(عاشوراء)
إن بكـتكَ  اليَومَ  كلّ ُ الكائنـــات   كيفَ لا نـُجري عليكَ العَبـَرات
***
سيدي تبكــيكَ أملاكُ  الســـــما     وظلالُ العرش ِ أمست مأتـَما
ناحَ جبريلُ وحُزنا ً خـَيَّـمــــــا      وجرت عينـــاهُ مِن شجو ٍ دما
فعـُيونُ العرش ِ حُمْـرٌ جاريات    وكفوفُ  النورِ منهُ  لاطمـــات
كيفَ لانـُجري عليك العبرات
***
أنبياءُ اللهِ في الحزن ِ تنـــوح          مُـذ بكـــى آدمُ في الطفِّ ونوح
ولأبراهيمَ نَـزفٌ من جُــروح    كجُروح ِالطـُهرموسى في الوضوح
بيـَّن القرآنُ حـُزنَ  المـُحكـَمات        مريمٌ  والسـجدةُ والذاريـــــات
كيف لانـُجري عليك العبرات
***
فكتابُ اللهِّ أمسى ينحـَـبُ             والرواياتُ دموعا ً تـَسـكـُبُ
وفؤادُ النهـج ِ جَمرا ًيلهــبُ            إنها الأمثالُ حقـا ً تـُضربُ
كذب القائل أنَّ السبطَ مات         ياضميرَالحقِّ في طول ِالحياة
كيفَ لا نُجري عليكَ العبرات
***
خطبـُهُ  الدامي رأتهُ كربلا               فبكتهُ الدهــرَكربا ً وبلا
عزَّ أن يبقى ثلاثــا ً في الفلا            دونَ دفن ٍ في دماهُ غـُسِّلا
واجريحا ً صافحتهُ الماضيات           واذبيحا ً قبـَّلتهُ المُرهَفات
كيف لانـُجري عليك العبرات
***
عبرةً تبكيك حيتانُ البحار           ووحوشُ البرِّ في وجهِ القِفار
وطيورُ الجوِّ ليلا ً ونهـــار             كلَُ قلبٍ لاحَ فيهِ الأنكسار
واشهيدا ً ظامئا ً جنبَ الفرات         واسليبا ً كـَفـَّنتهُ السافيات
كيف لا نُجري عليك العبرات
***
مَعَكـُـــم ياليتنــا كـُنــّا فداك         ودِمانا ليتـَهــــا دون دِمــــاك
فرصة ٌ في وحيـِهـا الحقُّ دعاك     فامتثلتَ الأمرَمجذوبا ًهناك
واخضيبا ً بالدماءِ الزاكيات      واصريعا ًرضرَضَتهُ العاديات
كيف لانـُجري عليكَ العبرات
***
لاتسـَلنا عن حُسين ٍ هو أين         كلّ ُ قلب ٍ طاهرٍفيهِ حُسـين
سيدي يَفديـكَ كلُّ الثـَقـَــليـن        سيدي تبكيكَ حزنا ً كلُّ عَين
واوحيدا ً بين أشرار الطغاة      واغريبا ًفي البقاع ِ الطاهرات
كيف لا نـُجري عليكَ العبرات
*****
(الشيخ عبد الستار الكاظمي)  
محرم1411هـ