العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام

منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام المنتدى مخصص بسيرة أهل البيت عليهم السلام وصحابتهم الطيبين

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

اقتربت الساعة
عضو جديد
رقم العضوية : 50815
الإنتساب : May 2010
المشاركات : 4
بمعدل : 0.00 يوميا

اقتربت الساعة غير متصل

 عرض البوم صور اقتربت الساعة

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي كشف اللثام عن سبب تأخر قيام الامام ج3
قديم بتاريخ : 05-02-2012 الساعة : 11:44 AM


بــــــــــسم اللــــــــــه الرحــــــــــمن الرحـــــــــــــــيم
{ السبب الثالث - الغيبة سر من سر الله }
ورد في بعض الروايات الواردة عن أل محمد عليهم السلام أن علة غيبة الإمام المهدي عليه السلام أمر غيبي وسر من سر الله عز وجل
فقد قال الإمام الصادق عليه السلام { إِنَّ لِصَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ غَيْبَةً لَا بُدَّ مِنْهَا يَرْتَابُ فِيهَا كُلُّ مُبْطِلٍ فَقُلْتُ لَهُ وَ لِمَ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ لِأَمْرٍ لَمْ يُؤْذَنْ لَنَا فِي كَشْفِهِ لَكُمْ قُلْتُ فَمَا وَجْهُ الْحِكْمَةِ فِي غَيْبَتِهِ فَقَالَ وَجْهُ الْحِكْمَةِ فِي غَيْبَتِهِ وَجْهُ الْحِكْمَةِ فِي غَيْبَاتِ مَنْ تَقَدَّمَهُ مِنْ حُجَجِ اللَّهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ إِنَّ وَجْهَ الْحِكْمَةِ فِي ذَلِكَ لَا يَنْكَشِفُ إِلَّا بَعْدَ ظُهُورِهِ كَمَا لَا يَنْكَشِفُ وَجْهُ الْحِكْمَةِ لَمَّا أَتَاهُ الْخَضِرُ ع مِنْ خَرْقِ السَّفِينَةِ وَ قَتْلِ الْغُلَامِ وَ إِقَامَةِ الْجِدَارِ لِمُوسَى ع إِلَّا وَقْتَ افْتِرَاقِهِمَا يَا ابْنَ الْفَضْلِ إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ أَمْرٌ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ وَ سِرٌّ مِنَ اللَّهِ وَ غَيْبٌ مِنْ غَيْبِ اللَّهِ وَ مَتَى عَلِمْنَا أَنَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ حَكِيمٌ صَدَّقْنَا بِأَنَّ أَفْعَالَهُ كُلَّهَا حِكْمَةٌ وَ إِنْ كَانَ وَجْهُهَا غَيْرَ مُنْكَشِفٍ لَنَا} قبل أن نعلق على هذه الرواية يجب أن أبين أمرين مهمين
{ الأمر الأول }
لقد أمرنا الله عز وجل بطاعة محمد وال محمد صلوات ربي عليهم أجمعين فهم معصومين عن ارتكاب الخطاء فضلا عن الذنوب ولا يدخلون احد في ضلال ولا يخرجونه من هدى وإلا لوا كانوا عليهم السلام غير معصومين ومعرضون للخطاء والضلال لم يقمهم الله مقام الحجة ولأجل ذلك أمر الله الناس بطاعتهم وعدم مخالفتهم فقد جاء في عصمتهم وطاعتهم كثيرا من الآيات القرآنية والروايات الشريفة
فعن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن الحسين بن أبي العلاء قال:( ذكرت لأبي عبدا لله عليه السلام قولنا في الأوصياء أن طاعتهم مفترضة قال: فقال: ( نعم، هم الذين قال الله تعالى: ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) وهم الذين قال الله عز وجل: ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا )
و علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: { ذروة الأمر وسنامه ومفتاحه وباب الأشياء ورضا الرحمن تبارك وتعالى الطاعة للإمام بعد معرفته، ثم قال: إن الله تبارك وتعالى يقول( من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا }
و عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي قال: حدثنا حماد ابن عثمان، عن بشير العطار قال: سمعت أبا عبدا لله عليه السلام يقول: { نحن قوم فرض الله طاعتنا وأنتم تأتمون بمن لا يعذر الناس بجهالته }
وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار، عن بعض أصحابنا، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز و جل: ( وآتيناهم ملكا عظيما) قال: ( الطاعة المفروضة)
و عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن أبي خالد القماط عن أبي الحسن العطار قال: سمعت أبا عبدا لله عليه السلام يقول : ( أشرك بين الأوصياء و الرسل في الطاعة)
و عن أحمد بن محمد، عن محمد بن أبي عمير، عن سيف بن عميرة، عن أبي الصباح الكناني قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ( نحن قوم فرض الله عز وجل طاعتنا، ولنا صفوا المال ونحن الراسخون في العلم، ونحن المحسودون الذين قال الله: ( أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله )
وبهذا الإسناد، عن مروك بن عبيد، عن محمد بن زيد الطبري قال: كنت قائما على رأس الرضا عليه السلام بخراسان وعنده عدة من بني هاشم وفيهم إسحاق بن موسى بن عيسى العباسي فقال: { يا إسحاق بلغني أن الناس يقولون: إنا نزعم أن الناس عبيد لنا، لا وقرابتي من رسول الله صلى الله عليه وآله ما قلته قط ولا سمعته من آبائي قاله ولا بلغني عن أحد من آبائي قاله، ولكني أقول: الناس عبيد لنا في الطاعة، موال لنا في الدين، فليبلغ الشاهد الغائب}
وعن علي بن إبراهيم، عن صالح بن ألسندي، عن جعفر بن بشير، عن أبي سلمه عن أبي عبدا لله عليه السلام قال: سمعته يقول: { نحن الذين فرض الله طاعتنا، لا يسع الناس إلا معرفتنا ولا يعذر الناس بجهالتنا، من عرفنا كان مؤمنا، ومن أنكرنا كان كافرا، ومن لم يعرفنا ولم ينكرنا كان ضالا حتى يرجع إلى الهدى الذي افترض الله عليه من طاعتنا الواجبة فإن يمت على ضلالته يفعل الله به ما يشاء}
وعن علي، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن محمد بن الفضيل قال: سألته عن أفضل ما يتقرب به العباد إلى الله عز وجل، قال: { أفضل ما يتقرب به العباد إلى الله عز وجل طاعة الله وطاعة رسوله وطاعة أولي الأمر، قال أبو جعفر عليه السلام: حبنا إيمان وبغضنا كفر}
نستخلص مما مر امراً مهم وهو إن قول محمد وال محمد هو قول الله عز وجل وقولهم حق وصدق
{ الأمر الثاني }
إن أل محمد عليهم السلام كلامهم وحكمهم ودينهم واحد ومن منبع واحد ومن المستحيل أن يتعارض كلام احدهم مع الأخر وهذا لا يحتاج إلى تبيان فقد ورد في الأثر عن أل النبوة عليهم السلام ما يثبت هذا الكلام
قال أبو جعفر عليه السلام ( أبى الله عز وجل أن يكون في حكمه اختلاف أو يكون بين أهل علمه تناقض) بحار الأنوار ج 25 ص74
و عن أحمد بن محمد، عن محمد بن الحسن، عن علي بن إسماعيل، عن صفوان بن يحيى، عن ابن مسكان، عن الحارث بن المغيرة، عن أبي عبدا لله عليه السلام قال: { سمعته يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: نحن في الأمر والفهم والحلال والحرام نجري مجرى واحد}
وبهذا الإسناد، عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم، عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير، عن أبي عبدا لله عليه السلام قال: ( سألته عن الأئمة هل يجرون في الأمر والطاعة مجرى واحد؟ قال: نعم)
علي بن محمد بن عبدا لله، عن أبيه، عن محمد بن عيسى، عن داود ألنهدي عن علي بن جعفر، عن أبي الحسن عليه السلام قال: ( قال لي: نحن في العلم والشجاعة سواء وفي العطايا على قدر ما نؤمر )
أقول إن الأسباب التي ذكروها أل محمد عليهم السلام لغيبة الإمام المهدي عليه السلام أكثر من سبب فالنبي (ص) يقول إن سبب الغيبة الخوف من القتل والإمام الصادق (ص) يقول سبب الغيبة التمحيص والبلاء والإمام الباقر(ص) يقول إن سبب الغيبة إن لا تكون بيعة في عنق الإمام المهدي والإمام الأخر (ع) يقول إن سبب الغيبة هو قلة أنصار الإمام المهدي (ع) وهناك أكثر من إمام يعطي أسباب مختلفة وهذا يضع المكلف في حيرة من أمره إذ كيف يفهم السبب الحقيقي للغيبة وكل الروايات ظاهرها متناقض ونحن نعلم إن أل محمد (ع) معصومون كما مر في المقدمتين وعلمهم وكلامهم عليهم السلام غير متناقض وكل الروايات معتبرة ونقلها ثقاة المذهب وأعمدة التشيع أمثال الكليني والصدوق والطوسي وغيرهم رضوان الله عليهم إذا كيف نفهم السبب الحقيقي من هذه الروايات المتناقضة في الظاهر وما هو السبب الحقيقي للغيبة
الجواب - إن كل الأسباب التي ذكرها أل النبوة الأطهار عليهم السلام في علة غيبة الإمام المهدي (ع) غير متناقضة إذ إن الإمام المهدي (ع) إن لم يكن له أنصار فمن الطبيعي على أعداءه إذا ظهر إن يقتلوه وهم يعلمون إن الإمام يريد أن يزيل ممالكهم وينتقم منهم وان كان هناك منافقون في كل زمن ومع كل نبي يستغلون كل ظرف لصالح مصالحهم ومنافعهم فمن الطبيعي إن يكون قبل كل عمل أو ثورة أو إصلاح امتحان أو اختبار لكي يميز الخبيث من الطيب كيف والقضية هي قضية الإلهية وكونية ومصيرية للبشرية منذ خلق ادم والى قيام الساعة والعدو ليس بالهين وهو إبليس عليه اللعنة إذا فالأسباب التي ذكروها أل البيت (ع) لسبب الغيبة كلها وجوه لغيبة الإمام المهدي (ع) ومن ضمن هذه الوجوه الكثيرة للغيبة يبقي وجه غيبي وسر لا يكشف إلى بظهور الإمام المهدي عليه السلام
والحمد لله رب العالمين


من مواضيع : اقتربت الساعة 0 كشف اللثام عن سبب تأخر قيام الامام ج3

اقتربت الساعة
عضو جديد
رقم العضوية : 50815
الإنتساب : May 2010
المشاركات : 4
بمعدل : 0.00 يوميا

اقتربت الساعة غير متصل

 عرض البوم صور اقتربت الساعة

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : اقتربت الساعة المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي كشف اللثام عن سبب تأخر قيام الامام ج2
قديم بتاريخ : 05-02-2012 الساعة : 11:48 AM


بــــــــــسم اللــــــــــه الرحــــــــــمن الرحـــــــــــــــيم
{ السبب الثاني - التمحيص }




جاء صنف من الروايات الواردة عن أل محمد عليهم السلام تعلل غيبة الإمام المهدي عليه السلام لأجل التمحيص والامتحان وان الإمام لا يخرج حتى يمتحن كل من يدعي انه موالي له ومن أشياعه وهو قول الإمام الكاظم (ع ( حتى يرجع عن هذا الأمر من كان يقول به)
فقد روى الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ
إِذَا فُقِدَ الْخَامِسُ مِنْ وُلْدِ السَّابِعِ مِنَ الْأَئِمَّةِ فَاللَّهَ اللَّهَ فِي أَدْيَانِكُمْ لَا يُزِيلَنَّكُمْ عَنْهَا أَحَدٌ يَا بُنَيَّ إِنَّهُ لَا بُدَّ لِصَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ مِنْ غَيْبَةٍ حَتَّى يَرْجِعَ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ مَنْ كَانَ يَقُولُ بِهِ إِنَّمَا هِيَ مِحْنَةٌ مِنَ اللَّهِ امْتَحَنَ اللَّهُ بِهَا خَلْقَهُ)
في هذا الحديث يريد الإمام (ع) أن يقول إن سبب الغيبة امتحان من قبل الله عز وجل لكشف زيف ادعاء الذين يدعون الموالاة والتشيع قولا لا فعلا لإل محمد عليهم السلام بدليل قول الإمام (
حَتَّى يَرْجِعَ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ مَنْ كَانَ يَقُولُ بِهِ) ولا يقول بغيبة الإمام المهدي وموالاة الأئمة إلا الشيعة ولبيان المضمون أكثر فالنقرء هذه الرواية الواردة عن الإمام الباقر (ع) فقد قال : (لتُمحصنّ يا شيعة آل محمد تمحيص الكحل في العين، وإن صاحب العين يدري متى يقع الكحل في عينه ولا يعلم متى يخرج منها، وكذلك يصبح الرجل على شريعة من أمرنا، ويمسي وقد خرج منها، ويمسي على شريعة من أمرنا، ويصبح وقد خرج منها) (غيبة النعماني214)
ومن المعلوم إن للإمام المهدي عليه السلام سنن من كثير من أنبياء الله فالإمام المهدي هو وارث الأنبياء والمرسلين فهو بقية أل محمد وقد ورث أل محمد صلوات الله وسلامه عليهم والأنبياء والمرسلين عليهم السلام
و جاء في الرواية الواردة عن سدير عن الإمام الصادق عليه السلام قال (
إن للقائم منا غيبة يطول أمدها فقلت له : يابن رسول الله ولم ذلك , قال : لأن الله عز وجل أبى ان تجري فيه سنن الأنبياء في غيباتهم قال الله تعالى{ لتركبن طبقا على طبق } أي من كان قبلكم) بحار الأنوار ج52 ص90 .
وعن أبي بصير عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام انه قال : (
إن سنن الأنبياء عليهم السلام بما وقع بهم من الغيبات حادثة في القائم منا أهل البيت حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة ) الإكمال ص334
. وعن الحسين بن علي عليهما السلام قال : (
في القائم منا سنة من نوح وسنة من إبراهيم وسنة من موسى وسنة من عيسى وسنة من أيوب وسنة من محمد صلوات الله عليهم..... ) الوافي ج2 ص102
وهذه السنة اقصد سنة التمحيص والابتلاء جرت على نبي الله نوح (ع) وعلى قومه من قبل لما كان بعلم الله عز وجل إن أكثر شيعة نوح الذين يقولون بنبوته ويؤمنون به كانوا يضمرون الكفر ويظهرون الإيمان ولأجل كشف كفرهم ونفاقهم كان لزاما أن يكون هنالك امتحان واختبار إذ لو لم يكن الامتحان لتمكن المنافقون بعد أن يمكن الله نبيه والذين معه في الأرض أن يظهروا على المؤمنون يفسدون في الأرض بعد إصلاحها وهذا ما لا يقبله الله عز وجل
فقد ورد في كتاب إكمال الدين وإتمام النعمة عن سدير الصيرفي قال دخلت أنا و المفضل بن عمر و أبو بصير و أبان بن تغلب على مولانا أبي عبد الله جعفر بن محمد ع فرأيناه جالسا على التراب و عليه مسح خيبري مطوق بلا جيب مقصر الكمين و هو يبكي بكاء الواله الثكلى ذات الكبد الحري قد نال الحزن من وجنتيه و شاع التغير في عارضيه و أبلى الدموع محجريه و هو يقول {
سيدي غيبتك نفت رقادي و ضيقت علي مهادي و أسرت مني راحة فؤادي سيدي غيبتك أوصلت مصابي بفجائع الأبد و فقد الواحد بعد الواحد يفنى الجمع و العدد فما أحس بدمعة ترقى من عيني و أنين يفتر من صدري عن دوارج الرزايا و سوالف البلايا إلا مثل لعيني عن عوائر أعظمها و أفظعها و تراقي أشدها و أنكرها و نوائب مخلوطة بغضبك و نوازل معجونة بسخطك قال سدير فاستطارت عقولنا ولها و تصدعت قلوبنا جزعا عن ذلك الخطب الهائل و الحادث الغائل و ظننا أنه سمة لمكروهة قارعة أو حلت به من الدهر بائقة فقلنا لا أبكى الله يا ابن خير الورى عينيك من أي حادثة تستنزف دمعتك و تستمطر عبرتك و أية حالة حتمت عليك هذا المأتم قال فزفر الصادق ع زفرة انتفخ منها جوفه و اشتد منها خوفه و قال ويحكم إني نظرت في كتاب الجفر صبيحة هذا اليوم و هو الكتاب المشتمل على علم المنايا و البلايا و الرزايا و علم ما كان و ما يكون إلى يوم القيامة الذي خص الله تقدس اسمه به محمدا و الأئمة من بعده عليه و عليهم السلام و تأملت فيه مولد قائمنا و غيبته و إبطاءه و طول عمره و بلوى المؤمنين به من بعده في ذلك الزمان و تولد الشكوك في قلوبهم من طول غيبته و ارتداد أكثرهم عن دينهم و خلعهم ربقة الإسلام من أعناقهم التي قال الله تقدس ذكره { وَ كُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ} يعني الولاية فأخذتني الرقة و استولت علي الأحزان فقلنا يا ابن رسول الله كرمنا و شرفنا بإشراكك إيانا في بعض ما أنت تعلمه من علم قال إن الله تبارك و تعالى أدار في القائم منا ثلاثة أدارها في ثلاثة من الرسل قدر مولده تقدير مولد موسى ع و قدر غيبته تقدير غيبة عيسى ع و قدر إبطاءه تقدير إبطاء نوح ع و جعل من بعد ذلك عمر العبد الصالح أعنى الخضر دليلا على عمره فقلت اكشف لنا يا ابن رسول الله عن وجوه هذه المعاني قال أما مولد موسى فإن فرعون لما وقف على أن زوال ملكه على يده أمر بإحضار الكهنة فدلوه على نسبه و أنه يكون من بني إسرائيل و لم يزل يأمر أصحابه بشق بطون الحوامل من نساء بني إسرائيل حتى قتل في طلبه نيفا و عشرين ألف مولود و تعذر عليه الوصول إلى قتل موسى لحفظ الله تبارك و تعالى إياه كذلك بنو أمية و بنو العباس لما وقفوا على أن زوال ملكهم و الأمراء و الجبابرة منهم على يد القائم منا ناصبونا العداوة و وضعوا سيوفهم في قتل آل بيت رسول الله ص و إبادة نسله طمعا منهم في الوصول إلى قتل القائم ع و يأبى الله أن يكشف أمره لواحد من الظلمة { إلى أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ... وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} و أما غيبة عيسى ع فإن اليهود و النصارى اتفقت على أنه قتل و كذبهم الله عز و جل بقوله { وَ ما قَتَلُوهُ وَ ما صَلَبُوهُ وَ لكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ} كذلك غيبة القائم ع فإن الأمة تنكرها لطولها فمن قائل بغير هدى بأنه لم يولد و قائل يقول إنه ولد و مات و قائل يكفر بقوله إن حادي عشرنا كان عقيما و قائل يمرق بقوله إنه يتعدى إلى ثالث عشر فصاعدا و قائل يعصي الله عز و جل بقوله إن روح القائم ع ينطق في هيكل غيره و أما إبطاء نوح ع فإنه لما استنزل العقوبة على قومه من السماء بعث الله عز و جل جبرئيل الروح الأمين بسبعة نويات فقال يا نبي الله إن الله تبارك و تعالى يقول لك إن هؤلاء خلائقي و عبادي و لست أبيدهم بصاعقة من صواعقي إلا بعد تأكيد الدعوة و إلزام الحجة فعاود اجتهادك في الدعوة لقومك فإني مثيبك عليه و أغرس هذا النوى فإن لك في نباتها و بلوغها و إدراكها إذا أثمرت الفرج و الخلاص فبشر بذلك من تبعك من المؤمنين فلما نبتت الأشجار و تآزرت و تسوقت و تغصنت و أثمرت و زهى الثمر عليها بعد زمن طويل استنجز من الله سبحانه و تعالى العدة فأمره الله تبارك و تعالى أن يغرس من نوى تلك الأشجار و يعاود الصبر و الاجتهاد و يؤكد الحجة على قومه فأخبر بذلك الطوائف التي آمنت به فارتد منهم ثلاث مائة رجل و قالوا لو كان ما يدعيه نوح حقا لما وقع في وعد ربه خلف ثم إن الله تبارك و تعالى لم يزل يأمره عند كل مرة أن يغرسها تارة بعد أخرى إلى أن غرسها سبع مرات فما زالت تلك الطوائف من المؤمنين ترتد منهم طائفة إلى أن عاد إلى نيف و سبعين رجلا فأوحى الله عز و جل عند ذلك إليه و قال يا نوح الآن أسفر الصبح عن الليل لعينك حين صرح الحق عن محضه و صفا الأمر للإيمان من الكدر بارتداد كل من كانت طينته خبيثة فلو أني أهلكت الكفار و أبقيت من قد ارتد من الطوائف التي كانت آمنت بك لما كنت صدقت وعدي السابق للمؤمنين الذين أخلصوا التوحيد من قومك و اعتصموا بحبل نبوتك بأن أستخلفهم في الأرض و أمكن لهم دينهم و أبدل خوفهم بالأمن لكي تخلص العبادة لي بذهاب الشك من قلوبهم و كيف يكون الاستخلاف و التمكين و بدل الخوف بالأمن مني لهم مع ما كنت أعلم من ضعف يقين الذين ارتدوا و خبث طينتهم و سوء سرائرهم التي كانت نتائج النفاق و سنوح الضلالة فلو أنهم تسنموا مني من الملك الذي أوتي المؤمنين وقت الاستخلاف إذا أهلكت أعداءهم لنشقوا روائح صفاته و لاستحكمت سرائر نفاقهم و تأبد حبال ضلالة قلوبهم و كاشفوا إخوانهم بالعداوة و حاربوهم على طلب الرئاسة و التفرد بالأمر و النهي و كيف يكون التمكين في الدين و انتشار الأمر في المؤمنين مع إثارة الفتن و إيقاع الحروب كلا { وَ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَ وَحْيِنا} قال الصادق ع و كذلك القائم ع تمتد أيام غيبته ليصرح الحق عن محضه و يصفو الإيمان من الكدر بارتداد كل من كانت طينته خبيثة من الشيعة الذين يخشى عليهم النفاق إذا أحسوا بالاستخلاف و التمكين و الأمن المنتشر في عهد القائم ع قال المفضل فقلت يا ابن رسول الله إن النواصب تزعم أن هذه الآية نزلت في أبي بكر و عمر و عثمان و علي قال لا يهد الله قلوب الناصبة متى كان الدين الذي ارتضاه الله و رسوله متمكنا بانتشار الأمن في الأمة و ذهاب الخوف من قلوبها و ارتفاع الشك من صدورها في عهد أحد من هؤلاء و في عهد علي ع مع ارتداد المسلمين و الفتن التي كانت تثور في أيامهم و الحروب التي كانت تنشب بين الكفار و بينهم ثم تلا الصادق ع{ حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جاءَهُمْ نَصْرُنا } و أما العبد الصالح الخضر ع فإن الله تبارك و تعالى ما طول عمره لنبوة قدرها له و لا لكتاب ينزله عليه و لا لشريعة ينسخ بها شريعة من كان قبلها من الأنبياء و لا لإمامة يلزم عباده الاقتداء بها و لا لطاعة يفرضها له بلى إن الله تبارك و تعالى لما كان في سابق علمه أن يقدر من عمر القائم ع في أيام غيبته ما يقدر و علم ما يكون من إنكار عباده بمقدار ذلك العمر في الطول طول عمر العبد الصالح من غير سبب أوجب ذلك إلا لعلة الاستدلال به على عمر القائم ع و ليقطع بذلك حجة المعاندين لئلا يكون للناس على الله حجة}
بحار الأنوار ج : 51 ص : 220-
وفي كلام الإمام الصادق عليه السلام جملة أمور مهمة لكن سوف اعلق على نقطتين فقد لأهميتهما
النقطة الأولى- قال الصادق عليه السلام { تأملت فيه مولد قائمنا و غيبته و إبطاءه و طول عمره و بلوى المؤمنين به من بعده في ذلك الزمان و تولد الشكوك في قلوبهم من طول غيبته و ارتداد أكثرهم عن دينهم و خلعهم ربقة الإسلام من أعناقهم التي قال الله تقدس ذكره { وَ كُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ} يعني الولاية}
هنا الإمام الصادق عليه السلام في النقطة الأولى يتكلم عن أمر خطير جداً وهو إن أكثر الشيعة سوف يرتدون عن الإسلام ويخلعون ربقته من أعناقهم وسوف يخرجون من نظام الإمامة وذلك لسببين هما أولا تولد الشكوك لدى الشيعة من طول الغيبة وإقبالهم على الدنيا وملذاتها وزخارفها وعدم اهتمامهم بإمامهم الغائب عنهم بسبب ظلمهم وذنوبهم واستبدالهم الإمام المهدي الغائب عليه السلام بأنداد له من فقهاء السوء الذين سوف يقومون بحرب ضده عليه السلام ويضنون إنهم يحسنون صنعا باتخاذهم هؤلاء الفقهاء بديل الإمام المهدي عليه السلام وهذا ما أكده الإمام الصادق في أكثر من رواية فقد قال عليه السلام {
إذا خرج الإمام المهدي فليس له عدو مبين إلا الفقهاء خاصة ، ولولا السيف بيده لأفتى الفقهاء بقتله }بيان الأئمة عليهم السلام ج3 ص 99:
وقال في موضع أخر {
أعداؤه مقلدة العلماء أهل الاجتهاد ما يرونه من الحكم بخلاف ما ذهب إليه أئمتهم } مستدرك سفينة البحار - الشيخ علي النمازي الشاهر ودي - ج 2 - ص 142 وهذا من الأسباب الرئيسية في انخراط غالبية الشيعة في حرب ضد الإمام المهدي عليه السلام
النقطة الثانية - {
و كذلك القائم ع تمتد أيام غيبته ليصرح الحق عن محضه و يصفو الإيمان من الكدر بارتداد كل من كانت طينته خبيثة من الشيعة الذين يخشى عليهم النفاق إذا أحسوا بالاستخلاف و التمكين و الأمن المنتشر في عهد القائم ع}
والإمام الصادق عليه السلام يشترط في صفاء الإيمان ورفعة الحق وانتشار الأمن والتمكين للقائم بسقوط غالبية الشيعة الذين خبثت طينتهم وعمهم النفاق فهم العدو للقائم (ع) الأول وثورته في حال الاستخلاف والتمكين إذا لم يكشفهم الله عز وجل بهذا الامتحان الصعب
ولولا الامتحان الذي أراده الله لقوم نوح (ع) لما حصل التمكين والاستخلاف لنبي الله نوح في الأرض كذلك القائم (ع) إذ لو لم يكن هناك امتحان لتمييز وغربلة الناس قبل قيام الإمام لا يكون الذي يريده الله عز و جل
والحمد لله رب العالمين


من مواضيع : اقتربت الساعة 0 كشف اللثام عن سبب تأخر قيام الامام ج3

اقتربت الساعة
عضو جديد
رقم العضوية : 50815
الإنتساب : May 2010
المشاركات : 4
بمعدل : 0.00 يوميا

اقتربت الساعة غير متصل

 عرض البوم صور اقتربت الساعة

  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : اقتربت الساعة المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي كشف اللثام عن سبب تأخر قيام الامام ج1
قديم بتاريخ : 05-02-2012 الساعة : 11:51 AM


بـــــــــــــسم الله الرحـــــــــــمن الرحــــــــــــــيم

اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهم وهلك أعدائهم
إن للإمام المهدي عليه السلام غيبتان إحداهما سميت بالصغرى و قد امتدت على مدى سبعين عاما و الثانية سمية بالكبرى التي ما زالت مستمرة ، وكلتا الغيبتين كان فيهن الإمام غائبا عن أعين الناس ، مما خلق و ما زال علامة استفهام عن سبب هذا الغياب و قد تعددت النظريات و الأقوال حول سبب غيابه عليه السلام و قد ذكر الأئمة عليهم السلام الأسباب الموجبة لهذه الغيبة و نحن هنا سوف نقوم بطرح الفهم الصحيح لغيبة الإمام المهدي عليه السلام والتي لم يقل بها ولم يتوصل لها الفقهاء والباحثين في قضية الإمام المهدي عليه السلام وسنبين السبب الحقيقي لغيبة الإمام المهدي عليه السلام لكي يدرك المنتظرون روح الزمان الذي يعيشون فيه، و يتعرفون على
كنه الوظيفة المنوطة بهم في عصر الغيبة

{ السبب الأول - خوف الإمام (ع) على نفسه }


عللت بعض الروايات الواردة عن أل محمد (ع) سبب غيبة الإمام المهدي(ع) خوفه على نفسه من القتل وهذا ما يقوله الإمام الصادق (ع) فقد جاء عنه انه قَالَ (
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) لا بُدَّ لِلْغُلامِ مِنْ غَيْبَةٍ فَقِيلَ لَهُ وَ لِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ يَخَافُ الْقَتْل)
أقول يفهم من كلام النبي الأكرم (ص) إن الحجة المفروض طاعته من قبل الله عز وجل إذا خاف على نفسه من القتل جاز له الاستتار والغيبة وهذا حصل لكثير من الأنبياء والرسل قبله الذين استتروا عن أممهم ومنهم أبا القاسم (ص) حين اختبأ في الغار خوفاً من إن يقتله المشركين وكذلك النبي موسى عليه السلام حين غاب من القوم الظالمين كان خوفه على نفسه من قتل وحكى الله عز وجل قصته في القران الكريم فقال تعالى {
فخرج منها خائفا يترقب قال رب نجني من القوم الظالمين}
وعلى ضوء كلام النبي الأكرم (ص) تكون القاعدة العامة والشرط لظهور الحجة للناس علنا هو ضمان سلامة الحجة والأمان على نفسه من القتل إما إذا كان ظهوره يؤدي إلى قتله بدون أي فائدة وليس في ظهوره سلامةً له فلا داعي لظهوره للناس علناً والاستتار له أفضل من أن يقتل من غير إكمال مهمته الإصلاحية أما إذا توفر له سبب البقاء على قيد الحياة وكان هناك أمل كبير بإكمال المهمة الموكل بها دون القتل لجاز ظهوره بين ظهراني الناس علنا ولا يظن ضان إن الأنبياء والرسل يخافون على أنفسهم من القتل لأجل البقاء في الدنيا أو لأجل الخوف من الموت حاشاهم بل خوفهم على عدم إكمال المهمة التي ألقيت على عاتقهم وخوف الإمام الحجة عليه السلام على نفسه كخوف النبي موسى عليه السلام من قبله من القتل وهذا ما بينه الإمام الصادق عليه السلام فقد قال للمفضّل بن عمر {
إذا قام القائم تلا هذه الآية: ( ففررتُ منكم لمّا خِفْتُكُم )
وعنه عليه السلام في رواية أخرى قال {
كأني بالقائم ع على ذي طوى قائما على رجليه حافياً يرتقب بسنة موسى ع حتى يأتي المقام فيدعو فيه } بحار الأنوار ج52 ص196
والمهم في هذه الرواية التي ذكرها رسول الله (ص) والتي هي محل البحث امرأ سوف أسلط عليه الضوء أكثر وهو تعليل النبي الأكرم (ص) لسبب غيبة الإمام (ع) طيلة هذه القرون الطويلة ومدى ارتباط سبب الغيبة بنا نحن الذين ندعي إننا شيعتهم عليهم السلام
وقبل البت في هذا
الأمرأقولإنمن رحمت الله وعدلهإنلا يتركالأرضمن غير حجة ولو للحظة واحدة وهذاما بينه محمد والالطيبينفيأكثرمن رواية
حيث جاء الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلاءِ قَالَ (
قُلْتُ لأبي عَبْدِ الله عَلَيْهِ السَّلام تَكُونُ الأرض لَيْسَ فِيهَا إِمَامٌ قَالَ لا قُلْتُ يَكُونُ إِمَامَانِ قَالَ لا إِلا وَأَحَدُهُمَا صَامِتٌ)
و عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عَلَيْهِ السَّلام) قَالَ (
مَا زَالَتِ الأرض إِلا وَلله فِيهَا الْحُجَّةُ يُعَرِّفُ الْحَلالَ وَالْحَرَامَ وَيَدْعُو النَّاسَ إِلَى سَبِيلِ الله)
و عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلاءِ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عَلَيْهِ السَّلام) قَالَ (
قُلْتُ لَهُ تَبْقَى الأرض بِغَيْرِ إِمَامٍ قَالَ لا)
و عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَحَدِهِمَا ( عَلَيْهما السَّلام ) قَالَ (
قَالَ إِنَّ الله لَمْ يَدَعِ الأرض بِغَيْرِ عَالِمٍ وَلَوْ لا ذَلِكَ لَمْ يُعْرَفِ الْحَقُّ مِنَ الْبَاطِلِ)
وعَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عَلَيْهِ السَّلام) (
قَالَ إِنَّ الله أَجَلُّ وَأَعْظَمُ مِنْ أَنْ يَتْرُكَ الأرض بِغَيْرِ إِمَامٍ عَادِلٍ)
و عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أبي جعفر (عَلَيْهِ السَّلام) قَالَ (
قَالَ وَالله مَا تَرَكَ الله أَرْضاً مُنْذُ قَبَضَ آدَمَ (عَلَيْهِ السَّلام) إِلا وَفِيهَا إِمَامٌ يهتدي بِهِ إِلَى الله وَهُوَ حُجَّتُهُ عَلَى عِبَادِهِ وَلا تَبْقَى الأرض بِغَيْرِ إِمَامٍ حُجَّةٍ لله عَلَى عِبَادِهِ)
نستخلص من الروايات الشريفة أمر مهم وهو إن الأرض لا تخلوا من حجة لله على أرضه منذ رفع ادم والى قيام الساعة وإذا رفع الإمام ساخت الأرض بأهلها وبطبيعة الحال يجب أن يكون الحجة المنصب من قبل الله عز وجل ظاهراً وليس غائبا حتى تكتمل النعمة والفائدة للناس وهذا لا يكون إلا بظهور الحجة المنصب للناس علناً
إذا لماذا غيب الله عز وجل كثير من أنبيائه وحججه عن الخلق في كثير من الأوقات
و لماذا غاب الإمام المهدي (ع) عن الناس وهو الحجة لله على عبادة والله عز وجل يقول إني لم اترك الأرض بلا حجة منذ إن خلق ادم والى قيام الساعة ومن لطف الله ورحمته وكرمه أن يكون الحجة ظاهر للناس ومقتضى عصمة الإمام أن لا يغيب عن دوره في هداية الناس إلى الحق
الجواب
- إن ظهور الحجة أو غيابه عن الخلق يعتمد على أمر مهم إلا وهو الاستحقاق فإذا كان الناس مستحقين النعمة فسيظهرها الله لهم أما إذا كانوا غير مستحقين لها فسيرفعها عنهم حتما ومن المعلوم إن اكبر نعمة انزلها الله على الخلق هي نعمة الإمام
فقد جاء في كتاب الكافي ( ص - 217) عن الاصبغ بن نباته قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام)
ما بال أقوام غيروا سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعدلوا عن وصيه؟ لا يتخوفون أن ينزل بهم العذاب، ثم. تلا هذه الآية: ( ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار) إبراهيم ثم قال: نحن النعمة التي أنعم الله بها على عباده، وبنا يفوز من فاز يوم القيامة)
وعن الهيثم بن واقد، عن أبي يوسف البراز قال: تلا أبو عبد الله (عليه السلام) هذه الآية: ( واذكروا آلاء الله )
قال: أتدري ما آلاء الله؟ قلت: لا، قال: هي أعظم نعم الله على خلقه وهي ولايتنا)
وعن عبد الرحمن بن كثير قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام)، عن قول الله عز و جل: ( ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا ) الآية، قال:
عني بها قريشا قاطبة الذين عادوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ونصبوا له الحرب وجحدوا وصية وصيه)
وبطبيعة الحال فان الناس إذا لم يشكروا النعم التي انعم الله عز وجل بها عليهم ولم يؤدوا حقها فسيرفعها عنهم حتماً وإذا أغضبوا الله عز وجل وأعرضوا عنه وعن أوليائه الذين انعم عليهم بهم فانه سوف يرفع هذه النعمة العظيمة التي لم يقدروها ولم يشكروها عنهم لا محال ولأجل ذلك قال الإمام الصادق عليه السلام (
إذا غضب الله تبارك وتعالى على خلقه نحانا من جوارهم) أصول الكافي ج1 ص343 وقال (ع) ( إن الله إذا كره لنا جوار قوم نزعنا من بين أظهرهم)
 
والنتيجة ان عدم الاستحقاق هو السبب الذي جعل أكثر حجج الله يضطرون للاختفاء والغيبة عن أعين الناس
وهو قولهم (ع) (
ولم تخل الأرض منذ خلق الله آدم عليه السلام من حجة فيها ، ظاهر مشهور أو غائب مستور ، ولا تخلو إلى أن تقوم الساعة من حجة لله فيها ، ولولا ذلك لم يعبد الله) بحار الأنوار
إن نعمة الإمامة قد حرمة منها المخالفون لإل محمد وشيعتهم لأنهم أصلا لم تنزل عليهم هذه النعمة لأنهم لم يؤمنوا بالأئمة بعد رفع رسول الله (ص ) إلى جوار ربه فيكون المقصودين في رفع النعمة عنهم هم الشيعة خصوصا فهم الذين انعم الله عليهم بهذه النعمة العظيمة فقط
وليس هنالك أي سبب أخر لغيبة الإمام المهدي عليه السلام إلا عدم استحقاق الناس لهذه النعمة فقد جاء في كتاب ( غيبة النعماني 210- 211) ما يبين المضمون أكثر أن شخصا قال للإمام الصادق عليه السلام (
جعلت فداك، إني والله أحبك، وأحب من يحبك، يا سيدي ما أكثر شيعتكم. فقال له: اذكرهم. فقال: كثير, فقال: تُحصيهم؟ فقال: هم أكثر من ذلك. فقال أبو عبد الله (ع): أما لو كملت العدة الموصوفة ثلاثمائة وبضعة عشر كان الذي تريدون... فقلت: فكيف أصنع بهذه الشيعة المختلفة الذين يقولون إنهم يتشيعون؟ فقال (ع): فيهم التمييز،
وفيهم التمحيص، وفيهم التبديل، يأتي عليهم سنون تفنيهم، وسيف يقتلهم، واختلاف يبددهم ... الخ
)
وهنا يوضح الإمام الصادق عليه السلام إن نعمة الإمامة رفعت عن الشيعة بسبب عدم طاعتهم لإمامهم وعدم اكتراثهم به عليه السلام ويصف الإمام الصادق عليه السلام بدقة سر غيبة الإمام المهدي (ع) ببيانه شرط ظهور الإمام المهدي عليه السلام وهو عدد الأنصار أل ( 313) فإذا اكتمل للإمام هذا العدد وهو ثلاثمائة وبضعة عشر وجـب عليه القيام وإذا لم يكتمل هذا العدد فان الغيبة ستطول إلى ما شاء الله ولا يفهم من كلام الإمام الصادق (ع) إلا إن أكثر الذين يدعون إنهم شيعة ومحبيه معرضين عنه عليه السلام وليس بمؤهلين لاستقبال النعمة العظمى وهو الإمام المهدي عليه السلام ويبين الإمام (ع) إن الكثيرة من الذين يدعون أنهم أوليائه وشيعته هم بالباطن كاذبون ومنافقون وغير مؤهلين لاستقبال الإمام (ع) بدليل قول الإمام الصادق للسائل عندما قال له ما أكثر شيعتك وهو يظن -أي السائل- إن كل من يطلق عليه اسم شيعي فهو مؤمن وهو شيعي لإل محمد عليهم السلام وان الشيعة كلهم مؤمنون وإنهم كثيرون وتصور إن القضية بالكثرة وليس بالنوعية فقال له الإمام الصادق (ع) (
هل تحصيهم) فان الإمام يستنكر إن يكون له شيعته كثيرون والدليل قول الإمام (أما لو كملت العدة) ومعنى كلام الإمام إنه لو وجد في الشيعة هذا العدد، أي إل(313) لتحقق الفرج لهم، وعندما فهم السائل كلام الإمام إن الأكثرية من الشيعة سوف يسقطون من خلال الامتحان والغربال قال للإمام ( فكيف أصنع بهذه الشيعة المختلفة الذين يقولون إنهم يتشيعون) اخبره الإمام (ع) أن الأعداد الكبيرة سيجري عليها التمييز والتمحيص والتبديل، وغيرها، ونتيجة هذه الأمور سينكشف زيف ادعاؤهم، وسيخرجون من دائرة التشيع ولبيان المضمون أكثر فالنقرء الروايتين الشريفتين
فقد ورد عن أبي عبد الله (ع)، إنه قال: (
مع القائم (ع) من العرب شئ يسير. فقيل له: إن من يصف هذا الأمر منهم لكثير. قال: لابد للناس من أن يُميّزوا ويغربلوا، وسيخرج من الغربال خلق كثير) (غيبة النعماني212).
والعرب المقصودين هنا ليس عامة المسلمون بدليل قول السائل -
من يصف هذا الأمر- ولا يصف هذا الأمر إلا المؤمنون بأمر الأئمة عليهم السلام
وهذا الرواية تبين المقصود أكثر وضوحا فقد ورد عن أبي جعفر (ع): (
لتُمحصنّ يا شيعة آل محمد تمحيص الكحل في العين، وإن صاحب العين يدري متى يقع الكحل في عينه ولا يعلم متى يخرج منها، وكذلك يصبح الرجل على شريعة من أمرنا، ويمسي وقد خرج منها، ويمسي على شريعة من أمرنا، ويصبح وقد خرج منها)
(غيبة النعماني214)
في الحديث الأول يبين الإمام إن أكثر القائلين بالإمام المهدي سوف يخرجون من دائرة الولاية على اثر الامتحان والحديث الثاني يصور الإمام الحالة بدقة ووضوح أكثر إذ يبين إن أكثر شيعة أل محمد سوف يسقطون في الامتحان والنتيجة سوف يخرج أكثر الذين يدعون التشيع من دائرة التشيع والعياذ بالله
وهنا أقول : إذا لم يشعر الناس بعظيم جرمهم ويستغفروا الله عز وجل على عدم شكرهم لنعمة إمامهم الغائب عنهم مدى هذه القرون الطويلة ويراجعوا أنفسهم ويرجعوا إلى طاعة الله وطاعة الإمام المهدي (ع) ويخلعوا كل بيعة لدنيا أو أولاد أو أموال أو جاه ويخلعوا بيعة كل شخص دون الإمام المهدي (ع) ويكفروا عن ذنبهم وعن سنين الغفلة التي أنستهم إمامهم ويكفروا عن ذنبهم في غيبة إمامهم و إعراضهم عنه وإقبالهم على الدنيا وعلى عبادة النفس وشهواتها وعبادة الشيطان والطاغوت وعبادة فقهاء السوء الذين نصبوا أنفسهم أئمة في مقابل الأئمة من أل محمد ويطيعونهم أكثر من طاعتهم لله وللإمام الحجة (ع)فان غيبة الإمام (ع) ستطول وبلائهم سيدوم وغضب الله عليهم سوف يشتد ويكون حالهم كحال بني إسرائيل حين وصفهم الإمام الصادق (ع) وشبه بينهم وبين الذين غيبوا إمامهم من الشيعة فقال (
أوصى الله تعالى إلى إبراهيم عليه السلام انه سيولد طفل لسارة فقالت( ألد وأن عجوز) فأوحى إليها إنها ستلد ويعذب أولادها بردها الكلام عليّ . قال : فلما طال على بني إسرائيل العذاب ضجوا وبكوا إلى الله أربعين صباحاً فأوحى الله إلى موسى وهارون ليخلصهم من فرعون فحط عنهم سبعين ومائة سنة فقال الصادق {عليه السلام} : هكذا انتم لو فعلتم لفرج الله عنا،فأما إذا لم تكونوا فأن الأمر ينتهي إلى منتهاه) إلزام الناصب 1 ص415 ط1
إذا إخوتي المؤمنون إن السبب الحقيقي في غيبة الإمام ليس الخوف على نفسه بل إعراض الأمة عنه روحي له الفداء وقلة عدد أنصاره هو السبب الحقيقي وإذا وجد له أنصار لنتفى عنه سبب القتل لأنهم سيكونون هم الدرع الواقي له وهذا سيكون عندما يكتمل له العدد المطلوب فانه عليه السلام سيعلن قيامه ولن تستطيع أكبر قوى في العالم أن تصل أليه بل هو سيحكم العالم بقوة أنصاره كما قال الإمام الصادق عليه السلام فقد جاء عن صالح بن سعد عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله ( لو أن لي بكم قوة أو أوي إلى ركن شديد )
قال الإمام الصادق - القوة – القائم- والركن الشديد ثلاث مائة وثلاثة عشر أصحابة ) بحار الأنوار ج 12 ص 170
يتبع باقي الاجزاء في الحلقات القادمة
والحمد الله رب العالمين


من مواضيع : اقتربت الساعة 0 كشف اللثام عن سبب تأخر قيام الامام ج3

الصورة الرمزية melika
melika
شيعي حسيني
رقم العضوية : 480
الإنتساب : Oct 2006
المشاركات : 18,076
بمعدل : 2.76 يوميا

melika غير متصل

 عرض البوم صور melika

  مشاركة رقم : 4  
كاتب الموضوع : اقتربت الساعة المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 06-02-2012 الساعة : 02:41 AM


اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى أبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليا وحافظا وقائدا وناصرا ودليلا وعينا حتى تسكنه ارضك طوعا وتمتعه فيها طويلا وهب لنا رأفته ورحمته ودعائه وخيره برحمتك ياارحم الراحمين العجل العجل يامولاي ياصاحب الزمان العجل العجل يامولاي ياصاحب الزمان العجل العجل يامولاي ياصاحب الزمان (اللهم عجل لوليك الحجة بن الحسن عليه السلام)

بارک الله بکم ووفقکم لکل خیر..

من مواضيع : melika 0 سلیمانی فینا ونحن ....................فیه
0 بكل وقاحة ... أكاديمي كويتي يحرّض السعودية للتدخل عسكرياَ في العراق !
0 استنكار شديد لاستهتار شاعر سعودي بالقرأن الكريم
0 هنیئا لکل العرب والمسلمین ...
0 هذه الفيتامينات تعزّز القدرات العقلية…لا تهملوها!

الصورة الرمزية نرجس*
نرجس*
شيعي حسيني
رقم العضوية : 45442
الإنتساب : Nov 2009
المشاركات : 20,041
بمعدل : 3.70 يوميا

نرجس* غير متصل

 عرض البوم صور نرجس*

  مشاركة رقم : 6  
كاتب الموضوع : اقتربت الساعة المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 09-02-2012 الساعة : 03:14 PM


موضوع رائع ومتميز شكراً اخي الكريم على الطرح الرائع


تقبل مروري

تحياتي

توقيع : نرجس*
قد تكون النهايه قريبة جداً

فـ سأمحوني
من مواضيع : نرجس* 0 اربعة اشياء تمرض الجسم
0 لاتترك شخص محتاج اليك فربما انت اخر مالديه من امل
0 إحصاء عن ثورة كر بلاء
0 وأشــــــــــرقت الأرض بنور ربــــــــــــها
0 أنا شيعي يهنئكم بميلاد الحجة ابن الحسن عليه السلام
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
---


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 01:51 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية