|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 82198
|
الإنتساب : Aug 2015
|
المشاركات : 859
|
بمعدل : 0.25 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الثقافي
إنّ حديث الباب ذو شجون ** بما جنت به يد الخؤون
بتاريخ : 15-11-2024 الساعة : 04:27 PM
لهفي لها لقد أُضيع قدرها ** حتّى توارى بالحجاب بدرها
تجرّعت من غصص الزمان ** ما جاوز الحدّ من البيان
وما أصابها من المصاب ** مفتاح بابه حديث الباب
إنّ حديث الباب ذو شجون ** بما جنت به يد الخؤون
أيهجم العدا على بيت الهدى ** ومهبط الوحي ومنتدى الندى
أيُضرم النار بباب دارها ** وآية النور على منارها
وبابُها باب نبيّ الرحمة ** وباب أبواب نجاة الأُمّة
بل بابها باب العليّ الأعلى ** فثمّ وجه الله قد تجلّى
ما اكتسبوا بالنار غير العار ** ومن ورائه عذاب النار
ما أجهل القوم فإنّ النار لا ** تطفئ نور الله جلّ وعلا
لكن كسر الضلع ليس ينجبر ** إلّا بصمصام عزيز مقتدر
إذ رضّ تلك الأضلع الزكية ** رزية لا مثلها رزية
ومن نبوع الدم من ثدييها ** يُعرف عظم ما جرى عليها
وجاوزوا الحدّ بلطم الخد ** شلّت يد الطغيان والتعدّي
فاحمرّت العين وعين المعرفة ** تذرف بالدمع على تلك الصفة
ولا تزيل حمرة العين سوى ** بيض السيوف يوم ينشر اللوا
وللسياط رنّة صداها ** في مسمع الدهر فما أشجاها
والأثر الباقي كمثل الدملج ** في عضد الزهراء أقوى الحجج
ومن سواد متنها اسودّ الفضا ** يا ساعد الله الإمام المرتضى
ووكز نعل السيف في جنبيها ** أتى بكلّ ما أتى عليها
ولست أدري خبر المسمار ** سل صدرها خزانة الأسرار
وفي جنين المجد ما يدمي الحشا ** وهل لهم إخفاء أمر قد فشا
والباب والجدار والدماء ** شهود صدق ما بها خفاء
لقد جنى الجاني على جنينها ** فاندكّت الجبال من حنينها
أهكذا يُصنع بابنة النبي ** حرصاً على الملك فيا للعجب
أتمنع المكروبة المقروحة ** عن البُكا خوفاً من الفضيحة
بالله ينبغي لها تبكي دماً ** ما دامت الأرض ودارت السما
لفقد عزّها أبيها السامي ** ولاهتضامها وذلّ الحامي
أتستباح نحلة الصديقة * وإرثها من أشرف الخليقة
كيف يردّ قولها بالزور * إذ هو ردّ آية التطهير
أيؤخذ الدين من الأعرابي * وينبذ المنصوص في الكتاب
فاستلبوا ما ملكت يداها * وارتكبوا الخزية منتهاها
يا ويلهم قد سألوها البيّنة * على خلاف السنّة المبيّنة
وردّهم شهادة الشهود * أكبر شاهد على المقصود
ولم يكن سدّ الثغور عرضاً * بل سدّ بابها وباب المرتضى
صدّوا عن الحقّ وسدّوا بابه * كأنّهم قد أمنوا عذابه
أبضعة الطهر العظيم قدرها * تُدفن ليلاً ويُعفى قبرها
ما دفنت ليلاً بستر وخفا * إلاّ لوجدها على أهل الجفا
ما سمع السامع فيما سمعا * مجهولة بالقدر والقبر معا
يا ويلهم من غضب الجبّار * بظلمهم ريحانة المختار
الشاعر الشيخ محمد حسين الإصفهاني
|
|
|
|
|