|  | 
| 
| 
| عضو جديد 
 |  | 
رقم العضوية : 64604
 |  | 
الإنتساب : Mar 2011
 |  | 
المشاركات : 65
 |  | 
بمعدل : 0.01 يوميا
 |  |      |  |  |  
   
 
   
 
 | المنتدى : 
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام 
 حكمة وموعظة مؤثرة 
			 بتاريخ : 09-03-2012 الساعة : 06:45 PM 
 
 البهلول وأحد الصبيان من أحفاد الامام الحسين(ع)
 في بعض شوارع البصرة
 في شرح إحقاق الحق للسيد المرعشي - ج 29 - ص 65 – 67:
 عن بهلول رضي الله عنه قال : بينما أنا ذات يوم في بعض شوارع البصرة وإذا الصبيان يلعبون بالجوز والوز ، وإذا بصبي ينظر إليهم ويبكي ، فقلت : هذا صبي يتحسر على ما في أيدي الصبيان ولا شئ معه فيلعب به ، فقلت له : أي بني ما يبكيك ؟ أشتري لك من الجوز واللوز ما تلعب به مع الصبيان . فرفع بصره إلي وقال : يا قليل العقل ما للعب خلقنا ؟ فقلت : أي بني فلماذا خلقنا . قال : للعلم والعبادة . قلت : من أين لك ذلك بارك الله تعالى فيك . قال : من قوله عز وجل : ( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون ) قلت له : أي بني إني أراك حكيما فعظني وأوجز ،
 فأنشأ يقول : أرى الدنيا تجهز بانطلاق * مشمرة على قدم وساق
 فلا الدنيا بباقية لحي * ولا حي على الدنيا بباق
 كأن الموت والحدثان فيها * إلى نفس الفتى فرقا سباق
 فيا مغرور بالدنيا رويدا * ومنها خذ لنفسك بالوساق
 قال بهلول رضي الله عنه : ثم رمق السماء بعينيه وأشار إليها بكفيه ودموعه تنحدر على خديه ، وأنشأ يقول : يا من إليه المبتهل يا من عليه المتكل يا من إذا ما آمل يرجوه لم يخط الأمل قال : فلما أتم كلامه خر مغشيا عليه ، فرفعت رأسه إلى حجري ونفضت التراب عن وجهه بكمي ، فلما أفاق قلت أي بني ما نزل بك وأنت صبي صغير لم يكتب عليك ذنب . قال : إليك عني يا بهلول ، إني رأيت والدتي توقد النار بالحطب الكبار فلا يتقد لها إلا بالصغار ، وأنا أخشى أن أكون من صغار حطب جهنم . فقلت له : أي بني أراك حكيما فعظني وأوجز
 فأنشأ يقول : غفلت وحادي الموت في أثري يحدو * فإن لم أرح يوما فلا بد أن أغدو
 أنعم جسمي باللباس ولينه * وليس لجسمي من لباس البلا بد
 كأني به قد مر في برزخ البلا * ومن فوقه ردم ومن تحته لحد
 وقد ذهبت مني المحاسن وانمحت * ولم يبق فوق العظم لحم ولا جلد
 أرى العمر قد ولى ولم أدرك المنى * وليس معي زاد وفي سفري بعد
 وقد كنت جاهرت المهيمن عاصيا * وأحدثت أحداثا وليس لها رد
 وأرخيت خوف الناس سترا من الحيا * وما خفت من سري غدا عنده يبدو
 بلى خفته لكن وثقت بحلمه * وإن ليس يعفو غيره فله الحمد
 فلوا لم يكن شئ سوى الموت والبلا * ولم يك من ربي وعيد ولا وعد
 لكان لنا في الموت شغل وفي البلا * عن اللهو لكن زال عن رأينا الرشد
 عسى غافر الزلات يغفر زلتي * فقد يغفر المولى إذا أذنب العبد
 أنا عبد سوء خنت مولاي عهده * كذلك عبد السوء ليس له عهد
 فكيف إذا أحرقت بالنار جثتي * ونارك لا يقوى لها الحجر الصلد
 أنا الفرد عند الموت والفرد في البلا * وابعث فردا فارحم الفرد يا فرد
 قال بهلول : فلما فرغ من كلامه وقعت مغشيا علي وانصرف الصبي ، فلما أفقت نظرت إلى الصبيان فلم أره معهم ، فقلت لهم : من يكون ذلك الغلام ؟ قالوا : وما عرفته . قلت : لا . قالوا : ذاك من أولاد الحسين بن علي بن أبي طالب (لعله الامام العسكري عليه السلام) رضوان الله عليهم أجمعين . قلت : قد عجبت من أين تكون هذه الثمرة إلا من تلك الشجرة ، نفعنا الله تعالى به وبآبائه آمين .
 
 
 |  |  |  |  |  | 
 |