مسجد حمزة ومزاره ، لوقوعهما خارج المدينة المنورة .  
 يقول الدكتور علي الوردي أُستاذ علم الاجتماع في جامعة بغداد : 
1 ـ الريحاني.
2 ـ الأمين ، السيد محسن : كشف الارتياب ص 55. حلّ شهر محرّم عام 1344 هـ فكانت خطب مجالس التعزية ونوحيّات المواكب الحسينية تدور في معظمها حول فاجعة البقيع ، وتطالب الانتقام من ابن سعود ، إنّ يوم 8 شوال أصبح يوم حداد في السنوات التالية في النجف وكربلاء ، حيث تغلق فيه الأسواق وتخرج مواكب اللطم .
--------------------------
اخوني ارجو منكم الدعاءكان البقيع مقبرة المدينة في عهد النبي ( صلَّى الله عليه وآله وسلم ) وما بعده ، دفن فيه العباس والخليفة عثمان ، وزوجات النبي والكثير من الصحابة والتابعين ، كما دفن فيه أربعة من أئمة أهل البيت ( عليهم السَّلام ) هم الحسن بن علىّ ، وعلىّ بن الحسين ، ومحمّد بن علىّ وجعفر بن محمّد ، وقد صنع الشيعة لقبور هؤلاء الأربعة ضريحاً باهراً يشبه الأضرحة المعروفة في العراق وإيران ، لكن على نطاق أصغر ، واعتاد الشيعة أن يزوروا هذا الضريح فيقبلونه ويتبركون به ويصلّون عنده ، على نحو ما يفعلون في أضرحة العراق وإيران .
 ظلّت هذه القبور سليمة أكثر من أربعة أشهر دون أن يمسّها أحد بسوء ، ولكن اتّهم ابن سعود في تنفيذ مبدأ الوهابية لإبقائه عليها ، فاضطر ابن سعود في شهر رمضان سنة 1344 هـ إلى إرسال كبير علماء نجد عبداللّه بن بليهد من مكة إلى المدينة للعمل على هدم القبور ، وعندما وصل ابن بليهده إلى المدينة اجتمع بعلمائها ووجه إليهم الاستفتاء التالي :
 « ما قول علماء المدينة ـ زادهم اللّه فهماً وعلماً ـ في البناء على القبور واتّخاذها مساجد ،
 هل هو جائز أم لا؟
 وإذا كان غير جائز بل ممنوع منهي عنه نهياً شديداً ،
 فهل يجب هدمها ومنع الصلاة عندها أم لا؟
 وإذا كان البناء في مسبلة كالبقيع ،
 وهو مانع من الانتفاع بالمقدار المبني عليها ، فهل هو غصب يجب دفعه لما فيه من ظلم المستحقين ومنعهم استحقاقهم أم لا؟
 وما يفعله الجهال عند هذه الضرائح من التمسح بها ودعائها مع اللّه ، والتقرب بالذبح والنذر لها ، وإيقاد السرج عليها ، هل هو جائز أم لا؟.
 وما يفعل عند حجرة النبي ( صلَّى الله عليه وآله وسلم )
 من التوجه إليها عند الدعاء وغيره ، والطواف بها وتقبيلها والتمسح بها ، وكذلك ما يفعل في المسجد من الترحيم والتذكير بين الأذان والإقامة وقبل الفجر ويوم الجمعة ، هل هو مشروع أم لا؟ أفتونا مأجورين وبيّنوا لنا الأدلة المستند إليها لا زلتم ملجأ للمستفيدين ».
 ترى أنّ الأسئلة طرحت بشكل أدرج فيها الجواب ، وألزم المفتين على
 الإجابة بما يرتأيه السائل ، ولأجل ذلك جاء الجواب بالشكل التالي :
 « أمّا البناء على القبور فهو ممنوع إجماعاً لصحة الأحاديث الواردة في منعه ، ولهذا أفتى كثير من العلماء بوجوب هدمه مستندين في ذلك بحديث علىّ قال لأبي الهياج :
 ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول اللّه ( صلَّى الله عليه وآله وسلم ) أن لا تدع تمثالا إلاّ طمسته ،
 ولا قبراً مشرفاً إلاّ سويته؟ » ( رواه مسلم ) .
 وأمّا اتّخاذ القبور مساجد والصلاة فيها وإيقاد السرج عليها فممنوع ، لحديث ابن عباس : « لعن اللّه زائرات القبور المتخذين عليها المساجد والسرج » ، رواه أهل السنن ،
 وأمّا ما يفعه الجهال عند الضرائح من التمسح بها والتقرب إليها بالذبائح والنذور ، ودعاء أهلها مع اللّه فهو حرام ممنوع شرعاً لا يجوز فعله أصلا.
 وأمّا التوجه إلى حجرة النبي ( صلَّى الله عليه وآله وسلم ) عند الدعاء فالأولى منعه ، كما هو معروف عن معتبرات كتب المذهب ، ولأنّ أفضل الجهات جهة القبلة ، وأمّا الطواف والتمسح بها وتقبيلها فهو ممنوع مطلقاً ، وأمّا ما يفعل من التذكير والترحيم والتسليم في الأوقات المذكورة فهو محدث ، هذا ما وصل إليه علمنا .
 وعلى أثر صدور هذه الفتوى هدمت القبور ، فأحدثت هذه الجريمة ضجّة مدوّية في أقطار العالم الإسلامي ، خصوصاً الشيعية منها ، فقرّر علماء الشيعة على أثر تلقّيهم هذا الخبر إعلان الحزن العام وإظهار الحداد وترك التدريس ، وعقد في صحن الكاظمية إجتماع حضرته جماهير كثيرة ، وتليت فيه البرقيات والرسائل الواردة في هذا الشأن ، كما نظمت البرقيات الّتي قرّر إرسالها إلى ملوك وعلماء العالم الإسلامي في أقطارهم المختلفة ، وجرى مثل ذلك في كربلاء والنجف .
 وفي ذلك يقول الدكتور الوردي : وأخذت الجرائد العراقية تنشر المقالات في التنديد بابن سعود وشجب أعماله ، فقد كتبت جريدة « العراق » في مقالة افتتاحية لها تقول : « قضي الأمر وأصدر ابن بليهد الفتوى المعلومة ، فقام بأكبر خدمة لسيده ابن سعود ، ولم يعلم بأنّ مسعاه كان سهماً أصاب كبد العالم الإسلامي فآلمه أيما ألم » كما نشرت مقالة أخرى بقلم إسماعيل آل ياسين من الكاظمية عنوانها « الطامة الكبرى والأماكن المقدسة في الحجاز » وورد فيها ما نصّه :
 « أيّها المسلمون ، ما هذا السبات وما هذا الجمود الّذي أدّى بكم إلى السكون وإلى عدم الاكتراث بهذه القضايا المؤلمة ، والأدوار المخزية الّتي يمثلها ذلك الطاغية في البلاد المقدسة؟ ».
 يقول الوردي : نشرت جريدة « العراق » حديثاً جرى بين أحد محرريها والسيد محمود الكيلاني نقيب أشراف بغداد ، أعلن فيه السيد محمود انتقاده لما قام به الوهابيون من هدم قبور البقيع وذكر أن بناء القبب على القبور ليس مخالفاً للسنة النبوية ، لأنّ النبي نفسه دفن في حجرة عائشة وهي حجرة ذات جدران وسقف كقبة ، وذكر أيضاً أنّ تقبيل الأضرحة هو من باب تقبيل المحبوب ، وهو أمر غير ممنوع في الإسلام.
 ونشرت صحيفة « العراق » بعندئذ ثلاثة أبيات من الشعر ، طالبة من الشعراء تشطيرها وتخميسها وهي :
 لعمري إن فاجعة البقيع ××××يشيب لهولها فؤد الرضيع
 وسوف تكون فاتحة الرزايا××××إذالم نصح منالهجوع
 أمامن مسلم لله يرعى××××حقوق نبيه الهدي الشفيع
 1 ـ المصدر السابق. نقلا عن عددها الصادر في 29 أيار ، 1926 م.
 2 ـ الوردي ـ علي : لمحات ، ص 309 ولم يذكر الوردي قائل الشعر وناظمه ، وهو للعلامة الفقيد الراحل آية اللّه السيد صدر الدين الصدر العاملي ، المتوفى عام 1373 هـ وهو والد الإمام السيد موسى الصدر المختطف.
 
 
 |  |  |  |  |  | 
 |