عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية khaledkrom
khaledkrom
المستبصرون
رقم العضوية : 39892
الإنتساب : Aug 2009
المشاركات : 435
بمعدل : 0.08 يوميا

khaledkrom غير متصل

 عرض البوم صور khaledkrom

  مشاركة رقم : 8  
كاتب الموضوع : تشرين ربيعة المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي الشيعة وعبد الناصر
قديم بتاريخ : 08-12-2009 الساعة : 12:21 AM


الشيعة وعبد الناصر
محمد سعيد الطريحي


منذ قدوم السيدة زينب إلى مصر، احتضن المصريون أغصان الدوحة الطاهرة من آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، تعلقوا بهم وهم أحياء بينهم، وحفظوا سيرتهم بعد رحيلهم، و أضفوا مكنونهم الثقافي والروحي على صفاتهم، واقتدوا بهم، وشهدت مصر الفاطمية عصراً من أزهى عصورها الإسلامية، وتأسس الأزهر الشريف، ودار الحكمة الفاطمية، ولا تزال إنجازات الفاطميين الروحية في قبب مصر و منائرها وعمائرها وشوارعها وتقاليد أبنائها وأعيادهم ومواسمهم وامثالهم، لم تغير منها توالي الإعصار والدهور، ومنذ أن نكبت مصر بزوال حكمهم سنة 567هـ (1171م) لم تشهد (قاهرة المعز لدين الله الفاطمي) عصراً أعظم من عصر عبدالناصر انفتاحاً على الشيعة ورغبة صادقة في التقارب المذهبي ولا أدل على ذلك من الفتوى التاريخية لشيخ الأزهر الراحل محمود شلتوت في الاعتراف بالشيعة مذهباً خامساً للإسلام إضافة إلى مواقف عبد الناصر وعلاقته الحميمة بزعماء الشيعة ودعمه لقضاياهم في العراق وإيران والشام وأمريكا، وقد بادله الشيعة حباً بحب واستمرت قياداتهم الدينية على صلة وثيقة به حتى وفاته.
وفي هذه السلسلة من الأبحاث نلقي الضوء على العلاقة بين الجانبين وقد نمت واضطردت على مر السنين حتى تحقق للشيعة في أيامه ما لم يتحقق من آمالهم في بلدان هم فيه أكثرية.
وفي هذه الحلقة نبحث الواقعة التاريخية لتظاهرات النجف البطولية انتصارا لمصر العروبة والإسلام بعد تعرضها للعدوان الثلاثي عام 1956.
موقف الشيعة من العدوان الثلاثي على مصر

عرف الشيعة بمواقفهم المشهودة في الدفاع عن قضايا امتنا العادلة، وهناك شواهد كثيرة تدل على تضحياتهم ودعمهم لحركات التحرر والاستقلال والوثبات الوطنية في العراق والوطن العربي والعالم الإسلامي، ومن ذلك مواقفهم من المحتلين البرتغال ومن بعدهم الإنجليز في الهند وموقف الداعم لصد الغزو الروسي والإنجليزي لإيران والغزو الإيطالي لليبيا والغزو الفرنسي للمغرب والجزائر، وفي العراق حركتهم ضد الاحتلال الإنجليزي وهو ما يزال يتحرك في خليج البصرة بعد أن وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها سنة 1914 فقامت على يدهم وبمساعدة إخوانهم الكرد وحرب الشعيبة ضد المحتلين، ومن بعدها شهدت النجف انتفاضتها في 19 آذار 1918 ضد الإنجليز وطردتهم من النجف ثم اندلعت ثورة العشرين تلبية لنداء المراجع الدينية الذي جاء منسجماً مع الروح الوطنية التي سادت جميع أنحاء العراق، ولا ننسى فتاوى العلماء المساندة لحركة رشيد عالي الكيلاني سنة 1941 ، تلك الوثبة التي كان هدفها إبعاد المحتل الغاصب وأعوانه من ارض الوطن، وما أن حدثت محنة مصر المعروفة عام 1956 ومواجهتها الباسلة للعدوان الثلاثي إلا وكان وقع المحنة شديداً على المسلمين في جميع القارات وكان الاستياء عاماً في صفوفهم ، وكعادة (النجف الاشرف) فإنها كانت سباقة للتنديد بهذا العدوان، فصدرت فتاوى العلماء التي توجت الجهاد من اجل مصر، وقامت التظاهرات الكبرى وتجمع المؤمنون للتبرع والتطوع لمصر، وكانت (حوادث النجف) التي ذكرها غير مرة الرئيس عبد الناصر وشكرها على موقفها المساند، وكانت الشرارة الأولى لاندلاع التأييد الشعبي العراقي الذي هز العراق من جنوبه إلى شماله لا تنديداً بالعدوان وحسب وانما للمطالبة بسقوط حكومة نوري السعيد وموقفها المخزي المساند للعدوان لارتباطها بحلف بغداد.
ففي صبيحة يوم 26-11-1956 حصل العدوان الثلاثي على مصر ولم تمض ساعات على سماع أبناء النجف الخبر حتى خرجت جماهير المدينة متظاهرة في شوارع المدينة ومنددة بالعدوان، ورفعت شعارات التنديد بسقوط بريطانيا وفرنسا و(إسرائيل) وسرعان ما كانت الشعارات موجهة لنوري السعيد وحكومته وردد الطلاب (الموت لنوري)، وكان طلبة ثانوية الخورنق ومتوسطة السدير في مقدمة المتظاهرين الذين اجتمع عليهم خلال المسير آلاف من أبناء الشعب من رجال دين وكسبة وعمال واتجهت المظاهرة إلى السوق الكبير فأغلق التجار محلاتهم احتراماً وتضامناً مع المظاهرة، وفي اليوم الثاني استمرت المظاهرات لكن قوات الشرطة كانت قد ملأت شوارع النجف استعداداً لقمع المتظاهرين وتخويفاً لهم، لكن الطلبة واجهوا الرصاص يدون خوف ولا وجل، ومن بين قادة المتظاهرين الأستاذ أحمد الحبوبي النجفي وكان في حينها رئيساً لفرع حزب الاستقلال في النجف وممثلاً لجبهة الاتحاد الوطني في النجف (ومقرها بغداد) وبحسب الذكريات التي دونٌاها عن الأستاذ الحبوبي ، فانه يتذكر إن في مقدمة أولئك الشباب الذين واجهوا بصدورهم إرهاب الشرطة :
مهدي محسن بحر، حسين كمونة، علي كمونة، عبد الأمير مدٌيد، حسون مدٌيد، عبد الأمير عمارة، حمد الوائلي، سمير الحلو، أمير الحلو، باقر السلامي، جواد الغراوي، خضر الساعدي، جودي الساعدي، باقر الفاضلي، حاتم راضي، خضير العنبوري، محمد الحبوبي، علي الحبوبي، محسن البهادلي، عبد الأمير الوائلي، كاظم المقرم، محمد علي المقرم، حسن الجصاني، حسين الجصاني، صادق الجصاني، علي الحلو، هاشم الطالقاني، فاضل مرضي، عبدالاله النصراوي، عباس الجابري، كاظم كلو، عزيز الشيخ راضي، جبر الحداد، مفيد الجابري، جعفر الطيار، فاهم العامري، عبدالرسول العبايجي، عبد الأمير الطرفي، وقد أصيب بعضهم بجروح، لكن التظاهرة وصلت إلي الصحن الشريف، وفي اليوم الثالث قامت الشرطة بتطويق مدرستي الخورنق والسدير ومنعت الطلاب من الخروج وكان مدير الشرطة على رأس هذه القوات قد أعطى أمره باطلاق الرصاص على المتظاهرين .
وهنا استشهد بكلام قاضي تحقيق النجف السيد باقر كمال الدين الذي شهد الأحداث بنفسه حيث ذكر إن معاون الشرطة مع عدد من أفراد الشرطة قام بكسر قفل باب متوسطة الخورنق ودخلوا عنوة إلى المدرسة (وكان طلابها يهتفون ضد العدوان) ولما دخلوا المدرسة كانت شرطة الأمن كلها مسلحة بالهراوات والمسدسات والخناجر وكل واحد يحمل ثلاث أشكال من السلاح ، واخذوا يرمون الطلاب بالرصاص ويضربونهم بالخناجر والهراوات ومن جراء ذلك جرح اثنان واربعون طالباً، أحد عشر منهم كانت جروحهم بليغة وارسلوا إلى مستشفى الفرات الأوسط والبعض ضمدوا في مستشفى النجف، واسماء الجرحى الخطرين: محمود حسين، مراد مويني، علي كريم، صبيح رسول، عبدالحسين عبدالمحسن، محمد كاظم الحبوبي، إبراهيم موسى، احمد عبد كافي، أمين عبد النبي، عبد الرزاق مهدي، علي سعيد، وأحد عشر طالباً كانت جروحهم نارية وكانت جروح بليغة، وتوفي في المدرسة عبد الحسين سبط آية الله السيد حسن الحمامي، وقد رأى قاضي التحقيق المذكور جثته وروى قصة استشهاده المؤثرة جداً، فقد ضربه أحد الشرطة بالمسدس فأصابته طلقة في رأسه من الجهة اليسرى وخرجت من آخر رأسه، وقد رأى مخه مبعثراً ومتناثراً في حرم المدرسة بعد أن سقط (الطالب الشهيد) من سبعة درجات تقريباً، وكانت رجله مشجة على الجدار والحرم المدرسي مليء بدمائه ، وما أن وصل خبر استشهاد الطالب المرحوم الشهيد عبد الحسين محمد جواد آل الشيخ راضي إلى عامة الأهالي خرج الجميع في تظاهرة كبرى منددين بالسلطة، والتحمت قوات الأمن مع الأهالي في محلات النجف المختلفة، وحل الخوف والفزع لدى الحكومة فأرسلت شرطة إضافية، قال الحسني: ( إنها جاءت بهم من أطراف الموصل بينها اليزيدي والشبكي والكردي ، وأوعزت إلى الجيش أن يحتل المدينة للسيطرة على الوضع العام ) وجاء في إفادة باقر كمال الدين : (( جاءت الشرطة من الشمال وكانت سرية بأمرة المعاون احمد صالح وفصيل آخر بأمرة المعاون صباح يعقوب وفصيل آخر بأمرة المعاون عبد الرحيم عريم ، وفصيل آخر بأمرة سيف الدين نوري )) قال (( وحول الصحن خرجت مظاهرة فقتل عبد الأمير ناصر الصايغ واموري بن علي الفيخراني )) وجرح شخص آخر ، وفي نفس اليوم استشهد الطالب الشهيد احمد علي الدجيلي من مدرسة السدير .
ويصف الحبوبي الحالة في النجف بهد هذه الحوادث قائلاً :
( وانقلبت الأوضاع وسيطر الناس على مقاليد الأمور وأغلقت الحوانيت أبوابها في السوق الكبير وسوق الحويش وسوق العمارة ، وكل دكاكين الشوارع فاختفى رجال الشرطة من الشوارع ولجأوا إلى السرايا وأغلقوا عليهم الأبواب خوفاً من غضب الجماهير ، وشكلت لجنة لإدارة شؤون البلدة وتيسير أمور التظاهرات والاحتجاج والحفاظ على أمن الناس ، وكان أحد أعضائها المرحوم الشيخ أحمد الجزائري نجل آية الله الشيخ عبد الكريم الجزائري ، وكان من مهام اللجنة أيضا :
1. استمرار التظاهرات والإضرابات لأطول مدة ممكنة لعل مدناً عراقية أخرى تحذو حذو النجف في ذلك ، وفعلاً امتدت التظاهرات إلى حوالي الشهرين ، وعمت بغداد التظاهرات والغضب ، كما امتد الاحتجاج على حوادث النجف إلى الألوية الشمالية كركوك واربيل والسليمانية والموصل ، وقامت تظاهرة كبيرة في الكوت ( الحي ) .
2. استمرار غلق أسواق وحوانيت النجف ( عدا المخابز ) ورفض بيع وشراء أية سلعة مهما كانت ، تضامناً مع الشعب المصري وإحراجا للحكومة وليشعر الناس بجدية العمل الوطني .
3. المحافظة على أمن النجف ومنع أية تجاوزات قد تحصل من جراء غياب قوات الأمن ، قد يستغله بعض ضعاف النفوس ولكن أمراً من هذا لم يحدث قط ، وكان كل النجفيين في مستوى القضية وأهميتها .
4. مواصلة الاتصال برجال الدين الأفاضل وعدم الانقطاع عنهم وتزويدهم أولاً بأول كل المستجدات .

وقد ذكر السيد باقر كمال الدين إن النجف لم تأبه للسلطة وقواتها مطلقاً ، وان الإضرابات والمظاهرات بالنجف دامت أكثر من شهرين ، وكانت بعض الأوقات تخرج ثلاث مرات صباحاً وظهراً وعصراً ، وحدث أن قتل في بعضها بعض الأفراد وجرح آخرون .
وتحدث السيد عبد الرزاق رجيب مدير المدرسة التي استشهد فيها أحد الطلاب في النجف أمام المحكمة العسكرية العليا الخاصة في 27-1-1959 عن شهادته ورؤيته لذلك الاعتداء حيث أكد المعلومات السابقة وذكر إن أعمار الطلاب المحاصرين لم تكن تتجاوز السادسة عشر وانهم هوجموا بوحشية بالغة وكان الشرطة يتتبعونهم من صف إلى آخر ، وصعد قسم من الطلاب إلى الطابق العلوي وهم جرحى ولكن الشرطة لاحقتهم وضربتهم بدون رحمة ، وان الإهانات والسب والشتم لحق بالمدرسين كذلك .
وفي اليوم المذكور أدلى قائمقام النجف _ أيام الحادثة _ بشهادته كذلك وهو السيد محمد حسن صادق والقى بلومه على الشرطة وخاصة معاون الشرطة وانه اتصل بحسين السعد وكان متصرفاً لكربلاء طالباً منه إخراج معاون الشرطة ، لكن المتصرف لم يكن متعاوناً ، وبعد يومين أرسل المعاون إلى كربلاء ونقل بعدها إلى كركوك ثم أحيل على التقاعد ، وان القائمقام كتب تقريراً بالحادثة قدمه إلى مجلس الوزراء الذي أنكر ما فيه ( بحسب قوله ) ولهذا طلب منه متصرف كربلاء الانصراف من النجف إلى المقدادية .
وأيد الحبوبي حكاية القائمقام المذكورة بعدم تعاون المنصرف مع أهل النجف ، إذ إن المتصرف المذكور طلب مشائخ النجف واحتجزهم في شغاثة ( عين تمر ) وكان منهم : الشيخ كردي عطية أبو كلل ، الحاج كَنيوي العكايشي ، شاكر شربة ، راضي الحاج سعد الحاج راضي ، نوري السيد سليمان والسيد حسين جريو وغيرهم .
ولما كان الموقف محرجاً للحكومة لعدم انصياع الأهالي لها ، فقد قامت بإرسال الوزير عبد الرسول الخالصي والشيخ محمد العريبي وآخرون لمقابلة رجال الدين في النجف ولتهدأة الأمور فيها ، ولما علمت اللجنة المشرفة بوصول هذا الوفد الحكومي عملت على إفشال مهمته ، وقد لعب دوراً كبيراً في ذلك الشيخ احمد الجزائري ( رحمه الله ) ، وفي أثناء زيارة للوفد قام وزير المعارف خليل كنة بمخابرة آية الله الشيخ عبد الكريم الجزائري فانهال الأخير عليه بكلام يحمله ويحمل الحكومة مسؤولية الجرائم التي وقعت في النجف ، وهكذا اسقط في يد الوفد الحكومي فانصرف خائباً ، واستمر الإضراب والتظاهر في النجف قائماً وديست كرامة الحكومة وانتهكت حرمة قوانينها ومزقت الأعلام التي كانت ترفرف على دوائرها فعمدت السلطة إلى القوة واطلقت النار غير مرة على المتظاهرين ، لكنهم كانوا غير مبالين بالمرة ، وكانت اللجنة على اتصال برئيس حزب الاستقلال الأستاذ محمد مهدي كبة وقد التقاه الأستاذ احمد الحبوبي لبحث ما آل إليه الوضع في النجف ، واخيراً قدم إلى النجف الوزير ضياء جعفر على رأس وفد وزاري والتقى بعلماء النجف ، وأمر العلماء بعد ذلك بفك الإضراب ورفع التظاهر وفتح الأسواق ، وبعد ثورة 14 تموز 1958 حملت المحكمة العسكرية العليا الخاصة الوزير الراحل سعيد قزاز مسؤولية ما حصل في النجف ، وبحثت المسألة مفصلاً في الجلسة الحادية والسبعون من القضية (22) باعتباره كان وزيرا للداخلية حينئذ وكان من الشهود عليه مجموعة منهم : صالح زكي مصلح قائد القوات للإدارة العرفية للمنطقة الرابعة عند العدوان الثلاثي على مصر ، وقد ورد في سير تلك المحاكمات وضمن قرار التجريم الصادر في 4 شباط 1959 مؤازرة السيد قزاز وتأييد للوحشية والفضاعة ( كذا ) التي تمت بها تلك الجرائم النكراء .
صدى العدوان على مصر في الشعر العربي

ما أن أعلنت فتاوى المراجع وترددت أنباء العدوان على مصر حتى انطلقت حناجر أبناء الأمة ، فالقى الخطباء وانشد الشعراء ، ولو جمع ذلك لألفت مجاميع رائعة من أدب الفداء العالي ، ومن بين تلك القصائد ما أنشده الشيخ محمد علي اليعقوبي الخطيب الحسيني ، ومما قاله :
لظى الحرب في ( مصر ) قد اوقدت ونافح ضرمتـــها ( ايدن )
فهب ( العراق ) وثار ( الحجــاز ) وساند ( سورية ) ( الاردن )
( ألندن ) تحمي الشعوب الضعاف وفيما ادعــت كذبت ( لندن )


وفيها يصف عبد الناصر :
( جمال ) حجـى ونهى فاتن وأي الجماليــن لا يفتن
تلذ المسامع فــي ذكـــره وتشتاق رؤيتــه الأعين
شرى عرة الشعب بالتضحيات ومن يشتري العز لا يغبن


وقال في قصيدة أخرى مادحاً عبد الناصر :
لقد صبرت ( مصر ) زمانا فجاءها زعيم على حمل الأذى لم يطق صبرا
يدبر بالفكر الســـديد أمورهــا ولم يبق رأيــاً للعـــدو ولا فكرا
يؤازره شعب به شـــــد أزره وأي غيـــور لا يشـــد له أزرا
وكم في مضاميـــر السياسة قبله رجال جـــرت للسبق لكنه أجرى
تسامى على الأبطال في الشرق قدره ولاعجب فالشرق فيـــه سما قدرا
كفى مصر فخراً يا ( جمال ) وعزة بأنك قد ألبستها العــــز والفخرا
ستجزى مساعيك الدهور بشكــرها وان كنت لا تبغي جزاءً ولا شكـرا
تقدم إلى العليا فخلفك أمــــــة تشاطرك السراء في الحرب والضرا
وليس الفتى من يذخر المال إنمـــا فتـى القوم من أمسى له شعبه ذخرا


وقال السيد محمد جواد فضل الله :
إيه ( جمال ) الفاتحين وحسبنـا أن تجتلى من فجرك الأنوار
هذي رؤياك ترف فـــي آفاقنا دنيا يخــر لمجدها الجبار
يا باعثاً روح النضال صـواعقاً فيها تصــدع للطغاة ديار
يا ناهضاً .. والمجد فـي أعتابه نام .. ومجد الخائنيـن بوار
هذي القناة يرف فـــي آفاقها علم تلوذ بظله الأحـــرار
واريت فيها للعروبة مـــوطناً تجني ثمار نبوغــه الأدوار

وثائق


بيان رسمي عن حوادث النجف
(حدثت في 24 من الشهر الجاري مظاهرة في النجف بتحريض فئة معينة اشترك فيها عدد من الطلاب والاهلين على نحو يخل بالأمن والسكينة العامة فاضطرت قوات الأمن إلى تفريقهم فاصيب عدد من أفراد الشرطة وبعض المتظاهرين باصابات مختلفة توفي على أثرها مع الأسف اثنان من الاهلين وهما : عبد الحسين الشيخ راضي وأحمد علي الدجيلي ، إن الحالة في النجف هادئة وتعود المدينة إلى استئناف حياتها الطبيعية كما إن التحقيقات تجري الآن في هذا الحادث المؤسف لاظهار المحرضين ومعاقبة المقصرين )
و. مدير التوجيه والإذاعة العام

برقيات علماء واعيان النجف إلى الملك بشأن النجف
جلالة الملك المعظم : حالة النجف مضطربة لإراقة دماء الأطفال الأبرياء داخل مدارسهم ، وهتك حرمتها ، ولا تهدأ إلا بانزال العقوبات الشديدة بالمعتدين ، عالجوا الوضع بالحل السريع قبل أن يتفاقم الأمر .
الشيخ عبد الكريم الجزائري

كان لهجوم الشرطة الوحشي على مدارس النجف وقتل الطلاب الأبرياء أعنف الأثر في النفوس عامة ، نطلب المبادرة إلى ازالة أسباب التوتر والضرب على أيدي المعتدين .
السيد حسين الحمامي

إن الاعتداء على أولادنا الأبرياء وهم في معاهدهم أوجب استياءنا وإثارة سخط الجميع ، أملنا بجلالتكم تلافي الوضع قبل فوات الأوان ومحاسبة المعتدين
الشيخ محمد كاظم الشيخ راضي

إن إراقة الدماء البريئة بشكلها الوحشي الفظيع في بلدنا المقدس لتدعو إلى القلق والاستنكار العظيمين ، ومن المؤسف إعفاء الحكومة عن ذلك كله وسلوكها طريق الإرهاب لعموم الطبقات .
السيد محسن الحكيم

إطلاق الرصاص على الأبرياء العزل في مدينة النجف المقدسة أثار سخط واستنكار الأوساط العلمية نأمل منكم معالجة الأمر ووضع حد لهذه الحوادث المؤلمة .
السيد علي بحر العلوم


برقية المحامين إلى الملك
روعت النجف بالعدوان الصارخ الذي حدث صباح أمس الأول عندما أطلقت الشرطة نيرانها على الطلاب الأبرياء في داخل المدارس والصفوف وان الأرواح البريئة التي راحت ضحية هذا العمل المتهور تدعونا أن نستنجد بجلالتكم التدخل لمحاسبة المسؤولين الذين أهانوا دور العلم واستهانوا بالقيم الأخلاقية وإيقاع العقوبات الرادعة وشفاء لغليل أمهات وآباء الشهداء وتطبيقا لخواطر نفوس هذه المدينة المنتهكة .
احمد الحبوبي المحامي عن خمسة عشر محام

الإمام عبد الحسين شرف الدين يقدم نفسه جندياً متطوعاً في صفوف جيش مصر والعروبة
أعلن الإمام عبد الحسين شرف الدين بواسطة مندوب ( وكالة أنباء الشرق الأوسط) في لبنان الذي زاره في مقره في صورة الفتوى التالية :
بسم الله الرحمن الرحيم
في هذه الفترة الحاسمة التي يمتحن بها الاستعمار مناعة الإنسان في الحرية وتقرير المصير ، في هذه الفترة التي يغزو بها الاستعمار مصر المجاهدة ، ابتهل إلى الله عز وعلا أن ينصر الحق ويزهق الباطل ، واناشد أخواني في الله تعالى ، علماء الدين في كل مكان أن يقولوا كلمتهم فتوى صارخة توقظ النائمين وتقيم القاعدين وتدفع إلى الدفاع عن معقل هو أعز معاقلنا ، تحت راية الحق يحملها جمال عبد الناصر الذي اصبح فكرة في عقولنا ، وخفقة في صدورنا ، وانساناً في عيوننا .
وأهيب بجميع أبناءنا في الله في المشرق والمغرب إلى الاشتراك في معركة تقرير المصير هذه ، واعلان الحرب على الاستعمار الذي جعل من شرعة حقوق الإنسان شريعة قراصنة وذؤبان ، يغدر بالوطن المؤمن الآمن فيتسور عليه جوه وأرضه ونيله ، ويلتحم معه ناباً مسموماً وظفراً لئيماً في حرب ابادة ، فيرى فيه الموطن العظيم شعبا وجيشا ورئيسا .
ألا وان الاستعمار الغربي يغزونا في عقر دارنا معتديا غاشما .
ألا وان من مات دون حفنة من تراب وطنه مات شهيدا .

كلية منتدى النشر تبرق للأزهر الشريف برقية الشيخ محمد رضا المظفر إلى شيخ الأزهر وبعض الجهات السياسية في مصر العربية
بسم الله الرحمن الرحيم
محافل النجف الاشرف تعج صارخة إليه تعالى بدعائها لإنقاذ مصر المسلمة وتبتهل إليه أن يأخذ بناصركم ويرفع لواءكم والقلوب تقطر دماً من الاعتداء الصارخ الذي تقوم به وحشية أعداء الإسلام والإنسانية ، والمسلمون في جميع البلاد يد واحدة في شد أزركم .
عميد كلية منتدى النشر النجف الاشرف تشرين الثاني 1956

بيان قائد القوات العسكرية المرابطة في بغداد يطلب من الأهالي التوقف عن الإضراب
إلى الشعب العراقي الكريم
في الوقت الذي تمر فيه البلاد بظروف دقيقة تتطلب منا توحيد الجهود وتضافرها لضمان نصرة القضية العربية ، تسعى بعض الفئات من حملة المبادئ الهدامة التي ما انفكت تعرقل هذه الجهود وتلك المساعي لإحباطها عابثة بأمن البلاد وسلامتها باندساسها بين صفوف الشعب بمختلف صفوفه ، مستغلة طيبة ضميرهم بتحريضهم لخلق المشاكل وبث روح الشغب والانشقاق فتؤثر على بعض ضعاف النفوس للقيام بالإضراب غير مبالية بما قد يولده ذلك من أثر سيئ على البلاد ورفاهية الفرد العراقي ، وبالتالي تعرض الأمن العام إلى الاضطراب والفوضى ، وليعلم الشعب العراقي الكريم بأننا استنادا إلى السلطة المخولة لنا كفيلون في المحافظة على الأمن والنظام العام باستخدام الطرق الناجعة للحد من تصرفات هذه الشرذمة من الهدامين وانزال اشد العقوبات بحقهم .
وعليه نحذر أفراد الشعب أرباب المهن واصحاب المحلات التجارية وغيرها بأنهم سيعرضون أنفسهم إلى نفس العقوبات في حالة استجابتهم لتلك التحريضات المقصود منها خلق الفوضى بإغلاق محلاتهم التجارية وغيرها أو أن يتقاعسوا عن الأخبار عن المحرضين وفق أحكام المادة (15) من مرسوم الإدارة العرفية رقم 18 لسنة 1935 على إن ذلك لا يمنع من توقيع عقوبة اشد حيث يقضي بها قانون العقوبات البغدادي أو القوانين الأخرى ، ولنا وطيد الأمل بأن لا ينصاع أفراد الشعب إلى تحريضات تلك الفئة بالانخداع بأقوالها التي تخفي وراءها النوايا الخبيثة ويقدروا المسؤولية الملقاة على عاتقهم باعتبارهم أفرادا في هذا المجتمع يعيشون به ويخبروا اقرب مركز شرطة للقبض عليها بإحالتها إلى المجلس العرفي العسكري لتنال عقابها .
قائد القوات العسكرية ببغداد
28 تشرين الثاني 1956



توقيع : khaledkrom
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : " الجاهلُ يظلم مَن خالطه، ويعتدي على مَن هو دونه،


من مواضيع : khaledkrom 0 فضائح الوهابية الصهيونية وليد إسماعيل أنموذجا" ج 3
0 خبر عاجل ..أخت سلفية حافظة للقرآن مصرية بنت قيادي!! تستبصر
0 عاجل وخطير لشيعية على الكرار صلوات الله عليه
0 فضائح الوهابية الصهيونية علاء سعيد أنموذجا" تهديد وكذب لأبتزاز شيعيى
0 هذا الفيديو عام. فضائح الوهابية الصهيونية ... علاء السعيد ووليد أسماعيل أنموذجا" ج2
رد مع اقتباس