عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية نووورا انا
نووورا انا
شيعي فاطمي
رقم العضوية : 23528
الإنتساب : Oct 2008
المشاركات : 4,921
بمعدل : 0.82 يوميا

نووورا انا غير متصل

 عرض البوم صور نووورا انا

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : نووورا انا المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 04-11-2009 الساعة : 06:10 PM


اللهم صل على محمد وآل محمد




وبهذا التفسير وردت روايات:
منها: ما رواه المجلسي رحمه الله عن مصباح الشريعة أنه قال الصادق عليه السلام: (التقوى على ثلاثة أوجه: تقوى بالله في الله وهو ترك الحلال فضلاً عن الشبهة وهو تقوى خاص الخاص.
وتقوى من الله وهو ترك الشبهات فضلاً عن حرام وهو تقوى الخاص.
وتقوى من خوف النار والعقاب وهو ترك الحرام وهو تقوى العام.
ومثل التقوى كماء يجري في نهر ومثل هذه الطبقات الثلاث في معنى التقوى كأشجار مغروسة على حافة ذلك النهر من كل لون وجنس وكل شجرة منهما يستمص الماء من ذلك النهر على قدر جوهره وطعمه ولطافته وكثافته ثمّ منافع الخلق من ذلك الأشجار والثمار على قدرها وقيمتها قال الله تعالى: ((صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الأُْكُلِ ...))(17) الآية.
فالتقوى للطاعات كالماء للأشجار ومثل طبايع الأشجار والثمار في لونها وطعمها مثل مقادير الإيمان فمن كان أعلى درجة في الإيمان وأصفى جوهراً بالروح كان أتقى ومن كان أتقى كانت عبادته أخلص وأطهر ومن كان كذلك كان من الله أقرب.
وكل عبادة غير مؤسسة على التقوى فهو هباء منثور قال الله عز وجل: ((أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى تَقْوى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ ...))(18) الآية، وتفسير التقوى ترك ما ليس بأخذه بأس حذراً عمّا به بأس وهو في الحقيقة طاعة وذكر بلا نسيان وعلم بلا جهل مقبول غير مردود)(19).
وروى الشيخ الحرّاني في (تحف العقول)(20): أنه دخل على الصادق عليه السلام رجل فقال: (ممن الرجل؟)، فقال: من محبيكم ومواليكم، فقال له جعفر: (لا يحبّ الله عبداً حتّى يتولاه ولا يتولاه حتّى يوجب له الجنّة). ثمّ قال له: (من أيّ محبّينا أنت؟) فسكت الرجل.
فقال له سدير: وكم محبّوكم يا ابن رسول الله؟ فقال: (على ثلاث طبقات: طبقة أحبّونا في العلانية ولم يحبّونا في السر، وطبقة يحبّونا في السر ولم يحبّونا في العلانية، وطبقة يحبّونا في السر والعلانية هم النمط الأعلى شربوا من العذب الفرات وعلموا تأويل الكتاب وفصل الخطاب وسبب الأسباب فهم النمط الأعلى، الفقر والفاقة وأنواع البلاء أسرع إليهم من ركض الخيل مستهم البأساء والضرّاء وزلزلوا وفتنوا فمن بين مجروح ومذبوح متفرقين في كل بلاد قاصية، بهم يشفي الله السقيم، ويغني العديم، وبهم تنصرون، وبهم تمطرون، وبهم ترزقون، وهم الأقلون عدداً، الأعظمون عند الله قدراً وخطراً...) الحديث.

وروى الكليني عن الباقر عليه السلام قال: (إن الله تعالى ليدفع بالمؤمن الواحد عن القرية الفناء)(21) ، وقال: (لا يصيب قرية عذاب وفيها سبعة مؤمنين)(22).
وروى الشيخ المجلسي في (البحار)(23) عن كتاب زيد الزراد قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: نخشى أن لا نكون مؤمنين، قال: (ولِمَ ذاك؟)، قلت: وذلك أننا لا نجد فينا من يكون أخوه عنده آثر من درهمه وديناره، ونجد الدينار والدرهم آثر عندنا من أخ قد جمع بيننا وبينه موالاة أمير المؤمنين عليه السلام.
قال: (كلا، إنكم مؤمنون ولكن لا تكملون إيمانكم حتّى يخرج قائمنا فعندها يجمع الله أحلامكم فتكونوا مؤمنين كاملين، ولو لم يكن في الأرض مؤمنون كاملون إذاً لرفعنا الله إليه وأنكرتم الأرض وأنكرتم السماء(24)، بل والذي نفسي بيده أن في الأرض في أطرافها مؤمنين ما قدر الدنيا كلّها عندهم تعدل جناح بعوضة).
ثمّ ذكر عليه السلام أوصافهم بنحو ما ذكر أمير المؤمنين عليه السلام أوصاف المتّقين في خطبة لهمام ثمّ قال عليه السلام: (وا شوقاه إلى مجالستهم ومحادثتهم، يا كرباه لفقدهم، ويا كشف كرباه لمجالستهم، اطلبوهم فإن وجدتموهم واقتبستم من نورهم اهتديتم وفزتم بهم في الدنيا والآخرة هم أعزُّ في الناس من الكبريت الأحمر، حليتهم طول السكوت وكتمان السر والصلاة والزكاة والحج والصوم والمواساة للإخوان في حال اليسر والعسر...) الحديث.
ومن ذلك يظهر بوضوح أن الأبدال والأوتاد هم الذين على درجة من الإيمان وببركتهم ويمنهم، ينشر الله تعالى أنواع الخير على أهل الأرض وهم أحبُّ المؤمنين لدى المعصومين عليهم السلام وأرفعهم منزلة عندهم وكرامة، ولكن أين ذلك من جعل المنصب والنيابة الخاصة والوساطة بين الإمام المعصوم وبين سائر الناس.
نعم هم قدوة وأمثال حيّة للمؤمن الكامل والمتقي الكريم على الله تعالى ورسوله والأوصياء صلوات الله عليهم.
وكم فرق بين الاهتداء بهم في طاعاتهم وورعهم وتقواهم وبين الائتمار والانتهاء لأقوالهم والسماع لأخبارهم عن المعصوم.
وهذا المقام للإبدال والأوتاد مفتوح بابه لمن أراد بأن يجاهد نفسه وهواه، فقد روى الكليني عن الباقر عليه السلام أنه قال: (إن أصحاب محمّد صلى الله عليه وآله قالوا: يا رسول الله نخاف النفاق. قال: فقال: ولِمَ تخافون ذلك؟ قالوا: إذا كنّا عندك فذكّرتنا ورغّبتنا وجلنا ونسينا الدنيا وزهدنا كأنّا نعاين الآخرة والجنّة والنار ونحن عندك، فإذا خرجنا من عندك ودخلنا هذه البيوت وشممنا الأولاد ورأينا العيال والأهل يكاد أن نحول عن الحال التي كنّا عليها عندك وحتّى كأنّا لم نكن على شيء، أفتخاف علينا أن يكون ذلك نفاقاً؟ فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله: كلا، إن هذه خطوات الشيطان فيرغّبكم في الدنيا، والله لو تدومون على الحالة التي وصفتم أنفسكم بها لصافحتكم الملائكة، ومشيتم على الماء...)(25) الحديث.
وهذا بخلاف مقام النيابة والسفارة فإنه باختيار وإرادة من الإمام المعصوم عليه السلام.
ويجدر التنبيه مع ذلك إلى ما قاله الصادق عليه السلام إلى أن الأبدال والكاملين هم أعزُّ من الكبريت الأحمر، أي إنهم في منتهى الندرة والقلّة فكيف يعثر عليهم مع إخفاءهم لحالهم لكيلا يذهب خلوص نياتهم، ولئلاّ يحصل لأنفسهم الاغترار وغير ذلك من مفاسد الاشتهار.
وهذا من الشواهد على اختلاف مقامهم لمقام النيابة والسفارة.










من مواضيع : نووورا انا 0 بواطن الرحمة الإلهية في ظواهر الشرور السفيانية
0 علامات الظهور بين الأولويات والانحراف
0 الابـــــــــــــــــلّة
0 شيعة البحرين تجذّر المواطنة ونابضية الولاء
0 شيعة باكستان والحصانة العقدية
رد مع اقتباس