[خادم الشيعة]

فضائل الإمام علي عليه السلام، هي الآيات والروايات، والخصائص، والأحداث التي تتحدث عن فضائل الإمام عليعليه السلام وهو الإمام الأول للشيعة، وقد ورد عن النبيصلی الله عليه وآله وسلم أن فضائل الإمام عليعليه السلام لا تحصى، وفي رواية عنهصلی الله عليه وآله وسلم أن التحدث عن فضائل الإمام عليعليه السلام أو كتابتها، أو النظر إليها، أو السماع إليها يغفر الذنوب.

تنقسم فضائل الإمام عليعليه السلام إلى قسمين: فضائل خاصة به، وفضائل مشتركة مع بقية أهل البيت: فـآية الولاية، وآية الشراء، وآية الإنفاق، وحديث الغدير، وحديث المنزلة، ووليد الكعبة، والتصدق بالخاتم تعد من الفضائل التي تختص به. وآية التطهير، وآية أهل الذكر، وآية المودة، وحديث الثقلين، من الفضائل المشتركة له مع بقية أهل البيت.

مُنع التحدث عن فضائل الإمام عليعليه السلام في عصر بني أمية، ومن يروي فضائله كان يقتل أو يسجن، وشجع معاوية على من يضع فضائل للخلفاء الثلاثة في قبال فضائل الإمام عليعليه السلام، وهناك من يعتقد أن هذا الأمر هو سبب وجود أحاديث قليلة عن الإمام عليعليه السلام في مصادر أهل السنة.

وعلى الرغم من هذه الأحداث، وردت فضائل كثيرة عن علي بن أبي طالب في الموسوعات الحديثية للشيعة والسنة، كما أن علماء الفريقين ألفوا كتب على حدة في فضائله، منها: فضائل أمير المؤمنين لابن حنبل، وخصائص أمير المؤمنين للنسائي، وعُمْدَةُ عُيونِ صِحاحِ الأخْبار في مَناقبِ إمامِ الأبرار لابن بطريق.

الأهمية والتقسيم
المقصود من الفضائل هي الصفات والخصائص التي تفضّل شخصا وجماعة على آخرين،[١] وفضائل الإمام علي هي مجموعة من الآيات والروايات، والخصائص، والأحداث التي تشير إلى فضل الإمام عليعليه السلام الإمام الأول للشيعة، واستشهدت كتب علم الكلام عند الشيعة بفضائل الإمام عليعليه السلام لإثبات إمامته، وأفضليته للخلافة،[٢] وقد روي عن النبيصلی الله عليه وآله وسلم أن فضائل الإمام عليعليه السلام لا تحصى لكثرتها،[٣] كما ورد عن أحمد بن حنبل إمام المذهب الحنبلي، «مَا جَاءَ لِأَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْفَضَائِلِ مَا جَاءَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ».[٤]

تنقسم فضائل الإمام عليعليه السلام إلى قسمين:

الفضائل الخاصة به: وهي ما تميز به عن أهل بيته كمبيته في فراش النبي ليلة المبيت، ونزول آية الشراء التي نزلت بهذه المناسبة.
الفضائل المشتركة: وهي الفضائل التي تشمل خمسة من المعصومين كحديث الثقلين والذي يحتوي على فضائل بقية أهل البيت أو حديث الكساء الذي يختص بخمسة منهم.
وبناء على رواية أوردها ابن شاذان القمي عن النبيصلی الله عليه وآله وسلم من ذكر فضيلة للإمام عليعليه السلام، فإن الله يغفر له ذنوبه التي ارتكبها بلسانه، ومن أصغى إلى فضيلة لهعليه السلام غفر الله له ذنوبه التي اكتسبها بالاستماع، ومن نظر إلى فضيلة كتبت لهعليه السلام غفر الله ذنوبه التي ارتكبها بعينه.[٥]

الفضائل القرآنية

حجر نُقش عليه آية الولاية موجود في متحف الحرم الرضوي
الفضائل القرآنية هي آيات من القرآن التي نزلت بحق الإمام عليعليه السلام، أو أنهعليه السلام من مصاديقها، وورد عن ابن عباس قال: ما نزل في أحد من كتاب الله بمقدار ما نزل في عليّ،[٦] وقال ابن عباس أيضا ما ورد في القرآن: «يا أيها الذين آمنوا»، إلا وكان عليعليه السلام سيّدها وشريفها وأميرها،[٧] وعدّ الآيات التي نزلت في عليعليه السلام إلى 300 آية،[٨] وفيما يلي بعض فضائلهعليه السلام:

آية الولاية: هي الآية الـ55 من سورة المائدة والتي تتحدث عن ولاية الله ورسوله والمقيمي الصلاة والزكاة من المسلمين،[٩] ويذهب مفسرو الشيعة والسنة أن شأن نزول الآية هي قضية [[تصدق الإمام عليعليه السلام بالخاتم]] إلى الفقير في ركوعه.[١٠]
آية الشراء: هي الآية الـ207 من سورة البقرة، والتي أشادت بمن كان مستعدا أن يبذل نفسه ابتغاء مرضاة الله،[١١] ويقول ابن أبي الحديد المعتزلي أن جميع المفسرين يعتقدون أن هذه الآية نزلت في فضل الإمام عليعليه السلام.[١٢] يقول العلامة الطباطبائي في تفسيره أن الآية وبناء على الروايات الواردة نزلت في أحداث ليلة المبيت.[١٣] أراد المشركون في ليلة المبيت الهجوم على بيت النبيصلی الله عليه وآله وسلم وقتله، ففداه الإمام عليعليه السلام بنفسه حيث بات على فراشه.[١٤]
آية التبليغ: هي الآية الـ 67 من سورة المائدة، وبناء على هذه الآية كان النبيصلی الله عليه وآله وسلم مأمور بتبليغ المهمة التي نزلت عليه حينها وإن لم يفعل فما بلّغ رسالته،[١٥] يقول المفسرون شيعة وسنة أن آية التبليغ نزلت عليهصلی الله عليه وآله وسلم بعد رجوعه من حجة الوداع في غدير خم،[١٦] ووردت في الروايات أن آية التبليغ نزلت في شأن حادثة الغدير وتنصيب الإمام عليعليه السلام للخلافة.[١٧]
آية الإكمال: هي الآية الـ 3 من سورة المائدة، وتتحدث عن إكمال الشريعة الإسلامية.[١٨] يقول آية الله مكارم الشيرازي في تفسيره، حسب التفاسير الشيعية أن المقصود من إكمال الدين هو إعلام ولاية الإمام عليعليه السلام وخلافته على المسلمين، وتؤيده الروايات الواردة بهذه الشأن،[١٩] ويعتقد علماء الشيعة أن آية الإكمال نزلت بحق واقعة الغدير.[٢٠]
آية الصادقين: هي الآية الـ 119 من سورة التوبة، والتي تأمر المؤمنين أن يصطحبوا الصادقين وأن يتبعوهم،[٢١] وفسّرت الروايات الشيعية الصادقين بأهل البيتعليه السلام،[٢٢] وعدّ المحقق الطوسي هذه الآية من دلائل إمامة عليعليه السلام.[٢٣]
آية خير البرية: هي الآية الـ 7 من سورة البينة، وعُرّف الذين آمنوا وعملوا الصالحات بأنهم أفضل البرية،[٢٤] وبناء على الروايات الشيعية والسنية أن هؤلاء هم الإمام عليعليه السلام وشيعته.[٢٥]
آية صالح المؤمنين: هي الآية الـ 4 من سورة التحريم، وفيها جعل الله الإمام عليعليه السلام وجبرئيل وسائر الملائكة سندا للنبيصلی الله عليه وآله وسلم، ورد في التفاسير بناء على روايات الفريقين[٢٦] عرّفت الإمام عليعليه السلام بأنه المصداق الوحيد لصالح المؤمنين.[٢٧]
آية الإنفاق: هي الآية الـ 274 من سورة البقرة، وفيها قال الله إن أجر من ينفق في الليل والنهار، وفي حال السر والخفاء عنده فحسب،[٢٨] روى المفسرون أن الآية نزلت في حق عليعليه السلام، وكان عنده أربعة دراهم، فأنفق درهما منه في الليل ودرهما منه في النهار ودرهما منه سرا، ودرهما منه علانية.[٢٩]
آية النجوى: هي الآية الـ 12 من سورة المجادلة، والتي يأمر فيها الأثرياء من المسلمين أن يقدّموا صدقة قبل التحدث مع النبيصلی الله عليه وآله وسلم،[٣٠] ويقول الطبرسي أن معظم مفسري الشيعة والسنة يعتبرون من امتثل قول الله في الآية هو الإمام عليعليه السلام.[٣١]
آية الود: هي الآية الـ 96 من سورة مريم، وبناء عليها أن الله يجعل المؤمنين محبوبين في قلوب الآخرين،[٣٢] وهناك روايات تقول أن النبيصلی الله عليه وآله وسلم دعا الله أن يجعل محبة عليعليه السلام في قلوب المؤمنين، وهيبته وقوته في قلوب المنافقين، ثم نزلت آية الود.
آية المباهلة: هي الآية الـ 61 من سورة آل عمران، وتتحدث عن قضية مباهلة النبيصلی الله عليه وآله وسلم لنصارى نجران، وورد في التفاسير أن الإمام عليعليه السلام هو بمثابة نفس النبيصلی الله عليه وآله وسلم.[٣٣]
آية التطهير: هي قسم من الآية الـ 33 من سورة الأحزاب، وهي تتحدث عن المشيئة الإلهية في تطهير أهل البيت من الرجس، ويعتقد مفسرو الشيعة أن الآية نزلت في حق أصحاب الكساء.[٣٤]
آية أولى الأمر: هي الآية الـ 59 من سورة النساء، والتي أمر الله المؤمنين فيها بإطاعته ورسوله وأولى الأمر منهم،[٣٥] ويرى المفسرون شيعة وسنة أن الآية تدل على عصمة أولى الأمر،[٣٦] وتتحدث هذه الروايات أن المقصود من أولى الأمر هم أئمة الشيعة.[٣٧]
آية المودة: هي الآية الـ 23 من سورة الشورى، وفيها أوجبت مودة قربى النبيصلی الله عليه وآله وسلم على المسلمين كأجر رسالته،[٣٨] وروى ابن عباس عن النبيصلی الله عليه وآله وسلم أن المقصود من القربى هم علي وفاطمة والحسنان.[٣٩]
آية الإطعام: هي الآية الـ 8 من سورة الدهر، وفيها تتحدث عن الأبرار وتقول أن هؤلاء يطعمون الطعام حبا لله للمسكين واليتم والأسير،[٤٠] وورد في الروايات أن هذه الآية نزلت بحق الإمام عليعليه السلام والسيدة الزهراءعليه السلام، وتقول الأحاديث أن الإمام عليعليه السلام وفاطمةعليه السلام وخادمتهما فضة نذروا لشفاء الحسنان أن يصوموا ثلاثة أيام، وفي كل يوم عند الإفطار، أطعموا المسكين واليتم والأسير.[٤١]
آية أهل الذكر: هي الآية الـ 43 من سورة النحل، والآية الـ 7 من سورة الأنبياء واللتان تحدثتا عن السؤال من أهل الذكر،[٤٢] وقد حددت بعض الروايات أهل الذكر أهل بيت النبيصلی الله عليه وآله وسلم.[٤٣]
أحاديث الفضائل

بخط جميل حديث «ذِکرُ علي عبادة» لرضا بدر السماء
الفضائل الروائية هي الأحاديث النبوية التي وردت في فضل الإمام عليعليه السلام ومدحه، ومنها:

حديث الغدير: ورد هذا الحديث في [[خطبة النبي الأكرمصلی الله عليه وآله وسلم في غدير خم]] والتي نصب فيها عليعليه السلام مولى للمسلمين، وروى هذا الحديث الشيعة والسنة،[٤٤] ويعد الحديث من أهم أدلة الشيعة لإثبات إمامة الإمام عليعليه السلام وخلافته.[٤٥]
حديث المنزلة: حديث يبين أن مكانة الإمام عليعليه السلام من النبيصلی الله عليه وآله وسلم، كمكانة هارون من النبي موسى.[٤٦]
حديث مدينة العلم: وفيه يعرّف النبيصلی الله عليه وآله وسلم بأنه مدينة العلم وعليعليه السلام باب تلك المدينة،[٤٧] وورد في كتاب الغدير أن هناك 21 محدثا من السنة عدّوا هذا الحديث حسناً وصحيحاً.[٤٨]
حديث يوم الدار: ورد في هذا الحديث أن النبيصلی الله عليه وآله وسلم طلب من أقاربه أن يقبلوا الدعوة، ومن ضمنها قبول خلافة علي بن أبي طالب بعده،[٤٩] كما أن متكلمي الشيعة يستند إلى الحديث لإثبات إمامة عليعليه السلام.[٥٠]
حديث الوصاية: في هذا الحديث يعرّف النبيصلی الله عليه وآله وسلم أن الإمام عليعليه السلام وصيه وخليفته،[٥١] ويستند الشيعة إلى هذا الحديث لإثبات إمامة عليعليه السلام.[٥٢]
حديث الولاية: هو حديث عن النبيصلی الله عليه وآله وسلم يبين فيه أن الإمام عليعليه السلام هو ولي المؤمنين، وقد ورد هذا الحديث بعبارات مختلف في مصادر الشيعة والسنة،[٥٣] وتقول الشيعة أن كلمة "وليّ" في "علي ولي كل مؤمن من بعدي"[٥٤] بمعنى إمام وولي الأمر، وعليه تثبت إمامة الإمام عليعليه السلام وولايته.[٥٥]
حديث الطير: يتكلم هذا الحديث عن فضيلة للإمام عليعليه السلام وأن النبيصلی الله عليه وآله وسلم أراد أن يأكل الطعام، وكان طيراً مشوياً، فدعا الله أن يشركه في طعامه أفضل خلقه، فأتى عليعليه السلام، وأكل معه،[٥٦] وقد وردت هذه الرواية في مصادر السنة والشيعة.[٥٧]
حديث الراية: حديث معروف عن النبيصلی الله عليه وآله وسلم حول الإمام عليعليه السلام في غزوة خيبر، وأنه سيعطي الراية غدا لرجل يفتح الله على يده يحب الله ورسولَه، ويحبّه اللهُ ورسولُه.[٥٨]
حديث الثقلين: من أشهر الأحاديث النبوية التي تتحدث عن مكانة القرآن وأهل البيت، وورد في الحديث: «إنّي تاركٌ فيكم الثقلين ما إن تَمَسَّكم بهما لن تضلّوا بعدي: كتابَ اللَّه وعترتي أهلَ بيتي، لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوضَ».[٥٩] وقد ورد هذا الحديث في مصادر الشيعة والسنة.[٦٠].
حديث الكساء: هو حديث في فضيلة الخمس الذين اجتمعوا تحت الكساء، وبناء على حديث ورد في كتب الشيعة،[٦١] والسنة[٦٢] أن النبي دعاء بكساء، وأجمع علي وفاطمة والحسن والحسين قال: الله هؤلاء أهل بيتي وخاصتي... واذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.[٦٣]
حديث السفينة: حديث معروف عن النبيصلی الله عليه وآله وسلم، والذي شبّه فيه أهل بيته بسفينة نوح، والنجاة لمن دخلها والهلاك والغرق لمن تخلف عنها،[٦٤] وهذا الحديث ورد في مصادر الشيعة والسنة.[٦٥]
حديث الشجرة: وفيه ورد أنهصلی الله عليه وآله وسلم وعليعليه السلام من شجرة واحدة وسائر الناس من شجر شتى،[٦٦] وهناك من المفسرين يرون أن خلقة النبي وعلي كانت من أصل واحد، وهو دليل على أنهما يتعادلان في وجوب الطاعة والولاية.[٦٧]
حديث اللوح: من الأحاديث المروية عن النبيصلی الله عليه وآله وسلم في إثبات إمامة الأئمة الاثني عشر، وذكر فيه أسمائهم من الإمام الأول الإمام عليعليه السلام إلى الإمام الثاني عشر الإمام المهديعليه السلام.[٦٨]
حديث الحق: من الأحاديث المعروفة للنبيعليه السلام، وعرّف الإمام عليعليه السلام بأنّه معيار للحق، وورد عنهصلی الله عليه وآله وسلم: علي مع الحق والحق مع علي، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض يوم القيامة.[٦٩]
حديث التشبيه: حديث ورد عن النبيصلی الله عليه وآله وسلم وفيه شبّهصلی الله عليه وآله وسلم علياًعليه السلام به وبسائر الأنبياء. ورد هذا الحديث في مصادر الشيعة والسنة.[٧٠]
لا فتى إلّا علي: بناء على ما ورد في كتب الحديث وكتب السير والتاريخ أن هذا الحديث نزل به جبرئيل في حرب أحد؛ وذلك لتضحيات الإمام عليعليه السلام وشجاعته،[٧١] وقد ذكرته المصادر شيعة وسنة.[٧٢]
حديث قسيم النار والجنة: حديث ورد عن النبيصلی الله عليه وآله وسلم قال فيه أن عليعليه السلام قسيم الجنة والنار،[٧٣] وروى هذا الحديث في مصادر الشيعة[٧٤] والسنة[٧٥] بأشكال شتى وعن مختلف الرواة.
وهناك روايات أخرى وردت عن النبيصلی الله عليه وآله وسلم في فضائل الإمام عليعليه السلام، منها: "ضربة علي يوم الخندق أفضل عبادة الثقلين"،[٧٦] و" من سب علي فقد سبني ومن سبني فقد سب الله"،[٧٧] و"من أذى عليا فقد آذاني"،[٧٨] و"حب علي هو الذي يميز بين المؤمن والمنافق"،[٧٩] و"علي مني وأنا علي"،[٨٠] و"ذِكْر علي عبادة"،[٨١] و"النظر إلى علي عبادة"،[٨٢] وحديث خاصف النعل،[٨٣] وحديث المؤاخاة.[٨٤]

وألقاب كالصديق الأكبر،[٨٥] والفاروق الأعظم[٨٦] من الفضائل التي عدّت للإمام عليعليه السلام في الروايات.

أحداث خصائص الإمام عليعليه السلام
من الأحداث المرتبطة بخصائص الإمام عليعليه السلام هي:

زواجه من فاطمة الزهراءعليه السلام: كان ذلك بأمر الله تعالى،[٨٧] وورد " لولا أمير المؤمنين لم يكن لفاطمة كفو".[٨٨]
وليد الكعبة: من ألقابه وخصائصه، وهو يشير إلى حادثه ولادة الإمام عليعليه السلام في الكعبة.[٨٩]
لقب أمير المؤمنين: يعتقد الشيعة أن هذا اللقب يختص بالإمام عليعليه السلام دون غيره، ولأول مرة أطلقه النبيصلی الله عليه وآله وسلم في عهده على علي بن أبي طالب،[٩٠] وأورد المحدث الشيعي في القرن السابع السيد ابن طاووس في كتاب اليقين باختصاص مولانا علي بإمرة المؤمنين 220 حديثا عن مصادر أهل السنة، ويعدّ هذا اللقب من اختصاصات الإمام عليعليه السلام.[٩١]
سد الأبواب: حديث يشير إلى أمر رسول الله بإغلاق أبواب بيوت المسلمين التي كانت تفتح على مسجد النبي ما عدا بيت الإمام عليعليه السلام، وكان ذلك بأمر من الله أيضاً.[٩٢]
مؤاخاته مع النبيصلی الله عليه وآله وسلم: عقد النبي بعد الهجرة إلى المدينة المؤاخاة بين المهاجرين وعرفت عقد الأخوة، كما عقدها بين المهاجرين والأنصار، وفي كلا المرتين اختار الإمام عليعليه السلام أخا له في المؤاخاة، فقال: علي أخي.[٩٣]
أول المسلمين: تعتقد الشيعة، وبعض علماء أهل السنة أن الإمام عليعليه السلام هو أول من آمن بالنبيصلی الله عليه وآله وسلم.[٩٤]
تبليغ آية البراءة: ورد في التفسير الأمثل أنه أتفق رأي جميع المفسرين والمؤرخين تقريبا، عندما نزلت سورة التوبة أو الآيات الأولى منها حيث ألغى النبي عهوده مع حلفائه المشركين، دعاصلی الله عليه وآله وسلم أبا بكر في البداية لهذه لمهمة وتبليغها عند موسم الحج على أهل مكة، ثم بعث عليعليه السلام لهذا الأمر، وأن يدرك أبا بكر حيثما وجده ويُرجعه،[٩٥] وهذه الحادثة وردت في مصادر أهل السنة.[٩٦]
التصدق بالخاتم: المقصود منه تصدق الإمام عليعليه السلام بخاتمه للفقير حين الركوع، وهذا الحدث ورد في كتب الحديث عند الشيعة والسنة.[٩٧]
ردّ الشمس: في هذا الحدث دعا النبيصلی الله عليه وآله وسلم أن تردّ الشمس عن غروبها حتى يصلي الإمام عليعليه السلام صلاة العصر،[٩٨] وأورد الشيخ المفيد أيضا أنّ هذه الحادثة وقعت مرة أخرى في زمن الإمام عليعليه السلام، وكان في أحد حروبه وقد فاتت الصلاة على عسكره، فدعاعليه السلام فردت الشمس حتى يصلوا.[٩٩]
الحد من نشر فضائل علي
تتحدث الأخبار أن في عصر بني أمية وبأمر معاوية بن أبي سفيان منع نشر فضائل الإمام عليعليه السلام، ويقول علي بن محمد مدائني مؤرخ القرن الثالث للهجرة أن معاوية كتب لولاته من يروي فضيلة للإمام عليعليه السلام لا يأمن على نفسه وماله،[١٠٠] منع تسمية الأولاد باسمه أو نقل رواية عنه أو أن يذكر بخير.[١٠١] كان معاوية يسب عليعليه السلام وكان يقول لا امتنع من هذا الفعل حتى لا تبقى فضيلة تذكر له، وأمر بسب علي على المنابر،[١٠٢] واستمر 60 سنة حتى زمن عمر بن عبد العزيز.[١٠٣]

يقول محمد جواد مغنية كان الأمويون يعذيبون من يروي فضيلة للإمام عليعليه السلام، فقتلوا خاصته كميثم التمار، وعمرو بن حمق الخزاعي، ورشيد الهجري، وحجر بن عدي، وكميل بن زياد كي لا يتسرب عن طريقهم أثر من آثار عليّ.[١٠٤] ويقول العالم السني الشيخ محمد أبو زهرة أن الحكم الأموي كان له دور مؤثر في اختفاء آثار عليعليه السلام، وعليه هناك أحاديث قليلة ورد عنه في مصادر أهل السنة.[١٠٥]

وكتب السيد علي الشهرستاني في كتاب "منع تدوين الحديث": يابن أبي الحديدعتقد معظم مؤلفي الشيعة أن من العوامل التي كان سببا لمنع تدوين الحديث هو منع نشر فضائل الإمام عليعليه السلام؛ [١٠٦] إذ ورد في أحاديث النبي ما يفضل أهل بيته ويؤهلهم للخلافة بعده، الأمر الذي كان يعارض مصالح الحكم الأموي.[١٠٧]

وضع فضائل علي لغيره
روى ابن أبي الحديد عن المتكلم المعتزلي أبي جعفر الإسكافي في القرن الثالث للهجرة أن معاوية أمر الصحابة والتابعين أن يزوّر أحاديث في ذم الإمام عليعليه السلام،[١٠٨] فكتب معاوية إلى عماله طلب منهم أن يبحثوا عن محبي عثمان ويقربوهم إليهم، وأن يكتبوا لهم ما ورد في فضل عثمان.[١٠٩] يقول المدائني، فبدأ الناس بنقل فضائل عثمان حتى كثر؛ بغية الوصول للعطاء والصلة،[١١٠] وبناء عليه كتب في رسالة أخرى إلى عماله ادعوا الناس إلى رواية فضائل الصحابة والخلفاء الثلاثة حتى لا يبقى حديث في فضل عليعليه السلام، إلا وفي مثله ورد حديث في الخلفاء الأوائل والصحابة، أو ما يعارض فضل الإمام عليعليه السلام.[١١١]

إنكار فضائل الإمام عليعليه السلام
ابن تيمية (728 ـ 661 هـ) رائد الفكر السلفي عدّ بعض الأحاديث الواردة في فضل أهل البيتعليه السلام موضوعة كما زوّر قسم آخر منها، وأن تلميذه إسماعيل بن عمر المعروف بابن كثير الدمشقي (774 ــ 701 هـ) قال لم تنزل آية في خصوص عليعليه السلام فحسب، بل أن الآيات التي تتحدث عن عليعليه السلام هناك من يشاركه في فضله،[١١٢] ويعتقد أن الروايات التي رواه ابن عباس في هذا المجال غير صحيحة،[١١٣] وضعّف أيضا سند العديد من الأحاديث التي تروي فضائل الإمام عليعليه السلام.[١١٤]

في الكتب المؤلفة
وردت فضائل الإمام عليعليه السلام في كتب الحديث عن أهل السنة كالصحاح الست، وخصصت في بعض أبوابها مناقب لعلي بن أبي طالب وفضائله فيها.[١١٥] وفي الكتب التي ألفت حول فضائل أهل البيتعليه السلام أيضا هناك أبواب خصصت لفضائل الإمام علي ومناقبه، كما أن لعلماء السنة والشيعة كتب خاصة لفضائل الإمام عليعليه السلام ومناقبه.

كتب أهل السنة
فضائل أمير المؤمنين لأحمد بن حنبل الشيباني (ت: 241 هـ) من رؤساء المذاهب الأربعة عند أهل السنة، وقد أورد في هذا الكتاب 369 رواية في فضائل الإمام عليعليه السلام ومناقبه،[١١٦] كما روى ابن حنبل في هذا الكتاب أيضا تهنئة الخليفة الثاني للإمام عليعليه السلام في يوم الغدير.[١١٧]
خصائص أمير المؤمنين لأحمد بن شعيب النسائي (ت: 303 هـ) محدث ومن مؤلفي كتب السنن من الصحاح الست عند أهل السنة، وتحدث في كتابه هذا عن إسلام عليعليه السلام ومكانته من النبيصلی الله عليه وآله وسلم وقرابته منه، كما تطرق إلى مكانة زوجته وأولاده.
مناقب الإمام علي بن أبي طالب لابن المغازلي (ت: 483 هـ)، وفيه ذكر فضائل لهعليه السلام كولادة في الكعبة، وسابقيته في الإسلام، والصعود على كتف النبيصلی الله عليه وآله وسلم، والأحاديث والآيات التي نزلت ووردت حول الإمام عليعليه السلام.
يعدّ كتاب مناقب علي بن أبي طالب، لأحمد بن موسى بن مردويه (ت: 410 هـ)، والمعيار والموازنة في فضائل الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه السلام، للعالم المعتزلي محمد بن عبد الله الإسكافي (ت: 240 هـ)، والجوهرة في نسب الإمام علي وآله لمحمد بن أبي بكر التلمساني من علماء القرن السابع الهجري، وجواهر المطالب في مناقب الإمام علي بن أبي طالب، لشمس الدين الباعوني (ت: 871 هـ)، وكفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب، لمحمد بن يوسف الكنجي (ت: 658 هـ)، ومناقب الإمام أمير المؤمنينعليه السلام لموفق بن أحمد الخوارزمي (ت: 568 هـ)، ومناقب مرتضوي كتاب فارسي لمير محمد صالح الترمذي (ت: 1060 هـ) من مؤلفات علماء السنة الأخرى في فضائل الإمام عليعليه السلام.

كتب الشيعة
المراتب في فضائل أمير المؤمنين كتاب لمؤلفه أبي القاسم البستي من العلماء الزيدية في القرن الرابع الهجري. ذكر فيه 450 فضيلة لعلي بن أبي طالبعليه السلام.
تفضيل أمير المؤمنين، للشيخ المفيد (ت: 413 هـ)، ويثبت المفيد في هذا الكتاب أفضلية الإمام عليعليه السلام على جميع الأنبياء ما عدا النبي الأعظمصلی الله عليه وآله وسلم، وترجم الكتاب باللغة الفارسية.
[[الرسالة العلوية في فضل أمير المؤمنينعليه السلام على سائر البرية سوى سيدنا رسول الله]]صلی الله عليه وآله وسلم لأبي الفتح الكراجكي (ت: 449 هـ)، وفيه أورد الآيات التي تشير إلى أفضلية الإمام عليعليه السلام، كما ذكر خصائص الإمام على ورد الشبهات التي ورد عليهعليه السلام.
اليقين باختصاص مولانا علي عليه السلام بإمرة المؤمنين للسيد ابن طاووس (ت: 664 هـ) واستند في كتابه إلى 220 حديث من مصادر أهل السنة لإثبات اختصاص لقب أمير المؤمنين للإمام عليعليه السلام والذي لقبه النبيصلی الله عليه وآله وسلم بذلك.
ومن الكتب الأخرى في فضائل الإمام عليعليه السلام للعلماء الشيعة هي: عمدة عيون صحاح الأخبار في مناقب إمام الأبرار المعروف بالعمدة لابن بطريق (ت: 600 هـ)، ومائة منقبة من مناقب أمير المؤمنين والأئمة من ولدهعليه السلام من طريق العامة لابن شاذان، وطرف من الأنباء والمناقب للسيد ابن طاووس، والروضة في فضائل أمير المؤمنين لشاذان بن جبرئيل القمي، وكشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين للعلامة الحلي، وقضاء أمير المؤمنين لمحمد تقي الشوشتري.

مقالات ذات صلة
ألقاب وكنى الإمام عليعليه السلام
فضائل السيدة فاطمةعليه السلام
الهوامش
اصغرپور، «درآمدی بر مناقب‌نگاری اهل‌بیت»، ص 267.
البياضي، الصراط المستقيم، 1384 هـ، ج 1، ص 151-298.
ابن شاذان، مائة منقبة، 1407 هـ، ص 177.
الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحين، 1411 هـ، ج 3، ص 116.
ابن شاذان، مائة منقبة، 1407 هـ، ص 177.
ابن منظور، مختصر تاريخ دمشق، 1402 هـ، ج 18، ص 11.
الشبلنجي، نور الأبصار، ج 1، ص 159.
الكنجي الشافعي، كفاية الطالب، 1404 هـ، ص 231.
سورة المائده، آية 55.
الطباطبائي، الميزان، 1417 هـ، ج 6، ص 25؛ السيوطي، الدر المنثور، 1404 هـ، ج 2، ص 293؛ الحسكاني، شواهد التنزيل، 1411 هـ، ج 1، ص 209-239.
سورة البقرة، آية 207.
ابن أبي الحديد، شرح نهج‌البلاغه، 1404 هـ، ج 13، ص 262.
الطباطبائي، الميزان، 1390 هـ، ج 2، ص 100.
الطوسي، الأمالي، 1414 هـ، ص 466-467.
سورة المائده، آية 67.


المصدر : ويكي شيعة