|
شيعي فاطمي
|
رقم العضوية : 23528
|
الإنتساب : Oct 2008
|
المشاركات : 4,921
|
بمعدل : 0.82 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
نووورا انا
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 15-11-2009 الساعة : 01:58 AM
(أنظر مقام المهدي)
1422هـ
والشعر هذا مكتوب على لوحة وضعت فوق باب المقام من الداخل.
ط ـ موضع الشبّاك الحالي في داخل المقام: دأب الشيعة أن يضعوا في مقامات أئمّتهم (شبّاكاً) أو نحو ذلك وعلى جهة القبلة، فهذا مسجد السهلة ومقاماته، وكذلك مسجد الكوفة ومقاماته وغيرها من المقامات المشهورة عند الشيعة, لكنّ ما نراه الآن أنّ شبّاك هذا المقام يقع في ظهر القبلة بالنسبة للمصلّي في داخل المقام، وهذا يخالف القاعدة، وممّا يؤيّده قول الشيخ محمد بن قارون في حكاية أبي راجح الحمامي التي أوردناها في الباب الثالث (كان حاكم الحلّة المسمى مرجان الصغير كلّما يدخل هذا المقام يعطي ظهره القبلة الشريفة إذا جلس فيه، وعندما شاهد قضية أبي راجح الحمامي, تغيرت عقيدته, وصار يستقبل القبلة إذا جلس فيه) (أنتهى).
والحال أنّ في الوقت الحالي جميع الداخلين للمقام حالهم كحال هذا الحاكم في جلوسه الأوّل, لأنّ القبلة الشريفة كناية عن هذا الشبّاك الموضوع في جهة القبلة.
ظ ـ قول الراوي في حكاية ابن الخطيب التي أوردناها في الباب الثالث (وبتنً بأجمعهن بباب القبة) أي مجموعة النساء اللواتي كنّ يرافقن أم عثمان, والحال أنّ من يبيت الآن بباب القبّة ينام في وسط السوق لضيق المحل.
م ـ قول الشيخ الزهدري في حكايته الواردة في الباب الثالث من كتابنا هذا (وأنطبق عليً الناس حتّى كادوا أن يقتلونني, وأخذوا ماكان عليً من الثياب تقطيعاً وتنتيفاً يتبرّكون فيها, وكساني الناس من ثيابهم, ورجعت إلى البيت) والحال أنّ مساحة المقام الحالية لا تسع لدخول القليل من الناس فضلاً عن الكثيرمنهم كما وصفهم ابن الزهدري.
و ـ قول السيد حيدر آل وتوت في كتابه (المزارات ومراقد العلماء في الحلّة الفيحاء) إنّ هناك من أخبرني أنّ مساحة مقام الأمام المهدي عليه السلام المشار اليها قد تمّ اختصارها بسبب بناء الجامع المعروف بجامع الحلّة الكبير الذي يقام فيه خطبة الجمعة وصلاة الجماعة عند اخواننا السنة، حيث انضمّ قسم كبير من أرض المقام وأصبح ضمن الجامع.
وهذا يكفي لاثبات المساحة الأصلية للمقام.
(في ذكر مدرسة صاحب الزمان عليه السلام المجاورة للمقام) مما يعرفه كلّ باحث في تاريخ الحلّة وتراجم علمائها, أنّ اولئك العلماء الأعلام, لابد أن يكون لهم مدارس ومعاهد علمية يلقون فيها دروسهم ويحاضرون بها تلامذتهم, وينسخون فيها كتبهم, ولم يرد في التواريخ إحصاء دقيق لهاتيك المدارس والمعاهد العلمية, فلابدّ أن تكون مدرسة مقام صاحب الزمان عليه السلام والتي تقع بجانبه من جملة المدارس التي كانت تضم طلبة العلوم الدينية في الحلّة الفيحاء, وقد دلّت الأثار التي وقفنا عليها في بعض المخطوطات (كما أشرنا إليها سابقاً في الباب الأوّل من كتابنا هذا) على وجود مدرسة تعرف بـ(مدرسة صاحب الزمان)، ولا يختلج في نفس المتتبّع ريب أنّ مشاهير أعلام الحلّة ـ كابن إدريس وآل نما وآل طاووس والمحقّق والعلاّمة ـ كانوا يلقون دروسهم في هذه المدرسة, لبركتها وكونها متّصلة بمقام بقية الله الخلف المهدي عليه السلام. والآن نأتي على ماعثرنا عليه من التواريخ التي تخص تلك المدرسة المباركة:
التاريخ الأول:
قال ابن هيكل رحمه الله في حوادث سنة 636هـ: فيها عمَر الشيخ محمد بن نمَا الحلي بيوت الدرس إلى جانب المشهد المنسوب إلى صاحب الزمان عليه السلام بالحلّة السيفية وأسكنها جماعة من الطلبة.
أقول: يظهر من العبارة المذكورة آنفاً: ـ
أوّلاً: أنّ المدرسة كانت موجودة قبل هذا التاريخ أي (636هـ) وأنّ الشيخ الجليل محمد بن جعفر بن نمَا لم يكن هو المؤسّس, بل كان المعمر لها والساعي بتجديدها.
ثانياً: اهتمام العلماء الاجلاّء أمثال الشيخ ابن نّما بتلك المدرسة المباركة.
ثالثاً: يظهر من عظيم منزلتها أنّه لا يسكنها إلاّ الفقهاء من الطلبة.
التاريخ الثاني:
في بداية القرن الثامن صرّح ابو محمد الحسن بن ناصر الحدّاد العاملي وهو من تلاميذ العلاّمة الحلّي رحمه الله بكتابة كتابه (الدرّة النضيدة في شرح الابحاث المفيدة) مجاور مقام صاحب الزمان عليه السلام بالحلّة.
أقول: يظهر من عبارة التاريخ الأوّل أنّ ابن الحدّاد العاملي كتب مخطوطته بهذه المدرسة المجاورة للمقام، إذ أنّ معنى كلمتي جانب ومجاور واحد.
التاريخ الثالث:
في سنة 776هـ نسخ حسين بن محمد العراقي لابنه سعد الدين محمد كتاب (قواعد الأحكام) للعلامة الحلي رحمه الله وانتهى من نسخه غرّة جمادى الآخرة من تلك السنة في مدرسة صاحب الزمان عليه السلام.
التاريخ الرابع:
في سنة 786هـ قابل جعفر بن محمد العراقي نسخته من كتاب (قواعد الأحكام) للعلامة الحلي رحمه الله على نسخة صحيحة موجودة في مدرسة صاحب الزمان عليه السلام.
التاريخ الخامس:
في 16 شهر ربيع الاول سنة 957هـ نسخ بمدرسة صاحب الزمان عليه السلام كتاب (المختصر النافع) للمحقق الحلي رحمه الله.
في ذكر سدنة المقام اهتمّ الشيعة الإماميّة بمشاهد العترة الطاهرة, فبقوا يحافظون على تلك المشاهد المنسوبة إليهم بالعمارة بعد العمارة, وفي كلّ مشهد من تلك المشاهد المعظمة وضعوا طائفة وظيفتها أن تهتمّ بتنظيف تلك المشاهد والعناية بها واحترام زائريها وتقديم الخدمات لهم, وسمّوا تلك الطائفة بالسدنة, ومن تلك المشاهد مشهد صاحب الزمان أرواحنا فداه في الحلّة, فإنّ مشهده لم يخلُ من تلك الطائفة، لكنّ التاريخ لم يحفظ لنا أسماءً من تلك الطائفة, إلاّ ما وجدته من اسم واحد, وبيت واحد, وهو بيت (آل القيم) وأكرم به من بيت, فبخدمتهم لهذا المقام الشريف نالوا ذلك اللقب السامي, وقد نال هذا البيت الحظّ الأوفر من تلك السدانة وبحقبة زمنية تُقدّر بنحو ثلاثة قرون أو أكثر, يستلمها خلف عن سلف، وصاغر عن كابر, فقد ذكرهم الشيخ الخاقاني رحمه الله في كتابه (شعراء الحلّة) قائلاً: إنّ صاحب كتاب (ديوان القيم) الذي جمعه الشيخ محمد علي اليعقوبي رحمه الله, هو حسن بن الملاّ محمد بن يوسف بن إبراهيم بن إسماعيل بن سلمان بن عبد المهدي، وكان جدّه هذا سادناً على مقام الغيبة التي في نهاية سوق الهرج من جهة الغرب، ومن هنا جاءهم لقب (القيم)، وكانت السدانة لهم من لدن دولة الصفويين في العراق (930 – 1120هـ)، وهم حتّى اليوم يستغلّون ثمرة أوقاف الزوير الواقعة في شمال الحلّة , ولد المترجم له أي الشاعر سنة 1276هـ.
أقول: ربما إنّ أوقاف الزوير الواقعة في شمال الحلّة هي ممّا وقفه الحكام الصفويّون للمقام الشريف, وكان هذا من عادتهم مع المشاهد الشريفة.
ومن ثمّ انتقلت السدانة إلى بيت آخر من بيوتات الحلّة ولمدّة قصيرة, ومن بعد تحوّلت إلى بيت آخر ثالث يدعى بـ(ال الصفّار). وكان السادن الأوّل منهم الحاج حميد حسين الظاهر الصفار الخفاجي الذي خدم المقام نحواً من أربعة عقود، وكان معروفا بتديّنه وورعه، وتوفي هذا السادن سنة (1408هـ)، ثمّ استلم السدانة بعده ولداه عبد الله وعبد علي اللذان كانا يسعيان بين حقبة وأخرى لترميم وصيانة وتطوير المقام وبالشكل اللائق وببعض جهود الخيرين دامت توفيقاتهم. وأخبرني سادن المقام عبد الله الصفار عن كرامة رآها بأم عينيه أحببت تدوينها هنا وهي من املائه عليّ، قال: في سنة (1408هـ/1988م) وفي الشهر الخامس وفي يوم الجمعة حدثت كرامة في هذا المقام وهي: كان مفتاح باب المقام عند رجل كبير السن وكان مؤمناً اسمه حمزة الحمود (ابو ابراهيم الصفار)، أُمر هذا الرجل من قِبل سدنة المقام لغيابهم عنه في تلك المدة بفتح وغلق باب المقام، وعندما أغلق الباب ليلة الجمعة أغفل امراً مهمّاً وهو أن بعضاً من النساء وضعن بعض الشموع مباشرة على كرسي خشب قديم كان داخل المقام، وكان المقام مفروشاً بحصير من النايلون (البلاستك) لأنّ الموسم كان صيفاً، فأغفل الرجل إطفاء تلك الشموع التي وُضعت على الكرسي مباشرة، فجاء يوم الجمعة صباحاً لفتح باب المقام فوجد أمراً عجيباً قد حدث، وهو أن الكرسي قد احترق بأكمله ولم يبق إلاّ رمادُ ولم يروا أثراً لاحتراقه على الحصير سوى بقع صغيرة بقدر الدرهم والحصير لم يحترق، فاجتمع الناس لرؤية هذه الكرامة، وأخذ الناس رماد ذلك الكرسي للتبرّك، فببركة صاحب هذا المقام لم يحترق الحصير، ولو احترق الحصير لأحرق المقام بأكمله لكن أبى الله إلاّ أن يتمّ نوره ولو كره المشركون.
أقول: لقد انطفأ النور الناتج من احتراق الكرسي عندما حضر النور الالهي تواضعاً منه لذلك النور المقدس، فخمدت تلك النيران ببركات يُمن وجوده عليه السلام كما خمدت نيران كسرى ببركات يمن جدّه صلى الله عليه وآله وسلم.
الأمر الثاني: في ذكر الأوقاف الخاصة بالمقام
دأبت الشيعة الامامية (أنار الله برهانهم) بجعل وقفاً من الأراضي أو المشاريع الخيرية وذلك لتعاهد عمارة تلك المشاهد بالبناء والتعمير، وقد قدّمنا ذكر أوقاف الزوير الواقعة في شمال الحلّة التي من المحتمل أن تكون خاصّة بهذا المقام, والآن نأتي على ماتبقى من الذكر.
أقول: إنّني زرت في سنة 1425هـ دائرة الوقف الشيعي في الحلّة فعثرت في طيّات مخزوناتها على أوراق عثمانية يدّعى فيها وجود مقام للإمام المهدي عليه السلام في منطقة المدحتية التابعة للحلّة، ورقم المقاطعة المدّعى فيها وجود هذا المقام هو قطعة 114و11أو14و15العوادل خيكان الغربي وخيكان الشرقي رحمه اللهمدحتية, كما عثرت في أوراق عثمانية أخرى على ادّعاء وجود مقام آخر للإمام المهدي عليه السلام في قضاء الكفل التابع للحلّة، ورقم المقاطعة المدّعى فيها وجود هذا المقام هو 5و6م مربع هور الشوك رحمه الله كفل, جار ابن الجباوي, والذي اعتقده أنّ الموضعين المذكورين ليس فيهما مقامان للإمام المهدي عليه السلام لعدم وجود عين ولا أثر لهما، ولو كان لهما وجود لما طمست اثارهما ودرست معالمهما، وأغلب الظن أنّهما من جملة المواضع الموقوفة على مقام الإمام المهدي عليه السلام في الحلّة الذي كتبنا هذا البحث في تحقيقه, وقد لا يبعد أن يكون ذكر هذين المقامين في المكانين المزبورين هو من تزويرات الدولة العثمانية المتعصّبة على الشيعة تعصّباً لا هوادة فيه، (وتوظيفاً) لهذا التعصب وبدافع التشويش والتضبيب على عقائد الشيعة اختلقت لهم ما لم يعرفوه ولم ينقله منهم ناقل.
|
|
|
|
|