|
شيعي فاطمي
|
رقم العضوية : 23528
|
الإنتساب : Oct 2008
|
المشاركات : 4,921
|
بمعدل : 0.82 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
نووورا انا
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 15-11-2009 الساعة : 01:55 AM
(في ذكر عمارة مقام صاحب الزمان أرواحنا فداه في الحلّة) إن الباحث عن تاريخ عمارة مقام صاحب الزمان أرواحنا فداه في الحلّة, يجد أنّ تأريخ هذا المقام ظل متواكباً مع تاريخ الحلّة من ابان بزوغ عصرها العلمي, فهو فيها كالقلب من الجسد, فتجد فيه العالم والمتعلم والوالي والرعية والمعافى والســـقيم, حتّى أنّه ما مر بالحلّة من وافد إلاّ وتشرّف بمشهد صاحب الزمان أرواحنا فداه, فذاك ابن بطوطة وذا سيد علي رئيس المصري وغيرهم, ولولا حقد المتعصّبين لذكر لنا التاريخ عدّة من الزائرين لهذا المقام الشريف, وسوف نذكر في هذا الباب تاريخ عمارة المقام حسب التسلسل التاريخي لها:
1) في القرن السادس الهجري:
لاعلم لنا بتاريخ عمارة المقام وإنشائها في هذا القرن, إلاّ أنّها كانت موجودة, وبحسب التواريخ التالية, وللأسف الشديد فُقد كتاب (المناقب المزيدية في أخبار الدولة الأسدية) للمؤلّف أبي البقاء هبة الله بن نما, فإنّ البلاد الاسلامية خلت من هذه النسخة , سوى نسخة واحدة موجودة في المتحف البريطاني وتحت رقم (230296) ولابد من ذكر لهذا المقام في هذا الكتاب لأنّ مؤلفه كان من رجال ذلك القرن.
2) في القرن السابع الهجري:
كانت العمارة موجودة, ومنذ بدأ هذا القرن وهذا ما نجده في ما كتبه الشيخ الفاضل علي بن فضل الله بن هيكل الحلّي تلميذ أبي العباس ابن فهد الحلي ما صورته: ـ
حوادث سنة (636هـ): فيها عمّر الشيخ الفقيه العالم نجيب الدين محمد بن جعفر بن هبة الله بن نما الحلّي بيوت الدرس إلى جانب المشهد المنسوب إلى صاحب الزمان عليه السلام بالحلّة السيفيّة, وأسكنها جماعة من الطلبة.
سنة (677 هـ): في داخل المقام نسخ السيد الحسين الطبري رحمه الله كتاب (نهج البلاغة)
3) في القرن الثامن الهجري:
كانت عمارة المقام شامخة في قلب الحلّة وعلى شهرة واسعة من الذكر من قبل الخاصّ والعام، ففي بداية هذا القرن وفي داخل المقام كتب الشيخ محمد حسن بن ناصر الحداد كتابه الدرّة النضيدة.
وفي سنة (723هـ): في داخل المقام نسخ محمود بن محمد بن بدر كتاب (تحرير الأحكام الشرعية) للعلاّمة الحلّي رحمه الله.
في سنة (776هـ): في داخل المقام نسخ جعفر بن محمد العراقي كتاب (قواعد الأحكام) للعلاّمة الحلّي رحمه الله.
وأمّا وصف عمارة المقام في القرن الثامن الهجري فعلى ما يلي:
محراب المقام: ورد ذكر المحراب علي لسان الراوي لحكاية (أبي راجح الحمامي) وهو الشيخ محمد بن قارون, والحاصلة في هذا القرن قائلاً: ـ (وكان يجلس في مقام الامام عليه السلام في الحلّة ويعطي ظهره القبلة الشريفة, فصار بعد ذلك يجلس ويستقبلها), والقبلة الشريفة كناية عن محراب المقام.
باب المقام: ورد ذكر باب المقام على لسان (ابن بطوطة) في رحلته الحاصلة في سنة (725هـ) قائلا: ـ (وبمقربة من السوق الاعظم مسجد على بابه ستر حرير مسدول، وهم يسمّونه مشهد صاحب الزمان).
قبة المقام: ورد ذكر لقبّة المقام في هذا القرن أربع مرّات في حكاية (ابن الخطيب وعثمان) الحاصلة في سنة (744هـ) قائلاً (أي الراوي للحكاية): (فلمّا كانت ليلة الجمعة حملنها حتّى أدخلنها القبّة الشريفة في مقام صاحب الزمان عليه السلام... وبتن باجمعهن في باب القبّة.. لمّا جعلتنّني في القبة وخرجتنّ... ورأيت القبّة قد امتلأت نوراً).
وذُكرت القبّة ثانيةً في هذا القرن في حكاية (جمال الدين الزهدري) الحاصلة في سنة (759هـ) على لسان الراوي لها مرّتين قائلاً: (وقيل لها: ألا تبيّتينه تحت القبة الشريفة بالحلّة المعروفة بمقام صاحب الزمان عليه السلام... وقد أباتتني جدّتي تحت القبة).
وآخر الذكر لعمارة هذا المقام هو ماجرى على لسان ابن ابي الجواد النعماني حينما سأل الامام القائم عليه السلام قائلاً: (يا مولاي لك مقام بالنعمانيّة ومقام بالحلّة، فأين تكون فيهما؟).
4) في القرن التاسع الهجري:
وفي سنة(873 هـ /1452 م): قال الغياثي في تأريخه في حوادث تلك السنة (أرسل حسن علي ـ أمير بغداد ـ جيشاً إلى الحلّة للقضاء على حكومة شاه علي بن اسكندر, فلمّا وصل الجيش إلى قلعة بابل رأى قراغول (حراس)، فجرت معركة بين الطرفين, ثمّ اصطلحوا وعاب القرغول أميرهم وقالوا لهم: الجسر منصوب نمضي على غفلة, وساروا وعبروا الجسر والناس يظنّونهم القرغول الذين أرسلوا ومضوا إلى أن وصلوا إلى دار السلطان وأحاطوا بها، وكان ابن اسكندر وابن قرا موسى في القلعة فأخذوهما عريانين وقتلوا ابن قرا موسى, وأمّا ابن اسكندر فألقى بنفسه إلى صاحب الزمان, وقال: كنت درويشاً وجاء بي ابن قرا موسى قهراً وطلب الأمان.......).
أقول: هكذا وردت العبارة في تاريخ الغياثي، والظاهر أن المقصود بعبارة (فالقى بنفسه إلى صاحب الزمان) أنّه القى بنفسه إلى مقام صاحب الزمان أرواحنا فداه, داخلاً بذمّته آملاً منه أن يتركوه، لأنّه احتمى بصاحب الزمان عليه السلام ويؤيّد كلامنا هذا أنّه لا يوجد شىء يُنسب إلى صاحب الزمان عليه السلام في الحلّة سوى هذا المقام الشريف, فحذف كلمة مقام أو مشهد من العبارة إمّا أن تكون من سهو النّساخ, أو إنما وردت على سبيل المجاز والأتساع بحذف المضاف، وهو شائع في لغة العرب ومحاوراتهم وبه نطق القرآن الكريم في قوله تعإلى (وَ سْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيها وَ الْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنا فِيها وَ إِنَّا لَصادِقُونَ) والتقدير على ما أجمع عليه المفسرون: أهل القرية وأهل العِير, كما أنّه شائع في لغتنا اليوم, فيقول أحدنا: زرت علياً عليه السلام وزرت الحسين عليه السلام يريد أنّه زار كلاًّ من مشهديهما. 5) في القرن العاشر ومابعده:
ذكرت عمارة المقام عندما زاره سيد علي رئيس المرسل من قبل سلطان مصر سنة (961هـ).وفي عهد الدولة الصفوية (930ـ1120هـ) ذكرت عمارة المقام أيضا حينما عينت تلك الدولة (ال القيم) لسدانة المقام.
6) في القرن الرابع عشر:
في سنة (1317هـ/1896م), سعى لعمارة مقام الغيبة الواقع في الحلّة العلاّمة الكبير السيد محمد ابن السيد مهدي ابن السيد حسن ابن السيد أحمد القزويني (1262ـ 1335هـ) الذي كان يهتمّ بعمارة الآثار التأريخية.
أقول: بقيت هذه العمارة إلى سنتنا هذه وهي سنة (1425هـ)، وقد أرّخ تلك العمارة الشيخ محمد الملا (ت 1322هـ) في آخر قصيدة له قائلا: ـ
مـحمداً فيك العلا قسمت
آخيت اسمك اشتقّ من الحمدِ
بأنّــك الحائز علـماً بـه
تهــدي إلى الايمان والرشـدِ
شيّـدت للقائم مـن هاشـم
مـقـام قدسٍ شامخ المـجـدِ
فلم يزل تهتف فيك العلى
علـى لسـان الحرِّ والـعبـدِ
ذا خلف المهدي قد أرّخوا
(شاد مقام الخلف المهدي)
والشعر هذا موجود ومكتوب إلى الاّن على باب المقام كتب بالقاساني الأزرق, ولم يتغيّر إلى الآن، وأنا نقلته هنا على ما كُتب على باب المقام، وقد أورد الشيخ الخاقاني رحمه الله في كتابه (شعراء الحلّةج5 ص242) هذا الشعر باختلاف يسير, أوردته بالهامش.
كما انّ الحاج عبد المجيد العطار (1282ـ1342هـ) أرّخ هذه العمارة ببيتين من الشعر ضمّنهما بـ(28) تاريخاً قائلاً: ـ
توقّعجميلالأجرفيحرمالبنا
بفتحكبالنصرالعزيزرواقا
بصاحبعصرثاقبباسمهالسنا
نجدّاقتراباًماأجاروراقا
7) في القرن الخامس عشر الهجري:
سنة 1422هـ / 2001 م:
سعى المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله) بتجديد عمارة المقام وبجهود بعض المؤمنين الخيّرين, بالرغم من تلك الظروف الحرجة من محاربة وطمس آثار التشيّع من قبل حزب البعث الحاكم آنذاك، وتضمن هذا التجديد:
1- تغليف القبّة المنيفة السامية الشامخة للمقام بالقاساني الازرق.
2-تغليف أرضيّة المقام وجدرانه بالمرمر الفاخر.
3- تزيين سقف المقام والقبّة من الداخل بالمرايا.
4-تغيير الآيات التي كُتبت على واجهة المقام.
5- تكييف المقام وإنارته بالمصابيح والنُّجف.
ولقد أرّخ هذه العمارة الشاعر السيد عصام الحسيني السويدي قائلاً:
يا حجّة الله التي في أرضهِ للعبدِ شُدنا مقامكَ علّنا نحظى بنيلِ السّعدِ أرواحنا قبل الحجا رةِ سابقت والايدي بالحمدِ تمّ مؤرّخاً
|
|
|
|
|