[صدى المهدي]

زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) هي تجديد للعهد الذي قطعه المؤمنون على أنفسهم


من الأحاديث الشريفة التي تتناول فضل زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) ما رواه عبيد بن زرارة عن الإمام الصادق (عليه السلام) حيث قال: «إنّ لزوار الحسين بن علي (عليهما السلام) يوم القيامة فضلاً على الناس». وعندما سأله عبيد عن هذا الفضل، أجاب الإمام: «يدخلون الجنة قبل الناس بأربعين عاماً وسائر الناس في الحساب».
هذا الحديث يكشف عن مكانة عظيمة وشرف كبير يتمتع به زوار الإمام الحسين (عليه السلام) يوم القيامة، وهو يوم تشتد فيه الأهوال ويعظم فيه الحساب. إنهم يُكرَّمون بدخول الجنة قبل سائر الناس بأربعين عامًا، بينما يكون الآخرون في خضم الحساب وموقف السؤال. هذا التقديم ليس مجرد مكافأة، بل هو إشارة إلى عمق الولاء والمحبة التي يحملونها للإمام الشهيد.
ما سر هذا الفضل؟

يكمن سر هذا الفضل في عدة جوانب:
تجديد العهد والميثاق: زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) هي تجديد للعهد الذي قطعه المؤمنون على أنفسهم بمحبة أهل البيت (عليهم السلام) والسير على نهجهم. إنها وقفة صادقة مع قضية الحق والعدل التي ضحى من أجلها الإمام الحسين (عليه السلام).
المشاركة في الأجر: زائر الحسين (عليه السلام) يشارك الإمام في أجر تضحيته، لأن زيارته تعتبر إحياءً لذكراه ورفضًا للظلم الذي وقع عليه.
التعرض للعناء: كثير من زوار الحسين (عليه السلام) يتكبدون المشاق والصعاب في طريقهم للزيارة، وهذا العناء يُكتب لهم أجرًا عظيمًا عند الله تعالى، فيكون سببًا لرفعة درجاتهم.
الارتباط الروحي: زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) تخلق ارتباطًا روحيًا عميقًا بين الزائر وبين الإمام، مما يجعله أكثر قربًا إلى الله تعالى ورسوله وأهل بيته.
إن فضل زوار الحسين (عليه السلام) الذي ذكره الإمام الصادق (عليه السلام) هو رسالة لكل محب لأهل البيت (عليهم السلام) بأن الولاء الحقيقي والزيارة المخلصة لا تذهب سدى، بل تُثمر ثوابًا عظيمًا وكرامةً لا مثيل لها في الآخرة.
إنها دعوة للتفكر في عظمة هذه الزيارة، والحرص عليها، لتكون سببًا للفوز بجنات النعيم.


موقع بشرى حياة
​​